المحرر موضوع: لست مسئولا عن الحرائق لكن نيرانها تحرق أحلام أبنائي!!!!  (زيارة 576 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حميـد الحريزي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 305
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لست مسئولا عن الحرائق لكن نيرانها تحرق أحلام أبنائي!!!!

حميد لفته
في زيارة لممثلي شركة شل لمدينة البصرة أوضح:-
((أ نائب رئيس منطقة الشرق الاوسط في ((شل)) منير بو عزيز.. قدر في حديث الى الحياة ان أكثر من (70%) من الغاز العراقي عبارة عن غاز مصاحب لعملية استخراج النفط، مما جعل التقديرات والتقارير الصادرة من مجلس النواب تحدد خسارة العراق ب ((100 بليون دينار عراقي يوميا (80 مليون دولار))!!! وأشار الى ان كميات الغاز المحروقة يوميا تكفي لتزويد بلد مثل الأردن مرتين بالطاقة الكهربائية ولتعبئة (300) ألف اسطوانة غاز يوميا))*
فلو أجرينا حسابا بسيطا لمقدار الخسارة السنوية من الغاز في البصرة فقط ((28 مليار و800 مليون دولار سنويا اي ان خسارة المواطن العراقي نعادل ما يقارب (1000 دولار) سنويا وهذا مبلغا غير قليل يمكن ان تعيش به عائلة عراقية مكونة من خمسة أفراد وهو معدل عدد أفراد العائلة في العراق،هذه العوائل التي تعيش نسبة توازي أكثر من (50%) من أفراده للبطالة السافرة او المبطنة،واستنادا الى بعض التقارير الدولية فان هناك 30% من الشعب العراقي يعيش ضمن او دون خط الفقر.
الا يمكن ان تبني هذه المليارات المحروقة ان تبني مساكن لمن يعيشون في لعراء وبيوت ((التنك)).
الا يمكن ان تبني هذه المليارات المحرقة آلاف المدارس لائقة لأبنائنا بدلا ن مدارس الطين؟؟
الا تكفي هذه المليارات المحروقة ان توفر عيشا كريما لآلاف المتسولات والمنسولين في عراق البترول؟؟
الا يمكن ان تصون هذه المليارات المحروقة كرامة المرأة العراقية التي تبيع جسدها من اجل ان تعيش؟؟
الا يمكن ان تبني هذه المليارات المحترقة مزيدا من المشافي الكفوءة لرعاية الإنسان العراقي المبتلى بأنواع المصائب والأمراض والعلل؟؟
ألا يمكن ان تسد هذه الثروة المحروقة حاجة المطبخ العراقي من الغاز السائل حيث تدفع العائلة العراقية ثمنا باهظا وجزءا غير يسير من دخلها مقابل الحصول عليه للاستهلاك اليومي،والذي قد يصل الى ((25)) ألف دينار للاسطوانة الواحدة وهذا ما لم تستطيع دفعه سوى العوائل الثرية في العراق. مما يضطر العوائل العراقية ان تطبخ على الحطب لان النفط الأبيض ((الكيروسين)) ان لم يكن مفقودا فسعره يفوق سعر الغاز السائل مما أدى الى عدم نفع ((الجوله)) و((البريمز)) وهي أدوات الطبخ للعوائل الفقيرة في العراق!!؟؟؟
الا يمكن ان تنير هذه الطاقة بيوت العراقيين التي تقبع اغلب وقتها في بحر الظلام، والا يمكن ان تساعد على تدوير عجلات معاملهم وتزهر مزارعهم وهي تكفي كما يشير الخبراء لتزويد بلد مثل الأردن مرتين بالطاقة الكهربائية؟؟؟
ألا يمكن ان تزود ((300)) إلف اسطوانة غاز يوميا باسطوانة واحدة من الغاز السائل و للعائلة العراقية وتعفيها ن دخان الحطب؟؟ وألا ..وألا..وإلا....
والسؤال من هو المقصر في عدم الاستفادة من هذه الثروة الكبيرة المهدورة لعشرات السنين ومنذ اكتشاف النفط في لعراق ولحد الآن؟؟
نسال لماذا تقع أعباء هذا الهدر الجنوني للثرة الوطنية ومن هو المسئول عن ذلك؟؟
لماذا تقع أعباء كل هذا الهدر والجهل واللامبالاة على كاهل المواطن العراقي الفقير الذي يغلي الما وغضبا وحرقة وهو يرى ثروته تهدر وهو يعاني من الجوع والبطالة وحر الصيف وبرد الشتاء ويحيى دون مستوى الكفاف؟؟؟
ومن يرفع صوته ويطالب بحقه ويدين المقصر يكون مصيره الإعدام والشنق والسجن والتعذيب والسجن والتشريد!!! ويمكن ان نتأكد من هذا لو سألنا سجون قصر النهاية وسجن الحلة المركزي ونقرة السلمان وسجن رقم واحد وسجن الكوت وسجن ديالى المركزي وسجون الرضوانية وسجون مديريات الأمن والمخابرات في عموم البلاد شمالا وجنوبا شرقا وغربا وفي مختلف العصور أيام الاحتلال او الحكم الملكي او الجمهوري الاستبدادي والديمقراطي؟؟؟!!
ويمكننا ان نستذكر المصير المأساوي الذي نعرض له الزعيم((الشاذ)) عبد الكريم قاسم حينما وقعت عيناه على مآسي ابناء شعبه من الفقراء وهدر ثروته الوطنية وحاول ان يشذ عن جوقة الحكام وذوي الأمر من سلاطين العراق وحكامه لينصف فقراءه ومعدميه ويقف بوجه جوقة السلب والنهب من الشركات الاحتكارية!!
فلماذا نحيا حالة بؤس وشقاء وظلم وظلام ونحن لا ذنب لنا ولا آبائنا ولا لأبنائنا في ما يحصل من هدر وضياع للثروة الوطنية بينما يعيش ذوي الحل والعقد والسلطة حياة توازي حياة أغنى الأمراء وملوك وسلاطين البترول في لعالم؟؟؟ لماذا يعاقب ويحرم البريء بينما يكافئ ويكرم المذنب؟؟؟
* جريدة الأهالي ص12 العد 297 في 8-4-2009