محاكمة الحـب
الفصــــــــل الثـــــــــاني
محامي الدفاع:أيّها الدولار الذي يدعي النزاهة والشرف.... لك ما تدعي وتفخر به ولكن أن تدعي أنه لا يوجد عداوة
بينك وبين الحب فهذا ادعاء كاذب لأن الجميع هنا يعرفون بأنك ألد أعداء الحب وعدوه الأول والأخير
كيف ؟ و قد ترك مئات العشاق ثرواتهم وكنوزهم وهاجروا في سبيل الحب اختاروا عزة الحب على عزك الوهمي
كيف ..........؟؟ وجميعنا يتذكر المعارك الكثيرة التي دارت بينك وبين الحب
ولعل محاكمة اليوم هي إحدى هذه المعارك إنك لتثير السخرية وأنتَ تتحدث عن العدل ولشرف والأخلاق
قد اعترف لك بكسب العديد من الجولات لأنك كنت تتبع نفس الأسلوب من رشوة وتهديد وغدر وتجويع وأساليب لا تحصى ولا تعد....
لقد انتصرت لأن قلوب البعض كانت فارغة ونفوسهم ضعيفة.... نعم منذ الأزل أنتَ كما أنتَ تزرع الخوف وتفسد الضمائر وتحارب الخير بكل أشكال الإرهاب
كيف لا تكون عدواً للحب والحب لا يبحث إلا على السعادة يريد أن يعيش بين البشر ويعيشهم في سلام أبدي وأن تربطهم علاقات محبة وصداقة وإخاء أما أنتَ تريد أن تربطهم بالمصالح والمكاسب والوجوه المستعارة تريد أن تطرد الحب من هذه الخليقة ليصبح لكل شيء ثمن مهما كبر شأنه
فلا وألف لا لن نسمح لك بذلك لن نسمح نحن الشرفاء بذلك
سيخرج الحب من هذه القاعة بريئاً لأننا بالحب وحده نستطيع أن نهزمك ونتحرر منك لتعيش الأجيال القادمة في سلام دائم
بالحب وحده نبني عالماً من نور .
بالحب ولأجل الحب تدور الأرض تشرق الشمس وتغيب
بالحب وحده يستطيع القمر أن يضيء ظلمة الليالي فلولا ذلك لكانت حياتنا خراباً ودماراً
القاضي : أيّها الدولار لا تستطيع أن تخفي عداوتك للحب وبالرغم من ذلك أيّها المحامي نحن هنا لسنا بصدد محاكمة الدولار وإنما بصدد تهم موجهة إلى الحب أما الآن فليتفضل الشاهد الثاني
( يتقدم الشاهد الثاني وهو الذكريات يحيي القاضي وبقسم اليمين)
القاضي : هل تشهد أن المتهم الواقف أمامك هو مجرم وما هو دليلك على ذلك ؟
الشاهد الثاني : ( الذكريات)
سيدي القاضي إن كلام المدعي العام صحيح فالحب ضعيف وسخيف مقارنة بالحب وعلى كل حال هناك احصائية نشرتها جريدة الحياة ويرأس تحريرها سيادتكم تقول الإحصائية:
إن أنصار الدولار في العالم يتراوحون بين (90ــ 95 %)
بينما (5% ) هم أنصار الحب
إضافة لذلك فإن الكثير منهم تركوا تلك المشاعر التي لا تشبع ولا تغني عن جوع ليركضوا وراء رغيف الخبر
نعم سيدي القاضي رغيف الخبز أصبح الهم الشاغل للبشر فليسقط الحب ولتسقط المشاعر وتذهب إلى الجحيم
و نعم لرغيف الخبز نعم للدولار $$$$
محامي الدفاع سيدي القاضي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن الدولار استطاع شراء هذا الشاهد أيضاً لذا يجب محاكمة الدولار بالرشوة وسوء استخدام قوانين الحياة
المدعي العام: سيدي القاضي حضرات المستشارين أيّها الناس أظن أن محامي الدفاع قد أخذكم بكلماته البراقة وأدلته الكاذبة وأسهب بالكلمات حتى كاد يجعلني إرهابيا ، وهذا ليس بجديد على محامي فاشل كهذا
يريد هذا المحامي الفاشل أن يغير الموضوع ويلفت الانتباه إليّ ليتغاضى الناس عن جرائم الحب ممكن أن يكون هناك سوء تفاهم بيني وبين الحب ولكن ليس لدرجة العداوة التي صورها ذلك المحامي المتفلسف وإن سوء التفاهم هذا بدأه الحب فقد أحرجني في كثير من الأحيان وقلل من مكانتي بين البشر وعلى كل حال أنتَ تقول أيّها المحامي إن الحياة لا تستمر إلا بالحب ........... و لكن هل يستطيع الحب أن يشتري رغيف الخبز ؟
هل يستطيع الحب أن يزوجنا الفتاة التي نحبها في زمن أصبحت تكاليف الزواج كالسيوف على رؤوس الشباب
هل يستطيع الحب أن يبني لك بيتاً
هل يستطيع أن يحميك من برد الشتاء وحر الصيف
هل يستطيع ...هل يستطيع ... أجيبوني أيّها الناس
هل يستطيع ... هل يستطيع
[size=20ptالقاضي
الجلسة الآن للنطق بالحكم
بعد الاستماع إلى محامي الدفاع والمدعي العام وأقوال الشهود قررنا ما يلي :
الحب: ( مقاطعاً القاضي)
سيدي القاضي السادة المستشارين اسمحوا لي بكلمة واحدة..... هي كلمة واحدة فقط فلم يعد يهمني إن كنت بريئاً أو مداناً في نظركم ولكن أريد كلمة عشق واحدة أريدها بكل اللغات بكل الألوان أريدها بحراً ثائراً وعواصفاً مجنونة وأمواجاً سحرية تلاعب ذكرياتنا وتقتل أحلامنا وتغرقها في أعماق المحيطات
لم يبقى في العالم أيّ شيء نخسره أكثر مما خسرناه ...كبرياؤنا... تاريخنا وحضارتنا وكل شيء ................
في زمن انتصرت كل الحضارات وحدها حضارة الحب زالت
وجلسنا نبكي على أطلال حبنا تسحقنا دموعنا وذكرياتنا .......
فلكي تستمر الحياة في طهارة فقد قررت الرحيل سأرحل من هنا تاركاً أرض الكآبة ومحرراً قدمي من اللا مكان
سأنزع ثوب خفقان القلب وأنفض من يدي رماد الذكريات وألملم آهات العشاق وأضعها في حقيبة سفري وأرحل و أرحل و أرحل.........
فجأة !!!!!؟ يوقفني صوت غريب يضمني يهزني يسألني أين الرحيل ؟ لما الرحيل....؟
أريد أن أسمع صوتكم فإن آذاني تلتقط همساتكم وتمتماتكم فأسمعوني صوتكم أيّها الأحبة أسمعوني حكمكم اسمعوني:
هل أنا القاتل أم أنا القتيل ؟
هل أنا المذنب أم أنا البريء ؟
هل أبقى معكم أم أكمل الرحيل ؟
يسدل الستار
عدنان شابو[/font][/size]
