الأمن الإيطالي يبلغ مبعدي المهد برفع الحصانة الأمنية ووقف الرواتب
المبعدون الثلاثة ينوون إعلان الإضراب المفتوح وعائلاتهم تحمل السلطة المسؤولية
رام الله: كفاح زبون
أبلغ الأمن الإيطالي أمس، مبعدي كنيسة المهد، في إيطاليا، مرة ثانية، وبشكل أخير ونهائي، رفع الحصانة الأمنية عنهم، ووقف أي معونات مالية تدفع لهم، بما في ذلك الراتب الشهري، وإيجار المنازل التي يقيمون فيها مع عائلاتهم. جاء ذلك على الرغم من تعهد السلطة الفلسطينية، في وقت سابق، بتسوية الأمر مع المسؤولين الإيطاليين.
وكانت «الشرق الأوسط» نشرت في 26 مارس (آذار) الماضي أن الأمن الايطالي يمهل مبعدي كنيسة المهد حتى آخر أبريل (نيسان) الماضي لتدبير أمورهم. لكن المبعدين، لم يأخذوا الأمر على محمل الجد، بعد تعهدات من الرئاسة الفلسطينية، بتسوية القضية مع رئاسة الوزراء الإيطالية.
وفوجئ المبعدون الثلاثة، خالد أبو نجمة، وإبراهيم عبيات، ومحمد سعيد، بالأمس، بعودة رجال الأمن الإيطاليين إلى منازلهم، وإبلاغهم بأن عليهم تدبير شؤونهم بأنفسهم. وقال رجال الأمن، لأبو نجمة، حسب ما أبلغت عائلته «الشرق الأوسط»: «عليكم تدبير شؤونكم بأنفسكم الآن». ووصف شقيق خالد أبو نجمة، الوضع، بالصعب والمأساوي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن عائلات المبعدين تحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة ومستقبل أبنائهم. وأضاف: «قالوا لنا إن الأمر سوّي مع الإيطاليين، وهكذا أبلغوا خالد، لكن اليوم فاجأهم الأمن الإيطالي، وقال لهم كل شيء انتهى الآن».
واتصلت «الشرق الأوسط» بالمبعد عبيات، ليتصادف اتصالها مع وجود رجال الأمن على باب منزله. وقال عبيات، «قالوا لنا إنكم لن تتلقوا راتبا بعد الآن، وعليكم أن تدفعوا إيجار المنازل بأنفسكم». وتساءل: «وين نروح». وتابع غاضبا: «كيف ندبر أنفسنا هنا بدون رواتب ومنازل، وحتى لو أرادات السلطة أن تحول لنا مبالغ مالية، فهذا سيأخذ وقتا، فكيف نعيش ونحن لا نعرف لغة، ولا نملك تصاريح للعمل في بلد لا يجد فيها أصحابها عملا». ويتقاضى كل من عبيات ورفاقه مبلغ 1300 يورو شهريا، لكنه يقول إنه يكفي بالكاد، إذ يستخدم هذا المبلغ للماء والكهرباء والاتصالات والملابس والطعام والعلاج. وقال الشقيق متسائلا: «كيف سيعيش خالد ومحمد مع زوجاتهم وأولادهم، ومن أين يؤمنون مصاريفهم، وبعض أولادهم يذهب إلى المدرسة».
ومنذ 4 سنوات لم ير عبيات أولاده، لأنه لا يستطيع تأمين مصاريف رحلتهم إلى إيطاليا. وقال: «الحياة مكلفة، وهناك مصاريف نتكفل بها لعائلاتنا في الضفة». وتابع: «والله مشتاق لأولادي، والله نفسي أشوفهم ومش قادر، وبفكر فيهم كل يوم». ويخطط عبيات ورفاقه، لبدء إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا، وقال عبيات: «هذا الإضراب صرخة في وجه السلطة والأميركان والأوروبيين وإسرائيل الذين وقعوا الاتفاق». وكانت الحكومة الإيطالية، شأنها شأن دول أخرى أوروبية، قد عرضت استضافة المبعدين، قبل 7 سنوات، بعد حصار كنيسة المهد، الذي استمر 40 يوما، في بداية أبريل (نيسان) 2002، وانتهى بترحيل 13 من المحاصرين إلى دول أوروبية، و26 إلى قطاع غزة. واستضافت عدد من الدول المبعدين بمنحهم سكنا خاصا، وراتبا شهريا ضمن اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والسلطة.
وقال كامل الكامل، رئيس لجنة أهالي المبعدين لـ«الشرق الأوسط» إن السلطة وعدت سابقا بحل القضية، وإن اللجنة ستتابع على أعلى مستوى، لأن المسألة خطيرة، ولا يمكن رفع الحصانة عن المبعدين وتركهم يواجهون مصيرهم، وإن ذلك غير ممكن إلا في حال عودتهم للوطن. وينوي أهالي المبعدين اتخاذ إجراءات تصعيدية في الأيام المقبلة في محاولة للضغط على السلطة. ولم يتسن الحصول على تعقيب من الدكتور صائب عريقات، الذي يتابع قضية المبعدين، أو من مكتب الرئيس.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11112&article=517380&feature=
