المحرر موضوع: شخبطة على الحائط العراق ارض المياه يموت عطشا  (زيارة 902 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل TOMA SHAMANI

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شخبطة على الحائط

ابكيك ياعراق واشق ثيابي الى اي مرحلة مأساوية وصلت آخرها الجفاف                                    
انتهى وادي الرافدين العريق في الخصوبة ووفرة المياه                       
السياسات الصدامية الحمقاء وحروبه انزلت العراق الى الحضيض      
 92.5 بالمائة من الأراضي العراقية معرض للتصحر                                                            ماتت لوعة ومات الهور كمدا


في هذا اليوم الذي ادبج فيه هذه المقالة اقرا درجات الحرارة في بغداد وتورونتو يوميا ومنذ عهد طويل حيث تصلني على الانترنيت يوميا درجات الحرارة في تورونتو حيث اعيش الأن. في هذا اليوم في الربيع في بغداد ارتفعت درجة الحرارة الى 33 درجة مأوية وفي تورونتو 17 درجة مأوية وهي درجات حرارة تأتي عابرة الا ان المعتاد هو 8 درجة مأوية رغم علو درجة الحرارة الى 17 درجة مأوية الا ان الامر لابد المرء له ان يخفف شيئا من ملابسه الشتوية لان الهواء بارد. اما مصيبة العراق فهى فصولها السنوية ليس فيها شتاء ولا ربيع ولا خريف انما كل فصول السنة صيفا. في الصيف فان درجات الحرارة في بغداد تقل عن الاربعين قليلا. وفوق كل هذا وذاك فان اغلب ايام السنة تكون السماء ملبدة بالغبار مع قلة الامطار. هذه النازلة الابدية تلقاها العراق من الجنون الصدامي عندما تولى تجفيف الاهوار ومنها خطة الموافقة على بناء السدود في تركيا فسرقت حصة الفرات التاريخية من المياه، ثم كافأ تركيا بمنحها انبوبين من النفط يمران في ديارها. كما ان ايران لم تتوانى من العمل ذاته على دجلة الخير فقل مستوى المياه الى الشحة. لن العمل الصدامي الارعن حين قطع 40 مليون نخلة في البصرة في حربه المجنونة مع الدولة الخمينية. نقص المياه وارتفاع مستويات الملوحة والتصحر غدت حالة قائمة الى الابد وتاتي بشكل سلبي على الإنتاج الزراعي خلال فصل الشتاء الماضي في العراق، وفقاً لمسؤولين من وزارتي الزراعة والموارد المائية، قال مهدي القيسي، وكيل وزارة الزراعة العراقية، في بغداد: (إننا نعاني من أزمة مياه حقيقية وحادة. نحن لا نتوقع أن تلبي محاصيل موسم الشتاء الطلب المحلي. ومن المحتمل أن تتأثر المحاصيل الصيفية كذلك)، وفق شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أوضح القيسي أن مستويات هطول الأمطار في الشتاء الماضي لم تتعدى نصف المعدل المعتاد، مشيراً إلى أن الوضع ازداد سوءاً بسبب انخفاض كمية المياه المتدفقة إلى دجلة والفرات من تركيا وإيران. ثم قال (نحن نعول على وزارة التجارة لسد الثغرات...عبر استيراد القمح والشعير وتوزيعهما من خلال برامجها الغذائية الحصص الغذائية التي توزعها الحكومة ولم تتوفر بعد بيانات حول حصاد هذا الشتاء). فيا له من بيان مؤلم هذا العراق الوافر المياه من الازل يعاني هذه الشحة في المياه نتيجة الطروف الحمقاء الذي مر به العراق منذ سقوط عبد الكريم قاسم وحتى اليوم حيث غدى العراق العوبة بايدي البويهيين والسلاجقة. بعض أحياء العاصمة العراقية بغداد بدأوا بحفر الآبار في حدائق منازلهم للاستفادة من المياه الجوفية.

مستويات مخيفة جداً
عقود الحروب الصدامية الخمينية ما العنها ثم العقوبات الدولية واستمرار العمليات العسكرية وتقطيع الأشجار لجمع الحطب قد أصابت القطاع الزراعي في العراق بالشلل وتسببت في رفع نسب الملوحة والتصحر إلى (مستويات مخيفة جدا). تشير وزارة الزراعة، بان اثرت تاثرا سيئا على 40 بالمائة من الأراضي الزراعية، خاصة في وسط وجنوب العراق في حين تصحر ما بين 40 و50 بالمائة مما كان أراض زراعية في السبعينات. الأمم المتحدة تعرف ظاهرة التصحر بأنها تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة وينتج التصحر أساساً عن الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية. ويحدث التصحر بسبب الاستغلال المفرط والاستخدام غير المناسب للأنظمة الإيكولوجية اي البيئية للأراضي الجافة التي تغطي أكثر من ثلث مساحة اليابسة في العالم. كما ان الفقر وعدم الاستقرار السياسي وعمليات إزالة الغابات والرعي المفرط وسوء أساليب الري يضر بالقدرة الإنتاجية للأراضي. أفاد فاضل علي الفراجي، مدير عام هيئة التصحر في العراق في عرض توضيحي منشور على موقع إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر على الإنترنت أن 92.5 بالمائة من الأراضي العراقية معرض للتصحر.

ملوحة الأراضي الزراعية قد تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب استخدام المياه المالحة في ري الأراضي وسوء تصريف المياه مما جعلها أقل إنتاجية. التملح عملية تؤدي إلى زيادة مفرطة في الأملاح القابلة للذوبان في التربة. تشمل الأملاح المتراكمة الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والكلور والكبريت والكربونات والبيكربونات. ويشمل التملح الابتدائي عن تراكم الأملاح عن طريق العمليات الطبيعية الناتجة عن وجود نسب مرتفعة من الملح في المياه الجوفية. أما التملح الثانوي فينجم عن التدخل البشري المتمثل في أساليب الري غير الملائمة مثل استخدام المياه الغنية بالأملاح وعدم تصريف المياه بشكل ملائم، وفقاً لما ذكرته وحدة (إدارة الأراضي والاخطار الطبيعية التابعة للمفوضية الأوروبية).  تجدر الإشارة إلى أن سهول منطقة وسط وجنوب العراق المعروفة بخصوبتها خلال السبعينيات قد تحولت إلى أراض مالحة. وتفيد التقديرات أن حوالي 25,000 هكتار من الأراضي تتأثر سنوياً بالملوحة وتصبح مالحة بشكل لا يساعد على نمو المحاصيل.
 
أما في العراق، فقد انخفضت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات إلى حوالي 20% من معدلاتها مما أدى إلى وقوع أضرار فادحة في الزراعة التي تعتمد على الري. جاء ذلك في تقرير خاص أعدته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، حذر من أن شحة المياه التي تعاني منها دول عديدة في جنوبي آسيا تثير قلقا في مناطق عديدة في الشرق الأوسط وغرب آسيا، بما فيها العراق وإيران والأردن وباكستان من وطأة جفاف شديد. فقد انحسرت كمية الأمطار الساقطة على المنطقة بنسبة 25% في الأردن أصيب القطاع الزراعي بأضرار جسيمة جراء شحة المياه منذ السنة الماضية، في ظل القلق الناتج عن الجفاف، عقدت وزارة الموارد المائية العراقية مؤتمراً لمدة ثلاثة أيام وصف خلاله خبراء المياه الوضع في العراق على أنه (وضع مأساوي) أوصى هذا المؤتمر الذي انعقد خلال الفترة من 19 إلى 21 أبريل / نيسان الماضي. بضرورة تقنين الري واستخدام أنظمة الري الحديثة واستغلال المياه الجوفية المتجددة في منطقة السهول.. قال محمد علي سرحان، وهو خبير مياه في محافظة الديوانية جنوب العراق (بدأ زمام الأمور يفلت من أيدينا...نحن ندخل السنة الثالثة من الجفاف في ظل استمرار انخفاض منسوب المياه في جميع الأوقات وغياب التحرك الملائم لمواجهة ذلك). اذ تتحول مساحات كبيرة من الأراضي إلى صحراء، ويلجأ الكثير من المزارعين إلى مغادرة الأرياف والتوجه إلى المدن أو المناطق القريبة منها. لقد بدأنا نستورد كل احتياجاتنا من المواد الغذائية تقريباً بينما كان العراق في الخمسينيات واحداً من عدد قليل من البلدان المصدرة للحبوب في المنطقة. الواقع أن التحديات تتجاوز قدرة الحكومة على التعامل معها، إذ يحتاج القطاع الزراعي لمبالغ ضخمة للاستثمار في التقنيات الحديثة قبل أن التمكن من الحصول على أية نتائج إيجابية. و لا هذا يتحقق هذا إلا عن طريق القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي. الحكومة في العام الماضي فرضت تقنين على الري وحصرت الزراعات الصيفية في المحاصيل الإستراتيجية كالتمن والذرة وعباد الشمس والقطن والخضروات. ويعني التقنين استغلال 70 بالمائة فقط من الأراضي الزراعية في زراعة القمح والشعير. ولم تشمل خطة التقنين المحافظات الشمالية
 
عواقب   جفاف الاهوار العراقية
في واقع الامر ان جفاف الاهوار العريقة في القدم الممتلة بالحيوية القديمة قدم التاريخ قد جفت جفافا ابديا ولم يبقى منها غير اقل من 10% والباقي معرض للجفاف بسرعة غير معهودة لارتفاع درجات الحرات وازدياد التبخر وشحة المياه الواردة للفرات المعين الحيوي للحياة لان تركيا بنت سدودها على الفرات برضى صدام وكافأها بانبوبين من النفط. جاء هذه الشحة من المياه بنتائج ضارة لم تكن في الحسبان منها:                                                                                                                                                          1. جفاف الاهوار سبب ارتفاع درجات الحرارة اليومية الى حد لايطاق في العراق واقطار الشرق الاوسط.                                                                                                                                                   2 . جفاف الاهوار سبب تصحر الاراضي الزراعية بجفافها لقلة المياه.                                                                                                                                  3 . ان الرمال الآتية من الجزيرة ترفع درجات التصحر الآخذ في الازدياد. الرياح الاتية من الجزيرة العربية المتجهة الى المناطق الوسطى من العراق قد تصل كردستان يوما ما.                                                                                                                                  4 . مياه الدجلة تعاني اسوا حالات التلوث. بالدرجة الاولى سببها انخفض مستواها الى حالة مخيفة وهي تاتي محملة بنفايات الموصل بكل انواع التلوث حتى اذا وصلت بغداد تكون محملة بنفايات كافة المدن التي مرت بها. لهذا فان سكان بغداد يشربون السموم في الماء حتي اذا وصلت العمارة ثم البصرة تكون نسب التلوث لا يمكن تصفيتها حتى في احسن الاحوال. اضف الى ذلك ان مؤسسات تصفية المياه في بغداد والمدن قد ماتت.                                                                                                                                                                                                                                            5 . جفاف الاهوار سبب تدهور البيئة الحياتية بما فيها الاسماك والاحياء الدقيقة في مياة الهور.                                                                                                                                  6 . كانت الاهوار ملجا للطيور المهاجرة من شمال آسيا ثم  المهاجرة جنوبا. كانت الاهوار محطة استراحه لها هذه الطيور ثم الرجوع الى مواطنها صيفا قد اختفت الى الابد منها اللقالق. بموت الاهوار مات البردي والقصب والمشاحيف المصنوعة من البردي والقار التي كانت رمزا جميلا للهور حيث كانت (لوعة) تدفع المشحوف بالمردي بقوامها اللطيف والكل يحييها ماتت لوعة ومات الهور.                                                                                                                                                                                            7. بجفاف الاهوار ماتت تقنيات صنع البيوت التي يدخل في صنعها القصب والبردي ولا اية مادة اخرى وهي تقى الساكنين من الامطار والبرد والحر كما ماتت تقنيات صنع المشاحيف المصنوعة من القصب والبردي والقار فقط وكانت صناعة يقنها الصابئة.                                                                                                                                        8 . كانت الاهوار رئة وثلاجة للعراق واقطار الشرق الاوسط حيث الرياح تمر بها فتنقص درجات حرارتها لتهب باردة.                                                                                                                                  9 . بموت الاهوار كمدا مات شط العرب كمدا بقلة تدفق المياه من الدجلة والفرات. كانت المياه كافية لصد تدفق مياه الخليج المالحة وكان نهر الكارون يمد مياه شط العرب بكميات اظافية على مايصله من الرافدين الدجلة والفرات الا ان ايران حولت مجرى الكارون. في (ظاهرتي المد والجزر) الشهرية في المد يرتفع مستوى الماء في شط العرب الى اعلى درجة بارتفاع مياه الخليج فتصبح البصرة شبه غارقة وليست غارقة وهي ظاهرة طبيعية منذ الازل ولا تسبب غرقا ابدا.  في الجزر ينخفض المنسوب المائي الى الدرجة الاعتيادية ويعني تدفق مياه الدجلة والفرات. لهذا كان الماء العذب المتدفق الآتي من الدجلة والفرات على شط العرب اقوي اثرا من صعود مياه الخليج الى اعلى اما الآن فقد انعكست الظاهرة الممتدة من ما قبل التاريخ حيث الآن تتدفق مياه الخليج الى القرنة فغدى الآن شط العرب اكثر ملوحة وخلال عقد من الزمان لن تبقى نخلة حية تنتج التمر تلوح بسعفها الزائرين.                                                                                                                                                                         10 . انسحاب جيش صدام المهلهل المخزي من الكويت وضرب الجيش الامريكي الدبابات العراقية باليورنيون المستزف ادى الى تلوث االبصرة خاصة التمور.
 
الى اي مرحلة مأساوية وصلت آخرها الجفاف وادي الرافدين العريق في الخصوبة ووفرة المياه. السياسات الصدامية الحمقاء وحروبه انزلت العراق الى الحضيض. اتابع درجات الحرارة على الانترنيت فجدها شتاء فوق الـ 25 درجة مأوية وصيفا لا تقل عن الثلاثين. مصائب العراق في الجغرافية الحياتية تعد باللآلاف فقد شح معين السمك والدجاج واختفت مراعي الاغنام والماعز والابقار وآخر المآسي المؤلمة ان العراقيين أخذوا يأكلون لحوم الحمير المستوردة من سوريا على انها لحوم ابقار. ابكيك ياعراق واشق ثياني نحيبا عليك. 
                   
لعن الله اؤلئك العراقيين الذين تحترق قلوبهم على (غزة) ولا تحترق على المأسي التي يمر بها العراقيون هؤلاء هم ممن تمتلئ عقولهم بفايرسات السوداوية عميان القلوب.
توما شماني – تورونتو
عضو اتحاد المؤرخين العرب