المحرر موضوع: زرعوا ريحا آشورية فحصدوا عاصفة كلدانية  (زيارة 1619 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
زرعوا ريحا آشورية
 فحصدوا عاصفة كلدانية

يقول السيد المسيح " بالكيل الذي تكيلون يكال لكم" وتقول القاعدة العلمية بأن" لكل فعل رد فعل يعادله بالقوة ويعاكسه بالأتجاه" كما يقول المثل" من زرع الريح حصد العاصفة " وفي هذا الوقت بالذات ينطبق كل هذا  بصورة كاملة على المتعصبين من أخوتنا الآشوريين الذين ظلوا يزايدون وباسلوب مرفوض على كونهم هم الأصل وما الباقون ألا توابع  ملحقة بهم وما تسمياتهم سوى تسميات طائفية كنسية ولذلك جاءت  توصية المجمع الكنسي الكلداني المنعقد في عنكاوا المطالبة بأدخال التسمية الكلدانية في دستور الأقليم بصورة منفردة ردا أظطراريا للوقوف بوجه الهجمة التهميشية ضد الكلدان.

قلنا لهم مرارا وقالها غيرنا وبكل أخلاص أن هذا المنطق غير السليم  في طمس الهويات القومية لا يمكنهم تطبيقه في الوقت الذي فشل فيه صدام حسين وشعاراته العروبية  التي أعتبرت كل القوميات من أصل عربي والتي كانت تقول بأن كل العراقيين بعثيون وأن لم ينتموا  والأخوة المتعصبون فاقوه في ذلك حيث أدعوا بأن كل المسيحيين العراقيين آشوريون شاؤوا أم ابوا رافضين أحترام آراء الآخرين وقبولها مهما بدت سطحية بمفهومهم ورجوناهم الكف عن أطلاق هكذا ريح تزكم الأنوف ولا يتقبلها العقل والمنطق ولكن دون فائدة بل أخذ هذا البعض يزيد أمعانا في هذا الهوس القومي المقيت الذي يزيد حدة النفور والتشرذم. 

أساء المتعصبون الى رجال الدين الكبار  وحرموا عليهم حق أبداء الرأي في كل الأمور التي يتصورونها  سياسية  وأن كانت من صلب واجباتهم الراعوية  كما خونوا كل الرموز الوطنية التي لا تساير توجهاتهم الأحتوائية  ولا أعلم من خولهم هذا الحق ومتى وكيف أصبحوا هم سياسيين يحللون ويحرمون على الغير كل ما  جال بمخيلاتهم من أفكار بعيدة عن الموضوعية والواقع.

 لقد طال الأنتقاد رجالات الكنيسة الكلدانية  دون غيرهم وتحت أسماء مستعارة في معظم الأحيان وسكت الجميع ولم يحركوا ساكنا عندما  ورد في الأخبار أن مار دنخا الرابع باطريرك أحد فرعي كنيسة المشرق الآشورية عند زيارته لأيران قبل بضعة سنوات طلب من القادة الأيرانيين الضغط على المسؤولين العراقيين في مجلس الحكم آنذاك  لأدخال  جميع المسيحيين العراقيين تحت التسمية الآشورية في الدستور العراقي كما لا يمر يوم من دون أن يكرر أحد رجال الدين  الآشوريين هذه الفكرة معتبرين  الكلدان  طائفة كنسية من قومية آشورية   وقد جاء في  تهنئة الباطريرك مار دنخا الرابع بمناسبة عيد القيامة  الأخير ذكر التسمية الآشورية عشرات المرات ولم تذكر الكلدانية سوى مرة واحدة ولكن كتابع كنسي ملحق بالآشورية.

أيها الأحباء أذا كان حلال على رؤسائكم الدينيين التكلم بالسياسة فلماذا تحرمون على غيركم  هذا الحق وأذا كان الكلدان سابقا على  المذهب النسطوري فهذا لا يعني أطلاقا أن تسمية النسطوري هي معادلة لتسمية الآشوري وعندما تقولون  بأن الكلدان قد أنشقوا عن الكنيسة النسطورية وخانوا قوميتهم الآشورية والتحقوا بالكنيسة الكاثوليكية  وتسمونهم ( قليبايي –بابايي) فانكم بذلك ترتكبون خطا مركبا لأن النسطورية لا تعني الاشورية كما أن الرجوع الى الأصل لا يعني بأية حالة من الأحوال أنفصالا وأنما تصحيحا لمسار خاطىء لأن الأصل كان واحدا قبل ظهور نسطوروس والتبعية كانت لكرسي بطرس الرسول رأس الكنيسة المعين من قبل السيد المسيح وأذا كان هناك من أنفصل فلا بد أن يكون من يمثل الأقلية التي لم تساير الأكثرية في الرجوع الى الأصل.

أن ما ورد في قرار المجمع الكنسي الكلداني المنعقد في عنكاوا بين 28/4 و 5/5/2009 جاء ردا منطقيا متوقعا للوقوف في وجه الهجمة غير المنصفة الداعية الى تهميش الأكثرية والصعود على أكتافها دون أستحقاق عددي مؤهل وعليه فأن المطالبة بتثبيت التسمية الكلدانية في دستور الأقليم يعتبر مطلبا عادلا ومنصفا كان من المفروض أن يصدر قبل مدة طويلة قطعا للطريق أمام البعض في التمادي معتبرين الأمر خنوعا وأعترافا بالأمر الواقع.

لقد حاولت الأكثرية من المخلصين من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآثوري عبر السنين وبطول أناة أيجاد طريق توحد صفوف المسيحيين وتحت أية تسمية يتم التفاهم والأتفاق عليها بعيدا عن اساليب الفرض والتهميش ولم تقابلها سوى أذن صماء من جانب الآخرين  وعليه فأن كانت هناك ملامة توجه الى أية جهة من الجهات حول مقترح الكنيسة الكلدانية فلا بد أن توجه الى الذين وقفوا بدون روية ضد كل جهد توحيدي وما عليهم ألا ان يحصدوا ما زرعت أيديهم ولهم حق البكاء على الوحدة التي ارادوا فرضها بأسلوب أستعلائي وقسري .

عبدالاحد سليمان بولص