المحرر موضوع: منذ اليوم أنتبه فهناك كاميرات مراقبة . والضعفاء أعلاميا لا يوجد أسهل من هزيمتهم  (زيارة 971 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
منذ اليوم أنتبه فهناك كاميرات مراقبة . والضعفاء أعلاميا لا يوجد أسهل من هزيمتهم

أولا أشكر كل من بعث لي رسالة . سواء ذلك الذي يجيد اللغة العربية كتابة وقراءة أو الذي لا يجيد كتابة الشتائم بصورتها الأملائية الصحيحة ,  تلك الرسائل التي شكرتني على المقال واعتبرت خطي في الكتابة واضح . أو تلك التي لم يفهم اصحابها بعد لما اخترت ذلك العنوان القوي الذي يجذب ولكن لا يتناسق مع المضمون .  فارسلوا لي رسائل غاضبة وكلاما بذيئا عبر أيميلي الخاص المرفق مع المقال , أيضا أشكرهم ولكن أدعوهم لقراءة الموضوع مرة أخرى . وبالرغم من انني لا أميل للسجالات والمهاترات الكلامية وأعتبرها مضيعة للوقت وباب لأستجلاب الكثير من الخصوم والأعداء ولا أفضل ذلك لأن مبدأي دائما وأبدا هو الف صديق ولا عدو واحد . وقد قاطعت لفترة طويلة هذه السجالات المستمرة في أغلب مواقعنا الألكترونية . لأنني وبصراحة أتألم كثيرا وأحيانا أحتاج للبكاء عندما أكون شاهدا على ذبح مصيرنا ووجودنا كشعب واحد في العراق . فانا ضعيف جدا من هذه الناحية لذلك قد تجدني أحمي نفسي منك ومن قسوتك بالبحث بعد اليوم عن صواريخ من الكلمات أفقع بها عيون كل من يساهم في تكريس التجزئة  أيا كانت تسميته وانتمائه المذهبي ولا أعني هنا من ينتقد أو يشد على يد ويمدح بمقررات أو يناقش أو يبدي رأيا أو يختلف مع راي اخر فكل ذلك أحترمه , بل كل من يحاول قطع الطريق امام أي أمل لنا في الوحدة أو الطريق نحوها. وأعتقد بأنني أجيد ذلك . لذلك ادعوك لتكون حذرا قبل أن تجرحني فلن أتركك لتتكلم كما تشاء واذا فتحوا صفحتك مرة فسيفتحوا صفحتي مرتان. وسأجلدك وأقتلك لو أستطعت بكلماتي لأنك لم ترحم أحاسيسي كأنسان يشعر بانه لا فرق بينه وبين أخوته الأخرين سمهم ما شئت. لأنك لم تشعر بألمي وانا العاجز عن فعل أي شيء يقرب بين أقطاب جسدي الثلاثة فتأتي بكل سهولة لتطلق علي طلقتك المسمومة وتقتل ما حلمت به منذ ان بدأت ذاكرتي بخزن الأحلام . ربما لا استطيع أن افعل شيئا سوى الكلام والكلمات فأنا دائما اعترف بعجزي لتقديم حل لمشكلة التسمية ولكن لا أبرر قيام أحدهم بتمهيد الطريق نحو تفتيت عائلتي الكبيرة وسأبقى متحدا مع اخر صوت يقاوم ضغط المروجين للتجزئة تحت أي باب من الأبواب . وقد أعذر من أنذر . ومنذ اليوم أنتبه فهناك كاميرات مراقبة . والضعفاء أعلاميا لا يوجد أسهل من هزيمتهم . واعتقد بأن بعض المواقع وسعت من دائرة حريتها قليلا وأمام هذه الحرية الأعلامية صدقني ستخسر أمام أبناء الوحدة لأنهم الأقوى والأدهى في الساحة . وأعود هنا لأنصحك مرة اخرى بأنها حرب ولا رحمة في الحروب خصوصا كهذه . لا مزيد من الفرص لمن لا يجيد العربية ويعلم كيف يصيغ الجمل ويكون العبارات والحكمة تقول لا تخض حربا أنت من سيخسر فيها . وإذا لم تصدقني فانا مستعد لأرسل لك كامل عنواني الألكتروني ليتسنى لك الدخول والأطلاع على عدد أعداءك من  من أية ملة او قومية أو تسمية كنت . فلم أمسح ولا رسالة ومستعد لتشاركني في الأطلاع على كل ما جاء فيها . ألا إذا كانت دعوتك للتجزئة بمثابة عمل تتقاضى به أجرا فهذا يعود لك أن تبيعنا ونحن من نشتريك ويهمنا دائما ان تكون حاضرا بيننا . نقطة بداية سطر جديد أتمنى أن تبدئه معنا . وفي خلاف ذلك فانا أعرض على من يدفع لك المال لتكتب تلك السموم . كتابات وكلمات من نفس النوعية العنصرية التي تكتبها مجانا وعلى الملأ . فقط لأريك سهولة المجال التي تخوض فيه . 
نحن أبناء الوحدة. فلم أعتبر نفسي يوما بعيدا عن أولئك الذين  صليت معهم الوردية وأنا طفل صغير . كما انني لم أنسى يوما فضل راهبات تلكيف اللواتي تناولت القربان على ايديهن ولهن يعود الفضل في ثقافتي وكل ما املكه من معلومات دينية متواضعة .
أبي علمني دائما بان أحب الأخر وخصوصا الذي كان قريبا مني جدا وهو الكلداني . واذا كنت مستعدا فأسمع هذه القصة القصيرة التي رواها لي ابي وسبق أن مسحت من موقع عنكاوا لأنها كانت في أطار أخر . ولست انت فقط من يجيد رواية القصص.
 عندما نزح أجدادي من المثلث الحدودي الأيراني العراقي التركي كانت الكثير من العوائل تدفن أطفالها في الطريق فلقد أحرقت بيوتهم ونقلوا بالسمتيات إلى مطار بامرني العسكري وبعدها بسيارات أيفا المعروفة إلى تلكيف . كانوا في أسوء حاله يعانون من الامراض والتعب . نزلوا في تلكيف ونقلا عن الراوي طبعا نقلت كل عائلة إلى مكان ريثما يبحثون في اليوم التالي عن بيت للأيجار أو غرفة لأن الكثير من اهل تلكيف حينها كانوا يهاجرون ولديهم الكثير من البيوت الفارغة او يحاولون الأستفادة من بعض الغرف الفائضة عن الحاجة . يحكى هنا أن النساء تجمعن حولهم , بعضهن أحضرن ملابس , أخريات بطانيات , واخريات مدفأة او مصباح , واخريات جلبن شاي وطعام , وعندما طلبن من النازحين أن ياكلوا لم يفهم اجدادي بعض تلك الكلمات (( أوخلوا دلا ميثوتوا )) وتعني كلوا لكي لا تموتوا  وذلك بسبب أختلاف اللهجة . ولكنهم قالوا من يجلب لنا هذه المساعدات ويهتم بنا بالتاكيد لا يقصد سوءا بهذه العبارة المبهمة وبعدها علموا أنها تعني تفضلوا لتناول الطعام . ربما ستقول لي أترك تلك الرومانسيات والقصص , نحن امام ساسة ورجال دين يتناطحون , وسألبي رغبتك ولكن ادعوك لكي لا تنزعج من المروجين للوحدة واتركهم يكتبون كما يشاؤون حتى لو لم تقتنع بكلامهم . فكما تجد نفسك قويا في التجزئة فهم يجدون فيها نهايتهم ولا تكرر جملا مثل لماذا لم تستنهض تلك الأقلام عندما تجاهل مار فلان ذكر هذا وركز على ذاك او بالعكس . فاصحاب الأقلام الشريفة لا يملكون سوى الكلمات وتراهم مستعدين لقبول اي شيء يصب في مصلحة الجميع . كما أنهم ليسوا مستشارين لهذا وذاك لكي تحملهم خطايا لم يقترفوها بل ليسوا سوى متطوعين لمد الجسور والخطوط بين أبناء شعب واحد حتى لو كان ذلك بالكلمات . ثم أن رجال ديننا وخصوصا الكبار لم يتركوا مجالا لوخز بعضهم البعض , لا بل تعاملت كنائسنا مع بعضها بكل عنصرية عندما تجاهلت ذكر المسميات او عندما طردت طوائف من كنائس تعود لطوائف اخرى من أجل تفاهات . هنا لا أدافع عن احد ولا أبرر أحد ولكن كل ما يمكنني عمله هو الكتابة بضمير لا زال حاضرا في العراق حتى لو كان خارجه . واؤكد لك بانني سأبقى أكتب على وفق ما سمعته من ابي وليس ما اسمعه من المارات أو رجال السياسة الذين قد تبلغ أحلامهم ما بلغته اليوم وظنوا بأن المقعد الذي لم يحصلوا عليه البارحة سيحصلون عليه اليوم وهم أكثر ضعفا .
نفس الأقلام التي حاولت طرح زوعا ارضا البارحة هي نفسها اليوم تجد في كل الأشوريين هاضمي حقوق , قساة عقول , وهنا للتنبيه والمحافظة على أستقلاليتي  فقط فانا لا انتمي لزوعا ولكنني عاصرت بداية دخولها في مدينتي وكيف شجعت الناس على تنمية المشاعر القومية وخصوصا لدى الكلدان الذين كان معظمهم وخاصة رجال الدين يرفضون الفكرة أساسا . كيف تبنت بداية طريق نحو البحث عن تسمية شاملة لأبناء جلدتي في اعلامها وفي كل خطواتها ولكن للأسف كان هناك دائما من يرفض من الطرفين ويشكك في نزاهتها . ولا يحاول تعديل أخطائها الكثيرة . وأستطيع أن أزودك بمئة رقم من أخوتي الكلدان أعترفوا لي بأن حماسة زوعا هي من شجعتهم على القول بانني كلداني أو .. لست عربيا .. وبألف رقم أشوري تمنى أن يتم الأندماج الكامل . ودخلت قوى اخرى على الخط وبدات في محاربة هذا التيار وكانت النتيجة لم تحصل زوعا الأ على القليل جدا من الأصوات في قرى سهل نينوى في الأنتخابات البرلمانية الأولى بعد أن وزع الأكراد منحا وهدايا وأقنعوا من أستطاعوا بطرقهم المختلفة . وتعدى الأمر هذه الحدود ليصبح بعض رجال ديننا  وكلاء لتوزيع الأموال الكردية في تلكيف وغيرها ومن أقوى المروجين لقتل الرجل المريض الذي لا يملك سوى جيوب خاوية بعد ان فرض عليه حصار قوي ألا وهو زوعا . نجحوا في ذلك وتم حينها أن أضعفت أو أسقطت كل وسائله الأعلامية تقريبا وتحول الناس إلى منادي اخر . وأمل أخر.
وككتاب لم نفقد الامل واستمرينا أملين ولا زلنا بتفاهم رجال ديننا فيما بينهم او رجال السياسة وراقبنا الوضع بكل حيادية وأتكلم هنا عن نفسي كنت مستعدا لأغير أسمي في الثانية الأولى التي اجد فيها جميع أبناء جلدتي متفقين على اسم واحد كلهم . الضعفاء سياسيا او الأقوياء دينيا , وعلى هذا الأساس لم أندفع كثيرا في قبول الأفكار التي جاء بها مؤتمر عنكاوا الأول الذي أنبثق عنه تشكيل المجلس الشعبي الكلداني الأشوري السرياني (( سوراي )) وعندما طلب من الحاضرين أنتخاب أعضاء في المجلس ينوبون عن بلداتهم قفلت راجعا والكثيرين معي ولم أساهم لأنني لم أجد بلدتي هناك ممثلة بكنيستها الكلدانية او الحزب السياسي الأبرز فيها وفي حينها كان ( زوعا ) لأنني متأكد بأن أي نجاح لن ياتي ألا بمباركة رجال الدين و تفاهم الأحزاب السياسية . حتى بالحرف الواحد قلت وقتها لمن كان يرافقني .. من قال بأن من ستنتخبوه اليوم سيحظى بتأييد الأب لوسيان جميل لوحده وليس تلكيف كلها .
ولكن ليس معنى هذا أن يفقد ألانسان أمله في الوحدة ويبدأ في التهليل لمصالح ضيقة حتى لو تورط رجال الدين في هذا . فباعتقادي المتواضع يجب أن يتم أستثمار كل ما هو أيجابي في هذا المجال وعدم التأكيد على السلبيات . ولست هنا من أجل فتح دفاتر وسجلات لأنني أدعو الجميع في كل ثانية جديدة أن يعتبروا التي سبقتها ماضيا ويبدأوا من جديد . وأدعوهم ليفكروا بالمستقبل وبالأجيال القادمة ومصيرها فلم أختر الخروج من العراق ولست سعيدا بالتأكيد بعد ان عشت في كنف عائلة كبيرة تشتت بين ست او سبع دول والأن لا اعلم عنهم شيئا وقد اشاهدهم أحيانا عبر الأنترنت أو أسمع اصواتهم الباكية . فليس عادلا ما حدث بحقنا نحن العراقيين عموما . وليس من الأنصاف أن نستمر في المزيد من التراشقات التي لن تجلب لمن ياتي بعدنا سوى قيما أسوأ من تلك التي حصلنا عليها .
كل تصرفاتنا لا تشبه ما نقول ونتقاول ونتناطح به هنا وهناك . فالمطران عمانوئيل دلي سمح لأحد أفراد أسرتي بأن يسكن ولسنوات دون مقابل في بيته الخاص او في بيت أحد أقربائه وغيرها الكثير من الحالات الأخرى . وهنا أتسأل في مثل هذه الحالات , لماذا نتصرف مع بعضنا هكذا إذا لم نكن فعلا نشعر في دواخلنا باننا واحد؟ وأتذكر كم كنا نفرح برؤوية أخوتنا الكلدان وهو يزورون كنيسة المشرق في تلكيف بكثافة في فترة المد الوحدوي الذي تقاربت فيه الكنيستان على أيام أبونا المرحوم البطريرك .. بيداويد .. وأتمنى أن يوجه الجميع جهوده  وطاقاته على هذا الأساس على الأقل من أجل أنقاذ ما تبقى حتى لو اعتبرته القليل فهو يكفي لبداية جديدة يمكن أن تكون اليوم أو غدا ولكن يجب أن تاتي بسرعة لأن الوقت يمر والوحوش تكبر يوم بعد أخر أمام وجودنا القزمي وقاماتنا الهزيلة .
هناك قضايا كثيرة يجب ان نكون فيها واحدا وليس اثنان . كالحرية التي سلبها منا الدستور العراقي وحولنا إلى مسلمين رغما عنا . علما باننا قادرين على الضغط في كل مكان وبالكثير من الوسائل لأسترجاعها وأخراج العراق من هذا القمقم الخانق وخصوصا لوجودنا , فشعبنا (( ك س أ )) لن يتنازل عن الحريات التي يسمع عنها في دول اخرى ولن يبقى في العراق إذا لم يحصل على أستثناءات أسلامية عراقية أما في العراق ككل أو في مناطق تواجده على الأقل .
كالتنافس الذي بلغ أشده اليوم على مناطق وجودنا وكأننا كمن توفى للتو ولا تستحق الجثة سوى النسور التي تتجمع من كل حدب وصوب لألتقاط شيء مهما كان .
كمواردنا البشرية ذات النوعية الجيدة التي لو جمعت طاقاتها لتمكنت من قيادة العراق كله وليس فقط أقليات متناثرة ومتباعدة .
أرجومن كل من تمكنت منه العنصرية والبغضاء ان يعيد رؤوية الأمور ويركز على نقطة أيجابية واحدة مهما كانت صغيرة وينطلق منها . أن يتجاهل رجال الدين أذا وجدهم ضد الجلوس مع بعض أو الساسة أيضا . فهناك الشعب ونحن القاعدة وبكلمة منك ومحبة من اخر وقبول من ثالث يمكن ان نحصر من لا وجهة له ونجبره على سلوك الطريق الوحيد الذي بقي لنا نحو الخلاص معا . وقد يفوتني الأجابة على كلماتك المسمومة أحيانا في هذا المجال ولكن تذكر بأنني أفضل تمزيق وجهي بحذائك القذر على كل كلمة تكتبها وتقنع بها أخوتي بانهم لم يعودوا بحاجة لبعضهم البعض .

               
    عصام سليمان – تلكيف .
    Assyrian_publisher@yahoo.com
Sydney – Australia