المحرر موضوع: يا ناصحي الشيوعيه في العراق، تواضعوا  (زيارة 2055 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بصراحة ابن عبود

يا ناصحي الشيوعيه في العراق، تواضعوا!
[/b]


لم تسلم القيادات الشيوعيه في العراق، وعلى مر العقود من الجلد، والتعنيف، والتسخيف، و الاتهامات، وحتى  السخريه المره، منذ ولادة هذا الفكر في ارض الرافدين. اقول "ولاده" ولا اقول دخول، او انتقال الفكر للعراق، فكل الرواد، كانوا اما من المثقفين المتنورين، او السياسيين المنتمين لاحزاب وطنيه وقوميه عراقيه، وتوصلوا بانفسهم، وقناعاتهم لاعتناق هذا الفكر وتعريقه. ثم تشكيل حزب الطبقه العامله العراقيه الذي كان من البدايه حزب كل العراقيين المؤمنين بالتحرر الوطني، والعداله الاجتماعيه، وفق تصور الحزب لها. والغريب ان هذا النقد، والانتقاص لم يسلم منه حتى من صعدوا المشانق دون خوف ولا وجل مثل فهد، وحازم، وصارم. او ماتوا تحت التعذيب او برصاص القتله مثل سلام عادل، والحيدري، والعبلي، وابو العيس، والخضري، وستار خضير، والالاف من كوادر الحزب الابطال منذ تكون الحلقات الشيوعيه الاولى حتى يومنا هذا. ان النقد، والنقد الذاتي هو المفهوم الذي ادخلته الشيوعيه ليس الى الفكر السياسي العراقي،فقط، وانما ايضا الى الفكر السياسي العالمي. ومن الطبيعي ان تمارس الاحزاب الشيوعيه هذا الاسلوب لتطوير عملها. وليس لمهاجمة خصومها، او الخارجين من، اوعن دائرة تنظيمها. والاهم ليس ممن تركوا الطريق ،ولهم كل الحق مهما كانت الاسباب، ان يتعرضوا لقيادات تبادر، وتساهم، وتعمل، وفقط، من لايعمل لا يخطأ.

 ومنذ الاحتلال الامريكي للعراق، وتجربة مجلس الحكم  ثم الوزارات التي تلته، وهؤلاء "المتقاعدون" لاهم لهم سوى التهجم على خط الحزب  طالبين من الحزب اتباع المقوله اليائسه في السياسه الانعزاليه "لو هالمركب لو ما اركب". فلا عيشهم سنوات طويله في مجتمعات الديمقراطيه الغربيه، ولا سقوط التجربه الستالينيه، ولا فشل حكومات الحزب الواحد، ولا التغيرات على المسرح العالمي، بكل تفصيلاته علمتهم شيئا.  وبقي ضيق النفس السياسي مهيمنا على افكارهم، او قناعا لانعزاليتهم، وعجزهم، وترددهم، وخشيتهم من دخول ميدان التجربه العمليه. انا لا اقول اننا "نحن الذين تركنا الحزب لاسباب عديده" علينا ان نصمت، ونسد اذاننا، وعيوننا. ولكني احترم من ذهبوا للعمل في تنظيمات اخرى، او اعتنقوا افكارا اخرى، دون ان يتعرضوا بالهجوم، والشتيمه للاصل لانهم يعرفون جيدا : "من يتفل على السمه تطيح على وجهه".

 وبعد الخيبه الانتخابيه الرهيبه التي ما ان اتضحت اسبابها الحقيقيه، فانه كان على المنتقدين تغيير اسلوب النقد الموجه الى الحزب، ومحاولة دعم مسيرته، وتعرية من قاموا بالتزييف. وليس الهجوم على الضحيه وترك الجاني. فمره تتهم قيادة الحزب بانها قياده جبانه، وهي اول قيادة سياسيه عراقيه كانت في بغداد يوم 9 نيسان2003 ووزعت "طريق الشعب" على الجماهير الفرحه بسقوط الصنم. وقالوا قياده متحجره، وهي التي مارست مرونه كبيره في خوض تجربة مجلس الحكم، وممارسة التاثير من هناك لتشعل شمعه بدل ان تلعن الظلام. وراينا كيف كان دورها، ومن تحالفت، ونسقت معهم في صياغة قانون ادارة الدولة المؤقت. واخيرا، تهمة ذيلية الحزب للا حزاب الاسلاميه. خوش نكته . والله ، هذوله خوش اسلاميين اذا ذيلهم شيوعي.

انا افهم تغطية التهجم، والجلد بعبارات "الحرص" و"الحب" و"المساهمه في...؟" ولكن دراسة الوضع المحلي، والاقليمي، والعالمي، وتطور الاحداث يشيرالى عكس ما يقوله هؤلاء "الحريصون" على مصير الحزب، والشيوعيه في العراق. ومتابعة تطور الاحداث، واهم شئ دراسة تاريخ الحزب، ونضاله "ليس للتبجح بالمشاركه به" بل لاستخلاص الدروس، والعبر في نضال الحزب الحالي من اجل عراق ديمقراطي فدرالي، ودستور علماني في ظل جمعيه وطنيه "كلهه عبي وعمايم". قليلا من الانصاف ايها الساده ! انا لا اتفق مع الحزب في كل تفصيلات عمله، وخياراته. ولكن هناك تنظيمات عديده تدعي الشيوعيه في العراق لم تقدم شيئا ملموسا غير التهجم على الحزب الذي يحقق الكثير رغم امكانياته الفقيره جدا. بامكان المنتقدين الانتماء لهذه التنظيمات و"خلونه نشوف همتكم". او تبرعوا، ولو دولار واحد، بالشهر ليتمكن الحزب الذي رباكم، وتتمتعون،بفضله، الان بوظائف، والقاب، ومواقع، وصفات، وتعيشون في دول ترفضون نظامها. ليتمكن ان يصدر صحيفته اليوميه دون تقطع، بسبب العوز المادي ف(الحلفاء الاسلاميون) لا يقدمون شيئا، ل"ذيلهم" الشيوعي.

قبل يوم من اختفاء المناضل شاكر الدجيلي، وعلى هامش حفل خطابي بعيد الحزب الواحد، والسبعين. سالته عن رايه بما نكتب هنا " براحتنه" بعيدين عن الحركه اليوميه للساحه السياسيه في العراق. فاجاب: "ان الوضع صعب، ومعقد بشكل لا يتصوره البعض". واضاف:  "ولكن الحزب لايزعل من أي ملاحظه". نعم سادتي كتاب الصحف، والمواقع الالكترونيه "الذي يده في الماء ليس مثل الذي يده في النار". اعيدوا قراءة تاريخ الحزب ان كنتم قراتموه بالاساس. واستخلصوا الحكم من تجارب حميد عثمان وغيره. وستعرفون ان كتابة قصيدة جميله عن سفينه ليس مثل قيادتها.
مع الاعتذار، وهذا ليس مصادره لحق أي شخص بالكلام، والكتابه، او رد على كاتب بعينه. فلست ممثلا للحزب ولم اعد في صفوفه، ولكني لا زلت اؤمن انه البوصله الاصح في مسيرة التغيير الديمقراطي في العراق.

 رزاق عبود

24/6/2005