المحرر موضوع: نتضامن مع حبيب تومي... ولكن  (زيارة 1334 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نتضامن مع حبيب تومي... ولكن



تيري بطرس 
استلم الكاتب الاستاذ حبيب تومي رسالة على بريده في عنكاوا كوم، رسالة او في الحقيقة جمل تتكون من شتائم مقززو وتعبر عن انسان لا يمكن ان يحسب في عداد البشر، فكلنا يمكن ان نختلف مع بعضنا البعض ولكن ان تصل ردود فعل الى هذا المستوى من السفالة ويؤسفني استعمال مثل هذه الكلمات فان ردود الفعل هذه ستكون حتما مدمرة لاي تلاقي انساني ناهيك ان مثل هذه الردود لا تحترم الكرامة الانسانية. ولكنني اقول  لكاتبنا الاستاذ حبيب تومي انه ليس الوحيد ممن  تلقى مثل هذه التفاهات ومثل هذه الردود، فهناك الكثيرين ممن تلقى مثلها وبالتالي فالمسألة تعد ممارسة عادية او شبه عادية في مجتمعنا، لاننا سمحنا للبعض او تغاضينا عن ممارسات البعض بحجج واهية ولكن نتائجها لم تدمر احد اكثر مما دمرت شعبنا وزرعت فيه ممارسات لا تمارس الا في المجتمعات التي لا يمكنها ان تدعي الانتماء الى العصر وتدعي امتلاك ثقافة ناهيك عن اداءها بانها ورثة الحضارة الاشورية الكلدانية الاكدية او المسيحية، كما ان هذه الممارسات بدات تجني ثمارها العفنة لمن مارسها فبدات الاصوات تعلوا وتستنكر ما يتم عمله ونشره وقوله.
 لقد كان اتباع اسلوب الشتائم والسباب من اجل اسكات كل الاصوات المعارضة والمشككة والطارحة لعلامات الاستفهام.  ويؤسفني ان اكثر ان من يرد بهذا الاسلوب يختفي دائما تحت اسماء غير معروفة مدعيا الدفاع عن طرف سياسي واحد فقط، لا بل ان بعضهم تفاخر بمثل ذلك ويمارسه علنا وكانه بهذه الطريقة سيقدم خدمة لتنظيمه، فالانسان المستعد للسب وللكذب ولتسويق اتهامات ضد الاخرين لاعتقاده ان ذلك يخدم فكره او تنظيمه او حتى شعبه، هو انسان مجرد من كل ما يتصل بالثقافة.
 قبل فترة اتصل بي خالي المتواجد في استراليا طالبا مني عدم الكتابة عن طرف ما لكي لا يستغلها البعض من اجل كيل السباب والشتائم لي ، ففي الوقت الذي احترمت راي خالي العزيز، لانني ادركت انه نابع من الم حقيقي لما يقال وينشر عني بين او من خلال مؤيدي هذا الطرف، الا انه تبقى هناك مسالة اكثر اهمية من السباب وضرورة ايقافها، هذه المسألة هي مصير ومستقبل شعبنا الذي تتلاعب به الايادي تحت مسميات مختلفة. ولمن يرغب الاطلاع على المسبات التي يكيلها انصار هذه الطر للجميع وعلى مختلف مستوياتهم الدينية او السياسية عليه زيارة موقع شرار فور يو، لكي يسمع ويعي ويعرف المستوى الثقافي ومدى احترام الكرامة الانسانية لدى هؤلاء.
حبيب تومي كاتب معروف انا اؤمن انه من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولكنه يؤمن بانه ابن لشعب وامة اخرى اسمها القومية الكلدانية وهذا حقه، ولكن ليس من حقه ان يعمل على تشطير شعبنا الى مسميات متعددة بحيث تصل وتتحول الى ميكرو امم فلا ترى ولا يحس بها احد ولا احد يهتم بوجودها او ياخذها في الحسبان او ان رغبتوا في الميزان السياسي، معتقدا انه وامته الكلدانية يمثلون 80% من الكلدان السريان الاشوريين، وبالتالي فان امته وقوميته سيكون لها شان بمعزل عن الاخرين، غير مدرك ان اللقب الميكور سيظل سيلتصق بامته كباقي الطرفين الاخرين، فال80% من مجموع ماذا هذا هو المهم. اقول انني على خلاف بين مع الاستاذ حبيب تومي، ويمكن ان اقول انني بت لا اقراء الكثير من المقالات التي اشم منها الروحية التقسيمية لشعبنا، فحبيب تومي باعتقادي هو اخطر تقسيمي في شعبنا، وهو يتميز عن الاستاذ منصور ياقو مثلا، بانه لا يؤمن اصلا اننا امة واحدة، فلديه ان المدعين بالاشورية او السريانية ما هم الا مثل الاخوة الارمن بالنسبة للكلدان هذا اذا اخذنا العامل المسيحي بنظر الاعتبار. اما الاستاذ منصور ياقو وحسب ما فهمته من مقالاته فهو بالعكس يؤمن باننا امة وشعب واحد ولكن التسمية الصحيحة لهذه الامة والشعب هي التمسية الكلدانية  وهذا من حقه طبعا.
حبيب تومي اتضامن معكم بكل قلبي وبكل عقلي واشعر بالامكم، لانني تألمت كثيرا مما تلقيته قبلكم، ولكن هل تشعر يا سيدي بالم المتسمين بالاشورية وهم يروك وانت تصورهم ك.....، احتاجوا لويكرام او غيره لكي يطلق عليهم هذه التسمية، نعم سيدي شعب يمتد في دول الاتحاد السوفياتي السابق وايران وتركيا وايران وسوريا ولبنان والمهاجر، يومن انه اشوري، حتى ان كان هذا الايمان يشوبه الشك فهم يعتقدون بصدق ايمانهم، وانت سيدي تدوس على كل مشاعر هؤلاء وتنعتهم بانهم من انتاج ويكرام ليس الا، الا تمارس نفس الفعل معهم، اي انك تسبهم ولكن تحت راية الراي.
ليس عيبا ان نختلف،لا ليس عيبا  ولكن العيب كل العيب، ان نحاول زيادة شرخ الانقسام وزيادة عوامل التباعد، وزيادة مساحة اليأس لدى ابناء شعبنا وتقليص مساحة الامل، العيب ان نعمل سكيننا في جسد الشعب مقسميه الى فئات واقسام وكل من هذه الاقسام هو مكرو امة، فاذا كان الكل مكروشعب، فما بالك باجزائه؟ العيب كل العيب ان نرى ابناء شعبنا وهم يحملون امتعتهم ويهربون الى المجهول، الى حيث الانصهار والزوال ونحن نتحارب بالمسميات ونتحارب بالاحزاب ونتحارب بالكنائس ونتحارب باللهجات، فهل في ذلك من عدالة سيدي حبيب تومي.
هل حقا كان الاشوريين سببا في تحديد العمل القومي تحت التسمية الكلدانية، ونحن ندرك، ان القسم المتسمي بالكلدانية من شعبنا كان يضم اكبر نسبة من المتعلمين، وكان يضم اكبر عدد من الشخصيات في الاحزاب الاخرى اي التي لم تكن من احزاب شعبنا، فمن صدهم عن العمل القومي تحت التسمية الكلدانية، هل كان الاشوريين هم من فعل ذلك؟ لماذا واتت الكثيرين الجراءة والشجاعة للعمل مع الحزب الشيوعي العراقي او الحزب الديمقراطي الكوردستاني او حزب البعث العربي الاشتراكي؟ ولم يمتلكو مجرد الرغبة في العمل القومي الكلداني؟ اسئلة كثير يمكن ان تطرح، وشروحات يمكن ان تساق فهل تمكنتم من اعطانا رايا واضحا على ذلك، كل ما فعلتموه هو انكم صورتم الجزء المتسمي بالاشورية من امتكم وكأنهم بعبع واقف بالمرصاد لكل عمل خير لصالح الكلدان، وبذا حاولتم زرع المزيد من التباعد والفرقة بين جميع الاطراف المكونة لامتنا.  ان المتسمين بالاشورية يؤمنون وسيظلون يؤمنون بانه لا وجود لامم مختلفة او لشعوب مختلفة بل نحن والكلدان والسريان امة وشعب واحد بمسميات مختلفة، فهل هذا الايمان الذي يكاد ان يكون شاملا لدى كل المتسمين بالاشورية، وقف حجر عثرة في طريق العمل القومي الكلدني؟
اذا تضامني معكم استاذي وان لم يكن مشروطا، لانه يتعلق بالكرامة الانسانية الواجب احترامها، وبالاخص نحن من ديست كرامتنا من قبل الكل، نحن من شردنا من وطننا، نحن من ذبحنا وقتلنا ومن اغتصبت نساؤنا وخطفت بناتنا، كان يجب ان نعي وان نشعر بالمسؤولية وان نفهم ان اهانة اي شخص هو من المحرمات فكيف وان كان هذا الشخص من بني شعبي وامتي وان لم يقر هو بذلك. نعم استاذي اتضامن معك ولكن ما هي عقوبة شخص يعمل على تشطير امته الى امم وشعبه الى شعوب، ام اننا لا نملك قوانينا الخاصة، ويمكن لكل منا ان يفتي بما يشاء تحت ستار الحرية؟
اتضامن معكم واقول مع فولتير انني مستعد ان اقدم حياتي ثمنا لكي تقول رايك، ولكن هل في تجزئة شعب يعاني ما يعانيه، ومهدد بوجوده وبكل التسميات التي يتسمى بها، هو قول راي ام انه اللامسؤولية ان لم نرد ان نطلق تهمة ما؟
اعود واقول ان استشراء مثل هذه الممارسات، كانت بسبب سماحنا لها كلنا، او تسامحنا معها كلنا، فهل سنعمل من اجل اعادة الحوار السليم الى منتدياتنا، وهل سنعمل من اجل فلترة كتاباتنا واقوالنا من المسبات والاتهامات، لانه صار هناك من يتفنن في تفسير الاتهامات التي تقال مثل تفسير  المأجورين و المرتزقة و يعملون مقابل ثمن مسبق او عملاء او بائعي النفس او غيرها من التهم التي تم تسويقها وقامت الكثير من مواقعنا بنشرها بدون اي مراجعة او تنبيه لان مثل هذه التهم تقع في خانة الاتهام الكاذب والاهانة او اليست مثل هذه التهم مسبات ايضا وخصوصا انها لا تطابق الواقع ولا يمكن اثباتها؟ فهل سنقوم باعادة النظر بخطابنا وباسلوب حوارنا، وبالاخص الجهة المتهمة والتي لها سبق وريادة في مثل هذه الممارسات بحيث صارت كل الاطراف المتطرفة في شعبنا تتغذي منها وتسلك سبيلها.
في منتصف التسعينيات من القرن الماضي نشرت مقالة بعنوان التخوين، حاولت ان اشرح فيها مضار استشراء مثل هذه الممارسات على شعبنا، واليوم نرى نتائج ذلك جلية، في الانقسامات الاميبية في شعبنا وفي كل اتجاه، فهي سنرى حركة عودة الوعي ام اننا يجب ان نستسلم للواقع المرير وينزوي كل منا في منزله، ويقول ياروح ما بعدك روح.



bebedematy@web.de
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ