المحرر موضوع: لقاء مع الأستاذ والباحث في مجال الموسيقى باسم حنا بطرس  (زيارة 3320 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لقاء مع الأستاذ والباحث في مجال الموسيقى
باسم حنا بطرس
أجرى اللقاء – زيد ميشو



شخصية مميزة وعلم عراقي رفيع المستوى .
موسيقار وباحث وكاتب بإمتياز . متواضع وهو الكبير ، شاب يافع معطاء وهو في السبعينات من عمره . شخصية مختلفة ، قريب للقلب ودود ، صاحب نكتة ، مكرساً ذاته للخدمة . يعطي النصح والإرشاد ويحترم الخصوصية دون فرض رأيه . ينتقد بخفة دم ويتفق بمرح ويفرح لكل ماينتفع منه الإنسان ويؤمن بالإختلاف . كم أنا  محظوظ بمعرفتي به ، فهو الحكيم الذي طالما غرفت منه الأفكار النيرة ، ويجعلني أتأمل بالمقتطفات الجميلة التي يرسلها لي والنابعة من أعماقه ومن حياته . قلمه مميز ، ولايعطي إلا ماهو مميز . أنه العراقي الأصيل الأستاذ باسم حنا بطرس إبن الموسيقار حنا بطرس رحمه الله والذان أنجبتهما أرض العراق ليزرعوا بها مايخرج ثماراً طيبة ونافعة لكل الأجيال المهتمة بالموسيقى .

في البداية أستهل المقابلة بسؤال شخصي : - هل مارست أعمال أخرى في حياتك ؟ أم تفرغت كلياً للموسيقى ؟      
العمل يخضع إلى قواعد سلوكية، تؤثر في مستوى الأداء. كنت أفضِّل العمل في الشركات والسفارات الأجنبية، بأعمال السكرتارية والترجمة، بعقود محدَّدة الأمد. وأنا من النوع الذي لا يستقر في عمل واحد، بهدف التغيير وتوسيع مدارك الخبرة.
أما على صعيد الدولة، فكان عملي تخصصياً عندما كُلِّفنا كهيئة من أربعة أشخاص بتنظيم إعادة تأسيس الفرقة السمفونية الوطنية العراقية في العام 1970، بعد توقف للفرقة دام سنوات عدة. فإتخذنا من مبنى وزارة الإعلام في الباب الشرقي آنذاك، مقراً لنا وجميعنا نحن الأربعة من قدامى العازفين في الفرقة.
كان لنا وضعنا الخاص، لأننا دائرة تخصصية (للفنون الموسيقية) في إطار مسالك التنظيم الإداري للعمل وفق الخطط الفنية الموضوعة من قبلنا والمقترَنة بالموافقات الأصولية.  
كان لنا من المبادرات لنشر الموسيقى – وبخاصة الموسيقى الفنية الكلاسيكية – في عموم العراق وليس إقتصارها على بغداد. فقد قمنا بجولات فنية لتقديم الحفلات في الموصل وأربيل وكركوك والسليمانية، وإنتقالاً للبصرة والناصرية وبابل، كما قدمنا حفلات تثقيفية – فنية لطلبة الجامعات، وبعض المؤسسات الخدمية الإنسانية الأخرى، كمركز المغيرة لمعوقي الحرب، ومعسكر الشباب في الخالصة، وغيرها كثير. إضافة إلى برامجها الشهرية المنتظمة في إقامة الحفلات للموسيقى السمفونية بأنواعها، على مسارح قاعة الخلد، الشعب، المسرح الوطني، ومسرح الرشيد. وقد أتاح ذلك تحقيق جمهور ليس فقط على صعيد محبّي هذا النوع من الثقافة الموسيقية، بل على صعيد الشباب الذي أخذ يتابع بكل إهتمام وجديَّة برامج الفرقة السمفونية.
أما في المناسبات الرسمية، فللفرقة السمفونية مساهماتها وفق اختصاصها الفني.

لم أتَّخذ من الفن أو الموسيقى مهنةً حرفيَّة، وإنما كانت وما تزال جزءاً من حياتي اليومية سماعاً وممارسةً. وهكذا كان معظمنا من عازفي السمفونية، فتجد عازفين فيها من مختلف شرائح المجتمع أطباء ومهندسين وأساتذة وطلبة وحرفيين. بل وعوائل إنتظم أفرادها في العزف معنا في هذه الفرقة، كما في عائلتنا: الوالد والأشقاء، وعوائل عديدة أخرى. فإلى جانب العمل الفني مارستُ ومنذ العام 1955 عمل السكرتارية والترجمة في عدَّة شركات وسفارات أجنبية في العراق. فاكتسبتُ خبرة الكتابة باللغة الإنكليزية مضافة إلى خبرتي في الكتابة باللغة العربية الأم.  لذلك سخَّرتُ خبراتي في هذا المجال في كتابة وإعداد البرامج الموسيقية في الإتجاهين التعريفي والتثقيفي على مستوى المؤتمرات والندوات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحفية.


- مالفرق بين الموسيقى والغناء ؟ - أقصد الموسيقى كلحن دون غناء  والأغنية

لنعطِ فكرة مبسَّطة: الموسيقى كيان واحد، يستخدم الصوت وفق صياغات مقامية ولحنية وبنُى إيقاعية. فالصوت إما يكون صادراً عن (آلة مصوِّتة) بمختلف أنواعها، فنقول فيها موسيقى آلية. أو صادراً عن  (حنجرة الإنسان) فنقول فيها غناءً. لذلك، الموسيقى الآلية تعتمد خلق الفكرة اللحنية إما من ذات الملحِّن أو إقتباساً من ألحان متوافرة (الذي نقول فيه تألّيِفاً موسيقياً)، أما في الموسيقى الغنائية، فعملية التلحين تستند إلى شكل بناء نص الكلام، الشعر – مثلاً. (فنقول فيها موسيقى غنائية). وكلا الشكلين هما نتاج موسيقي إبداعي .
 
هل مازال هناك متذوقون للموسيقى وأي موسيقى حالياً هي الرائجة إن كانت سلبية حسب تقييمك أو رائعة من الروائع.

جرى كثيراً مناقشة مثل هذا السؤال؛ كما في الأدب والشعر والفن، هنالك مراحل زمنية تمنح مواصفاتها في بنية النتاجات. إذا كنتَ تستمتع بغناء الأولين، المقامات والمواويل، ونوع الآلة الموسيقية المصاحبة، فليس بالضرورة قيام الأجيال الأجدد بتقبّلها.
حتى أن بعض الكتابات وضعت مواصفات في تقييم الأغاني الحديثة، فينتقدها ويرفضها، وقد يصفها بالرخيصة، أو المبتذَلة، لكنها بعد حين تصير تراثاً مع تقدم الزمن. علينا أن نعي مواصفات العصر، فلكل عصر مواصفاته التي تنعطس على النتاج الإبداعي. قد لا أميل أنا، ولا أنت وغيرنا، لتقبُلها، لكنها مقبولة لدى أجيال شباب عصرها.
لذلك، فطالما هناك جمهور يتذوق – حتى بدون وعي منه – مثل هذه الأشكال من الموسيقى والغناء الممتزج بأجواء الرقص، وعلى أصوات أجهزة تكبير الصوت الضاجَّة بالعنف والضوضاء، لتحيل أجواء التلقّي من الإستماع إلى حماسة المرح الحركي والتراقص..
من هنا، فنحن – كأبناء أجيال سابقة – قد لا نتذوق بالضرورة الأعمال الحديثة، لأنها لا تمنحنا بعض ما يطربنا، أو لا نتحسس جماليّاتها (إن كان فيها جماليات – حسب تصورنا). لكنها بكل تأكيد، ظاهرة آخذة في النمو لتحقق لها جمهوراً من الأجيال الجديدة ينبغى الإهتمام بها.
 

ماذا يتخيل الموسيقي نفسه ، مميز ، فوق العادة ، أعلى من المستوى ، له موهبة تجعله يسمو عن البشر ؟
تعليقاً وليس إجابة، ما هي قيمة الشخص – أياً كان – إذا تبختَر بغيلاء نفسه؟  فالموسيقي قبل كل شيء هو إنسان من بين خلق الله. يكرِّس فنَّه للناس. فعلى مَن يتعالى؟ إنْ قلنا عن الموهَبة، فهنالك الفعاليَّات المواهبيَّة التي لا تُعَد ولا تحصى في مجالات الفكر والشعر والفن والموسيقى. نتاجها للناس.
لا أعني التواضع، بل الرفعة بسمو نفسه؛ الفنان الذي لا يحسب حساباً لجمهوره المتلقّي يبقى منغلقاً على امجاده - بل  على العكس من ذلك: فهو يشعر بشيء بالرهبة (وليس خوفاً) في مواجهة الجمهور حين يرتقي منصَّة المسرح، إحتراماً للجمهور وإرتقاءً بمسؤولية الموقف في مواجهته. فيقابله الجمهور بما يليق من التقدير لشخصه وفنِّه على السواء.
أعطي مثالاً – ليس للحصر: محمد عبد الوهاب، كان قمّة شامخة، ليس بثرائه المادي وإنما بمستوى الجمهور الذي تربَّى على الفن الراقي – وكان عبد الوهاب من أصحاب هذا الفن.
لكنه ما كان بمعزل عن الشعب، حتى أصبح أيقونة لعامة الشعب المصري، يفاخرون به كما يفاخرون بأهرام الجيزة.  وكذلك تجد فيروز، وبالتالي ناظم الغزالي وبعد أجيال منه إرتقى المنصة كاظم الساهر..
ماحكمك لمن ليس له موهبة فنية أو حس فني؟


 
الموهبة مطلوبة في العمل الإبداعي؛ وأهم ما يقدمه الفنان هو بهدف الإرتقاء بذائقة المتلقّي – الإنسان. فالإنسان هو وسيلة وهدف الفن.
لذلك فالحس الفني أساس بالنسبة للمتقدمين للدراسة الموسيقية والفنية، فيصار إلى إجراء المقابلة الأوليَّة لهم، لإستكشاف القدرات الحسِّية والحركية، التي يتحدد بموجبها قرار قبوله أو رفضه. وهذه القدرات متفاوتة بين شخص وآخر.

حصلت على كثير من شهادات التقدير والشكر ( وإذا  كان هناك جوائز ) ، كم عددها ؟ وما أقربها لك ؟ ولماذا ؟
لا يهم عددها، بل الأهم قيمتها المعنوية. تقديراً من الجهات المانحة لمستوى ونوعية أداء العمل، كالشهادات التقديرية والميداليات وكتب الشكر. لعلِّي لا أبالغ إنْ قلتُ إن الشهادة التقديرية التي حصلنا عليها لمناسبة الإحتفال بمرور خمسين عاماً لبدايات الفرقة السمفونية الوطنية، كانت الأكثر إعتزازاً لديَّ، تقييماً لمسيرة حياة فنية حافلة لنا. فقد إقيم في العام 1992، إحتفال كبيرعلى قاعة الرباط بشارع المغرب في منطقة الكسرة، شمالي بغداد، ليومين متتاليين، في ختامه عزفت الفرقة عملاً عراقياً للوالد (حنا بطرس: روندو شرقي) باعتباره أول من قاد الفرقة في العام 1941، وعمل آخر من المؤلفات الكلاسيكية.
في هذا الإحتفال جرى تكريم أعضاء الفرقة السمفونية من الرواد، بشهادات تقديرية؛ فكان لذلك وقعاً كبيراً في نفوسنا.
وحصلت على عدد من جوائز التكريم وبعض الدرجات الفخرية، من الدولة، ومن المنظمات الموسيقية المحلية والدولية، كالمجمع العربي للموسيقى (بجامعة الدول العربية) والمجلس الدولي للموسيقى (في اليونسكو) وغيرها، تثميناً لمساهماتي في المؤتمرات التي أقيمت في مختلف بلدان العالَم.  
حصلت على درجة خبير في الموسيقى الكنسية وتحديداً موسيقى الكنيسة الكلدانية ، فما هي درجة الخبير ، درجة فخرية أم مثبتة في المجامع الموسيقية إن كل في العراق أو خارجه ؟
الخبير ليست درجة علمية أو أكاديمية، بل إعتباريَّة لمَن قدَّم خبرته في حيِّزٍ ذي علاقة باختصاصه الفني أو الثقافي أو المهني. فالخبرة في الموسيقى الكنسية – مثلاً، تنشأ وتنمو نتيجة معايشة وممارسة لتتطور إلى إمتلاكها ذاتيّاً. ومن ثم تقديم الخبرة فتسهم في التثقيف والتطوير. فلقد كان لنا إضافة إلى الإختصاص، حلقات إلتقاء نبحث فيها ما يتصل بما يُعرَف بـ (موسيقى العبادة) وكيفية الإرتقاء بمستوى أدائها لدى الناس وعند المؤدين في آن واحد.
فأنا، وكذلك أشقّائي الآخرين، إبناء الموسيقار – التربوي – الشماس الإنجيلي – المرتل المجيد: حنا بطرس (1896 – 1958)، الذي تربَّينا في أحضان علمه وخبرته ومواهبه. ومن بين أبرز منجزاته الكبيرة، قيامه في تشرين الثاني من العام 1931، بتسجيل زوجٍ من الأسطوانات القرصية ضمّنها أربعاً من التراتيل الكنسية الطقسية وبمصاحبة موسيقية متميزة؛ كانت الأولى في تاريخ التسجيلات الكنسية، إلى جانب معايشة عمليَّة في الكنيسة، أياً كانت هويتها. وعلى مدى الأيام، نما إهتمامي بالموسيقى الكنسية، سماعاً ومشاركةً، وإغترافاً من معين أخوتي الأفاضل من رجال الكنيسة من الكهنة، فأخذتُ أكتب وأنشر المقالات وأقدِّم محاضرات تثقيفية في الكنائس، وصار لنا خبرة متنامية في هذا المجال.
وكان أهم حدَث تحقق لنا، تنظيم وإقامة أول مهرجان لتراتيل كنيسة الكلدان في بغداد في العام 1993، شاركت فيه ثلاث وعشرون جوقة كنسية، مع إقامة ندوة (الطاولة المستديرة) حضي برعاية غبطة البطريرك روفائيل بيداويد.
ولعلّي أضيف هنا أني قدمتُ إلى (مؤتمر بغداد الدولي الثالث للموسيقى) المنعقد في العام 1978،  وبحضور خبراء وباحثين من مختلف الدول، قدمتُ بحثاً بعنوان (معرفة الموسيقى من خلال مصادرها) ختمته بثلاثة أعمال موسيقية: الأول ترتيلة (قوم شبير) باللحن الخاص بالجمعة العظيمة، بصوت الأب الراحل يوحنان جولاغ، قمتُ بتسجيله حيَّا من كنيسة مار إيشعيا بالموصل، يليه مباشرة صلاة (تخشوبثا) من الطقس السرياني، بصوت الشماس بشير القس عزيز (والد آل بشير: جميل ومنير وفكري) ربطاً بعمل من (أغاني الفْجري – لصيد اللؤلؤ) من الخليج، تأكيداً للربط المقامي للأعمال الثلاثة، وكأنها ناشئة من أرضية مقامية واحدة – وهي السريانية. علماً بأن وقائع جلسات المؤتمر عُرِضَت من التلفزيون العراقي بالكامل. كما أعطيتُ نسخاً من كاسيت التسجيل الصوتي لتلك الأعمال المذكورة، لعدد من علماء الموسيقى الباحثين، المشاركين في المؤتمر.
فضلاً عن تدريس التذوق الموسيقي في المعهد الكهنوتي وكلية بابل الحبرية، ودير الراهبات في الزعفرانية بجنوبي بغداد.

-  فؤاد ميشو صديقك - تكلم عن العلاقة وعن رأيك في مشروعه توثيق الأغاني.


يمتلك فؤاد ذهنية برمجية يُحسَد عليها. وهو اليوم في السادسة والثمانين – ما شاء لله، ما يزال على توقُّد فكره إختزاناً وذاكرةً وتوثيقاً. فهو، أولاً المهندس المتخرج في (مدرسة الهندسة) قبل تحوّلها إلى كلية. وهو، ثانياً الموسيقي المتخرج في (المعهد الموسيقي) المؤسَّس في بغداد عام 1936- معهد الفنون الجميلة فيما بعد، حيث تعلَّم – بإجادة – العزف على آلة الكلارنيت (على يد الوالد الأستاذ حنا بطرس)، والكمان الغربي (على يد الأستاذ ساندو آلبو)، والعود (على يد الشريف محي الدين حيدر). وكان من أوائل العازفين في الفرقة السمفونية العراقية، منذ بداياتها.
من هنا نستنبط دوافع إهتمامه بأرشَفة مكتبته التسجيلية في الموسيقى. فقد تراكمت  فيها آلاف المصنفات التسجيلية (شريط تسجيل دوّار، شريط كاسيت، أسطوانات) من ألوان الموسيقى، منها ما كان تسجيلاً لأماسٍ أقيمت في عدد من بيوتات الذوِّيقة البغدادية، أو نقلاً من الإذاعة  والأسطوانات وهكذا.
في كتاب مذكراته الموسوم (من الذاكرة – سيرة وذكريات – الجزء الثاني) أفرد فصلاً بعنوان (الدكتور أحمد السبتي ورعد هرمز)  جاء في صفحته (28) قوله: { وتصادَف أن تعرفتُ على الأخ رعد هرمز الذي هوايته هي جمع الأغاني العراقية، بحيث أنه أصدر كتاباً في العديد من كلمات الأغاني العراقية. نصحه إبن خاله باسم حنا بطرس، أن يتعاون معي في تدوين الأغاني، نظراً لأن باسم يعرفني جيداً وهو زميلي في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية، لكي يتم تدوين الأغاني بصورة صحيحة جهد الإمكان. وجدتُ أن رعد كريم جداً ولا يبخل بإهداء كتاب أو تسجيل لكل من يطلب منه ذلك بدون مقابل، سواء أكان يعرفه أو لا يعرفه}.
وهكذا تم توثيق المصنَّفات التسجيلية، بمنهجية فهرسيَّة دقيقة. وقد جعل فؤاد من داره الفخمة في مدينة (ناكسيفيل، بولاية تنيسي الأميركية) ملتقىً لإقامة اللقاءات والفعاليات الفنية، بشكل دوري، تقدَّم فيها أماس للعزف الحي من الموسيقى العراقية والعربية والدينية فضلاً عن عضواً فاعلاً في هيئة موسيقية أميركية يشارك في برامجها.
جدير بالذكر، أنَّ عائلة ميشو منحت الموسيقى العراقية كوكبة من العازفين الجيدين: فبالاضافة إلى فؤاد، يأتي أشقّاؤه لويس عازفاً للجلو في الفرقة السمفونية العراقية، وعازف عود مقتدر – رحمه الله. وناظم عازفاً للكلارينيت، وكل من آلبير وفاروق عازفان للبيانو. تعايشنا في هذه الأجواء منذ نهاية الأربعينات، مع عائلة بطرس، حيث الوالد وشقيقي الأكبر بطرس – عازف ترمبيت أول (رحمه الله) وصباح (طبيب إختصاص بالأشعة) – عازف كلارنيت أول في الفرقة السمفونية أيضاً.
إن فؤاد شعلة متَّقدَة من الذكاء والأداء وحلو المعشر، بكل تواضع. وما نزال نتواصل فيما بيننا.
وهو اليوم سيجري تكريمه من قبل الدائرة الثقافية للسفارة العراقية في واشنطن باحتفال مهيب في منتصف آذار 2009، باعتباره رائداً متواصلاً في عطائه الإجتماعي والثقافية والفني وهو في شيخوخته الشبابية، حيث تقدِّم الفرقة السمفونية للأطباء (Doctors Symphony Orchestra) بقيادة الطبيب العراقي الفنان فوزي حبّوش، بتقديم مؤلّفة الوالد حنا بطرس (روندو أورينتال – Rondo Oriental) إضافة إلى أعمال موسيقية أخرى.

هناك من يهوى السفر وآخر من يعشق عمله ، وقد شاركتَ في عدة فعاليات ونشاطات ، فما كان حجم الفائدة في مشاركاتك خارج القطر على الصعيد الشخصي ؟

السفر عندي، كما عند الناس قاطبة، إستكشاف، من حيث الإطلاع  والمشاهدة، التي تبدأ من لحظة تحرُّك واسطة النقل، قطاراً أو سيارة أو طيارة. سواء على الصعيد الشخصي، أو الرسمي. ففي مجال الموسيقى تحققت لي من خلال مشاركاتي في العديد من المؤتمرات والمهرجانات التي أقيمت في مختلف البلدان، وحتى في العراق، فرصة الإستزادة بالمعرفة التخصصية، إلى جانب إسهامي بتقديم البحوث وتقارير الأنشطة العلمية والفنية للحركة الموسيقية في البلاد. في بعضها كنا نشارك بشكل  وفود تخصصية، ضمَّت كلاَّ من الزملاء: منذر جميل حافظ (من مؤسسي الفرقة السمفونية الوطنية العراقية) والدكتور حسام يعقوب إسحق، وحسين قدوري (رحمه الله) وهم من زملائنا في الأنشطة الموسيقية الأكاديمية، أعضاء اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى.
قدمنا الكثير من المشاركات المتميزة، على صعيد العزف (من خلال سفرات السمفونية) أو البحث الموسيقي العلمي وحتى الإسهام بعمل اللجان كل باختصاصها. وكان آخرها ست مشاركات سنوياً كأعضاء في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الذي تعقده دار الأوبرا المصرية في القاهرة.
الفائدة الكبرى ليست ماديَّة، بل نوعيَّة: أني تعرَّفتُ إلى كبار علماء البحث الموسيقى والفنانين من العالم، ومعرفة مستوى إسهاماتي التي تطورَّت ونُشرت في المجلات الإختصاصية ذات العلاقة. وصار لإسمي موقعاً بين أعلام البحث الموسيقي.
هكذا هي الحياة، حالة نمو مُطرَد حين يعرف المرء كيف ينحو في مجالات مدركاته الثقافية والفنية والأدائية.

 


كم ينتابني الأسى بعدم خوضي غمار الموسيقى من خلال اللعب على آلة ما أو  لعدم السعي لتثقيف ذاتي بهذا العلم الذي يسموا فيه روحياً من يمارسه ، فما نصيحتك لمن هم مثلي كيما يكتشفوا عظمة هذا الإبداع ؟  ----------------

ليس بالضرورة أن تكون وغيرك فناناً أو شاعراً كي تتذوق جماليات الفن والشعر. إنما يتأتى ذلك بتنامي ذائقة الجمهور المتلقي، وهي معايشة متاحة قبل أن تكون ممارسة حرفية. وكما قلت سابقاً، فالإنسان هو وسيلة وغاية الأعمال الإبداعية. والناس كلهم لكذلك.
استمع ولا ترفض، ومن بعد قم باختياراتك مم سمعت. فإن راقت لك، فقد تحقق لك هدف من إستماعك لها في سعيك (لتثقيف ذاتك، كما قلت).
وإنْ شئتَ، أجلس إلى البيانو، الأورك، وابدأ بتحريك أصابع اليد الواحدة، بدون تخطيط مسبق؛ ستمنحك آلة ما تُعرف بـ (لوحة المفاتيح key board) متعة إستكشاف أبعادها الصوتية.

مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية



غير متصل robert_sanaty

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1943
  • الجنس: ذكر
  • مسكت-قلم-لأكتب-همومي-فبكي-القلم قبل-أن-تبكي-عيوني-
    • رقم ICQ - 1627217727
    • MSN مسنجر - robert_sanaty@hotmail.com
    • AOL مسنجر - snkhtaya-bikmaya
    • ياهو مسنجر - robert_zakhonaya_sanaty@yahoo.co
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • robert_sanaty@yahoo.com
    • البريد الالكتروني
تحياتنا  الى   الموسيقار   الكبير   الاستاذ  باسم حنا بطرس
---هجرتك---حتى---قيل---لا---يعرف---الهوى---و---
  ---زرتك---حتى---قيل---ليس---له---صبرا----

غير متصل Senan Shawket Zaia

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 78
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
احسنت يا زيد على هذا اللقاء الجميل والذي سطّر وتطَرّق بكلماتٍ موجزة الى حقبة مهمة من الزمن انجبت اشخاص كان لهم دور في حياة الفن العراقي حتى وان اشتعل رأسهم شيباً او ذابوا عن هذه الحياة إلا ان اعمالهم وذكرهم سيبقى الى سنين قادمة. بوركت الأيادي التي مازالت تعزف بلا كلل او ملل مع صعوبات الحياة اليومية وآلامها. ليبقى عملك يا ابو قصي طيب الذكر في فن العزف واللحن والكتابة.

سـنان شـوكت بَـوّا
1 حزيران 2009
اوكلند / نيوزيلندا

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

  
 السيد باسم حنا بطرس المحترم  
زرع المرحوم ابوك حنا بطرس بذورا وشتلات فانبتت شجرة مورقة ومزهره كاملة الصفات وهي انت يا باسم واخوتك بطرس ، صباح ، و سمير ) وجميعهم ايضا اثمروا وانتجوا ، وينطبق عليك هذا المثل ( صانع الاستاذ استاذ ونصف )  .
ان اعمالك وانجازاتك منذ ان كنت بالعراق شملت أصعدة عديدة منها تخص مهنتك الموسيقى والاخرى تخص نشاطاتك تجاه الكنيسة والتي اكملتها في نيوزيلاندة . انت تكمل عمل والدك في خدمة الكنيسة في الموصل وبغداد حيث كان والدك شماسا انجيليا حيث كان يصلي ويرتل ومن يرتل كأ نه يصلي مرتين .

 اخي باسل ـ انك معروف واعمالك لا تحصى وكذلك تكريماتك ، واسمح لي ان اعيد ما كتبته عن والدك المرحوم حنا حيث ذكرته في مواضيع نينوى والموصل المسيحية الحلقة ال 16 حيث لحن للموصل ابيات للشاعر الموصلي اسماعيل احمد فرج بعد كان الاتراك يطالبون بالموصل لان الانكليز دخلوها بعد انتهاء الحرب الكونية الاولى ، فجاء الاستفتاء الذي اجري لاهالي الموصل ومنهم صوت المسيحيين ضمنهم رجال الدين ومنهم البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني توما عام 1925 والابيات تقول  
                  لست  يا  موصل  الا ...  دار عز   وكرامة
                 انت فردوس  العراق ...  حبذا فيك  الاقامة
                بلدي الموصل دومي   ... في  أمان   وسلامة
                لن ينال الغير  منك    ... قط  من ظفر قلامة
وقد كرم الملك فيصل الاول الشاعر ب (100 ) روبية والملحن المرحوم والدك حنا ساعة ذهبية ، اعتقد انك لم تنسى ذلك واطلب منك يا أخي العزيز باسم ان تستمر في نشاطاتك في بلدك الثاني نيوزيلاندة وفقك الله  .

  اخوك الشماس يوسف جبرائيل حودي ـ شتوتكرت ـ المانيا