المحرر موضوع: قادة الكلمة في بغداد ... اعلان اخر للتضامن مع العراق  (زيارة 674 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فوزي الاتروشي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 289
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قادة الكلمة في بغداد ... اعلان اخر للتضامن مع العراق

                                                                                        فوزي الاتروشي
                                                                                       وكيل وزارة الثقافة


ضمن اليات التغيير في المجتمعات يبقى للكلمة نكهتها الخاصة وقوتها المميزة في التفعيل والتأثير والاتيان بالبديل الاجمل والاكثر قدرة على التناغم مع مناخ العصر .
والذين حضروا المؤتمرالذي انعقد في بغداد يومي (23و24) من الشهر الجاري نقلوا الى العالم كله ان العاصمة العراقية مفتوحة وقابلة للتعامل والحوار ومنسجمة مع نفسها والعالم وانها تتنفس برئة جديدة لا اثر للاعراض السابقة عليها .
بغداد احتضنت قادة النقابات والاتحادات الصحفية في العالم  لتعلن قدسيتها للكلمة التي تقال وتكتب بحرية والكلمة التي لاتقف على الحياد بل تنحاز لقيم التنمية والجمال والسلام والوئام الاجتماعي وتنتقد وتصرعلى البناء واقفة في وجه معوقات التجربة الديمقراطية العراقية .
لم ينهض احد في المؤتمر ليمجد هذا الشخص او ذاك او يكبل الاطراء والثناء لهذا الحزب او لهذه المنظمة او تلك ، وكان الجميع مطمئناً على نفسه لايشعر بالخوف او الرعب خوفاً من الدكتاتور او دهاليز المخابرات او الشلل المتزلقة التي تقتاد اصحاب الكلمة الى التهلكة . في المؤتمر شعر ضيوف العالم ان سموم الكبت والقمع وارهاب الدولة والاقصاء والتهميش واهانة الصحفي واصحاب القلم اصبحت شيئاً من الماضي لايعود ولايمكن للشعب العراقي ان يوفر مجدداً البيئة لهكذا عودة بعد ان تعلم الدرس اثر (35) عاماً من الدكتاتورية الاقسى في العالم .
قادة الكلمة جاءوا الى العالم لأعلان التضامن مع الشعب والحكومة وكل الخيرين ضد قوى الارهاب والظلام الذين يستهدفون الصحفي والكاتب والمثقف لمنع تدفق مياه التغيير في هذا الوطن ولقطع جسور المجنمع الى المستقبل .
انه حلم جميل ونقي وقد تحقق وهو تحول بغداد من مكان للحروب والدمار ولصرخات الدكتاتور ولدهاليز الامن الاجرامية والاوكار التي تنشر القسوة ومظاهر القتل اليومي ، الى بقعة عامرة بالامل والانفتاح والتصالح والمحبة رغم مد الارهاب الذي يعمل يائساً لغلق الابواب على الحاضر وجر المجتمع الى كوابيس الماضي . لقد كان المؤتمر تأكيداً اخر لمقولة ان لا ديمقراطية بدون صحافة حرة واعلام قادر على تفعيل ادوات النقد والتقويم واعادة التقويم لوضع المجتمع على عتبة مرحلة الصحة والعافية . لقد فرح المثقف العراقي كثيراً لأنه يرى نفسه في الواجهة وبأنه من خلال الكلمة قادر على تجسيد قيم  الحق والعدالة والاكثر من ذلك ان كلمته تؤخذ على محمل الجد ولايجري الاستهانة والاستخفاف بها كما كان يفعل الدكتاتور. كذلك فرح العالم المتحضر لأنه اطمئن ان بغداد لن تنطلق نحو الحرب او نحو تأزيم العلاقة مع الجيران او نحو خرق الاتفاقات الدولية بقرار من رجل واحد او حزب واحد او مؤسسة واحدة ، فوجود الاعلام الحر صمام امان ووجود التعددية السياسية والبرلمان الحر اليات توزع السلطة وقوة القرار على كل مكونات الشعب لذلك فالعـالم لايتوقع الان من بغداد الا المزيد من افـــــاق التنمية والانضمام للعالم الديمقراطي ، اما فئات الظلام وبعض دول الجوار والدول المحكومة بالشمولية فلا شك انها فزعت وهي ترى بغداد عاصمة لقادة الكلمة في العالم ، مثلما اصيبت قوى الارهاب بصفعة اخرى لأنها يائسة امام براعم الامل التي تتفتح في عاصمة السلام .