المحرر موضوع: نحن لا نطلب المستحيل  (زيارة 1276 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نحن لا نطلب المستحيل
« في: 16:50 08/03/2006 »
نحن لا نطلب المستحيل

أي أنسان في العالم مهما كانت ثقافته وحدود معرفته يحتاج دائما الى دعم المجتمع له . ذلك الدعم لايشترط ان يكون ماديا بل يكفي ان يصغي اليه المقربون او تقدم له في بعض المناسبات باقة ورد صغيرة اوينظر بعين من الاهتمام لانجاز يديه وابداع عقله كان تقرا له قصيدة تعبيرا عن شيء ما داخله او يتم الاشادة بلوحة رسمها او منحوتة حفرها بيديه معبرا عن رسالة ازلية تشترط على الانسان ليكون سويا ان ينتج اوينجز او يبحث في سبيل كسب اهتمام الناس به من خلال تحقيق النجاح . اذن فالاخير هو الطريق الى قلوب الناس وجذب اهتمامهم حتى لو جاء بعد فشل متكررفهو ليس مستحيلا .
عندما نطالب كبسطاء من جميع المرموقين ان يوحدوا دعواتهم الدينية والسياسية والاجتماعية ويرتقوا باهدافهم لتحقيق نوع من التغيير الجذري في بعض الكلمات وعكسها لتحل محلها مفاهيم وقيم ارقى بكثير من المصطلحات الدارجة .
كان تتحول كلمة قتل ومشتقاتها إلى كلمة ولد او منح الحياة او تماثل للشفاء . فنحن في سبيل هذه الدعوة النبيلة نمتلك كافة المقومات المطلوبة من قيم اصيلة ومباديءدينية سامية ام ياترانا لانثق بانفسنا الى تلك الدرجة من التحدي التي سنصبح فيها ثوريون على الشر نحاربه ونستاصل سمومه قبل ان يثبتها فينا كانحرافات خلقية ثابتة فنقتل بسهولة كما نشرب الماء ونختطف ونسرق وكاننا نتنفس او نضحك ونسخر من ابرياء قاوموا الانحراف في مجتمعهم واكدوا لنا بانه ليس مستحيلا ان نمنع وقوع الاذى والسعي الى تحويل القدرات الهائلة الكامنة في إي شخص نحو عالم الخير والعطاء حتى لو بذلنا في سبيل ذلك الهدف حياتنا وليس مجرد ساعات محدودة من الاهتمام ورعاية الاخرين .
عندما يطالب المجتمع كله بإعادة النظر في كل القيم الدموية التي تربينا عليها فلا نعتبر القوة مسدس او بندقية بل ذكاء وحنكة وحكمة في التصرف . وبان الكرامة هي خلف مصلحة الوطن وان الاخير ليس فقط اربعة جدران نعيش فيها أو جماعة من الناس تحمل نفس فصيلة الدم التي تجري في عروقنا بل العراق بكل مافيه على الاطلاق . العراق الذي سنؤسسه على اساس القانون والحساب فوق كل شيء عندها فقط نستطيع إن نقول بان مانعتبره مستحيلا اليوم سيتحقق غدا بسهولة .
عندما ننحاز لإنسانيتنا وننكر أصولنا أمام النظام والدولة ونكذب في سبيل الحق لان السعي في الطريق الضيق تعتبره بعض المجتمعات غير السوية كلاما فارغا وكذبا ونفاقا هي في غنى عنه لانها تمتلك المبدا الصح حسب ادعائها . حينها يكون صعبا جدا علينا تحقيق انقلابات جذرية في مجتمعنا وفي حياتنا دون تضحيات واصرار على البقاء ثابتين في قناعتنا نبدو امام الناس كالاصنام صامتين ولكننا في الحقيقة الاكثر ثرثرة في طريق تغيير المجتمع وقلب المفاهيم وعكس العناوين فاذا وجدوا تصرفاتنا جنونية سينصاعون لاحقا الى صوت عقلنا المتكلم من خلال الصمت والعمل بهدوء واذا نعتونا بالمنحلين وباننا دون قيم واخلاق سيتوسلون فيما بعد للدخول في حياتنا الحديثة والمتحررة ويتعبون من مقاومة دعوتنا لهم بالانضمام الى حفلة الطموح بما لاتستطيع تحقيقه بيوم وليلة . لان الطموح هو بداية النهاية لكل ماقد نعتبره مستحيلا .                                                        لا يمكن أن نعتبر سلوكيات البعض امرا حتميا وغير قابل للنقاش فالإنسان بحد ذاته متغير ولا يستقر على طبع واحد فقط والكثير الذي يستطيع الجميع تقديمه هو بناء كل ماهو ايجابي وخير في نفس الاخرين والارتقاء به حتى لو كان اصغر حجما من ذرة رمل سينمو ليغلق الانسان امام القيم الباطلة والمنحرفة والتربية الصالحة والحديثة للاجيال القادمة تغنينا عن تفتيش كافة المركبات المتواجدة في شوارعنا او التاكد من هوية جميع عابروا السبيل والمارة كونهم غير مفخخين لان الانتحار هو استسلام امام ارادة الاخرين يمكن ان نقضي عليه بحب الحياة واحترام حرية الاخرين وحقهم في الحياة ايضا . والاستسلام للمستحيل هو ان نبقى ان نعيش في هذه الدوامة التي تعصف بنا اليوم دون محاولة إيقافها أو الخروج من دائرتها بأي شكل من الاشكال فكل اجراء نتخذه او راي نتبناه او امل نعلقه او انحراف نثور عليه ونرفضه وتطالب باجتثاثه وتغييره حتى  لو اسيء فهمنا وطالبنا  بشيء خارق يفوق ماهو متعارف من طاقات فنحن بذلك لانطالب سوى بحقنا في تغيير هذا الوضع القائم حتى لو تحدينا المتعارف وغير الممكن واحيانا مايعتبره الاخرون مستحيلا .





                                                        عصام خبو بوزوة  - تلكيف