المحرر موضوع: تصريحات ليست في محلها  (زيارة 1072 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص دنخـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 145
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • www.nohadra.com
تصريحات ليست في محلها
« في: 20:20 22/06/2009 »
لكل مجتمع مهما كانت درجة تقدمه وتطوره الاجتماعي والمدني ان يكون في هذا المجتمع مجموعات او افراد لكل منها امكانيات وقابليات في مختلف المهن والاختصاصات تشارك في بناء المجتمع وتطوره في كل المجالات الاجتماعية، العلمية، السياسية ...... الخ. فليس من الممكن ان يقوم  فرد ذات كفاءة  عالية في مجال الهندسة المعمارية بتصميم وصنع السيارات او الطائرات، كما ليس من الامكان لفرد ذات اختصاص فيزيائي او رياضي بعملية التعليم في مجال علم الاجتمعيات او بالعكس فكيف تكون  الامور اذا ذهبنا الى ابعد من ذلك وفرضنا ان المهندس المعماري له الحق ان يأخذ دور رجل الدين ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة من الامور الدينية  والللاهوتية علماً انه ينقصه كل الامكانيات والمعلومات في المجال الديني والرسالة الالهية.
اذا عكسنا الامور وقلنا ان رجل الدين اذا اخذ دور المهندس المعماري او دور مهندس الطائرات او غير ذلك من المجالات العلمية التي ليست من  اختصاصه، اليس هذا ضرب من الخيال وخروج عن كل الضوابط الاجتماعية والمهنية وتؤدي الى هدم عملية التطور الاجتماعي والمدني وبقائه بدائياُ مقارنة بالمجتمعات الاخرى التي سارت على النهج العلمي والمعرفة في عملية تطور هذا المجتمع وتقدمه المدني بين مجتمعات عالمنا.
لقد كثرت في الاونة الاخيرة هنا وهناك في كلا من الكنيستين البابلية الكلدانية  والشرقية الاشورية تصريحات وبيانات ليست لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالامور الدينية والواجبات الدينية التي عليهم عدائها تجاه الناس وتجاه ربهم. ان تصريحات المسؤولين في هذه الكنائس هي تصريحات غير مسؤولة ولا تصب في مجال عملهم وبعيدة كل البعد عن الرساله التي يحملونها.
لقد ذكر ربنا السيد المسيح مراراً وتكراراً  في كل مناسبة  لتلاميذه والجماهير المؤمنة  فقوله لهم لا يقدر احد ان يخدم سيدين. لانه اما ان يبغض احدهم ويحب الاخر او يلازم الواحد ويحتقر الاخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال (الاصحاح السادس، فقرة 24 ).
ان واجب رجال الدين خدمة الرسالة التي اوكلوا بها من قبل سيدنا المسيح, والتبشير بها ونشرها بين الناس فليس واجبهم التدخل في الامور السياسية والدونيوية فهم ليسوا اهل بها ولا هي من واجبتاتهم الدينية لان التدخل في هذه الامور تسقط عنهم رسالة المسيح النبيلة ويدخلون انفسهم في امور ومتاهات تبعدهم عن جوهر ومصداقية عملهم بين جماهير شعبنا المؤمنة.
ان جماهير شعبنا من الكلدان السريان الاشوريين تكن كل الاحترام والتقدير لكل رجال الدين مهما كانت الطائفة التي ينتمون اليها اذا كانوا حقاً هؤلاء يؤدون واجباتهم الدينية تجاه ربهم اما الخروج عن ما اوكل به من قبل ربنا السيد المسيح فانه سوف ينزلقون في امور ومتاهات هم بغنى عنها وتقودهم الى صراعات ليست لها اية علاقة من بعيد او قرريب بالامور الدينية وادارة الطائفة ومؤمنيها.