المحرر موضوع: انه ليس انتصارا... انها الحقيقة  (زيارة 1298 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انه ليس انتصارا... انها الحقيقة



تيري بطرس

خلال الفترة الماضية عشنا قلقا حقيقيا من ان تنتصر ارادة البعض ممن تمكنت نوازع معينة لديه، ويتحقق حلمهم في تشتيت شعبنا الى مكونات صغيرة لا يمكن لها ان تواجه المخاطر فتضطر الى الانصهار والذوبان في المهاجر او في الوطن، انه لو تحقق ذلك، فكان سيعني ان شعبنا في الداخل بكل التسميات كان سيتعرض للتهميش القانوني والتشتت الديمغرافي والتحلل من اي ارتباط بين اجزائه. ولعل الخوف الاكبر من ان شعبنا ونتيجة لهذا التشتت فانه ما كان بقادر على حماية مفرادت هويته القومية، وحتى الدولة ما كانت مستعدة لرفد هذه المفردات بالدعم اللازم للضمور الديمغرافي والصراع الممكن النشوء بين المكونات.
ان تحقيق وحدة التسمية يعني بالضرورة وحدة المؤسسات الحكومية المنبثقة لتعزيز هويته القومية، مثل المديريات الخاصة باللغة والثقافة والاعلام والتراث، يعني وحدة المؤسسات المحافظة على خصوصيته القومية مثل القوانين المسيرة لهذه الحياة والمطورة لها، ولان هذه الامور كلها من المستقبل بغالبيتها، فان ابناء شعبنا في هذا المستقبل هم من سيختار ممثلي شعبنا الناطقين باسمه ونعتقد جازمين ان الشعب ان كانت لديه بعض الحساسيات الجغرافية او الطائفية في اتخاذ قراره سابقا الا انه وضمن تمتعه بحقوقه الكاملة او الامل بنيل كل هذه الحقوق جراء السماح الدستوري لذلك، فان الشعب سيتوجه لدعم الاطراف الاكثر نزاهة وقدرة على تمثيل وتحقيق تلك الحقوق بغض النظر عن الطائفة والجغرافية والتسمية.
ان ما تحقق هو انتصار على الذات، ولكنه بالتأكيد ليس انتصارا على الاخر من ابناء شعبنا، انه تحقيق الحقيقة التاريخية والاجتماعية والتراثية والواضحة على الارض، فمبروك لشعبنا هذه الانتصارات ولكن هذا لن يكفي، بل باعتقادي انه يجب:

اولا: في كل المجتمعات هناك اطراف تتخذ خطوات جراء حسابات خاطئة، او لقراءة غير سليمة، ولكن كل المجتمعات والشعوب، تجد انه في زمن الانتصارات يكون هناك مجالا واسعا لنسيان كل الضغائن وكل ما شاب المرحلة السابقة، وتفتح هذه المجتمعات ذراعيها لكل ابناءها للعودة الى الوحدة والبناء على اساسها.

ثانيا: ان للوحدة التي تحققت بمساعدة ابناءها الخيرين والتي شخصيا تابعنا بعض او اغلب ما جرى لكي تتحقق، مسؤوليات اضافية اكثر من التشرذم، ففي التشرذم يمكننا رمي كل السلبيات على هذا التشرذم ولكن بتحقق الوحدة الدستورية والقانونية، على مؤسساتنا السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية الارتقاء الى مستوى هذه الوحدة، تصرفا وقولا وحلما ايضا.

ثالثا: في تعديل الدستور العراقي، صار ملزما على النواب الذين هم من اقليم كوردستان، لكونهم مؤمنين بدستور اقليم كردستان ان يدعموا توجه شعبنا للوحدة وتصحيح الخطأ الكبير المقترف بحق شعبنا في الدستور العراقي، وعلى ابناء شعبنا من قيادات الاحزاب السياسية واعضاء البرلمان العراقي البناء على ذلك وتوسيع دائرة المؤيدين لوحدة شعبنا.

رابعا: العمل من اجل تحقيق الحكم الذاتي الذي نص عليه دستور الاقليم في الواقع، ولكن ليس دون دراسة وتهيئة الارضية المناسبة لذلك، ومنها تهيئة الكوادر القانونية والتعليمية والتربوية، ووضع الدرسات المستقبلية ويجب الوضع في الاعتبار ان دستور الاقليم يتبنى ضم سهل نينوى الى الاقليم مما سيساهم في ربط كل المناطق التاريخية لشعبنا ويسهل التفاوض وادراة الامور. وهذا ما كان حزبنا الوطني الاشوري حريصا على تبنيه والدعوة اليه منذ عام 2003.
ولكن بمقابل ذلك يجب ان يكون لنا تواصل فعال وايجابي مع المكونات الكوردية الازيدية والشبكية في سهل نينوى ليكون هنالك تصور واضح ومتتفق عليه بشأن المستقبل.
لا شك ان هناك من عارض، ومن منطلقات معينة، الحكم الذاتي لشعبنا.
اليوم، ومع اقرار الحكم الذاتي نعيد طرح ما طرحناه سابقا في ان ينضم الجميع تحت خيمة  واحدة من صنعهم جميعا ويناقشوا الامور بهدوء وبروية وبروح اخوية.
ان المسيرة يجب ان لا تعود الى الوراء.
المسار هو فعل مستنقبلي فعلينا التزامه والسير فيه بروح ملئها المسؤولية القومية والوطنية.
ان اقرار الدستور لحق شعبنا بالحكم الذاتي هو انجاز تاريخي يجب استثماره لتمتين وحدتنا القومية ولتحقيق مصالح ابناء شعبنا في الحياة الحرة الكريمة.
ونكرر القول، ان هذا الاقرار ليس مطلقا دعوة، كما يحاول البعض تشويه مطلب الحكم الذاتي، ليترك ابناء شعبنا المناطق التي يسكونها حاليا والانتقال الى المنطاق المطالب بها للحكم الذاتي، فسيبقى العراق كله وطننا وسيقى اقليم كوردستان كله وطننا.

خامسا: العودة للمناقشة الصريحة ممن استهدفوا وحدة شعبنا ولتكن بين القيادات من الطرفين ولتكن خلف الجدران، لكي يتم ضبط ايقاعها ولكي لا تخرج الى التجريح والذم، بل مناقشة مبنية على مصالح الشعب وليس الى ما قاله التاريخ او لم يقله، فلنصنع تاريخنا الجديد وكفانا ارتهانا لما مضى، انه قد يكون لمن عارض وحدة شعبنا لحد الان نوع من الحق وعلينا الاستماع اليه بصبر وبوضوح لكي نصحح الاخطاء، الشعوب تصحح اخطاءها ولا تبتر ابناءها. وضمن هذا الاطار يجب ان يكون مفهوما ان للدراسات التاريخية والاكاديمية احترامها ومن حق كل باحث ان يدافع عن وجهة نظره ويطرح ما يستنتجه من قراءة التاريخ دون ان يغير من واقع وحدة شعبنا شيئا، كما ان استعمال التسميات التاريخية في اسماء المنظمات السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية هو امر يجب ان يؤخذ كامر عادي لان هذه الاسماء كلها تعود لشعب واحد.

سادسا: خلال الفترة الماضية كانت لاحزابنا ماخذ كبيرة على الممارسات والعمل غير المؤسساتي واسلوب اتخاذ القرارات في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي حاول ان يكون طرفا حزبيا كالاحزاب الاخرى، متنازلا عن دوره بانه الية واطار عمل جماعي.
وعليه اننا نرى هنا المناسبة الملائمة ليعود المجلس الى دوره الحقيقي، كنوع من البرلمان او مجلس شعبي يعمل من اجل ان تكون كل الاحزاب داخله وتعمل من خلاله على وضع دراسات وتصورات لما يجب ان تكون حياتنا المستقبلية في العراق واقليم كوردستان ويعمل بكل قواه السياسية على تطبيق هذه التصورات في قوانين الاقليم والعراق كله.
كما عليه ان يكون الاطار الملائم لدراسة كل ما يصدر او يكون موضع للصدور من قوانين في البرلمان العراقي او برلمان الاقليم وتكون متعلقة بتطلعات شعبنا، ليتم تقييمها وتعديلها ووضع المعالجات لها قبل تشريعها.

سابعا: لقد كان نزول المجلس الشعبي منفردا حلبة الانتخابات احد الاخطاء الكبيرة، فهو نزل وكانه ينافس نفسه، ووضع الاحزاب السياسة المتحالفة معه امام موقف لا يحسدون عليه.
ان قرار المجلس الشعبي بدخول الانتخابات منفردا ورفضه دخولها بقائمة موحدة لمرشحين يتم الاتفاق عليها بينه وبين الاحزاب المتمثلة فيه والتي تلتزم ذات البرنامج السياسي من وحدة شعبنا وحقه في الحكم الذاتي، وضع هذه الاحزاب التي وفرت الشرعية السياسية للمجلس امام خيارين:
فاما ان تعمل وما ينسجم مع ما تؤمن به، ومع ما ينسجم مع واجبها ودورها، وبينها المشاركة في الانتخابات. او ان تتخلي  عن هذا الدور.
ولذا فقد اضطر حزب بيت نهرين للانسحاب مبديا اعتراضه على تعدد القوائم بهذه الصورة المشوهة.
كما ان الحزب الوطني الاشوري ومنظمة الكلدو اشور للحزب الشيوعي سارا بالمشوار الذي يمليه عليهم واجبهم وهو الدخول في حلبة المنافسة المفروضة عليهم.
ناهيك عن ان وسائل الاعلام التابعة للمجلس والاحزاب المتحالفة معه مغيبة عن ذلك كليا، فلنا ان نتساءل ما هي غاية التحالف ان كان البعض في المجلس يمارس كل ذلك؟ ومن اين يستمد المجلس قراره ان لم يكن من ذاته؟

ثامنا: ان طرح ماخذنا على المجلس الشعبي تعني اننا نريد تطويره بما يساعد في اداء مهامه، وعليه فاننا ننتظر من المجلس ان يولي الامر الاهمية وليس طرح تبريرات غير مقنعة حتى لاعضاءه كما هو حال اختيار ممثلي قائمته.

تاسعا: العمل الجاد على توحيد التنظيمات الشبابيية والطلابية والنسائية والمهنية الاخرى في اطار موحد، كمنظمة شبيبة اكد، واتحاد نساء سومر، واتحاد نصيبين الادبي، انها مقترحات يمكن تطويرها لكي لا تنقسم هذه المنظمات ولكي يتعلم ابناءنا العمل سويا رغم تعددية انتماءاتهم الحزبية والمناطقية والطائفية. لقد اقر الاخرين بوحدتنا، فهل سنعمل على تمتين ذلك ونترك التمترس والاصرار والتعصب لما نؤمن به فقط.

في الختام هذه اراء يمكن التطوير فيها، يمكن مناقشتها، ولكن بالتاكيد ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بتحقق هذه الخطوات في دستور اقليم كوردستان يكون قد خطى خطوات الى الامام، وعلينا العمل من اجل ترسيخ هذه الخطوات وتطويرها واخذ الزمان بنظر الاعتبار في قراراتنا وعدم التهاون في عملية هدر وقت شعبنا في مهاترات لن تفيده ولن تغير ما تحقق.


bebedematy@web.de
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ