المحرر موضوع: اكذب .. فأكذب.. ثم اكذب... تصدقك الناس  (زيارة 2271 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسيب العم بولص

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
    • مشاهدة الملف الشخصي
         
اكذب .. فأكذب.. ثم اكذب... تصدقك الناس
لقد اُطلقت ولا زالت تطلق حملات اعلامية كبيرة ومكثفة من خلال البحوث والمقالات والخطابات تتبنى الفكر الاشوري القائم على التبشير بالاشورية وتهدف الى تشويه وطمس وازالة الهوية الكلدانية وتهميش وجود الكلدان ودورهم البارز في بناء حضارة وادي الرافدين وزرع بذور الأنشقاق وخلق الفتن بين صفوفهم وتمزيق مجتمعهم لتسهل عملية ابتلاعه وبأتباع اساليب الكذب بخداع الكلدان وتضليلهم واصطيادهم من اجل وقوفهم والتحاقهم في الصف الاشوري , وتحريف الحقائق التاريخية بهدف الوصول الى الحلم الكبير في اقامة دولة اشورية في شمال العراق تحمل اسم اشور .
نذكر بعض ما تم ترويجه والاعلان عنه من الفكر الاشوري وبأتباع الاساليب المذكورة  أعلاه ,ومن ثم التعليق عليها لغرض كشف وتوضيح الحقائق والنوايا وكما يلي :
اولاً : اطلاق التسمية المركبة (الكلدانية السريانية الاشورية ) وفرضها على الشعب الكلداني واعتبارها مظلة تهدف الى توحيد ولم شمل الشعب المسيحي في العراق وتنبذ التفرقة والانشقاق بين صفوفه وفي كونه شعب واحد ذات ديانة واحدة ولغة واحدة وتراث واحد ومصير واحد وانه يجب عليه الانضواء تحت مظلتها .
وبعد ذالك بفترة وجيزة تم الكشف عن حقيقة النوايا والأهداف المضمورة ضمن اطار هذه الهوية المركبة وتم الاعلان بأن الكلدانية والسريانية ما هي الا طوائف او مذاهب تابعة للاشورية . ومن هذا يتبين بأن الهدف الاساسي من وراء اطلاقها وفرضها على شعبنا الكلداني كان مبنياً على طمس الكلدانية واتخاذ الاشورية بديل لها كقومية .
لقد كان شعبنا الكلداني الاصيل العريق شعب واحد بلغة واحدة وهي الكلدانية وبتراث واحد وقوة واحدة موحدة منذ القدم وقبل حدوث الطوفان ثم اثناء قيام الدولة الكلدانية الاولى بعد الطوفان مباشرةً ولحين قيام قبيلة كلدانية تتبنى الاله اشور وتخرج من بلاد الكلدان (ارض شنعار )وتبني نينوى ,حيث سمى هؤلاء الكلدان افراد هذه القبيلة انفسهم بأسم الههم اشور كما سموا عاصمتهم ودولتهم لاحقاً بهذا الاسم .
ومن هنا حدث التمرد والانشقاق بأنسلاخ هؤلاء عن امتهم الكلدانية .
ثم بعد ذلك تم  القضاء على الانشقاق بتدمير عاصمتهم نينوى وتمت ابادة الاشوريين عن بكرة ابيهم من قبل الكلدان وقائدهم نبوخذ نصر عام 612 ق.م .
وبعد انتشار المسيحية في بلاد ما بين النهرين واعتناق الكلدان للدين المسيحي ازداد توحدهم ولحين مجيئ البروتستانت الانكليز الى هذه البلاد حيث زرعوا التجزئة والانشقاق بين صفوف الشعب الكلداني وذلك من خلال اطلاق التسمية الاشورية على بعض الكلدان النساطرة .
ان الانخراط والانضواء تحت مظلة التسمية المركبة هو بحد ذاته تمزيق للمجتمع الكلداني وسيزيد من حدة الانقسامات و الانشقاقات بين صفوفه وهذا بالطبع يدخل ضمن مخطط التاَمر على الكلدانية وعلى الشعب الكلداني .
ان الحقيقة التي يجب ان يستوعبها شعبنا المسيحي في العراق تكمن في ان الأنتساب العرقي والأنتماء القومي لأبناء هذا الشعب يعود للتسمية الكلدانية لكونها الأقرب الى الصحة والواقع والتي من المفروض ان يقوم هذا الشعب بتوحيد صفوفه ويدخل تحت مضلتها لكونها تتمثل بشعب عريق يعيش في بلاد ما بين النهرين منذ القدم وبنفس الوقت كونها ذات مدلول قومي عرقي وليس لها اي مدلول ديني وثني .
ثانيا:الأدعاء والترويج على ان الشعب المسيحي في العراق هو من الجنس الاشوري .
ان هذا الادعاء هو باطل وخال من الصحة ولا يستند الى اسس وحقائق تاريخية ,وعليه ولغرض توضيح الحقيقة نبين ما يلي :
1- ان الاشورية ليس لها مدلول عرقي او قومي بل لها مدلول ديني وثني .
2- ان الاشوريين (عبدة الأله الثور اشور) كانوا جزءاً من الشعب الكلداني وخرجوا من بلاد الكلدان (ارض شنعار ) وتوجهوا شمالاً حيث بنوا نينوى .
3- ان الاشوريين القدماء وقبل سقوط دولتهم على يد الكلدان ومن خلال غزواتهم المتكررة على بلاد الكلدان كانوا يقومون بأسر وترحيل الكلدان من بابل واسكانهم في المناطق النائية لبلادهم وفي اطراف نينوى ,ومن ضمن المناطق التي اسكن فيها هؤلاء الاسرى والمرحلين كانت مناطق كرمليس وباسيبا وهي (بيث سبيا ) اي بيت السبايا وبابلو شمال دهوك وحوض العمادية الى زاخو وكذلك في الشام واطراف ديار بكر وماردين والجزيرة وطور عبدين والقوش وبعشيقة . وكانت كل من القوش وبعشيقة مختلطة من الكلدان واليهود الذين جلبوا من مملكة يهوذا .كان سبب اسكان هؤلاء المرحلين من اليهود والكلدان في اطراف نينوى هو للاستعانة بهم في بناء القصور والاسوار وشق الترع والقنوات عند الحاجة .
4- لقد تم ابادة الجنس الاشوري عن بكرة ابيه عام 612 ق.م على يد الكلدان وبقيادة نبوخذ نصر ولم يكن هناك من يحمل الجنسية الاشورية منذ ذالك الحين حيث لم يبق لهم اثر في بلاد ما بين النهرين  .
5- يقول الرب وبتوجيه الكلام الى اشور وعلى لسان النبي حزقيال :
(بما انها تشامخت بقامتها وابرزت ناصيتها بين اغصان ملتفة وترفَّعَ قلبها في تشامخها فقد جعلتها في يد جبار الأمم (نبوخذ نصر ) فيصنع بها صنيعاً فأني قد نفيتها لنفاقها ....
ويضيف السيد الرب : في يوم هبوطها الى الجحيم اُقيمت مناحة....
نبوءة حزقيال
6- يقول المؤرخ ابو الحسن علي ابن الحسين بن علي المسعودي في كتابه الاشراف والتنبيه :
(ان الكلدانيين كانوا شعوبا وقبائل ومنهم (النينويين , الاشوريين , الأرمان , الجرامقة ,النبط .. الخ )).
7- يذكر ارسطوا طاليس وكذلك بطليموس الكلدان ويقولان بأن الكلدان ودار مملكتهم كلواذى من بلاد ما بين النهرين ومنهم ( النينويين , الاشوريين , الأرمان , الجرامقة , النبط , واهل السواد ).
8- كانت الاشورية في عهدها القديم خاضعة لبلاد الكلدان في عهد ملك بابل العظيم حمورابي ثم اعلنت استقلالها عن بابل بعد انتهاء حكمه.
ثالثاً: الأدعاء والترويج بعدم وجود حجر يذكر الكلدان وان التاريخ لم يذكر شيئاً عن الكلدان وانه لا وجود لأمة او قومية كلدانية .
لغرض توضيح الحقيقة نذكر بعض النقاط والتي تستند الى التاريخ وتؤكد عكس ذالك :
1- ان الخليج العربي الحالي كان يطلق عليه الخليج الكلدي او بحر الكلدان في الرقيمات الاشورية وفي المصادر التاريخية .
2- وقال من عنى بأخبار الأمم وبحث سيرة الاجيال بأن اصول الأمم في سالف الزمان سبعة هم ( الفرس ,الكلدان , اليونان , القبط , الترك, الهند, الصين).
3- يقول المؤرخ المسعودي في كتابه مروج الذهب ( ورد ذكر ملوك بابل من النبط وغيرهم المعروفين بالكلدان , والنبط شعب قديم كانت منه بقية على ايام العرب لدى ظهور الاسلام وكانوا ينزلون بلاد ما بين النهرين وثبت كونهم كلدانيي الجنس ) .
4- يقول ارسطوطاليس في كتاب  بوليطيا (ان الكلدان من كلواذى من بلاد ما بين النهرين وسمي سهل هذه البلاد سهل كلدو النضر او سهل شنعار ).
5- يقول المؤرخ المسعودي ( ذكرت الاخبار عن بدء العالم والخلق وتفرقهم على الارض والممالك والبر والبحر في القرون البائدة والأمم الخالية كالهند والصين والكلدان ).
6- يقول المؤرخ القاضي ابو القاسم صاعد الأندلسي في كتابه طبقات الأمم وفي تصنيفه للأمم (ان الأمة الاولى هم الفرس والثانية هم الكلدان والثالثة هم اليونان ...).
7-ان الجنائن المعلقة احدى عجائب الدنيا السبع وبرج بابل هي من صنع الكلدان ومنسوبة تاريخياً الى الكلدان .
رابعاً: التشهير بالكلدان والأدعاء والترويج في كونهم مجموعة من المنجمين والسحرة والعرافة .
هنا ايضاً نذكر بعض الحقائق التاريخية عن الكلدان وفي ضوء هذا الأطار :
لقد اشتهر علماء الكلدان في موضوع الفلك ورصد النجوم حتى اعتبروا مؤ سسوا علم الفلك , ومن خلال خبرتهم ومعرفتهم في هذا المجال كانوا اول من قسم وحدد الزمن بالسنوات والأشهر والاسابيع فالأيام ومن ثم قسموا الأيام  الى ساعات والساعات الى دقائق والدقائق الى ثواني .
اما بخصوص كون الكلدان من السحرة والعرافة , فلا يعقل ان يكون شعب عريق كهذا بكامل افراده من العرافين والسحرة ثم ان هذه الممارسات كانت موجودة  لدى كل الشعوب القديمة , بالأضافة الى ذالك لقد جاء ذكر الكلدان في المصادر التاريخية والكتاب المقدس في غزو مملكة عيلام ونهبها , سحق المنشقين الاشوريين وابادتهم , تدمير مملكة يهوذا , ابادة الجيش المصري واكتساح بلادهم وعلى النحو التالي :
1- في عام  (1124-1103)ق.م شن الكلدان بقيادة الملك البابلي نبوخذ نصر الاول حملة عسكرية وانتصروا فيها واخذوا بلاد عيلام وسلبوا كنوزها .
2- في معركة كركميش التي خاضها الكلدان بقيادة نبوخذنصر ضد الاشوريين والجيش المصري بقيادة نيخو الثاني استطاع الكلدان من تدميرهم وأبادتهم .
3- في شهر ايار من عام 603 ق.م قام الكلدان بقيادة نبوخذنصر بحملة عسكرية ضد مملكة يهوذا المتمردة .
4- في نهاية عام 599 ق.م قام الكلدان بقيادة نبوخذ نصر بالهجوم على مملكة يهوذا واجلوا (3000) يهودي الى بابل .
5- في عام 582 ق.م تمرد صدقيا ملك مملكة يهوذا على ملك بابل وبتحريض من فرعون مصر , وعليه توجه الجيش الكلداني الى المملكة وقام الكلدان بتدمير وحرق اورشليم وجلبوا صدقيا الى ملك بابل .
6- قام الكلدان بقيادة نبوخذ نصر بحملة عسكرية ضد فرعون مصر اماسيس سنة 568 ق.م ودمروا الجيش المصري وتوغلوا في عمق الاراضي المصرية حتى بلغوا حدود ليبيا.
7- قام الكلدان بالهجوم على مملكة يهوذا بعد تمرد اليهود على ملكهم الذي كان نبوخذنصر قد عينه على مملكتهم وقاموا باكتساح وتدمير اورشليم وسبي الالاف من سكانها الى بابل .
8- فحلف جَدَليا لهم ولرجالهم وقال لهم لا تخافوا من عبودية الكلدانيين ,اسكنوا في الارض وتعبدوا  لملك بابل فيكون لكم خير .                                             سفر الملوك الرابع الفصل 25.
9- يقول الرب وعلى لسان ارميا : (والذي يخرج ويلجأ الى الكلدانيين المضيقين عليكم يحيا وتكون له نفسه مغنماً , بنوءة ارميا /فصل 21.
10- قال الرب :هاءنذا اجعل هذه المدينة في يد ملك بابل فيأخذها , وصدقيا ملك يهوذا لا يفلت من ايدي الكلدانيين ...وأن حاربتم الكلدانيين فأنكم لا تنجحون .
 نبوءة ارميا/الفصل 32.
فهل يعقل ان تكون كل هذه القوات والجيوش الكلدانية العظيمة من العرافة والسحرة وهل من المنطق والحكمة ان يتم نعت الكلدانيين بالسحرة والعرافيين وهم بهذا النفوذ والقوة والجبروت.
 يكفينا ان نقول ان الشعب الكلداني العريق بكيانه العرقي هو شعب عاش في بلاد ما بين النهرين من شمالها الى جنوبها منذ القدم وكانت له قبائله وطوائفه العديدة وان الامة الكلدانية كانت امة كبيرة عظيمة بحضارتها وتاريخها ومنتشرة على مساحات شاسعة من الارض في الشرق الاوسط ولها شهرة تفوق شهرة الأمم .
حسيب العم بولص