المحرر موضوع: كلهم وحدويون .... عندما تقتضي الضرورة!  (زيارة 853 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عجيبة هي قضية المتحولون التي يدافعون عنها بالكذب والتملق والخداع ( اقصد بالمتحولون اولئك الاشخاص الذين يمتهنون فن الرقص، وبراعتهم في الرقص تشبه لونهم الذي يتغير حسب مواسمهم النفعية لذلك تراهم راقصين كل يوم على حبل دون خجل ) وغريبة هي اقوالهم التي ضجت بها اذاننا كل يوم يتحدثون بلغة، فهولاء لم يبخلوا بشيء في سبيل الارتقاء بانفسهم وتضخيم اسهمهم وكأن الجمهور والعامة من ابناء شعبنا عميان ومجردون من التفكير وسينقادون طواعية مثل القطيع دون عصيان وراء تخبصاتهم التي لا تزيدنا الا فرقة والماً ولا تشبعنا الا قهراً ومذلة، فهؤلاء لا يهتمون بما هو عليه الشعب ولا بما سيصيره بل جل اهتمامهم يصب في كيفية زيادة ثروتهم التي يجهل مصدرها والاعتلاء بمنصبهم على حساب شعبنا الذي اقتسموه ومزقوه وتلاعبوا بمصير ابنائه بضمير مرتاح واخلاق اقل ما يمكن القول عنها انها ساقطة.
لا ابالغ اذا قلت ان شعبنا لم ينحدر الى الهاوية بهذا المستوى في تاريخه، والسبب في ذلك لا يقع على عاتق السياسيين الانتهازيين فقط بل اضافة الى رجال الدين الذين ادوا مهامهم – ولا زاولوا مستمرين على النهج نفسه -  من هذا الناحية،  يشمل المثقفين والاعلاميين المتقلبين والمتحولين الذين يركضون وراء نداء جيوبهم التي لم ولن تمتلئ ما دامت مثقوبة من اسفلها، فيوم تراهم مع اقصى اليسار وفي اليوم التالي مع اقصى اليمين وفي يوم اخر وحدويون يدعون الوحدة ويكتبون ويصرحون ويشاركون في المؤتمرات كوننا شعب واحد ( كلداني سرياني اشوري، او سمه ما شئت عزيزي القارئ كوننا لم نتفق بعد على تسمية موحدة!!! ) وفي يوم اخر تراه قومياً حتى النخاع يدافع عن حقوق ابناء قوميته!، وكأن ابناء قوميته الذين عانوا وظلموا طوال تاريخهم انتظروا مخلصهم ( التاجر ) ليرفع الغبن عنهم ويمهد الطريق امامهم لاعادة امجاد امتهم التي مضى على زوالها الاف السنين، هكذا هم هؤلاء يقايضون مستقبل ابناءنا وقضية امتنا بحفنة من المال الحرام فيكدسون ملايين الدولارات على حساب جوعنا، ويعتلون عروش كراسيهم المهترئة على اكتفانا التي لا زالت تنزف من كثرة الاثقال.
المتابع لشأننا القومي يلاحظ ان الفترة الاخيرة كانت زاخرة بالانشقاقات والتراشقات والتنبؤات ( تنبأ بعض الكتاب المستقلين!!! من ابناء شعبنا بأن النجم الفلاني سيتهاوى ونوره سيختفي لا محال لان وقته نفذ!!!، وسيحل محله نجم اخر جديد الانتاج ليقوم بمهامه )، فالمواقع الالكترونية نقلت لنا مشكورة بكل شفافية ووضوح تقاتل المسؤولين في بعض احزابنا القومية وتخندقهم ضد بعضهم دفاعا عن مصالحهم الدنيوية ومناصبهم الكارتونية، وبذلك كشفوا للجميع عن نواياهم الخسيسة واساليبهم المخادعة لتثبيت جذورهم مادياً ووظيفياً على حساب قضيتنا القومية، والا ما معنى تناقل شخص واحد بين اكثر من ثلاث تيارات مختلفة خلال اقل من اربع سنوات!؟ وما معنى ان يترأس شخصاً حزباً قومياً ولا يفقه من المسألة القومية اكثر من المبلغ الخيالي الذي يستلمه نهاية كل شهر؟!، وحوادث وتصرفات وخروقات وسرقات اخرى يندى لها الجبين، ان دلت على شيء فانما تدل على ان قضيتنا القومية ليست سوى ساحة مفتوحة للتعارك والتقاتل على مصالح شخصية لا ترتبط بقضايانا الجوهرية بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
ما يحزننا ويحز في نفوسنا نحن العامة ليس لان فلان استملك! ولا لان علان استوزر!....... بل لان الضحك على الذقون الذي يمارسه بعض المسؤولين اصبح ثقلاً غير مطاق، فالمباديء أي كانت يجب ان تصان وتحمى من قبل معتنقيها في كل الظروف والازمان ( كثير من الكتاب والمثقفين من ابناء شعبنا يدعون الاستقلالية الفكرية وهذا امر طبيعي ومشرف لو كان صحيحاً، لكن ان تنتمي وتدعي الاستقلالية فهذه خيانة للفكر وانكار للذات، لذلك على ماسكي القلم ان يكونوا صريحي مع الذات قبل الغير )، والسياسي الكبير او القائد العظيم هو ذاك الذي لا ينحني امام مغريات الدنيا مهما كانت، اما الذي يغير ارائه وافكاره مثل الحرباء لن يكون له أي احترام يذكر بين ابناء جلدته، وتاريخه سيكون صفحة سوداء تتوسطها كلمة خائن، وهؤلاء هم الاكثرية في احزابنا القومية ومؤسساتنا الاجتماعية والثقافية، وللمثال اذكر واحدا من هؤلاء الذي اصبح الناطق الاعلامي باسم التماسيح القومية الذين ثبتوا جذورهم بجهود المخلصين والاوفياء من ابناء شعبنا، فهذا الشخص الذي يزعق ويعربد بين الحين والاخر لجذب الانتباه ليس سوى قراداً ( القراد حشرة تمتص دم الحيوانات ) يعيش على معاناة شعبنا ويبحث عن المنصب للتباهي والاستملاك فقط وليس لخدمة القضية كما يدعي، فقبل اختتام المؤتمر الشعبي العام الذي انعقد في عنكاوة بتاريخ ( 12-13/ 3 / 2007 ) اقام القيامة ولم يعقدها لانه استبعد من عضوية المجلس ( لان اقامته خارج القطر ) وبعد مشاورات ومناقشات انطيت به مهمة معينة لاسكاته، وبعدها دافع عن المجلس الشعبي والمكون ( الكلداني السرياني الاشوري ) كشعب واحد، لكن العجب ظهر قبل فترة وجيزة حين استلم منصبا جديدا في هيئة جديدة لاحدى هذه المكونات!!!، واذا به يدعو الى التسمية المنفردة ويدافع عن التفرقة ويظهر نفسه الحاكم الحكيم والفقه المتبحر في التاريخ دون استحياء او خجل وكان الذي قاله بالامس لم يكن سوى كلام عجوز سكران او شاب محشش ندم على ارائه وافكاره ومبادئه لحظة خيانة الذاكرة.
اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الى تفرقتنا وانشقاقنا كانت الطريقة الخاطئة في التصرف ازاء قضيتنا القومية، حيث انتهج القائمين على شؤوننا الاسلوب التجاري في التعامل مع آلامنا ومأساتنا، وكل التضحيات وتاريخهم النضالي الذي يتحدثون عنه ليس سوى خطابات فارغة واقوال باطلة يخدعون بها الجمهور ليرتقوا بانفسهم ويؤمنوا عيشة احفاد احفادهم القادمين، ولو لم يكن الامر كذلك لماذا لا زلنا متفرقين ومنشقين على انفسنا رغم كل المصائب والمذابح وعمليات التهجير القسري التي تعرض ويتعرض لها شعبنا على امتداد تاريخه؟ لماذا لم نستطع حتى الان ان نتفق على تسمية واحدة؟ ( تصوروا شعب يتباهى بحضارته وتاريخه الطويل الذي يزيد على 6000 عام يبحث عن تسمية! أهناك مهزلة اكبر من هذه المهزلة؟ ) لماذا لم يستطع زعماؤنا السياسيين على التوحد في جبهة واحدة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه شعبنا ودخول المعترك السياسي والانتخابي بقائمة واحدة؟
سؤال بسيط:- اين كان المدافعين عن حقوقنا والمناضلين الاوفياء المضحين بحياتهم واموالهم! قبل الان؟ ولماذا استيقظوا من سباتهم في هذا الوقت تحديداً؟
جواب وقح:- كانوا مجهولي الاصل والان عرفوا اصولهم!.


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com