المحرر موضوع: ماقصة الأنسحاب المزعومة والنصر العظيم ؟؟  (زيارة 791 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زرقاء اليمامة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 85
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماقصة الأنسحاب المزعومة والنصر العظيم ؟؟
الأعلامي بدر اليعقوبي ..
30/6/2009
أحتفلت الحكومة العراقية اليوم بما اسماه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي 'النصر العظيم' الذي يعلم اول مرحلة من خروج القوات الامريكية من العراق حسب الاتفاقية الامنية' التي تحرم القوات الامنية من الدوريات الراجلة وعلى المركبات داخل المدن العراقية بدءا من اليوم الثلاثنين من حزيران 2009 ، لكن ماقصة هذا الأنسحاب المزعوم ؟ ألعل الى الآن لم يستيقظ الشعب العراقي من غفلته ويعرف الصغيرة والكبيرة ؟ ألعل الحكومة الى الآن تعتقد بأن الشعب العراقي لايزال يصدق هذا وذاك ؟ لا .. فالشعب العراقي صغيره قبل كبير بات يعرف مكنونات عالم السياسة وما تجول في باطنة من محاكاة ومؤامرة تحاك ضده إن صح التعبير .
ولو أردتم التحقق من هذه الكذبة الكبرى أو ماتم تصحيحه بالنصر العظيم الذي يراد الشعب العراقي بها تصديقها لابد من أن نسأل أنفسنا هذا السؤال : لماذا أتت أمريكا ومن معها الى العراق وتقديم مئات الضحايا ومنهم من يزعم بأن مايقرب من 250 مليار دولار تم انفاقها على الحرب في العراق وافغانستان ،ألعلهم كما أدعوا بتخليص الشعب العراقي من براثن طغيان نظام صدام ؟ كلا .. هم جاءوا لأغراض أخرى وانتم غير غافلين عما أقصده .
هل الذي يقدم مئات الضحايا وينفق كذا مليارات من الدولارات وبعد ان يسيطر على هذا البلد يقوم ويتركه ويترك الجمل بما حمل كما يقال ويخرج بكل هذه البساطة ؟ لاأعتقد أنه يوجد أنسان مهما بلغت درجة فهمه أن يصدق هذه اللعبة كسابقها من اللعب والمقايضات والصفقات التي أبرمت بين الطرفين أو الأطراف المتنازعة ، ألعلكم يامن تبرمون وتوقعون العقود والأتفاقيات والصفقات أن العراقي مازال غارقا بل كما كان في السابق يغرق متعمدا في بحيرة من الجهل وعدم أستيعاب اللعبة السياسية التي تحول دون معرفة سببها ولا مع من تـُلعب ؟ يجب التذكير بأن العراقيين أصبحوا يدركون ماهم فاعلون وما يحاك ضدهم من مراهنات وربما حتى بيعهم في سوق العبيد والرعاع .
اليوم أدرك العراقيون بأنهم لم ولن يحتفلوا حتى يتوفر الماء والكهرباء والعمل الشريف ويلبس الاطفال ملابس نظيفة . ففي اجواء النصر المبالغ فيها والاحتفاء الذي تحاول الحكومة العراقية اظهاره ، هناك نوع من الترقب بين السكان الذين لا يرون في الاحتفالات اي معنى فحسب ، مواطن عراقي نقلت عنه صحيفة 'واشنطن بوست' انه لن يحتفل الا عندما يرى السلام يعم البلاد. أمنيات صغيرة يتمنى هذا المواطن وتلك المواطنة تحقيقها ولكن هل فعلا سيتحقق حلمهم مالم تخرج هذه القوات بالكامل من العراق وترفع يدها نهائيا عن كل شبر من أرض العراق وترفع يدها عن اموال العراق ؟ اضاف هذا المواطن العراقي قائلا سأحتفل عندما يتم تأمين الماء والكهرباء وعندما يتمكن السكان من الذهاب والتنزه في الحدائق بدون خوف، 'سأحتفل عندما يخرج الاطفال للشوارع بألبسة جديدة ونظيفة، وسأحتفل عندما يحصل الناس على عمل شريف. ويبدو ان خروج الامريكيين من المدن ليس الا اجراء رمزيا لأن الجيش ومنذ شهور يقوم بالتقليل من دورياته داخل المدن ويفكك وينسحب من المواقع العسكرية حيث قام بتفكيك اكثر من 150 قاعدة ومركز عسكري داخل المدن .
وتقول الصحيفة ان القوات الامريكية بدأت تتجنب الخروج غير الضروري والبقاء داخل القواعد العسكرية، وهذا اجراء مؤقت لاعطاء الصورة ان القوات العراقية هي في مركز القيادة لكن بعد ذلك ستواصل القوات الامريكية عملياتها خارج المدن الى جانب القوات العراقية التي يرى بعض قادتها ان يوم الانسحاب هو يوم عرس وطني، وهو يوم انتصار وعطلة رسمية. لكن المراقبين يرون ان هذه المشاعر ليست عامة، فهناك خوف من عودة العنف والقتل الطائفي في ضوء العمليات الانتحارية التي نفذت في الاسبوع الماضي وادت لمقتل 200 شخص .
ويقول طالب جامعي ان لا داعي للفرح وان الامور ستنقلب رأسا على عقب بعد اسبوع من الانسحاب، مشيرا الى ان كل الميليشيات مختبئة بانتظار خروج الامريكيين.
وتعامل الكثير من سكان الاحياء في المدن العراقية مع وجود الامريكيين اليومي في شوارعهم كشر لا بد منه لأن ما يراه الكثيرون فقدانا للكرامة الوطنية ثمن قليل مقابل حصولهم على الامن .
ولكن قادة في الجيش يقولون ان الجيش قادر على التعامل مع الوضع بدون الامريكيين على الاقل بنسبة 80 بالمئة، لكنه اضاف ان وحدته لا اجهزة اتصال لديها، ففي حالة تعرضها لهجوم في الليل فلا احد سيعرف عنها، ويظل خروج القوات الامريكية من المدن رمزيا لأن عدد القوات الامريكية التي ستظل داخل البلاد لن يقل وسيحافظ على معدله الحالي 130 الف ولن يبدأ بتخفيض العدد الا بعد الانتخابات العامة في بداية العام القادم.
ولهذا يعتقد الكثيرون ان فكرة التعامل مع الوضع الحالي كانتصار ما هي الا دعاية من المالكي، فيما يرى آخرون ان رئيس الوزراء العراقي بدأ حملته الانتخابية.
وتساءل احدهم قائلا 'كيف يخرج الامريكيون من العراق بعد كل التضحيات التي قدموها، وكهدية لايران وسورية؟. ومن هنا عبر عدد من القادة العسكريين الامريكيين عن حنقهم من الطريقة التي تتعامل فيها الحكومة العراقية مع المناسبة، خاصة ان حكومة المالكي تصور العملية وكأنها عودة الاستقلال والسيادة.
ويرى العسكريون ان الاهتمام بالاحتفالات جاء على حساب التدريب الحساس للقوات العراقية والعمليات القتالية التي كلفت الامريكيين آلاف الضحايا من الجنود. وما اغضب الامريكيين هي اللهجة الانتصارية التي استخدمها المالكي الذي صور الخروج على انه نتاج لعزم العراقيين على رد الغزاة ..
ألا تعتقد عزيزي القارئ أن خروج القوات الأمريكية من العراق سيولد مخاوف لديها من أحتمال تمرد من داخل العراق على الحكومة وجيش الأحتلال ، وبالتالي سيؤثر ذلك على مصالحها في العراق خاصة والمنطقة الشرق أوسطية عامة ؟
أذن لانغفل لما سيخبأه لنا المستقبل من مفاجئات وأن نكون دائما نعي لما يدور من حولنا من أنتصارات يراد بها مؤامرات ضدنا وضد مصلحة العراق ..

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------