المحرر موضوع: في مطعم شعبي  (زيارة 885 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Senan Shawket Zaia

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 78
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في مطعم شعبي
« في: 21:09 05/07/2009 »
في مطعم شعبي
في مساء احد ايام الجمعة، دخلنا نحن الأصدقاء الثلاثة الى مطعمٍ شعبي في وسط بغداد الحبيبة، قرب ساحة النصر ،حيث قارَبَت الساعة على الثامنة، لنتناول وجبة من عشاء شعبي عراقي لذيذ .
كُنّا ثلاثة جلَسنا لنأكل
خَلْفَنا، جلس شخص، بدأ بإلقاء الطعام على الأرض بإستهتار وإطلاق عبارات وكلمات الشتام لكل مَن حولَه دون ان يَردعه أحَد
كانت تبدو عليه علامات السُكْر…..
كان عمره يربو على العشرين من السنين….
إستَمَرّ بإستهزائه وإستخفافه من عاملي المطعم ومناداتهم بعبارات بذيئة وذميمة….
تَحَمّلنا هذا المشهد بِرَويّة وصَبر وفي دواخلنا نَبْذٌ لهذا التصرف السَيّء…
إستَمر هذا الشاب في تصرّفه وألقى بعض الطعام على طاولتنا…
إنزعجنا… وطَفَح ما في داخلنا من كَبتٍ لِغَيضٍ وغضب من هذا التصرف…
فَأنّبناه على أفعاله وسوء تصرفاته داخل المطعم… وهو إستمر في مجادلتنا مترنّحاً…
قلبي عَطَفَ على هذا الشاب … إلاّ أنّ الغضب أخذ مَأخذه من نفسي…
 شَتمتَه ولعَنْتَه بصِفة الحيوان…
إستمر الشاب السِكّير في السَبِّ والشَتمِ وهو يُغادِر المكان بتثاقل…
كلمات اُخرى بَدرَت منه جَعلَتنا ننتفض من أماكِنَنا لنحاول ردعه بالوسائل "البدائية والهمجية" للردع… إلا ان العمال منعونا ثم رحل الشاب عن عيوننا وهو يتمتم بكلمات غير متناسقة…
عدنا نحن الثلاثة الى طاولتنا لنستمر بتناول الطعام برغم "إنغلاق" شهيتنا وأنْفُسنا عن الأكل…
في وقت مُتأخر من ذلك المساء وفي طريق عودتي الى المنزل إفتَكَرتُ بما حدث…
فكّرت بما فعلتُ أنا… بتصرفي.. بِرَدّة فِعلي… بطريقة تفكيري… بكلامي الجارِح…
أحقاً أنا فعلت هذا ؟
ألم أكن أنا صباح اليوم أبحث عن الطريق المثالي للمساعدة والحب… وها هي فرصة أمامي لم استغلّها…
لو كان المسيح مكاني فما كان سيفعل؟.. ألَمْ يَكُن سيفتح للشاب قلبه ويدعوه إلى مائدته…
تأسّفت جداً في تلك اللحظة أنني أُدعى مسيحي حيث لم تكن فيَّ بذرة من المسيحية.
سامحني يا رب









(تحية الى الصديقين نبيل ومؤيد حيثما كنتما)
سـنان شـوكت بَـوّا
أوكلند/ نيوزيلندا
senanzaia@yahoo.com
**********************************************************
مُنذ فترة فكّرتُ بأن أبدأ بطباعة الكتابات والخواطر والأشعار التي خطّتها اصابِعُ يدي على أوراق دفتري القهوائي اللون وقصاصات الورق الصغيرة المتناثرة فكانت كتابتي أعلاه هي الورقة الأولى في الدفتر لتأمّلٍ حدث في شهر كانون الثاني من عام 1990. قد لاتكون الكلمات مهمة لكثيرين ، خاصة في هذا الزمن- زمن الإغتراب والهجرة، إلاّ أنني سأحس بالفرح إذا كانت كتابتي، وما يليها،  قد ساعدَتْ إنسان واحد نحو الثَبات في الحُب الناصِع النَقي.