المحرر موضوع: تعريف الكلدان ..في قاموس حضارة بيت نهرين  (زيارة 1688 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 311
    • مشاهدة الملف الشخصي

 تعريف الكلدان... في قاموس حضارة بيت نهرين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاروق كيوركيس

قاموس حضارة بيت نهرين  يتضمن  تعريفا وشرحا لممالك وشعوب وملوك ومدن وآلهة ورموز بلاد بيت نهرين ، مثل عيد أكيتو و جلجامش والاله  آشور  وشمش ،  وتعريف الكلدان والاراميين مع جداول بملوك بيت نهرين الشمالية وبيت نهرين الجنوبية وملوك الاشوريين وملوك البابليين.. والقاموس هذا من كتب روبيرت لافونت صدر ياللغة الفرنسية سنة  2001 بأدارة واشراف فرنسيس جوانيس ومساعدة  سيسيل ميشيل وشارك معهما في وضع القاموس كل من ، لوك باشيلو ، لورا باتيني ، ماركو بانيش ، كورين كاستل ، دومنيك شاربن، زافييه فيفر ، بيرتراند لابون، سوفي لافون، بريجيت ليون، بيرتي ليونيت، جيمس ريتير، مارتن سوفاج، فرنسوا فالات، بيير فالارد، نيل زيكلر .
ان الغاية من ذكر هذه الاسماء هي لكي نتيقن من ان هناك عددا كبيرا من المؤرخين المختصين في  العلوم التاريخية والاثارية قد ساهموا في تأليف هذا القاموس ، مما يدعونا الى الاستفادة من الكثير من المفردات التي وردت فيه ،   والكثير مما يخص حضارة بيت نهرين .
ونظرا لآكتشافنا بان العديد من المواضيع التاريخية التي تزدحم بها مواقعنا الالكترونية   لا يستند كاتبوها وناشروها الى مصادر تاريخية حقيقية وعلمية... فأننا  أرتأينا ان نساهم بهذا الفصل الخاص بتعريف الكلدان في قاموس حضارة بيت نهرين ليطلع عليه الاخوة القراء الاعزاء مع تأكيدنا على عدم وجود أي مقاصد سيئة من وراء نشر هذا الموضوع  سوى رغبتنا في  توضيح بعض حقائق التاريخ، خصوصا وان هذه المواضيع تأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات القراء ، لذلك وقع اختياري على :
تعريف الكلدان في قاموس حضارة بيت نهرين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يبقى الكلدان غير معروفين نسبيا وعلى الارجح انهم من الاصول السامية الغربية   البدوية ( الرحل) ، حيث أنه من المؤكد ظهورهم وأستقرارهم في أقصى جنوب بيت نهرين السفلى في بداية الالف الاول قبل الميلاد ، في نفس فترة ظهور الاراميين ، والذي من الممكن ان تكون بينهم رابطة او روابط.. هذا بحسب مدونات او نقوش الملك ( آشور ناسر بال الثاني )، حيث ظهروا لاول مرة سنة 872 قبل الميلاد . .
واذا عثرنا على الكلدان في بعض المدن الكبيرة ، ( سيبار ، كوتا ، كيس ، نيبور ، أوروك )، فأن سكناهم المفضل او المتميز كان جنوب بابل ومناطق الاهوار ، حيث  أسسوا هناك مراكز تجارية باستمرار والتي قام الملوك الاشوريين بأخضاعها ... سنحاريب تبنى عملية هدم 820 قرية و88 قصبة ومدينة محصنة للكلدان ..
ان هذا الاستقرار المتميز في الجنوب أدى الى تأسيس قواعد لانشطة اقتصادية ، حينذاك الاراميين أنصبوا أو أهتموا بالاقتصاد الرعوي ( الدين والالهة) ، بينما الكلدان كانوا يملكون المناطق الزراعية ولديهم علاقات تجارية مع الجيران والبلدان المجاورة لخليج فارس والابعد منه  .ويظهر ذلك من خلال الضرائب والجزية التي كانوا يدفعونها للملوك الاشوريين والتي كانت  تتضمن أو تحتوي على المعادن الثمينة والعاج وجلود الفيل والاخشاب الغريبة .
ان سيطرة الكلدان على حركة  التجارة في جنوب بيت نهرين قد ضمنت لهم قوة  اقتصادية وبالتالي قوة سياسية  .. بعض النصوص التي تتحدث عن الكلدان بصفة خاصة تبين ان هؤلاء السكان  كانت لهم لغة محلية او لهجة خاصة بهم ، وان هذه الخصوصية تمكنت قليلا من مقاومة الاندماج في الاكدية والسومرية معا .
الاغلبية الكبرى من الكلدان الذين نعرفهم ممن حملوا  اسماء  بابلية ، أو  ورؤساء القبائل او العشائر أو ملوك الولايات الكلدانية الكبيرة كانوا يتبعون  نهج سياسي يولي أهتماما بالتقاليد المحلية للسومريين والاكديين .
النصوص المعاصرة الاخرى  وخاصة الاشورية ، وصفت  الكلدان كولايات عشائرية تجمعوا في خمسة قبائل او بيوت رئيسية يحكمها ملك ولكل منها مجلس خاص بمنطقتها وهي :
ـــ بيت أموكاني
Bit Amukkani
ـــ بيت داكوري
Bit Dakkuri
ـــ بيت ياكين
Bit  Yakin
والاثنين الاخرين اقل أهمية عرفت في وسط القرن السابع ق.م.
ـــ بيت سا، آللي
Bit  SA’alli
ـــ بيت سيلاني
Bit Sillani
بيت ـ داكوري ... هي الولاية الكلدانية الاكثر شمالا التي شغلت ضفة الفرات من ( بورسيبا) تقريبا والى (ماراد) .
البيت الاكثر سكانا يبدو انه ( بيت ـ أموكاني ) الذي يمتد من غرب الفرات الى اعالي (أوروك) الى دجلة قريبا من (لاراك) ، في القرن الثامن ق.م. كان يبدو شبه عاصمة ، ومدينة ( سابيا) التي من الصعب تحديد مكانها تبقى غير معروفة ، ولكن يفترض ان تكون غير بعيدة عن (أوروك) .
بيت ـ ياكين .... هي الولاية الكلدانية الاكثر جنوبا تتمركز في منطقة الاهوار والتي تشمل مدنا غير كلدانية ( لارسا ، كيسيك ، اريدو ) ومتمركزة حول العاصمة المحصنة ( دورـ ياكين ) حيث كان يقيم ملوكها .
استغلوا أنهيار القوة او السلطة الملكية في بابل الشمالية في نهاية القرن العاشر ق.م. ، حيث تمتع الكلدان بنوع من الاستقلال الحقيقي ( حكم ذاتي ) ، ورفدوا العرش البابلي بعدد من الملوك اعتبارا من سنة 769 ق.م.  وحتى بداية القرن السابع .. ( أريبا ـ مردوخ ) ثم ( ميرو ـ داش ـ بالادان ) الثاني ( بيـت ـ ياكين) ،( نابو ـ سوم ـ اسكون) ثم( موسيزيب ـ مردوخ) ( بيت ـ داكوري) ، ( نابوـ موكين ـ زيري ) ( بيت ـ أموكاني) .
أعتبارا من احتلال او سيطرة الاشوريين على بابل سنة 729 ق.م. ومع ان عددا من  القبائل الكلدانية اتجهت احيانا لخدمة الاشوريين ، الا ان اغلب القبائل او العشائر الكلدانية الكبيرة عارضت  تلك السيطرة بمقاومة عنيفة او عنيدة سواء في مجال مناطقهم الخاصة بهم وخصوصا في منطقة الاهوار ، او  من خلال الدفاع  لضمان العرش البابلي ،  لذلك  اتهم الاشوريون الكلدان ووصفوهم بالمغتصبين.
المثال الاكثر شهرة ( تأكيدا) على تلك المقاومة العنيدة هو بلا شك ذلك المتعلق بـ ( ميروداخ ـ بالادان  الثاني .. ثلآث مرات ملك لبابل ) الذي تمت ملاحقته من قبل الاشوريين لغاية عيلام .

أثناء الحرب الاهلية بين (آشور بانيبال) وأخيه ( ساماس ـ سم ـ يوكين) ، فأن الكلدان كانوا من الطبيعي من بين المعارضين لملك آشور.
ومن أجل تحطيم هذه المقاومة التي أعتمدت  السيطرة على الارض وبناء  قوة أقتصادية زائدا الدعم المستمر من الملوك العيلاميين ، فأن الملوك الاشوريين حاولوا أو جربوا جميع الوسائل : من خلال الاعتراف بنوع من الاستقلالية (حكم ذاتي) مقابل دفع  الضريبة او الجزية ، او من خلال حملات عسكرية نتج عنها هدم او ضرب المؤسسات الكلدانية ، وكذلك من خلال تهجير مكثف الى مناطق اخرى من الامبراطورية  وضعت تحت سيطرة (ملوك) كلدان .
ولكن  اعتبارا من ( سركون الثاني) الى ( آشور بانيبال) توجب بأستمرار أخضاع جنوب بابل ، ان اخضاع وهدم (دور ـ ياكين) من قبل  (سركون الثاني) لم يكن كافيا ، وان الحملة الاكبر والاكثر تمييزا للجيش الاشوري كانت الحملة في مناطق الاهوار في عهد مملكة ( سنحاريب) والتي نجد شواهد لها في قصره في نينوى من خلال لوحات ورسوم تجسد الحملة والتي تزين  القصر او من خلال المواد التي تم جلبها من  الجنوب ووضعت كتحف في القصر .
الاضطرابات هاجت في عهد مملكة آشور بانيبال بواسطة ( نابو ـ بيل ـ سوماتي ) ملك  كلداني لـ (بيت ـ ياكين)  الذي كان قد جعل سيطرة الاشوريين على الجنوب موضع تساؤول ، وعلى الرغم من هدم مدينة ( سيوز) واختفاء قاعدة العيلاميين المستورة.
الكلدان بقوا على قوة كافية للقيام بالاضطرابات التي تم تشخيصها بعد موت (اشور بانيبال) عند اخضاع مناطق استقلاليتهم وتوجههم لاسناد عرش منحدر من ( مارادوخ ـ بالادان الثاني) ، (نابو بولاسر) الذي اسس الامبراطورية البابلية الجديدة.
اعتبارا من القرن السابع اختفى الكلدان بموازاة القوة السياسية المستقلة وعلى الرغم من  ان مؤسساستهم استمرت قائمة في الفصول او النصوص الاقتصادية او الادارية ، ولكن يبدو ان  عملية الاندماج بين السكان الكلدان والبابليين كانت  متسارعة او سريعة جدا ، والدليل على ذلك  هو عدم الظهور العملي  للهوية الكلدانية نهائيا في باقي انحاء البلاد.
الاسم (كلدان)  حينذاك متغير جذريا في معناه في المصادر اليونانية والرومانية سوية  ، حيث ظهروا في بيت نهرين السفلى واتجهوا بصورة خاصة للتخصص عمليا في علم التنجيم  ومعرفة الغيب والمنجمين البابليين .
التبدل او التحول الاخير للبدو والرحل الكلدان كان من خلال ظاهرة الغنى والثراء التي  اتسموا بها بفضل التجارة المثمرة للخليج الفارسي وتحولهم الى ( المجوس الكلدان ) الذين عالجوا او فكوا الابراج الفلكية للامبراطورية الرومانية.
الصور ادناه:
ــ صورة الكتاب
ــ  ملك بابلي في عرض امام شمش..
ــ  كلدان يدفعون الضريبة  على جسر يمسك به الاشوريون
الصورتان من القرن التاسع ق م






gorguis_farouk@hotmail.com