المحرر موضوع: ألارواح ألشريرة  (زيارة 1469 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Qardak Kandallan

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 183
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألارواح ألشريرة
« في: 01:42 23/03/2006 »
ألارواح ألشريرة
قرداغ مجيد كندلان

   منذ القدم لاحظ الانسان بوجود حوادث غير مألوفة ومخالفة لقوانين الطبيعة مـــن خلال علاقات
   واتصالات جرت بينه وبين قوى مجهولة، هذه الظواهر المبهمة التي لم يجد لها الانسان تفسيرا
   يقنع بـه عقليته بررها بأنها مــــــن الظواهر الخارقة او ارواح  ، فــــــــي الواقع يتطلب تفسير
    هــذه الخـوارق  والاحداث ضمن قواعد ونظريات ثابته ، والا  اعتبرت تلك الحوادث والظواهر
   من الامورالشاذة وغير معروفة وتلحق بالخرافات .                                 
   ومع مجيء عصر النهضة العلمية بدأ الانسان الاهتمام بدراسة الظواهر الطبيعيــة الفيزيائيــــة
   والكيمياوية والبيلوجية، وقد قادت النزعة العلمية في الدول المتقدمة الـى الاهتمام بالظواهــــر
   الخارقة التي استطاعت ان تجد لها حيزا في جامعات العالم  المتقدم .
   الامور الخارقة للطبيعة البشرية والعجيبة بالنسبة للانسان وعقله المحدود والتي سماها
الانسان
   بتسميات مختلفة طيلة سني تطوره الحضاري فقد سماها سحرا وتارة معجزات وخوارق واخرى
   احداث غريبة . ولكني سوف لا اتطرق إلا الى الحالات التي تخص الارواح الشريرة وحسب الكتاب
   المقدس .
   هنا يتبادر الى ذهن القارىء اللبيب السؤال : من اين جاءت الارواح الشريرة ؟ وما علاقتهــــا
   بالانسان؟ والجواب : خلق الله الملائكة على اساس الخدمة، لذلك اذا أخلوا بحدود خدمتهــــم ،
   خرجت عــن مستواها فــي النقاوة والطاعة وتثقلت بالخطيئة وهبطت ولم تعد ترقى الــــــــــى
   السموات ، بل انحطت لتسكن المواضع السفلية من الكون : "كيف سقطت من السماء ايتهــــا
   الزهرة، ابن الصباح ؟ كيف حطمت الى الارض يا قاهر الامم ؟ قد قلت في قلبك : اني أصعــــد
   الى السماء أرفع عرشي فوق كواكب الله وأجلس على جبل الجماعة في اقاصي الشمال، أصعد
   فوق أعالي الغيوم وأكون شبيها بالعلي. بل تهبط الـــى مثوى الاموات الــى اقاصي الجب . "
   ( اش 14 : 12 ـ 15 ). ويؤكد سفر الرؤيا : " ونشبت حرب في السماء ، فان ميخائيل وملائكته
   حاربوا التنين ، وحارب التنين وملائكته ، فلم يقو عليهم ، ولا بقي لهم مكان فــــــي السماء .
   فالقي التنين الكبير ، الحية القديمة ، ذاك الذي يقال له ابليس والشيطان ، مضلل المعمور كله،
   ألقي الى الارض وألقي معه ملائكته . " ( رؤ 12 : 7 ـ 9 ) . مما يدل ان اعمــــال الشيطـــــان
   انحصرت على الارض ، وبذلك أراد الشيطان بسبب حسده ان يسقط الانسان ظنا منه ان الموت
   سينهي على مستقبل أدم ، المخلوق أصلا على غير فساد ، ويظل ساقطا الى الابد كما هو حال
   الشيطان نفسه : " فان الله خلق الانسان لعدم الفساد وجعـله صورة ذاتــه الالهيـــة لكن بحسد 
   ابليس دخل الموت الى العالم ."(حكمة 2 : 23 و24) ، هناعلينا ان نتذكر كيف غرس الشيطــان
   الكذب في شعور أدم وحواء ، وفي اللاشعور ايضا ، حينما قال لحواء في حواره الخادع الماكر
   المميت ردا على قول حواء :"وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة ، فقال الله : لاتأكلا منــــه
   ولا تمساه كيلا تموتا . فقالت الحية للمرأة : موتا لا تموتان ." ( تك 3:3 و4 ). وهذا هو منطق
   الشيطان في نفي الحق واخفائه تحت ستار المعقول و الواقع ، فالشيطان ابرز العصيان ،ونفى
   الموت واخفاه عــن حواء تحت ستار المعرفة : " فالله عالم انكما فـــي يوم تأكلان منـــــه تنفتح
   أعينكما وتصيران كالهة تعرفان الخير والشر ."( تك 3: 5 ) . والكتاب المقدس يوضح بان
   الارواح الشريرة تستحوث على الا نسان الضعيف لبعده عن الله مما يؤدي الى احتلال شخصيته
   وأملاء ارادتها وسلطانها على فريستها بأوجه عديدة ومحزنة ، حتى ان الانسان يفقد شخصيته
   وارادته ، ولكن الشيطان يخضع لسلطان المسيح ويرتعب مــن اسمه وصليبه . وعادة الارواح
   الشريرة فوضوية وصاخبة ، كما عبر عنها علماء الباراسيكلوجي (بالروح الضوضائية ) ،
   والبشير مرقس يعلمنا بأن : "رجل فيه روح نجس ، فصاح ... " ( مر 1 : 23 ) ، والصوت
   العظيم الذي يصرخ به عند الخروج هو انهزام وفوضى ، وقد عبر السيد المسيح عن الانسان
   المستحوث عليه ان يكون " بيتا " خاصا للروح الشريرة . والارواح الشريرة ضعيفة وجبانه
   ترتعب من سلطان المسيح اذا استطاع الانسان ان يسلطه عليها ، فمجرد ان سمـــــع الروح
   النجس صوت المسيح وهو يعظ لم يطق ان يسمع الصوت فقاطع المسيح ، لذلك اخرسه السيد
   المسيح : " فانتهره يسوع قال : اخرس واخرج منه " ( مر1 : 25 ) .        
   الارواح الشريرة لا تحتمل اسم المسيح مـــن أفواه اناس قديسين ، ولا تطيـــق سماع صوت   
   الانجيل او علاقة الصليب من انسان قديس . لان الامر الصادر مـن انسان فيه روح الله يلزم
   الروح الشريربقوة ضاغطة على الخروج . والصوت العظيم الذي يصرخ به الروح عنـــــد
   الخروج هو انهزام وفوضى ، لان استحواذ الروح على الانسان يفقد الانسان حريتـــــــــه
   وحركته ، وخروج الروح يمزق النفس ويتركها مهد دة .  ولكن الاندهاش الشديد ان المسيح
   اخرج الشيطان من الرجل بالامر بكلمة واحدة ( اخرج ) .
   وبولس الرسول التفت الى الجارية وقال للروح الشرير: "آمرك باسم يسوع المسيح ان تخرج
   منها،فخرج من وقته . " ( اع 16 : 18 ) ، ولما قال بولس الرسول هذه الاقوال خرج الروح
   الشرير من الجارية. وهكذا تمت نبوة السيد المسيح القائل بشأن المؤمنين به : " فباسمــــــــي
   يطردون الشياطين "( مر16: 17 ).
    فالشيطــان يقـــــد م مشورتـــــــــــه الــــتي تقوم علـــــــى الكذ ب  والتزييف  ، فاذا رفضها
   الا نسان بمقتضى وصايا الله التــــي يعيش بهـــــــــــا، يتلاشى الشيطان مــن الوجود فـــــي
   محيط العمل الفردي لمدة تتحد د بصلابــة الانسان فـــي الحق ، ولكن اذا قبل الانسان مشورة
   الشيطان وافكاره المزيفة والمعروف انها ضد الحق ، فانه يكون قـــــد اوجد الشيطان محلا
   ومسكنا ووجودا .
   وهذا هو الدور الذي اتخذه اليهود لانفسهم تجاه السيد المسيح ، وهذا ما اعلنه السيدالمسيح
   عنهم انه قد صارت لهم طبيعة الشيطان في الكذب ومقاومته الحق : " انتم اولاد ابيكم ابليس
   تريدون اتمام شهوات ابيكم ." ( يو8 :44 ). وهكذا اقترب الشيطان وجنوده من ارضنا واستبد
   بجنسنا ، فقد استحكمت العداوة بين الشيطان والانسان منذ البدء ، اذ تميز الانسان عنه فـــي
   قربه من الله وفي محبة الله له وفي معرفته النهاية المجيدة التي سينتهي اليها الانسان .
   الارواح النجسة عندما كانت تنظر الى السيد المسيح كانت ترتعب وتقع على الارض وتصرخ:
   " مالنا ولك ، يا ابن الله " (مت 8 : 29 )، الامر الذي كان يشعر به البشير مرقس وهو يدون
   هذا الاعتراف الخطير في مبدأ انجيله : " بدء بشارة يسوع المسيح ابن الله "( مر 1 :1 ) .
   كما ان سلطان اخراج الشياطين الذي كان بحوزة السيد المسيح كان من صميم طبيعـــــــــــة
   تجسده: " وانما ظهر ابن الله ليحبط اعمال ابليس ."(1 يو 3 :8 ). لهـــذا يجب ان لايخاف
   الانسان من الارواح الشريرة لان الارواح الشريرة والنجسة لا يمكن ان تمس انسانا مؤمنا
   ايمانا صحيحا قويا ، وبالتالي تكون استحالة قاطعة ان تستحوذ على انسان له علاقة روحية
   وقلبية مع السيد المسيح . ولماذا السيد المسيح بالذات ؟ لان السيد المسيح كما سبق وبينـا
   هو قاهر الشيطان وقد ربط رئيس الشياطين على الصليب وأ فقده  قوته التي كانت له .
   وكما اكد السيد المسيح انه لاتوجد قوة تقدر ان تخرج الشيطــان عنوة وتمنعه مــــن العودة     
   الا  قوة الصلاة ، العلاقة الروحية الممتدة والتمسك بالمسيح ، مع الصوم وهو الا نقطـــاع
   عن الاكل والشهوات وحفظ الجسد طاهرا حتى لا يأخذ الشيطان فرصة على الانسان بسبب
   اعمال تعمل بايعاز الشيطان : "ولما دخل البيت ، أ نفرد به تلاميذه وسألوه : لماذا لم نستطع
   نحن ان نطرده ؟ فقال لهم : " وهذا الجنس من الشيطان لا يخرج الا بالصلاة والصوم "
( مت 17 :21 ) . 
   ايها الانسان المؤمن لا تخف من الشيطان والارواح الشريرة ،لان لك النعمة من ربنا يسوع   
   المسيح  اميـــن [/b] [/size] [/font]