المحرر موضوع: الحياة المسيحية تعني أيضاً مواقف حاسمة لاميوعة فيها  (زيارة 776 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحياة المسيحية تعني أيضاً مواقف حاسمة لاميوعة فيها

زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com

من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر
جملة رائعة من جمل الكتاب المقدس الكثيرة ، تستحق أن نتأمل بها ونفهم عمقها ونجذّرها بقلوبنا ونطبقها عملياً في مسيرة حياتنا الإيمانية . فقول يسوع هذا لم يذهب أدراج الرياح بل أعاد لمجرمين إنسانيتهم بعد أن أدركوا محدوديتهم كبشر ، إذ أوشكوا على رجم إمرأة زانية  حتى الموت وذلك تطبيقاً للشريعة ، فقال لهم بكل حكمة " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر " . ومعنى كلامه " أحكموا كما تريدون على أن تكونوا كاملين " . فكيف لمن تلبسه الخطيئة أن يجعل من نفسه دياناً للبشر ؟ والغريب بأن أي من قساة القلوب هؤلاء لم يبادر  برجمها بل إنسحبوا الواحد تلوا الآخر بعد أن أعطاهم فرصة لمحاسبة ذواتهم جعلهم بها  يفهموا ويدركوا نقصهم .
حفظ المسيحيين هذه الآية وطالبوا الآخرين تطبيقها ، ألا إنهم لم يفرقوا بين المسامحة والسكوت عن الإثم ! . فإذا بهم يستخدمونها أحياناً وكأنها سيف قاطع يفصلوا به لسان من فاه بكلمة واحدة يشير بها إلى خطأ يطالب بتصحيحه .
عملياً ماذا يعني قول يسوع هذا ؟ فالقصة التي توجت بهذه الآية واضحة ولاغبار عليها ، وكلام المسيح يسوع واضح ويحتاج للتطبيق أكثر من شرح " وملخص مكرر مفيد ( لايحق لبشر مهما كان ومن يكون أن يحكم على البشر بإسم الله ، فهؤلاء أرادوا أن يرجموا الزانية ويقتلوها تطبيقاً للشريعة إلا إن المسيح عدَل الشريعة ، بل عدَل مفهوم الإنسان للشريعة ) .
فهل الشريعة تجعلنا أن نتخذ الصمت عندما يرتكب شخص حماقة ما بحجة إننا لاندين ، أم نقول له بأنه على خطأ ؟ فالمسيح له المجد بهذه الآية لم يتوارى عن رؤية الخطأ والسكوت عنه ، بل قال لمن أوشك على الجرم بأنك ياإنسان سترتكب خطأً فادحاً إن أقدمت على فعلتك هذه ، لكن بإسلوب يختلف عن إسلوبنا .
أفليس من واجبنا أن نتعلم منه المواجهة وهو من طلب منّا أن نتبعه في كل شيء ؟
لو علمنا بوجود محتال وسط مجموعة أو سيء يعيث بالأرض الفساد ، فكيف سنتصرف  ؟ فإذا قيل عنه محتال فسيستخدم البعض هذه الآية وكأنها ضربة كف على الفم ، تلثم اللسان وتخرسه . لكن لماذا يغيب عن بال البعض بأن هناك فرق كبير بين الإدانة ورفض الخطأء الذي يأثر سلباً على الآخرين . والحفاظ على المكان الذي نعيش فيه أليس مسؤولية على عاتق الجميع ؟ إن كان في المؤسسات الرسمية أوالمدنية لابل حتى على صعيد العائلة .
فهناك فرق بين الحكم ( الإدانة ) وهذا ماهو ليس من حق البشر ، وما بين محاربة الشر الذي يقترفه إنسانا" ما عن قصد أو بغير قصد .
وإن كان للمسيحيين قدوة في حياتهم الإيمانية ، فلا أفضل من المسيح نفسه الذي عاش أبعاد إنسانيته كاملة ولم يمنعه ذلك من حسم المواقف وإعطاء رأي صحيح بمن يقترف الأثم .
فكم من مرة أنب الفريسين والعشارين والكهنة والمرائين . وكما أعلن للخاطيء خطأه  أيضاً أثني على ماهو حسن .
وعلى مثال المسيح كان الرسل ، ورسائلهم تشهد ، إذ نجد الكثير من المواقف التي إتخذوها بوجه الطغات والزناة والكذابين والمختلسين ، ولا نجد من قال ، عليكم أن تصمتوا و تسامحوا فقط ولا تأنبوهم . فقول كلمة الحق شيء والمسامحة شيء آخر .
فكما على المسيحي أن يسامح الآخرين بحب ، عليه أيضاً أن لايساوم على الحق ولايتوارى عن قول ماهو صحيح ، ولايجامل على حساب أخلاقيته المسيحية .
فالكذاب لانسير وراءه ، ولانجامل السارق ونسرق معه أو نشاركه سرقته بسكوتنا ، والزناة آفة على المجتمع ، نحبهم لكننا لانقبل بخطيئتهم . ومن يفسد في عمله لايجب أن نتملق له بل واجبنا ردعه وتأنيبه ، فهل عند ذلك نكون ديانين وكارهين لهم ؟
من السذاجة أن نظن ذلك ، لابل من السذاجة رؤية الخطأ والسكوت عنه . فمن مسيحنا نتعلم الحب ونتعلم أيضاً مواقفه تجاه العابثين .
 
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية