المحرر موضوع: مصير الشيعة بلا حكومة ....  (زيارة 1205 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل soosan albear

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
مصير الشيعة بلا حكومة ....
« في: 01:02 25/03/2006 »
مصير الشيعة بلا حكومة  ....
سوسن البابلي

الشيعة محكومون في لعبة شطرنج الموازنات العالمية ، وهم على المستوى الثقافي مرغوبون وفي قلوب الشعب لكنهم على المستوى التطبيقي ذاهبون الى هامش الحياة السياسية قريبا جدا وهذا القول ليس نكاية بهم لكن الأمر هو هكذا كما تشير زجاجة التنبؤآت المتصلة بما هو ملموس ! ، والأسباب عديدة منها :
-   قضية العلمانية العالمية عملت وتعمل على تقوية ترسانة كرستان العراق المتألقة والجامحة باتجاه العولمة ولغة العصر الاوربية بعيدا عن الخطاب الديني العام والخاص أي المتشدد الشيعي . ولكردستان تدخل في القضايا الستراتيجية أقوى من سواه . وهو الناجح والناجع في تسيير دفة الحلول الآنية
   والمستقبلية.
- أيضا كلما اقترب الخطاب الشيعي ايرانيا كلما خسرالشيعة العراقيون .. وايران مستحبة وفي تواطئ بغيض مع  بعض القوى ذات الارتباط الدنيء على حساب العراق وسيادته، بما في ذلك محاولات تقسيمه .
- الاصطفافات الداخلية مدعومة بحجم عالمي غالب . أي مهما حاولت ايران ان تدعم فإن الثقل الامريكي والاوروبي حاسم أكثر وبآلاف المرات .
-    تجربة السنوات الماضية لحكم  الوزارة الجعفرية شابتها الكثير من النواقص . وأبعدت الكثير من المؤيدين والانصار مع شيوع التذمر الشعبي من سوء الاداء .
-   يتناقض الفكر الشيعي مع تيار العصر ومع ميل الشبيبة الى حب الحياة والأفراح الاجتماعية والانطلاق والحرية بكل انواعها . فالشيعة تحرم الملاهي والنوادي والشرب والرقص والاختلاط وحرية المرأة وتفرض الحجاب اضافة الى تكريس اعتبار المرأة ثانوية على الرجل . والمجتمع العراقي ميال بطبيعة قديمة الى حب الحياة والشيعة يريدون ان يعلّبوا الحياة على طريقة ايران ، صلاة وزكاة وصوم وحج والأ السيف والسجن والاغتيال للنساء للحلاقين لباعة المشروب للمطاعم الراقية لمظاهر الحياة الاوروبية في البلد . الشيعة مع البكاء ضد الفرح مع اللطم ضد الغزل والرقص والانس والطرب . الشيعة مع اللون الأسود وفي كل الاختيارات فهم ضد الوان الطيف الشمسي انهم ضد كل الألوان . لقد قتل الحسين عليه السلام مرة واحدة وبكينا عليه وهو جدير بذلك لكنهم يريدون عيوننا جاحظة بالدمع ابد الحياة ماذنب الشعب ؟ .
-   الشيعة سيخسرون اذا أصروا على استحقاقهم الانتخابي لأن مطلب القوى السياسية العام هو الوفاق العام والاشتراك في السلطة . وهذا مخالف للديموقراطية بطبيعة الحال ! ولكن أي ثمار لهذه الديموقراطية سيقودها رعاع ايران !؟ وهذه مفارقة تناولها مرة سقراط واشار ان الديموقراطية خطأ في مستويات رعاعية تشكل فيها الغالبية فساد الحاضر والمستقبل وتتناقض مع الفئة القليلة والنخبة المتنورة . وهذا ماحدث في العراق . اذ كان يجب ان تقود البلد لجنة الطوارئ العراقية مثلا للإجهاز على كل استبداد طائفي محتمل .
-أما اذا تنازل الشيعة فالنتيجة اكبار سياسي واحترام شعبي لإيثارهم وموقفهم المرموق لكنهم عمليا اعطوا السلطة لسواهم وبالحالتين هم الخاسرون .
-   أيضا عدا ذلك ففي طريق الشيعة خسارة ثالثة سوف تسقطهم من أعلى وأوطأ منبر سلطوي او حسيني ألا وهو سقوط ايران الوشيك . أي ان الشيعة مالهم حيص بيص . اذا بخلوا السلطة او أكرموها فان طريقهم مسدود مسدود وعزيز الحكيم ومقتدى والجعفري مفقود مفقود مفقود .
    اذا أراد الشيعة أن يحترموا انفسهم فما عليهم سوى ان يحلوا احزابهم نهائيا وان يندمجوا في دعم الأحزاب العراقية العلمانية لأنهم عدا ذلك خاسرون أيضا . دع الشبيبة العراقية تهنأ بمجتمع يتحول تحولا عاصفا بعد توفر الأمان بما هو اوروبي في العراق . ان تطور المنطقة على يد اوروبا وليس على يد ايران . واذا اسقطت ايران حقا وهي اساس البلاء الارهابي فان سوريا ستذبل لوحدها هي وارهابييها من الجوعى وحثالات العصر وسيختفي حسن نصر الله كالجرذ في بالوعات سوريا . واذا قلنا للأميركان ولأوروبا اسقطوا ايران تسقط سوريا لوحدها فهذا اقتراح صحيح .
 ومثل ذلك بالنسبة للشيوعيين العراقيين فقد يجنح اتجاه كبير منهم الى حب الثقافة الاوروبية والاعجاب بالتقدم العلمي ويحبذون استيراد عوامل التحول الى العراق وهذا موقف صحيح خاصة من خلال موقفهم الحكيم بالوقوف الى جانب حركة الوفاق والاحزاب الاخرى . تيار شيوعي او آخر سيندرس الآ وهو التيار المعادي للأميركان  . الشيوعيون سينقسمون مابين الشارع الواقعي العالمي وازقة الوهم الستاليني .
-   العراق سوف يتقدم وينتصر على المنطقة العربية ديموقراطيا عبر الفعل العولمي الذي يقوده وسيقوده علمانيون وليس شيعة واسلاميين متطرفيين . اللوحة القريبة للعيان هي هكذا ، أما اذا حرن هذا الفصيل او ذاك في طريق التحولات والمتغيرات القادمة فهو ذنب القادة الذين سيعوقون العملية وبدلا من ان يزجوا بها في صراع سلمي سيسقطونها في رعب مستطير وحرب اهلية غير مشرفة بدافع حب السلطة وليس اعتبار واحترام الارادة العامة للقوى السياسية المتواجدة عمليا على الأرض .
-    وختاما فهذه المقالة هي تصورات قابلة للدحض ، وهي لاتمت أبدا الى أي صلة بالمساس بالموروث العلوي والأولياء والأئمة عليهم السلام ،فهم وفكرهم في القلب والروح . ان الحديث يدور فقط حول كون الشيعة سياسيا من منظور قريب أدنى الى الخسارة منه الى الربح . فأرجو وضع ذلك في نظر الأعتبار . [/b]  [/size] [/font]