اسكندر بيقاشا يكتب عن ملاحظاته حول سير العملية الانتخابية
عنكاوا كوم – اسكندر بيقاشا من اجل المساهمة في ترسيخ العملية الديمقراطية في بلدنا العراق، قامت جمعية يومانا الاعلامية و موقعها الالكتروني على الانترنت "عنكاوا كوم"، بالاشتراك في المراقبة، والتغطية الاعلامية لعملية الانتخابات التي جرت في اقليم كردستان العراق في الخامس و العشرين من شهر تموز الماضي كمراقب اعلامي دولي.
وأوفدت ادارتي الجمعية و الموقع الزميل اسكندر بيقاشا، العضو في ادارة الموقع الى المنطقة ليشارك الزملاء العاملين في مكاتبنا الاعلامية بالمنطقة لغرض اجراء تغطية اعلامية شاملة للعملية الانتخابية التي بموجبها سيمنح ابناء شعبنا خمسة مقاعد في مجلس النواب الكردستاني.
وادرج الزميل بيقاشا ملاحظاته حول العملية الانتخابية في التقرير ادناه:
التقرير: توجهت ليلة 21 تموز الماضي قاصداً عنكاوا التي وصلتها بعد منتصف الليل حيث تم استقبالنا من قبل اشخاص يحملون الكمامات على افواههم، وشخص يرتدي ملابس طبيب يقيس حرارتنا ليتأكد باننا لسنا مصابين بمرض انفلونزا الخنازير. المهم خرجنا من المطار سالمين من كل انواع الانفلونزا، لأحل سسسضيفا عند الاخ يونان هوزايا الذي هو احد اصدقاء مرحلة الشباب وتربطني به رابطة قرابة ايضا.
كان مقررا ان ينظم الموقع مناظرة لجميع القوائم الانتخابية في الـ 22 تموز لكن عدم تأكدنا من حضور قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، والذي هو احد القوائم المهمة المشاركة في الانتخابات حال دون ذلك،سسس وعند اتصالنا برئيس القائمة ثائر عبد الاحد رئيس فهمنا منه انهم لا يستطيعون المشاركة ذلك اليوم لانشغالهم في منطقة دهوك لذا اتفقت ومدير مكتب "عنكاوا كوم" في اربيل الزميل كلدو اوغنا اقامة المحاضرة في اليوم التالي 23 تموز بحضور المجلس الشعبي ام بدونه.
المناظرة الانتخابية التحدث وجها لوجه ومقارعة الحجة بالحجة هو اسلوب انتخابي تقوم به معظم البلدان اليمقراطية العريقة لذلك اردنا ان ننقل هذا التقليد الانتخابي الى العراق من خلال اقامتها بين قوائم شعبنا اولا فيكون بذلك قدوة لللآخرين.
وفعلا اقمنا الندوة في الساعة الحادية عشرة والنصف من الـ 23 تموز وحضرها ممثلي قائمة الحكم الذاتي السيدة جنان بولص وقائمة الرافدين سالم كاكو وقائمة الكلدان الموحدة روئيل داود. وقد اجاب المشاركون جميع الاسئلة بكل احترام وقلوب مفتوحة وكانت بحق تجربة ناجحة ارى تكرارها في الانتخابات المقبلة. وفي نهاية المناظرة التقاني شخصا فهمت منه انه مرسل من قبل قائمة المجلس الشعبي ليعتذر عن عدم المشاركة بقوله انهم لا يرغبون في الدخول في مهاترات سياسية. لكنني ابلغته بان عنكاوا كوم وانا شخصيا ليس المعروف عنا مثل هذه الاعمال واني لا ارى العذر مقبولا.
السفر الى زاخو من اجل تغطية افضل للعملية الانتخابية الخاصة بكوتا ابناء شعبنا، كنا قد قررنا توزيع مراسلينا على الشكل التالي: عنكاوا ـ كلدو اوغنا وزملائه الذين يعيشون اصلا في عنكاوا. ريفان الحكيم الى دهوك وانا الى زاخو حيث الوجود المكثف لناخبينا.
في زاخو قمت بالتحدث الى الاهالي ومسؤولي القوائم وسماع شكاوهم. واتصلت بممثل المجلس الشعبي في المنطقة امير كوكا الذي استقبلني بحفاوة، واجاب برحابة صدر على الاسئلة التي طرحتها عليه، نشرها الموقع في حينها بتقرير مستقل.
وقد تبين من خلال الحديث الى اهالي المنطقة في زاخو وبعض القرى القريبة منها ان هنالك خوف من العقوبات في حال عدم التصويت لقوائم محددة كـ (قائمة المجلس الشعبي).وهذا الخوف ليس نابعا من عقوبة جسدية او مادية مباشرة بل من عقوبات مادية ومعاملة سلبية في المستقبل في حالة عدم السير كما تريد بعض القوائم:
العقوبات الجماعية التي اثارت الخوف بين ابناء شعبنا الذين يقطنون القرى تركزت في: - الخدمات : مثل حرمان القرية من الكهرباء او البدالة والوقود.
ـ تعطيل بعض الخدمات مثل تصليح البدالات للقرى التي تميل الى احزاب وقوائم متنافسة.فمثلا يقول بعض الناس ان تصليح بدالة في فيشخابور تاخذ ثلاثة ايام بينما يأخذ تصليح نفس البدالة ثلاثة اشهر في ديرة بون.
ـ التفاوت في مستوى البناء ونوعية المواد المستعملة بين القرى التي من الممكن تسميتها بـ "الموالية" و "المعارضة".
ـ الترهيب والتهديد من عدم التصويت وعدم الولاء.
العقوبات فردية ـ حرمان الشخص من المساعدات الشهرية الاضافية.
ـ ابعاد الشخص عن الساحة السياسية والاجتماعية من خلال عدم دعوته الى الاجتماعات واللقاءات.
ـ تلفيق تهم ضد الاشخاص المعارضين وتعريضهم الى مخاطر عقوبات الاجهزة الامنية.
ـ انحياز السلطات الامنية الى جانب مناصري الحزب الديمقراطي الكردستاني وحلفائه في الخلافات التي تجري بين ابناء المنطقة..
ـ صعوبة توظيف الشخص الذي يعارض السلطة المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني وحلفائه.
ـ حرمان المعارضين من الاراضي الموزعة لابناء شعبنا.
كل ذلك حسب ما لمسته وسمعته من جهات، بعضها اعطى لي حوادث محددة لايمكنني ذكر شخوصها لانهم يخافون من العقوبة التي قد تاخذ اشكالا مختلفة كما قلنا. اردت ذكر هذا لتعريف القارئ بالاجواء التي تجري فيها الانتخابات، والضغوط المادية والنفسية التي قد تؤثر على الناخب في اختياراته.
هذه العوامل قد تكون اكثر تاثيرا في القرى التي تعتمد بشكل شبه كلي على المساعدات لقلة فرص العمل وضيق المحيط الاجتماعي. وللحقيقة فان احدا لم يشهد بان احدا عوقب عقوبة مباشرة من قبل مناصري المجلس الشعبي او تعرض للضرب او اية عقوبة جسدية جراء معارضته لهم.
وللحقيقة ايضا ان الكثيرين كانوا يميلون الى التصويت لقائمة معينة من دون ضغوط او خوف لانهم كانوا يرون فيها فائدتهم والاعمال التي شاهدوها منها في الفترات السابقة والواقع اليومي الحاضر, كما اوضحوا ان القوائم الاخرى لاتستطيع تقديم شئ لهم بحسب رأيهم.
الانتخابات في صباح يوم الانتخابات ذهبت الى مركز هيزا في زاخو وقد بدا كل شئ يسير بنظام وهدوء، ودخلت الى المركز بعد ان تاكد العاملون من هويتي وسمح لي باخذ الصور لكن دون التركيز على الاشخاص. واردت ان أصور مراقبي ابناء شعبنا في صورة تذكارية لكن ممثل المجلس الشعبي رفض اخذ صورة مع ممثل قائمة الكلدان الموحدة وقائمة الرافدين دون تقديم اية تبريرات.
ـ اكد الكثير من المواطنين ان هذه الانتخابات كانت اكثر تنظيما من سابقاتها. كما ان التوقيع عند الادلاء بالصوت اعطى انطباعا بان التزوير سيكون اكثر صعوبة هذه المرة.
- جرت الانتخابات في جو امني جيد، ولم تحدث اية حوادث امنية في المناطق التي زرتها.
ـ اكدت مواطنة انه تم فتح بطاقة التصويت التي صوتت فيها من قبل احد العاملين في المركز لمعرفة نتيجة الانتخاب قبل ان يضعها في الصندوق.
ـ احد ممثلي القوائم اخبرني بان الحبر المستعمل يمكن ازالته بسهولة. ذهبت الى احد المراكز وجربت الحبر المستعمل وقد اظهر الحبر ثبات جيد غير ان الكثيرين اكدوا ان الحبر قد زال من اصابعهم. وقد يكون ذلك ناتج من انهم لم يبقوا اصبعهم في الحبر الفترة اللازمة لثباته، حيث تقول التعليمات انه يجب ان تبقي الاصبع في الحبر 6ـ7 ثواني، وهذا ما لم يحدث في الكثير من الاحيان بالاضافة الى غسل الاصبع مباشرة بعد التصويت.
كما امكن ازالته بمنظف القاصر (الكلور) او تم مسح الاصبع بمادة زيتية قبل غمسها في الحبر مما منع من ثبات الصبغة في الاصبع. هذه العملية تمكن الشخص من التصويت لمرات عديدة في حالة توفر هويات او تسهيلات من ادارة المركز الانتخابي..
ـ أكدت لى مصادر مؤكدة طلب مركز هيزل في زاخو الذي يديره المجلس الشعبي الكلداني الاشوري السرياني من بعض العوائل اعطائهم صور لهويات بعض اعضاء العائلة الذين هاجروا الى خارج العراق، والغرض من ذلك حسب تفسير تلك المصادر هو امكانية ارسال اشخاص آخرين للتصويت بدلا عنهم. وقد ادعى اخرون انه طلب منهم ايضا هويات اشخاص متوفيين!
ـ قالت مصادر موثوقة ان احد مسؤولي المجلس الشعبي في زاخو قال لمراقبي الكيان انه في حالة قدوم احد الاشخاص للتصويت بدل جده او مريض في عائلته عدم الاعتراض على ذلك ان وافق مدير المركز، وهذا غير مسموح به في الانتخابات.
ـ عندما كنت في المركز الانتخابي في مدرسة بهار في زاخو تواجد عدد من الاشخاص الذين لم يجدوا اسمائهم في سجل المحطة الانتخابي. وبعد اتصال هاتفي ذكر مدير المركز انهم تلقوا تعليمات بامكانية التصويت للاشخاص الذين توجد اسمائهم في سجل المرشد(السجل الرئيسي) لكنه غير موجود في سجل المحطة في حالة توقيع شاهدين على ذلك وبوجود مدير المحطة. لكنني لم اسمع عن وجود هذه التعليمات في مناطق اخرى. وقد فسر مدير المحطة عدم وجود اسماء كثيرة( 5ـ10 بالمائة) بانه ناتج عن كتابة الاسماء بالكردية بدلا العربية لذلك لم تتطابق الاسماء في الكثير من الحالات.
ـ قال مصدر في احد المراكز الانتخابية انه رصد تصويت اشخاص دون التاكد من هويتهم بعد الساعة السادسة مساءا. لكنه قال ان العدد كان محدودا.
ـ اكد مصدرين من مركزين انتخابيين مختلفين ان هنالك اشخاص من غير شعبنا صوتوا لقائمة المجلس الشعبي 68. هذه العملية قانونية لكن يعتبرها البعص طريقة للتأثير في خيارات الكلدان الاشوريين السريان ومصادرة قراراتهم خاصة ان كانت موجهة من جهات سياسية.
ـ بعد النتائج الضعيفة التي حصلت عليها قائمة الكلدان الموحدة في محافظتي دهوك واربيل حاولت الاتصال بمسؤولي القائمة لتوضيح الامر لكن احد هؤلاء المسؤولين رفض التصريح مفضلا التريث لحين ظهور نتائج السليمانية رغم وجود عدد قليل لا يتجاوز 300 عائلة من ابناء شعبنا هناك. وفي لقاء مع مسؤول آخر من نفس القائمة اشار الى وجود اصوات كثيرة لهذ القائمة في السليمانية ليست جميعها من الكلدان.
ـ اكدت قائمة الرافدين في زاخو بانه تم تمزيق بعض بوستراتهم الانتخابية من قبل اعضاء في مركز هيزل. وكان رئيس قائمة الكلدان الموحدة قد ذكر ذلك ايضا في المناظرة الانتخابية دون ذكر المسؤول عن ذلك. كما ان قائمة الرافدين اشتكت من عرقلة حملتها الانتخابية في بعض قرانا و بلداتنا من قبل المختارين.
ـ وزع شخص معونات غذائية لبعض العائلات في زاخو مقدمة من مركز كابني قبل عشرة ايام من الانتخابات. لكن نفس الشخص جاء بعد يومين، ووزع لهم كارتات قائمة الحكم الذاتي 65 وطلب منهم توزيعها على معارفهم مما يمكن تفسيرة بانه استغلال المساعدات لاغراض انتخابية.
ـ تحدث الكثيرون عن البطاقة الصفراء المعروفة ب 111 التي دارت عنها شكوك، وبأنها اعطيت قبل ايام من الانتخابات لاشخاص صوتوا لمجالس البلديات في العراق ولا يحق لهم التصويت في انتخابات الاقليم. لكن ممثل المجلس الشعبي في مركز هيزا في زاخو قدم لي شخصا اوضح ان سبب حصول زوجته على البطاقة الصفراء هو تصحيح اسمها فقط وليس سببا آخر.
هذه هي مشاهداتي في منطقة زاخو والقرى القريبة منها لكنها لا تقول حقيقة ما جرى في عموم الاقليم يوم الانتخابات وما بعدها ايضا. حيث انني ارى ان تاجيل الاعلان عن الارقام الانتخابية لحد الان قد يكون مؤشرا على حدوث ما هو اكبر من بعض الخروقات التي حصلت في زاخو.