ا
الهروب الأخير
برقية.. من رئيس جماعة الحرس إلى قائد حرس الحدود:
تم ليلة البارحة إلقاء القبض على المدعو(س) تاريخ الولادة 1933. المهنة (شاعر), وذلك أثناء محاولته الفرار من أرض الواقع إلى أرض الأحلام .و كان المدعو يحمل على صدرهِ وردةً حمراء ذابلة , وبيده حقيبةٌ سوداء مهترئة تحوي العديد من الأوراق,و بعد التحقيق معه اعترف بأنها قصائدٌ من الشعر الغزلي و الشعر الثوري..انتهى.
برقية…من قائد حرس الحدود الى رئيس جماعة الحرس:
يُحكم على المدعو(س) بالإعدام شنقاً حتى الموت,و يعلقُ جسدهُ في ساحة النصر,و تُجمعُ الأوراق و تُحرقُ مع الوردةِ الحمراء الذابلة , ويدفن الرماد في أعماق الأرضِ..انتهى.
برقية… من رئيس جماعة الحرس إلى قائد حرس الحدود:
تم صباح اليوم تنفيذ حكم الإعدام على المدعو(س), ولم يعلق جسده في ساحة النصر حتى الآن,
فالشاعر لم يمت بعد شيء ما بداخلهِ ما زال حياً…أحرقنا الوردة الحمراء الذابلة و الأوراق اللعينة و دفنا الرماد في عمق الأرضِ التي أعشبت و نبتت فوقها شجيراتُُ من الورد الأحمر,قطعنا شجيرات الوردِ و أحرقناها مع الأعشابِ الخضراء , فأمطرتِ السماء سيولاً و أطفأتِ النيران المشتعلة …ما زلنا ننتظر انتهاء الإعصار.الشاعر لم يمت بعد.
اتصال هاتفي..
-ألو….ألو…قائد الحرس يتكلم.
-أسمعك جيداً سيدي..
-شرحوا الجثة لمعرفة الأجزاء الحية فيها , ونفذوا حكم الإعدامِ عليها رمياً بالرصاص.
فاصل زمني…
-ألو…ألو…رئيس جماعة الحرس يتكلم.
-أسمعك جيداً..معك قائد حرس الحدود.
-تم تشريح الجثة سيدي ,الذاكرةُ ما تزال حية…الدماءُ حارة و القلب ما زال نابضاً .
محونا الذاكرة…قطعنا الأوردة وسفكنا الدماء.القلب ما زال نابضاً و القلبُ ما زال نابضاً,و الشاعر لمي يمت بعد.
-وهل تم تشريح القلب؟
تم تشريح القلب أيضاً سيدي .وجدنا في عمقِ العمقِ حروفاً مبعثرةً هنا و هناك , وتبين بعد التحليل أن الحروف هي التي تمد القلب بالحياة.
-حاصروا الحروف و ألقوا القبض عليها, وأرسلوها بالبريد السري.
-الحروف مطبوعةُُ على الجدار الداخلي للقلب و من المستحيل ازالتها أو محيها أو القاءُ القبض عليها.
-اقرؤوا أسماء الحروفِ لي.
-ألف..تاء.. واو...راء.
أعيد نشرها بناءا على رغبة بعض الأصدقاء