العزيزة غادة ...
تفترض قداسة الحياة متجهين، يصعب فصلهما، يتسربلان في عمقنا كتسربل الزمن في هدوء السارق. ما فتأن حياتنا معترك نحارب فيه أرضيتنا، طبيعتنا، ترابنا. لم أرَ شاعراً تغنى بقداسة التراب، بطهارته، لأانه مرادف للكون تحت، في الأسفل، الابتعاد عن الأضواء، الابتعاد عن عيون تنظر وبنان يشير... هذا المتجه يقابلنا بروح التواضع ونعمة تحسس الاخر بعرائه، انه تشير الى قبرنا المنسي والمُتناسَى . ولكن حين نرى أن يد الله قد جبلت من هذا التراب انساناً يقدس الحياة بخطوته وحضوره، يجدر بنا النظر الى الأعلى، نحو التسامي في حب أعظم من وجودنا، النظر الى فوق، حيث الانطلاق من " الأرض "، بصلاة فقير معدم، يحدث تزاوج مقدس بين الأرض والسماء، بين النزول والصعود ... بين الكون في قلب التسامي ونار الانسانية ...
هكذا يمسي عمقي نقطة التقاء ضعفي بقدرتي ...
فلنتحسس وضاعتنا ثم نتسلق جبل الله!!
عزيزتي غادة ... اهنئك على اجتراحك معنى كياني ينقلنا الى أماكن غريبة لم نطأها يوماً..
متمنياً لك دوام الابداع والتألق ...
أخوك
صميم