المحرر موضوع: مهندس من أبناء شعبنا ينقذ البندقية من الغرق... (منقول)  (زيارة 2742 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nassirazo

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 864
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
** نص الخبر بقلم الزميلة الإعلامية أنعام ككجي من ميلانو/ إيطاليا نشر في موقع  www.kamishli.com  **

مهندس من أبناء شعبنا ينقذ البندقية من الغرق...
بنوع مبتكر من المصدات البحرية الحساسة لحركة الأمواج

ميلانو: إنعام كجه جي

يغرق مهندس عراقي في العمل يومياً، مع رفاق له، ومنذ 17 عاماً، من أجل أن تطفو مدينة البندقية الإيطالية فوق مياه البحر التي تفيض على أرصفتها وساحاتها عشرات المرات كل سنة. وعرض مشروع انتشال المدينة العائمة على وزارة النقل والبنى التحتية في روما عام 2002. ومن المؤمل أن ينتهي العمل فيه عام 2011.
وشيدت البندقية اعتباراً من القرن العاشر الميلادي فوق مجموعة جزر على بحيرة ضحلة تمتد 40 كيلومتراً طولا و 10 كيلومترات عرضاً، تتصل ببحر الأدرياتيك بثلاث قنوات أو خلجان صغيرة.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط» قال يوئيل أبرم، إن مشكلة فيضانات البندقية فريدة في نوعها لأن ارتفاع منسوب المياه لبضع عشرات من السنتيمترات، بسبب أي رياح أو عواصف في البحر، تكفي لإغراق المناطق الواطئة من المدينة، ومنها ساحة سان ماركو الشهيرة. وتغمر المياه هذه المناطق بين 45 الى 60 مرة في السنة. لذلك كان لا بد من التفكير بنوع مبتكر من المصدات البحرية الحساسة لحركة الأمواج والقادرة على الانتصاب خلال نصف ساعة، لا أكثر. وهو وقت قصير بالمقارنة مع الحواجز الموجودة على نهر التيمس، مثلاً، والتي تحتاج الى ساعتين لكي تغلق مصاريعها في وجه حركة المياه المتدفقة.

ويشغل المهندس يوئيل أبرم، 66 عاماً، منصب المدير المسؤول عن مشروع «نظام الحواجز المتحركة لمدينة البندقية». وقد استدعته شركة الاستشارات «تكنيتال» عام 1989 ليتولى هذه المهمة بعد أن اكتسب خبرة طويلة في عدة ميادين هندسية، بضمنها إنشاء الموانئ والمنصات البحرية والطرق السريعة وسكك الحديد، في أماكن عديدة من العالم.

ويقول أبرم «يقوم التصميم الذي توصلنا اليه على أربعة حواجز متحركة، طول كل منها 400 متر تقريباً، توضع في البحر على أعماق تتراوح بين 6 و 14 متراً، وتفصل بين الهور الذي شيدت فوقه المدينة وبين البحر في فترات الفيضانات المحتملة. ويتألف كل حاجز أو بوابة من رفارف معدنية يصل طول الواحدة منها إلى 30 متراً ووزنها إلى 300 طن». وتتساطح هذه الحواجز، في الأوقات العادية، مع المنسوب الواطئ لمياه البحر، لكنها ترتفع في الوقت المناسب مع اقتراب الفيضان لكي تحافظ على منسوب المياه داخل الهور بالشكل المقبول. ويستعمل الهواء المضغوط لطرد المياه من داخل البوابات بهدف منحها التعويم اللازم عند حدوث الطوارئ.

ولد يوئيل أبرم، وهو عراقي آشوري، في مدينة خانقين. ودرس الهندسة في جامعة الحكمة في بغداد، ثم حصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وعاد الى العراق لبضع سنوات قبل أن يغادره عام 1968 للعمل في مشاريع للنفط والغاز امتدت من إيران الى الكويت وقطر وجنوب آسيا وروسيا وأميركا اللاتينية. وفي عام 1972 استقر في إيطاليا. وهو متزوج من عراقية وأب لابنتين.