المحرر موضوع: الشرق الاوسط ليس أسلاميا حتى لو فرضتم الحجاب على صخوره  (زيارة 848 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام خبو بوزوة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشرق الاوسط ليس أسلاميا حتى لو فرضتم الحجاب على صخوره
في البداية اتقدم بالشكر والأمتنان لكل من يستعمل كلمات ومصطلحات تعتبرها مجتمعاتنا العربية جديدة ولكنها في الحقيقة ليست كذلك . حتى لو جاء استعمال هذه الكلمات من باب السخرية او التنكيت . المهم هو أنها تسمع في الشارع والأهم بأنها بدات طريقها نحو سيادة ذلك المجتمع الذي تستخدم فيه . كلمات جديدة في استعمالها وجريئة في شرقنا العربي والأسلامي , كلمات كان بالامس يعتقل كل من ينطقها واليوم ربما يقتل بكل سهولة فمصير من يخرج عن المألوف هو رصاصة ب 100 فلس كما يقال في العراق .
كلمات أصبحت تسمع وبقوة لا بل تردد في الأنترنت وتطلق بكل قوة في الفضائيات . كلمات تعني لنا التغيير كالعلمانية , كالشرق الاوسط الجديد , السامية  , اللاعربية واللأسلامية , الحرية , الديمقراطية , حقوق الأنسان .....الخ
شكرا لكل من يرددها حتى مع نفسه فهي بداية النهاية لكل الأخطاء التاريخية التي أرتكبت بحق الشرق الأوسط  وهي رد معبر لكل من يجهل الحقائق أو يتجاهلها . هي نهاية لما كان يدرسه لنا البعث في كتب الوطنية بأن كل الأقوام القادمة من شبه الجزيرة العربية (( الأقوام السامية )) هي أقوام عربية والحقيقة هي ما نستطيع أن نقوله اليوم وبفخر ونصرح بقومياتنا الشرق أوسطية سامية كانت أو غيرها مثبتين بذلك التصريح لكل العالم الجاهل بالحقائق بأن الشرق الأوسط ليس موطنا للعرب لوحدهم حتى لو وضعوا نسبة لأنفسهم تتجاوز 99% فهذا غير صحيح وحتى لو كان غير العرب أقل من 1% فهذا يكفي بأن لا يسمى العراق دولة عربية وأن لا ينتمي لما يسمى بجامعة الدول العربية . هذا يكفي لكي لا يقول السوري عن نفسه عربي سوري . هذه النسبة تكفي لكل من لا يجد نفسه عربيا لكي يحلق من جديد طالبا الحرية لشرق أوسط جديد يسمح للجميع فيه باختيار تسميتهم وهويتهم بعد ضياع طويل .
العرب أخوتنا في الوطن , والمسلمين سواء كانوا عربا أو من غير قوميات هم كذلك أخوة وشرط الأخاء في أي وطن أن يتعايش الأثنان والثلاثة والأربعة بحقوق متعادلة ومتساوية وليس بمفهوم العربي والمسلم أسد والأخرين لبوات او ما تأتي به الأخيرات من فرائس . بنفس الثقة التي يردد فيها الأسد قوميته على الجميع أن يتعلم ويردد بنفس درجة الثقة أيضا لأن الغابة مرحلة تاريخية أنتهت بسقوط الأنياب وصدأ السيوف . اليوم هناك عالم أخر لا يحتاج فيه الجاهل ليتعلم سوى أن يضغط زر أو أثنان فيتكلم أمامه في مئات المحطات الألاف وربما يشرحون له في كل يوم زبدة مستخلصة من مئة كتاب . عالم اليوم لا يسمح للغبي بأن يبقى غبيا. ودائما سيكون التساؤول المطروح أمام كل من يفتح عينيه على ما يجري في العالم من حوله ... هل أنا أيضا أعيش بنفس مقاييس ذلك العالم ..؟ وإذا كان الجواب كلا  ... لماذا لا أعيش  ... ؟ ما المانع في أن أعيش بنفس الطريقة ..؟ هل يا تراها الأرض ترفضني لأنني أقلية وضعيف كما قيل لي أم هو المجتمع وبعض الجبناء فيه من الذين يخافون من الحرية والديمقراطية والمساواة . ما الذي يدعني بأن أشعر بأن الوطن الذي ولدت فيه لا انتمي له .. غريب عنه .. لا أستطيع القول وطني بقوة  ... لماذا .؟
لماذا كل هذا القلق الذي يبديه العرب والمسلمين تجاه غيرهم . فكما يقولون المختلفين أقلية فلما كل هذا الخوف من هذه الأقلية التي لا تملك جيوشا ولا أحزاب قوية . لما كل هذا القلق على السيادة العربية والأسلامية للشرق الأوسط فكما تسودون اليوم بألغاء الأخر يمكن أن تكونون الأسياد أيضا وبديمقراطية وعدالة تضمن لكم حقوقكم وحقوق غيركم . أم يا تراه الخوف من الردة القومية والدينية ومن سجلات قد تفتحها هذه الأقليات واحدة تلو الأخرى تاريخية كانت أو سياسية.
ولكن بالرغم من كل ذلك فالأخبار سارة والطرق الرملية بدأت تهدأ وتستقر أمام الأحرار من كل لون ودين وحتى من ضمنهم مثقفين عرب واسلاميين بدات أصواتهم تسمع في كل يوم وأقلامهم تنتج الكثير من المطبوعات التي تنكر للعرب والمسلمين ما وضعوه بانفسهم من تيجان على رؤوسهم فهذا من أطلق على دخول العرب والاسلام للعراق وسوريا ومصر وغيرها من دول الشرق الأوسط أحتلالا وليست فتوحات ولا هم يحزنون . وذاك من أصابه الحنين لماضيه الفرعوني وانطلق متسائلا بجرأة ... من قال نحن عرب . .. ؟ ولكن المزيد هو المطلوب من أجل شرق أوسط جديد يحق لكل أنسان فيه أن يعيش بكرامة دون أن يسأل عن قوميته فهو من يختار حتى لو أراد أستحداث قومية جديدة فالحرية تكفل له ذلك . وكذلك للأديان فكل ما كان محظورا أو ما أعتبره المسلمين بدعة أو وثنية أو كفرا سمه ما شئت يجب أن يعيش بعلانية ووضوح أمام شمس الشرق الأوسط الساطعة حاله في ذلك حال الاسلام سواء كان دينا أو لم يكن في نفس الخانة وفوق تلك الخانة بتسع خانات اخرى يجتمع الكل في رأس هرم واحد هو المواطنة في بلد واحد . وفي خلاف ذلك فلا يمكن للأغلبية أن تقهر العالم حتى لو قهرت الأقليات ومهما حاولوا في فرض طريقة عيشهم على الأخرين فسيفشلون لأن من حافظ على أديانه منذ الألاف السنين يستطيع أن يعبر بها الف أخرى ومن لم ينسى عاداته وتقاليده واعرافه الأجتماعية لا يمكن للعباءة والحجاب والسراويل المقصرة أن تمحيها حتى لو ألبست للصخور ولم تفرض على البشر والمجتمع فقط . لا يمكن أن تغير أنسان من خارجه بل من الجوهر ومن الداخل ستعمل الحرية عملها وتغير القناعات وتفتح خطوط الجبهات المتعصبة لتمتد الأبصار ويستوعب من ليس قادرا اليوم على الأستيعاب بأن الشرق الاوسط بأديانه وطوائفه وأقوامه . حضر بدو غجر . خليعوا الرأس او فاقدوا البصيرة هم مواد حية يجب أن تتفاعل وليسوا كائنات جامدة يمكن أن تمشي في مسار وتعيش وفق أسلوب واحد أيا كانت تسميته .



                           
                                                                وشكرا
                                               عصام سليمان – تلكيف   
                              Assyrian_publisher@yahoo.com