المحرر موضوع: صوريا نموذجا للصبر و مشتلاً للاماني  (زيارة 930 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Srod S Touma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                 صوريا نموذجا للصبر و مشتلاً للاماني

   لم تكن قرية صوريا المنكوبة جحرا لقطاع الطرق او وكرا لحبك المؤامرات ضد النظام الحاكم انذاك او مصيدة لخنق كل شهيق او زفير يحمل نبض الحرية في بلد خنقت في مياهه الاسماك و قصت اجنحة الطيور لا الا تعبر الحدود و ترى الوان  الحرية و الحياة الزاهية خلف قضبان السجون .
انها قرية صوريا الكلدانية ، تلك البقعة الجميلة الرائعة باهلها و عشبها و هوائها ، انها قطعة من الجنة اهديت لهؤلاء البسطاء الكرماء النجباء ، اهلها الطيبين الذين لا يردَون سائلا  او محتاجا الاّ و ادخلوا الفرحة و الامان في قلبه و قضوا له حاجته و ودعوه بسلام الرب .
   في قرية صوريا كان أهلها الكلدان الطيبين و المسالمين يعيشون حياتهم بمحبة الرب و الايمان الصادق فلم تكن لديهم مشاكل او خلافات الا ما ندر او ما صغر منها.

   ان ما حدث يوم (16/9/1969) كان عرساً دامياً للافكار الشوفينية و رصاصة في قلب الانسانية هدمت فيه آمال و أماني عشرات من العوائل التي كانت ضحية لنزوة الشر في قلب جاني محترف الاجرام دخل كذئب غاشم ارعن بين خراف الايمان و دعات السلام المؤمنة  لا ترده عن غيه احاديث الكاهن القدسية ولا دموع الاطفال البريئة ولا توسلات النساء و الكهول ، فقد كانت رصاصات الشر اقوى من جيوش الخير و المحبة في زمن الظلم و ارهاب الدولة المنظم و القتل الجماعي اللامبرر .

  سقيت ثراك يا صوريا من أربعين عاماً خلت بدماء زكية طاهرة من اوردة الاطفال و النساء و الشيوخ ، و اخضرت مشاتل الاماني بعد الصبر، و بسق فجر جديد من الأمل. فكل برعم سيحكي قصة الظلم ، و كل حجر سيحفظ للتاريخ سيرة الطغاة و الجناة ، و كل ذرة من ثراك ستصبح تذكارا عملاقا يطارد القتلة في احلامهم و بقايا ضمائرهم .

بهذه الذكرى الحزينة نشعل الشموع على ارواح جميع شهداء الآمة الكلدانية ، و نضع أكاليل الزهور على أضرحتهم ، مبتهلين الى الرب أن يمن عليهم بنعمته في ملكوته ، و أن يحمي أمة الكلدان من كل مكروه و غدر الظلاميين و الأشرار و الخونة.



سرود توما

srodtouma@yahoo.com