المحرر موضوع: أين الحـرية والـديمقراطية من مذكـرة الأدباء الـ 41 ؟  (زيارة 1106 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس مردو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

أين الحـرية والـديمقراطية من مذكـرة الأدباء الـ 41 ؟

في 24 / 9 / 2009 تـَقـَدَّم 41 كاتباً وأديباً مِن أبناء شعبنا المسيحي العراقي كـلـدانيين وسريانيين وآثـوريين بـمـذكـرةٍ الى معـالي وزيـر الثقافة في حكومة اقليم كردستان ، الأستاذ فلـك الـدين كاكايي يـدَّعـون فيها بأنـهم يـودون إظـهار حـقـائـق قـد تكـون خافية ً على مـعاليه عن اتحادات ثـلاثة لأبـناء شعبنا قائمة حالياً واتحاداً رابعاً في طـريقـه الى التشكيـل ، ومن هذه الحقائـق على حـدِّ زعـمـهم بأن عـمـل كُـلِّ اتحادٍ على حـدة هو تشتيـتٌ للجـهـود الأدبية والثـقافية والمالية ، إضافـة ً الى ما تُسبـبـُه من انقسام وتناحر سلبي بين الأدباء .


في الحقـيـقة إنـها مذكـرة غـريبة منافية لحـرية الفـرد في ممارسة الديمقراطية ، تـَقَـدَّم بها مَن المفروض فيهم الدفاع عن الحرية والـديمقراطية . لا يُمكن الـطـعـنُ بـالـنـوايا الصادقة لبعضٍ من هؤلاء الكتاب والأدباء ولا سيما المستـقـلين منهم وكما ورد في الإيـضاح الذي أصـدره الأستاذ سمير خـوراني ، ولكـنَّ مقـاصـد المناديـن بالتسمية المركبة والهجـينة خـبيـثة ٌوأنانـية ، يـتبـنـون ايـديولوجية تسلطية ديكتاتـورية يـرون الصـوابَ في أفكارهم وآرائهم الشمولية وفي ما يُخالـفـها كُـفـراً وانحـرافاً وما الى ذلك من إتهامات باطلة .


تـُرى ، متى كانت التعـددية الفـكـرية تشتيتاً للجـهود الأدبية والثـقافية ؟ أليست هذه ظاهـرة صحية لـلتـنـوع الثـقافي والأدبـي ؟ ألا تـُشكـِّلُ حافـزا للمباراة والتسابـق في مَيـدان الثـقافة والأدب ؟ لماذا تُريدون  دمج هذه التعـددية في دائـرة واحـدة ضيقـة تـراقـبـون حركتـها وسكـونـها وبحسب رغباتكم واتجاهاتكم الفئوية والحـزبية والسياسية ؟ لماذا جـرى تحـركـُكـُم في هذا الـوقـت بالذات ؟ أليست الغاية الأولى منه الـوقـوف بـوجه الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكـلدان ، الإتحاد الفتي الراغـب في التعبير عن إرادة امته الكلدانية وطموحاتها وأهـدافـها ؟ أليس من حـقِّ الكـلدان أن يكون لهم إتحاد ينـضوي تحـت رايته كتابُـهم وادباؤُهم ؟ لقـد أبـدى الكـلدانُ حماساً في تأسيس اتحاد الأدباء الكـلدان والسريان في حـينـه ، فأسسوا ، ولكن ماذا كانت النـتـيجة ؟ الفشل ! لا أفعال ولا إنجازات ، ماذا يُـتوقـَّع إذا كان الروح قـويـــاً ولكـنَّ الجسدَ خامـلٌ ! ومن هـذا المنـطـلـق عاهـدَ الكتابُ والأدباءُ الكلـدان أنـفسهـم أن لا تـتكـرَّرَ لـديهـم تجـربة الفـشل تلك ، فأسسوا إتـحادهم على دعائـمَ قـويـة مُـركّـزين على صبـغـتـه الأدبية المِهـَنية والـدفاعية عن حـقـوق الأمة الكلدانية .


إن تـوجـُّهات القـيادة الكردية وحـكـومتها بشكل عام هي إتـباع النهج الديمقراطي في تعاملها مع شعبها بمختلف انتمآتـه ، فكيف تطالبون أيها الكتاب المحترمون إحدى وزارات هذه الحكـومة بتغيير نهجها الديمقراطي بمناشدتكم وزيرها بعـدم منح الدعم المادي والمعنـوي لإتحادات كتاب وأدباء شعبـنا إلا في حالة انـدماجـها في إتحادٍ واحـدٍ ؟ ألـيست وزارة الثقافة في اقليم كردستان لجميع فئات المثـقـفـيـن دون تميـيز بين واحـدةٍ واخرى ؟ وهـل من واجـب الوزارة الـتـدخـل في تـوحيـد إتحاداتـنا ؟ إن الهـدف من مذكرتـكم هذه هو تـصـفـية حسابات سياسية وعملـية تغيـيـب وإقـصاء الآخريـن وبالـذات هي مؤامـرة ضِـدَّ إتحاد كتاب وادباء الكـلدان ، حيث أشرتم إليه بعبارة " واتحاد آخر في طـور التشكيـل " وعـرقـلـة مقصـودة لإحـباط  عقد اتحاد الكتاب والأدباء السريان لمؤتمره السادس في 29 / 9 / 2009 .   وليس في الأمر غـرابة فقـد عملـتم على غـرار ما فعـلـه أقـرانـُكم دُعاة التسمية المركبة بمناشدتهم عـدم إدخال التسمية القـومية الكـلدانية في دستـور الإقـليم .


إن مَن يقـرأ مذكـرة الـ 41 ينتابـُه الإنـذهال والإستغراب حيث إن مناشدتهم وزير الثقافة في الإقليم تعني مطالبتـه بالتـدخـل في موضـوع بعيدٍ عن مهامه ولا يجـوز إقـحامـَه به مهـما كانت المبـرِّرات ، والـوزيـر نفسه لا يرضى بممارسة دور ٍمخالـفٍ لنهـج وزارتـه الديـمقـراطي ، إذ إن مثل هذا الدور يُمارسُ في وزارات الأنـظـمة الغير ديمقراطية . وليس مُستبعـداً أن تكون المذكـرة قد تركت لدى الـوزير انـطـباعاً سلبـياً عن ما نحن عليه من التناحـر ، ولكـننا نـرجو أن يـكـون صـدر معالي الوزير رحـباً ولا يتأثـر دعـمـُه المالي للإتـحادات في المستـقـبـل . ثـمَّ أيها الكـتاب الأفاضـل ، متى كانت الإختلافات بين الإتحادات أو غيرها من المنظمات تُحَل باسلوب الشكاوى والمذكرات ؟ إنَّ مثل هذه الإشكاليات لا تُحسَم إلا عن طـريق الحـوار والإقــناع فيما بينها !


ولنفرض جـدلاً بأن الإتحادات القائمة حالياً قد انـدمجت في اتحادٍ واحـدٍ ، فما هو الضمان بعـدم تأسيس إتحادٍ أو إتحادَين جـديـدين فالمبرارات كثيرة لدى كتابنا وأدبائنا ، فهـل سيكون واجبنا التصدي والتشكّـي والتباكي على ما سماه الـ 41 بالتشتيت ؟ لماذا لا تـتركوا اتحاداتـنا لتسلك سبيـل الـتنافس على الأفضل لإثراء أدبنا ولغـتنا والسموِّ بثقافـتنا ، وعلينا أن لا نقـف بالضِد من مفاهيم الحرية والديمقراطية ما دام الدستور يُجيز تشكيل اتحادات ومنظمات لا يشترط عليها أن تساير لـونا واحداً محـدداً .


الشماس كوركيس مردو
في 30 / 9 / 2009