المحرر موضوع: ما يُسمـّى بالمؤتمر الشعـبـي ماذا وراء انعـقـاده الثاني ؟  (زيارة 999 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس مردو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


 ما يُسمـّى بالمؤتمر الشعـبـي ماذا وراء انعـقـاده الثاني ؟



منذ فترةٍ ومنظـرو ما يُسمّـى بالمجلس الشعبي المشؤوم استـُنـفِـروا للتطبيل والتـزمير والترويج عن انـعـقاد المؤتمر الثاني لـه في أواخـر السنة الحالية دون تحـديد المـوعـد ولا الإفـصاح عن الشعار وجـدول الأعـمال والمسائـل التي سيتطـرَّق إلـيها في هذه المرحلة الـدقيـقة التي يُـعاني فيها شعـبـُنا المسيحي من وضـع شـديـد الإضطـراب وانقسام حـاد ، والمُسبـِّب لهذا الوضع المزري كان مـؤتـمـر عنكاوا الأول الذي دعا إليـه الداعـية الآشوري سركيس أغاجان المـدعـوم بقـوة من قبـل القيادة الكردية الحاكـمة لإقليـم كردستان وهي التي أوجـدتـه ودفـعـت بـه الى الـواجهـة في الساحة السياسية المسيحية ، وحـَول هذا المؤتمر الذي انعـقـد في 12- 13 / 3 / 2007 إستـفـحـلَ انـقـسام شعبـنا المزمن ، فالإنـتهازيون النـفـعـيـون رأوا فيه فـرصة ً لا تـُعـوَّض وعليهم استغـلالـها ، وآخـرون رأوا فيه محاولة ً بائسة لإجبـار هذا الشعب المنـقسم على ذاتـه منذ آلاف السنين على تـوحيـده تحت الراية الآشورية المزيفـة .

وعلى ضوءِ هذا الظـرف التناحـري بين المؤيـدين والمعارضين الذي رافـق المؤتمر ، تمخـَّضت عنه قـرارات ارتجالية وحماسية عـبَّرَ عنها فـريق من الذين تـمَّ في البـداية إغـراؤهم لا بل خدعُهم من أجل الموافقة على تأسيس المجلس، ثـمَّ جـرى إبعادُهم عن لجانه وتشكيـلاتـه اللاحـقة ، بعد إن إستـتـبَّ الأمر لمأجـوري أغاجان الجُـدُد بـدعـم مباشر منه والمُسنـَد بقـوة من قبـل الحزب الديمقراطي الكردستاني ،  ومعظم الذين تـولـوا المراكـز المهمة في هذا الـتنـظيـم المشؤوم الذي سُمِّـيَ بالمجلس الشعبي عـقـب إقصاء مؤسسيه الأولين كانـوا أعضاءً في الحـزب الديمقراطي الكردستاني على غـرار عـَرَّابـه  والمخـَطـِّطـ لإنـعـقاده  السيد سركيس أغاجان ، ولم ينسوا إسناد بعض المهام لشيـوعيين سابقين والبعض من منتحلي التسمية الآشورية المزيفة والكلدان المتأشورين اللاهثين وراء الدولار ، ثـمَّ المنخـدعـين بـبعـض الشعارات التي نادى بها المجلس  في فـترة تشكيله الاولى ولم يلبَـث أن تـَنـكـَّر لها ، مـما أوجـد لديهم استياءً فانسحـبـوا .

لـو عادت بنا الذاكرة الى فترة انعقاد المؤتمر الأول ، لـوجدنا أن معظم المثقـفـين والسياسيين المستقـلـين من أبناء شعبنا قاطـعـوا المشاركة في صياغة شعارات وأهـداف المؤتمر ، فكانت تلك ضربة مؤلمة حرمت المؤتمرَ من أفكار غـنيـة وواسعـة ، هذا فـضـلاً عن عـدم مساهـمة الكـثير من أحـزاب شعبـنا في لجانـه الـتحضيرية مسـتـنـدة ً بذلك الى قـُصر المدة الزمنية الفاصلـة بين الإعـلان عـنه وانعـقـاده ، وكان ذلك ايـذانا منها بمقـاطـعة المؤتمر ، فخسر المؤتـمر أصـواتاً مهـمة وقاعـدة شعـيـية واسعة ، وربما كان ذلك من تخـطـيـطـ عـراب المؤتـمر المُسبـق . ومن جملـة ما جـاء بـقـرارات المؤتمر : إدَّعـى أنـه تنظيم مستـقـل حـر يعبـر عن صالح شعبنا ، ويسعى الى تثـبـيت كامل حـقـوقـه ايـنما وجـد ، يرفض زَجـَّه في الصراعات الحـزبية ، يتسامى عن صراع التسمية ، ولا يـبخـل بجهـدٍ لـتوحيد مؤسسات شعبنا ، يحظر على أعضائـه استـغـلال مراكـزهم في سبيل مكسبٍ شخصي ومَنفـع ٍ آني و و و .

تـُرى ، هـل هنالك أرقـى من هذه القـرارات ؟ ولـكن ما الذي حـقـَّقـه مِنها المؤتمر ؟ لا شيء ، بـل سعـى الى تحقيق نقـيضها وفـَعـَـل ، فقـد دخـل مجلسُه الشعبي في صراع مرير مع أحـزاب شعـبنا التي تختلف معه في الأفكار والرؤى ، وراح يتعامـل مع تنظيمات شعبنا بمِعـيارَين من حيث تـوزيع الدعم المالي المقـدَّم من حـكـومة كردستان عن طريـق عـرّاب المجلس ورئيسه الفـعـلي سركيس أغاجان حيث يُغـدق بـوفـرةٍ لتلك التي ترضخ لأوامـره ، ويحجـب الحصة عن التي تُخالـفـه الرأي ، يُشارك عن طريق مُمثـليـه في مناسبات ومؤتمرات تحتـفـل فيها التنظيمات الموالية والمطـيعة لـه مقـدماً لـها الدعم المالي والفني ، ويُحارب مثيـلاتـها التي لا تـتـَّفـق مع سياساتـه فلا دعـم لها ولا مشاركة ، والتنظيمات المحظـوظـة لـديه هي التابـعة لمنتحلي التسمية الآشورية المزيفـة باستثناء  حركـة زوعا غـريمتـه القـوية ، أما التنظيمات الكلدانية فقـد صَنـَّفـها باعـتبـارها العـدوَّ الألـدَّ لـه ، فصادر حـصـَّتـَها المالية المخـصصة لها وحـرمـها من كُلِّ دعـم ٍ مالي ومعنـوي وحاربـَها بمختلف الطرق والآساليب وأنصع مثال ٍ على ذلك محاولـة المجلس إجهاض عملية عقد المجلس القـومي الكلداني لمؤتمره العام الثاني الذي انـعـقـد في مدينة عنكاوا في 26 - 27 / 4 / 2009 مستخـدماً اسلـوباً قـذراً شـبـيـهاً بأساليـب النظام البعثي الديكتاتـوري ، حيـث مارس ضغـوطاً كبـيرة تمثـَّـلـت بقـطـع الأرزاق عن كُـلِّ مَن يحـضر أيَّ مؤتمر يعـقـده الكلدان ، مُـدَّعـيـن بأن أيَّ نشاطـ ٍ سياسي أو ثقافي كـلداني ، أو أيَّ احتفال يُقـيـمُه الكلدان بيوم العلم الكلداني وعيد الشهيد الكلداني وحتى ذكـر الاسم الكلداني هو تمزيق للأمة وتشتـيـت لأبنائـها . أليست هذه التصرفات المشينة واللاأخـلاقيـة دليـلاً دامـغاً على مـدى كـراهية المجلس المشؤوم للكلدان وتنظيماتـهم السياسية والثقـافية ؟ وبالنتيجة انحيازاً بغير حـدود الى جانب منتحلي التسمية الآشورية المزيفة ( الكلدان النساطرة ) .

من الشعارات التي رفـعـها المؤتـمر بأنـه لـن يكـون بديـلاً لأحـزابـنا السياسية ولـن يُمارس دورها ، ولكـنـَّه تنـكـَّرَ لهذا الشعار وضربـَه بعـرض الحائـط ، ودخـل ضِـدَّها منافساً إيـاها على الكـوتا المخصصة لأبناء شعبـنا في انتخابات مجالس المحافظات ، مستخدماً اسلـوباً تـَخـلـُّفـياً بتعامـُلـه مع مرشحي شعبنا الآخـرين دافـعاً إياهم للتـصارع فيما بينهم في سبيـل أنـتـزاعـه لمقـعـد محافـظـة نينوى الـوحيد . ومارس الشيءَ ذاتـَه ناكـثاً بتعـهـُّده عنـدما دفـع بمرشحين ينـتمـون الى تـنـظـيمات حـزبية من خارج تـنظـيماتـنا السياسية لتُـنافس مرشحي تـنظـيماتـنا على مقاعـد الكـوتا الخمسة المخصصة لأبناء شعبنا في انتخابات برلمان اقـليم كردستان، وعمل المستحيـل في سبيل فـوزهم مستخدما سُبـُلاً مُلـتـوية غير حضارية ، وأفـلح في انتـزاع ثـلاثة مقاعـد ، ولم يفـعـل ذلك إلا نكايـة ً بالكلدان لإبعاد قائمتهم الموحـدة عن الفـوز .

ونـكـثَ المجلس الشعبي بشعاره بأنـه لـن يحشر نفسه في إشكال التسمية المزمن والمستعصي ، ولكـننا نـراه اليوم  يـفـرض على شعبـنا تسمية ً مركبة هجينة قسراً ( الكلدان السريان الآشوريون )دون اعتبار لـرأي الشريحة الأكبر بين مكـونات شعـبنا الذين هم الكلدان ، ويـدَّعي بكُلِّ غـباءٍ وعـناد بأن فـرضـَه لهذه التسمية السمجة هو لصالح وحدة شعبنا ، بينما الواقع أثبتَ بأن فـرضـها كان استغـلالاً متعمداً ومدروساً لتأجـيـج نار التفـرقة وبـثِّ الفتـنـة بين مؤسسات شعبنا ، لتبرير انحيازه الأعـمى وتأييده المطلـق لكُـلِّ مُـدَّع ٍ للآشورية الدخيلة المزيفة ومؤَيـِّدٍ لـها ، ولا يحتاج ذلك الى برهان ، فتبنيه للعلـم الآشوري ( الأنكلوآشوري )  وليوم الشهيد الآشوري ولرأس السنة الآشورية واعتماده اللهجة الآشورية في المناهج الدراسية وكُـلِّ ما هو آشوري ، هي دلائـل واضحة لهذا الأنحياز الفاضح ، بالإضافـة الى امتناع المجلس عن دعـم أيِّ مركز ٍ ثقافي أو تجمـُّع ٍ اجتماعي أو نادي رياضياً كان أو اجتماعياً إذا لم يتبنـى المناسبات والشعارات الآشورية .

اشماس كوركيس مردو
في 3 / 10 / 2009