المحرر موضوع: كيف لا يحزنْ المسيحيين اليوم ؟!!  (زيارة 703 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مسعود هرمز النوفلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 240
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف لا يحزنْ المسيحيين اليوم ؟!!
كيف لا يحزن المسيحيين في الوطن العربي وخارجه عندما نُشاهد الأعداد الكبيرة من المسيحيين تترك الأرض والبيوت وقبور أعز موتاهم وتُهاجر الى المجهول لتضيع كل آمالهم وتتشتت وتتمزق بين المجتمعات الرأسمالية والدول المجاورة وغيرها !!!
الأختطاف والقتل ودفع الفديات ، ألا يعني هذا أكثر وأعمق من فكرة دفع الجزية أيام زمان ، المسيحيين يدفعون حياتهم في الدراسة والعمل والحصول على أعلى الشهادات لخدمة الشعب بكل طوائفهِ ويأتي الغير ليستلم وبكل سهولة كل ما جمعه الأنسان طيلة حياتهِ ويستغيث ولا مُنقذ ، فكيف لا يحزن ويتألم ويحترق نفسياً وجسدياً !!
التهجير القسري بالترغيب أو بالأختطاف ، ألا يعني هذا بصورة مُباشرة انها دعوة للمسيحيين في طلب الهجرة من أجل ترك البلد وعدم الرغبة للبعض وليس الكل ، بالعيش المشترك الجميل والرائع الذي ما كان الواحد منا يعرف الآخر بأن ذلك مسيحي وذاك مسلم وذاك صابئي أو يزيدي إلا عند الأعياد ، كيف لا نحزن عندما نُشاهد العكس ؟
جميع المسؤولين في العراق الدينيين والسياسيين يُؤكدون بعدم وجود التفرقة والمواطنون مُتساوون في الحقوق والواجبات ولكن السؤال هو من الذي يقوم بالخطف والتهجير والقتل ؟ هل هي عصابات مُنظمة أقوى من كل المسؤولين أم يوجد بيننا البعض الذين تصريحاتهم في النهار عسل وفي الليل بصل والريحة تصل الى التآمر بالقتل على الهوية وتمزيق الشعب ، عندما نُشاهد عكس المفروض كيف لا نحزن ؟!!
في بداية هذه السنة تم نشر تقرير في إحدى القنوات اللبنانية إم بي سي  مانصّهُ : " المسيحيون في البلدان العربية كانوا أصحاب الأرض ، ثم تحولوا الى شُركاء ، ثم أضحوا أقلية في بلدانهم بسبب الحروب والأوضاع الأقتصادية والعنف الطائفي ، مُقدّراً أعداد المسيحيين في البلدان العربية بقرابة 12 مليون نسمة " ، ويُشير التقرير ايضاً الى تراجع الأعداد والنسب وفق الأحصائيات التالية :
العراق من 10% الى 3%
سوريا من 20% الى 10%
لبنان من  60% الى أقل من 30%
مصر من 15% الى 8%
فلسطين من 17% الى أقل من 2%
فكيف لا نحزن وأمامنا هذه النسب المُخيفة حقاً والتي ستقودنا الى العلم اليقين بأن الأعداد ستنحسر وستتقلّص أكثر كما يتقلص المطاط في النار !!
وهناك نسب أخرى للمسيحيين في دول أخرى مثل الأردن والسودان ليست بأفضل من التي ذكرها التقرير أعلاه ، كيف لا نحزن ونحن نرى مهد المسيح وبيت لحم والقدس والشرق بأجمه يتركه أبناءه وينسلخون من أرضهم ومن شرقهم الحبيب الذي أشرق نور المسيح فيه ؟!!ّ
إذا لا يوجد احترام الآخر في حقوق المواطنة والتوظيف والعمل وحرية العبادة ويكون العيش بخوف وقلق ، كيف لا نحزن أيها الأخوة ونحن لا نلمس من المسؤولين علينا الأهتمام والحركة والكل تتحدث بشعارات وكلمات رنانة لاتُغنى ولا تفيد ولا تُعالج المرض المستفحل ؟ !!
الحوار بين الأديان والعيش بأمان غير متوفران ، الكنائس تُهان والمُقدسات تُسرق والأعراض تُتنهك وعند الحوار الكل تستنكر فإلى من نتجه  ليبعد عنا الأسى والحزن ؟ فكيف تريدون من عندنا أن لانحزن ونتألم ونستغيث للرب ، يا رباه إرحمنا !!
أخيراً أقول هل هناك رغبة حقيقية في ان يكون مفهوم الوطنية هو الغالب وليس مفهوم الطائفية ؟!!
عندما يشعر الجميع بالعيش المشترك الحقيقي وليس المُسطنع ، بالأخوّة الواحدة ، بالمصير الواحد عندئذ نشعر بالأمان ولا نحزن ولكن للأسف قدر المسيحيين هو دفع الأثمان عبر التاريخ في كل صراع وسيطرة وتوتر بين الشعوب ، والتاريخ شاهد على الأعداد الكبيرة التي أعطاها المسيحيين من الشُهداء ولا زال لحد هذا اليوم .
من المُنقذ لكي لا نحزن الله يعلم وشكراً لكم .
مسعود هرمز النوفلي
في الخامس من تشرين الأول 2009 بعد استشهاد المرحوم عماد ايليا ، المُختطف في كركوك