المحرر موضوع: الى من يهمه الأمر(الجزء الأول)  (زيارة 889 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عزمي البــير

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 404
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - azmyanassir@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى من يهمه الأمر(الجزء الأول)
                                                                           عزمي البير
نتيجة للتغيرات السياسية بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 وفرض العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على العراق ومنها عدم تجاوز الطيران العراقي بين خطي عرض 36 و32 أي أعطاء المجال للمعارضة العراقية في ذاك الوقت المجال وحمايتهم من قبل القوات الحليفة للعمليات العسكرية وخصوصا في منطقة كوردستان لتعطي لهم ملاذ امن والعمل بحرية مما جعل من هذه المنطقة محطة انطلاق وتشكيل وتأسيس الكثير من قوى المعارضة كون هذه المنطقة تتمتع بجغرافية يصعب السيطرة على تلك المجاميع بسبب وعورتها وجبالها العالية وأعطت هذه الميزة عدم السيطرة على حدودها من جميع الاتجاهات حيث كانت تلك التجمعات تنظم نفسها وتتمتع بسهولة الحركة مستفيدة من تلك المميزات بالإضافة الى المجاميع المنظمة التي تبنت الحركة التحررية قبل تلك الفترة بوقت طويل وبسبب تلك الأحداث عادت وفعلت تنظيماتها للإطاحة بالنظام وهي معروفة بالإضافة الى ذلك هو تلقي الدعم المادي واللوجستي من القوى الحليفة وبعض الدول التي كانت تروم إسقاط النظام ان ذاك ، ناهيك عن العمل ألمخابراتي والاستخباري لتلك الدول والتي تنتمي الى أجندات مختلفة ومن مختلف بلدان العالم، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والهجوم الذي أدى الى سقوط مركز التجارة العالمي الذي غير هذا الحادث الخارطة السياسية للمنطقة وتبني القوى العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية الشعار الحرب على الإرهاب وحصولها على التأييد الدولي لإسقاط حكومة طالبان وإعطاء دعم اكبر للمعارضة العراقية لإسقاط حكومة صدام حسين تحت ذريعة امتلاك أسلحة الدمار الشامل ودعم المجاميع الإرهابية وتهديد الجيران ، ومن خلال تلك الأحداث بدأت مؤشرات بوادر شن العمل العسكري على العراق . هذه الأحداث جميعها ليست بأسرار مخابراتية أو عسكرية بل هي أحداث واقعة وأنا لست بصدد الاستعراض ولكن جعلتني هذه الأحداث ان أقف على نقطة مهمة وهي استغلال بعض التنظيمات من بناء نفسها على حساب ان العراق سوف يسقط وان تكون لهم بعض المأرب وتحت ذريعة العمل القومي والدفاع عن حقوق تلك الأهداف أو تحت ذريعة العمل الوطني لبناء عراق جديد مبني على الديمقراطية والخ من الشعارات على الرغم من عدم انتمائهم الوطني ولا ينتمون لا من قريب ولا من بعيد الى العراق وعدم امتلاكهم الجنسية العراقية واستطاعوا البعض منهم الحصول عليها عن طريق تزوير الوثائق مستغلين حالة الفوضى والانفلات الأمني و الرشوة فيما بعد ، فعلا استطاعت تلك التنظيمات الصغيرة من بناء نفسها بسرعة مستفيدة من الدعم اللا محدود من قبل القوى الكبرى أو العمل لأجندات مختلفة لتستخدمها كوسيلة لتنفيذ تلك الأجندات حيث استقطبت الكثير من الشباب الفارين من الجيش والهاربين من يد السلطات آنذاك  لتوفر لهم الملاذ الأمن والأموال والوعود بالمستقبل بعد سقوط النظام ، واستطاعت أيضا من غسل أدمغة هؤلاء الأشخاص وتجيرهم وتدريبهم للعمل ضمن تلك التنظيمات .
بعد أحداث نيسان 2003 والتغير الذي حصل بإسقاط النظام واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وحدوث الانفلات الأمني وفتح الحدود لكل من هب ودب ، استطاعت تلك التنظيمات من التحرك بحرية كاملة مستغلة تلك الظروف وان تضع يدها على مؤسسات الدولة من أبنية وتجهيزات لتعزز مكانتها وتواجدها لتصبح واقع وحقيقة ،واستطاعت ان تنخرط ضمن العملية السياسية مستفيدة من الفوضى السياسية وحداثة تأسيس الدولة من خلال أشخاص أما كان لهم انتماء سابق وتوقف عن العمل السياسي بسبب المضايقات من قبل الأجهزة الأمنية وعادوا بعد ان سنحت الظروف حيث وجدوا ضالتهم ضمن هذه التنظيمات أو من خلال أشخاص تم كسبهم بسبب عدم توفر فرص العمل حيث قاموا بتدريبهم وزجهم ضمن العملية السياسية مستفيدين من قابليتهم الفكرية واللغوية وإمكانياتهم على تكوين قاعدة علاقات متينة حيث استطاعوا تحقيق بعض النجاحات مما جعلها ان تتواصل وتعمل في ظل تلك الأجواء ، هنا سؤال يطرح نفسه الى متى يبقى هؤلاء في التواصل والعمل وما الغايات و الأهداف ولحساب من ومن اجل ماذا ؟ بعد ان تجلت الكثير من الحقائق التي كشفت عن زيف عمل هذه المجاميع .
رغم الصراعات السياسية وتأسيس الدولة على أسس غير صحيحة مبنية على المحاصصة والطائفية استطاعت الحكومة من تحقيق بعض النتائج ولو على المستوى الضيق بفرض شيء من السيطرة على بعض المناطق وليس كل المناطق فلا تزال الحدود غير منضبطة حيث تسمح لتلك المجاميع من حرية الدخول والمغادرة في أي وقت تشاء وعدم الملاحقة من قبل الجهات الأمنية تساعد هؤلاء على العمل في تلك المناطق الغير مسيطر عليها ناهيك عن عدم وجود قانون للأحزاب ينظم عمل الأحزاب داخل البلد وتوجيه لها الاستفسار والتحقيق إذا تطلب الأمر والكشف عن مصادر التمويل ومجالات استثمار الأموال وعمليات التحويل الخارجي ، وتفعيل قانون مكافحة الإرهاب، فعلى الجهات المختصة اخص بالذكر التي في مركز القرار ان تعي لهؤلاء المجاميع ، والتخلص منهم وهذا جزء من واجبها اتجاه امن البلد والمواطن وتساعد كثيرا في المساهمة في عملية الأعمار والبناء .