لم يهجرنا العراق
هجرنا العراقَ . . . ولم يهجرنا العراقُ
أ َنـِفاقٌ عهدنا . . .
أم عهدنا نفاقُ . . .
" سنُصلبُ مع العراق اذا صُلب
و نُحرق معه ان أ ُحرق
و نبقى بالعراق ان بقى "
أم نفاقٌ . . . أم نفاقٌ
أم نفاقُ . . . ؟
* * *
على أبواب السفارات
على مسامات حدود الوطن
سقطت آخرُ رايات الصدق ِ
و قبل صياح الديك . . .
نكرنا العراقَ مرارا ً
هجرناهُ فرارا ً
لعنـّاه ألفا ً .
و بعد الرصاصة الأولى . . .
نسينا الوعودَ . . .
نكثنا العهودَ . . .
فقدنا سِمات الرجولة .
و خُنـّا العراقَ . . .
طعنـّا العراق َ . . .
بعناه . . . على أبواب المطارات
قايضناه . . . بأسعار ٍ خجولة .
* * *
أمطرتنا الطائراتُ كغيوم الشتاء
في كلِّ البلدان . . .
في كلِّ البقاع عرضا ً و طولا .
* * *
في الأمس ِ . . . باسم العرا ق ِ
كانت تبدأ صلاتنا
و الى العراق ِ كانت تـُرفع دعواتنا
و اليوم . . .
باسمه تسوَّلنا
و على الأرصفة ِ
شحدنا الاقامة
و بعد الانتصار . . .
بكينا عباراتِ الشَّوق
و في حبِّ العراق أكثرنا الكلامَ .
طغت على أغانينا مقامات الحنين
و في صوتنا . . .
ولدت نبراتٌ . . .
عُرباتٌ . . .
آهاتٌ و حشرجاتٌ
أبكت العراق علينا
فأنشدنا :
" يقولون اليتيم من ماتت أمُّه
أو مات والدهُ .
و لكنَّ أمّي باقية ٌ و والدي باقي .
فلما أحسُّ بحرقةِ اليتم ِ في أعماقي . .
ألبعدي عن الوالدين أم لبعدي عن العراق . . .؟ "
* * *
الى الأمس ِ نحنُّ
الى الامس ِ نتوقُ
الى الأمس ِ نجوعُ
على الأمس ِ نموتُ
و على الأمس ِنجنُّ
عن العراق نبحث كلَّ يوم
هناك حبا الأنبياء
هناك ولد الوطن
هناك أ ُنزلت كلُّ الصلوات
و دوِّن تاريخ الكون
و أ ُعلن ميلاد الأرض .
هناك كان للشمس ِ أربابٌ . . .
و بعد الغروبِ . . .
و على صفحات الاغتراب تاهوا
هناك . . .
في العراق ِ تألـّه اللهُ .
فكيف لا نتوقُ اليهِ
و كيف لا نموتُ عليهِ
و كيف لا تحملنا اليه الاشواقُ .
هجرنا العراقَ
و لم يهجرنا العراقُ .
عبد الأحد خالي