المحرر موضوع: صراع الحضارات بين الحقيقة والوهم  (زيارة 573 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
      
   
صراع الحضارات
   بين 
   الحقيقة والوهم
   
عمانوئيل يونان الريكاني
احدث كتاب (صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي ) لمؤلفه صموئيل هنتغتون الصادر عن دار سيمون وستر للنشر 1996 هزة عنيفة بين القادة والساسة وجدلا حادا في أوساط المثقفين والمفكرين ودويا قويا في العالم كله نتيجة نظريته الخطيرة والمتشائمة حول مستقبل العلاقات الإنسانية والتي مفادها الصدام الوشيك الذي لا مفر منه بين الحضارة الغربية والحضارات الشرقية الأخرى بالتحديد ( الصين والعالم الإسلامي ) المؤهلة كبديل عن الفراغ الذي تركه الاتحاد السوفيتي في ميزان القوى وخلاصة أفكاره هي إن الحضارة الغربية فريدة من نوعها لكنها ليست كونية أي لها مقومات مميزة كالتراث اليوناني والروماني والعلمانية ( أي فصل السلطتين الروحية والزمنية ) والديمقراطية التمثيلية والنزعة الفردية ...الخ والتي لا تستطيع باقي الحضارات هضمها والتفاعل معها لاختلاف في البنى الفكرية والثقافية والاجتماعية . لذلك ستعمل جاهدة على مقاومتها حفاظا على هويتها الحضارية من الذوبان والانصهار وستصد كل الأفكار والقيم التي تتسرب أليها لتهدد وجودها وكيانها من الزوال والاندثار .وعلى الرغم من تغلغل نمط تفكير وسلوك الغرب وبعض مظاهر الحياة العصرية في كافة المجتمعات كالهمبرغر والبيبسي كولا والزي والموسيقى لكنها تبقى تدور في فلك التحديث لا التغريب . أي إن نموذجها لا يمكن تعميمه على العالم كله لذلك فأي محاولة من الغرب لضم الآخرين إلى حظيرته واحتوائهم حضاريا ستبوء بالفشل الذريع لأنه سيلقى معارضة قوية ورفضا شديدا أو كما يقول الكاتب حرفيا ( الغرب غرب والشرق شرق وان الضدين لا يلتقيان ) إن تحديث باقي المجتمعات وتقويتها علميا وتكنولوجيا سيكون له انعكاسات سلبية على الغرب إن لم يكن مسمارا في نعشه وستشكل عاجلا أم آجلا تهديدا خطيرا له .من هذا المنطلق يجب رسم خارطة الفكر والسياسة الغربية وعلى هذا الأساس تتم صياغة وعي المجابهة .ومن خلال قراءة ساذجة وسطحية للتاريخ ونظرة انتقائية ومغرضة يستحضرون الحروب التي دارت بين الغرب والإسلام في فترات معينة من التاريخ كشاهد في حكمهم على المستقبل كان الزمان ماض مكرر أو إن التاريخ يعيد نفسه ولا يسير إلى الأمام .ويجهلون أو يتجاهلون أن الإنسان ليس لعبة في يد القدر ولا يمكن أن يكون دمية تنسجها خيوط الحتمية فهو ليس مخلوقا آليا أو جهازا مبرمجا انه كائن واع وحر وسيد أفعاله يستطيع من خلال رؤية أكثر إنسانية ومسؤولة أن يتحرر من الأحكام المسبقة وان يصفي حساباته مع الماضي السلبي ويغير مصيره نحو الأحسن والأفضل ويبني عالما رائعا ومستقبلا مشرقا .لماذا النظر إلى النصف الفارغ من الكأس وإهمال النصف المملوء منه بقدر ما الخلاف العقائدي والتناقض الثقافي وتعارض المصالح الدنيوية كانت سببا في إحداث فتحة في قلب العلاقة بين الإسلام والغرب والتي أبعدت بينهم لكن في الوقت نفسه كانت هناك لقاءات تقارب وتعارف تبادلوا فيها الآراء والأفكار والثقافات وعاشوا جنبا إلى جنب في جو تسوده الألفة والمحبة وفي مناخ من التسامح الديني والتعايش السلمي .لان الذي يجمعهم أكثر من الذي يفرقهم .إن حوار الحضارات هو الخيار الوحيد لإرساء أسس  السلام العالمي الذي هو مطلب كل الأديان السماوية وحاجة إنسانية عميقة لتجنيب البشرية كوارث وماسي هي في غنى عنها .إن الإنسان ( فردا وجماعة وشعوبا ) مدعو إلى تحكيم عقله وتنوير ضميره والاقتداء بالمثل العليا والقيم النبيلة لتجنب مايسيء إلى نفسه والآخرين .وان نظرية ( صدام الحضارات ) ماهي إلا فكرة وهمية ابتدعتها عقلية استعمارية مشغوفة بالحروب والمشاكل ومولعة بالفتن لأنها تتناسب طرديا مع مصالحها الاقتصادية وسياستها التوسعية واللبيب تكفيه الإشارة . 

Emmanuell_y_ alrikani _ 2009 @yahoo.com
[/color[/pre]]
[/pre
]