المحرر موضوع: دول الجوار وتأثيرها على العراق  (زيارة 730 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Henry Yokhana

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
دول الجوار وتأثيرها على العراق


في بداية مقالي سوف أستعين بمثل شائع ( الجار قبل الدار ) ، والحكمة من هذا المثل هو أنه قبل أن نقوم باستئجار أو شراء دار سكنية فأنه علينا معرفة سلوك الجار وسمعته لكي نستطيع مستقبلا أقامة العلاقات الطيبة معه والعيش بسلام وبدون
مشاكل .
لكن العراق وبفضل موقعه الجغرافي لا يستطيع أن يختار الجار المناسب وذلك لأن الجيران مفروضين أصلا وهذا قدرنا ونصيبنا .
فمنذ سبعة سنوات والى يومنا هذا فأن أي انفجار يحصل أو العثور على عبوات ناسفة أو مواد متفجرة وقذائف هاون وصواريخ مصنوعة حديثا فأن وكالة الأنباء الحكومية وبعض الوكالات الخاصة تشير مباشرة الى تورط دول الجوار في تهريب الأسلحة والأفراد لزعزعة الوضع الأمني في بلادنا .
ان ما نراه من دول الجوار من تدخلات في شئوننا الداخلية هو رد فعل طبيعي لتدخلاتنا في شئونهم الداخلية، ففي خلال العقود الثلاثة الماضية قام النظام السابق بانتهاج سياسات خاطئة أدت الى خلق عداء كبير ودخول حروب مع دولتين ودعم لجهات متمردة في دول مجاورة اخرى ولا نعرف الى يومنا هذا المغزى من انتهاج هكذا عداء وكراهية ضد الجيران .
ففي عام 1980 قام النظام البعثي السابق بألغاء ما يسمى بـ(أتفاقية الجزائر) الموقعة مع أيران ودخل في حرب الثماني سنوات وراح ضحيتها العديد من أبناء وطننا بحجة منع المد الفارسي من التدخل والتوسع داخل أراضينا وبعد توقف الحرب في
عام 1988 والتي انتهت بدون منتصر أو منهزم استراح العراق سنة واحدة فقط ليدخل بعدها (ونتيجة لغرور القائد الضرورة السابق) بحرب جديدة وهذه المرة مع تحالف دولي يشمل 30 دولة وذلك بسبب غزو الجارة العربية الكويت بحجة أنها كانت في يوم ما جزء من بلادنا ورغم محاولات دول عديدة في أقناع العراق لسحب قواته والعودة الى ما قبل أب 1990 الا أن عناد الرئيس المجاهد أنذاك والنية السيئة التي كان يحملها جعلته يرفض عرض الدول الكبرى وأصراره على موقفه الخاطىء فكانت النتيجة دخول حرب غير متكافئة مع أمريكا وحلفائها أدت الى خسائر كبيرة في صفوف جيشنا المغلوب على أمره وانسحاب مرير من الكويت .
ومن التدخلات الأخرى للطاغية صدام هو قيامه بتقديم المال والسلاح الى حركة تمرد كانت قد نشطت عام 1982 لدى الجارة سورية علما أن الحزب الحاكم في دمشق هو نفسه في بغداد لكن عنجهية صدام وحقده الشخصي كان له الأثر الكبير في تدهور العلاقات مع الحكومة السورية .
وخلال عقد التسعينات تدهورت العلاقات هذه المرة مع الجارة تركيا وذلك بسبب احتضان العراق ودعمه لحزب العمالي الكوردستاني المعارض لتركيا فكانت الرد بدخول القوات التركية لمسافة كبيرة داخل الأراضي العراقية لردع هجمات حزب العمال وأقامة ما يسمى بالحزام الأمني لحماية حدودها من الأنشطة الأرهابية.
اما مع الجارة السعودية فقد كنا ولا نزال في علاقات غير طيبة معها فقد قامت العقول الفاسدة في الحكم العراقي السابق بتسمية العاهل السعودي بـ( خائن الحرمين الشريفين ) بدلا من
لقبه المعروف ( خادم الحرمين الشريفين ) وأتهام المملكة السعودية بالعمالة لأمريكا ولا نعرف فيما أذا كانت عصابة صدام عميلة أم لا ؟؟
في نهاية مقالي اذكر القراء الأعزاء الى مقولة سيدنا يسوع المسيح ( بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ) ومافعله النظام السابق بأبناء دول الجوار ها نحن اليوم ندفع الثمن والثمن غالي جدا . 



هنري يوخنا
henryyokhana@yahoo.com