المحرر موضوع: سورايا (تطلع إلى المستقبل والديمومة)  (زيارة 1089 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل karam_alqoshy2007

  • اداري منتديات
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 5607
  • الجنس: ذكر
  • www.khoranat-alqosh.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سورايا (تطلع إلى المستقبل والديمومة)


تواجه الكثير من القوميات الأصيلة وخاصة في (الشرق الأوسط) خطورة كبيرة مخطط لها في أحتمال اندثارها وصهرها أو اختفائها من الوجود كمكونات عرقية لها هويتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها لا بل تاريخها الضارب في عمق الزمان وعلومها وكيانها من الزوال أمام تيارات حديثة تتداخل في أبعاد اصالة القوميات الصغيرة التي تعمل على زحف وإزالة آيديولوجية الفكر وقومية الوجود. لذا وجب علينا العمل معًا نحن المكونات الأصيلة للحصول على حقوقنا.
ولو عدنا قليلاً إلى التاريخ لرأينا بلداتنا ومدننا وقرانا من الشمال إلى الجنوب كانت تتمتع بمقومات البقاء والديمومة بأصرارنا على تواجدنا في أرضنا التي نحن أصحابها فغدونا اليوم أقلية تعيش في شبه عزلة لأسباب سياسية وخلافات مناصبية ومصالح شخصانية ذاتية من اجل الجلوس على عرش المسمى أو الحزب او المكون وتطويف مصالح شعبنا (السوراي) بحجج واهية لا ترقى إلا إلى النظرة الضيقة والخلفية الجاهلة بمجريات وأحداث العصر والحضارة الجديدة. وتقترب هذه الأقليات القومية إلى محميات بشرية مضطهدة مهمشة لا يكاد يسمع لها رأي ولا تشارك فعليًا في خدمة أبناء شعبها سوى الهرولة والتزحلق نحو الكوتا ليظمنوا مقعد او مقعدين يرتزقون من خلالها.
قد يكون من الصعب منح شخصية معنوية موحدة قومية لنا نحن (الأقلية القومية) نظرًا لتعدد أنواع مكوناتها بتعدد وتنوع الاسس والمبادئ التي تقوم عليها اختلافًا عن بقية سكان المجتمع الذين يؤلفون الاكثرية العددية سواءًا كانت الاختلافات سياسية واقتصادية أو دينية و عرقية..
إن الاقليات القومية تعاني من عدة عناصر في ديمومتها للبقاء والتواصل في وجودها مع المكونات الاساسية اي القومية الغالبة في الوطن ومن هذه العناصر:
1-   تعريف القومية (الاقلية): من الضروري تعريف القومية القليلة العدد فهناك صعوبة في التعريف نظرًا لتنوع وتعدد الاسس والمبادئ التي تقوم عليها الاقلية القومية وتميزها عن بقية سكان المجتمع الذين يؤلفون الأكثرية العددية.
2-   احساس وشعور الاقلية القومية بعدم المساواة في المجتمع والدولة التي ترتبط فيها وانهم لا يؤلفون جزءًا من الأمة التي ترتبط بها الدولة كقومية غالبة فقد تهضم حقوقهم في اكثر الاحيان؛ إذن من هذا المنطلق تكون المطالبة بحقوقهم وحريتهم وإدارة أعمالهم في المناطق المتواجدين فيها على شكل حكم ذاتي يقرّ من قبل الحكومة المركزية الفدرالية.
3-   إن مدى الشعور بالأنتماء والولاء للوطن أو الأحساس بالغربة في المجتمع يُفرق في المعاملة بين الاقلية والاكثرية والشعور بالأحباط من قبل الاقلية وإتهام الدولة لهم في بعض الاحيان بتهم باطلة، يحس المواطن المنتمي إلى الاقلية بعدم أحساسه في وجوده وبقاءه وديمومته في البلد. فكثيرًا ما يبقى الأنتماء إلى الوطن بهذا الأحساس بسبب أخفاق الحكومة في أتخاذ سياسات رشيدة لمعالجة أوضاع المجتمع عامة ومنح حقوق الأقلية القومية التي تعيش ضمن بلد أتحادي مركزي فدرالي.
4-   إن الاقليات القومية التي تنتمي تقليديًا ومنذ عصور طويلة إلى المجتمع الذي تعيش فيه من مواطنيه الأصليين وتنفرد عن بقية السكان الغالبة قوميتهم بخصائص لغوية او دينية او عرقية حافظت على نقائها العرقي فكانت معاناتها كبيرة.
5-   ظهرت صراعات وخلافات حادة ضد الاقليات القومية من قبل الدولة ويظهر ذلك من اسلوب التعامل معها وعدم الأعتراف بحقوقها الثقافية والأجتماعية والقانونية واحوالها الشخصية وحريتها العقائدية.
6-   هناك قوتان متضادتان تعمل إحداهما لتحقيق التقارب وإذابة الفوارق والاختلافات بين الاقليات والقومية الغالبة، بينما تعمل القوة الأخرى على ترسيخ الخلافات وابراز الفوارق وتوكيد الفصل بين القومية الغالبة والأقليات وأبعاد استقلالهم لعدم قبولهم إقامة حكم ذاتي داخل المجتمع.
7-   إن معظم الدول تمارس سياسة تعتمد على القهر ضد الاقليات وتلجأ إلى العنف لتنفيذ سياسة الأندماج بابعاده الداخلية.
8-   لا توجد حلول جاهزة لهذه القضية، إنما المطالبة الحقيقة بحقوقهم وبشكل مستمر من الجهات الرسمية في المناطق التي يتواجد فيها أبناء الأقليات القومية بصيغة افكار ومبادئ تعبر عن الطموح الحقيقي لهذا الشعب، وتعميق الديمقراطية في العراق ومن خلالها تعمق العلاقات الإدارية والسياسية والأجتماعية وحقوق الأنسان فتكون هناك المساواة والعدل ومراعاة حقوقهم كبشر واعضاء في المجتمع الذي ارتبطوا به منذ التاريخ القديم لمعايشتهم مع بعضهم.
هذه جميعها عناصر تواجه طموح مشروع لابناء الاقليات للوصول إلى السلام والامان والاستقرار والعيش المرفّه مع المكونات الأخرى لهذا المجتمع، والانطلاق من مصالح الشعب الرئيسية والوطن من أجل توفير العيش الرغيد لابناء شعبنا  (السوراي) كي لا تتجاذبه امواج التحولات السياسية والاقتصادية والأجتماعية والتي مستقبلاً يصعب التحكم بها وهنا يبرز سؤال مهم أمام الجميع عند طرح مثل هذه القضية الكبيرة وهو:
س/ هل هناك آلية وأستعداد من قبل الحكومة الفدرالية وحكومة كوردستان لقبول مثل هذا المشروع  ومثل هذه المطاليب المشروعة للحكم الذاتي..!!
أعتقد إن المشكلة الأساسية التي تواجه الاقليات القومية بين المجتمع ذات طابع غالبهُ القومية الكبيرة، حيث لا يوجد حل جاهز يمكن تطبيقه دون مصداقية حقيقية وشفافية عالية من قبل السلطة الحاكمة وإصرارها بجد لتطبيق الحقوق المشروعة للاقليات القومية وتفّعيل دور القانون والنظام. إن وجود الأستراتيجيات الواضحة التي يمكن الاعتماد عليها لتطبيق هذه الافكار يجب ان لا تصطدم  ببعض العراقيل التي يصعب التجاوز عليها. لان بدون أيجاد حل عادل وشامل في ظل هذه الأوضاع والظروف الحالية لهذه الاقليات القومية ومنها شعبنا السوراي يسهل الهجرة لابناء شعبنا إلى الخارج.
إذن علينا باستجماع كل قوانا الخيرة لتحقيق هذا المقترح الكبير من اجل توحيد:
 اولاً: الخطاب السياسي وكلنا نعرف ماهية توحيد الخطاب السياسي وما يترتب عليه من استعداد لتفعيل دور كل المؤسسات الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني لتصب في واحة العمل المشترك لنقطف ثمار جهود ابناءنا لخدمة هذا المكون وإنقاذه من الانهيار والتلاشي من ارض الوطن لتبدأ معاناة جديدة لهم في الغربة والبكاء على اطلال الوطن.
وثانيًا: توحيد واتفاق على تسمية ترضى الجميع تكون قاسم مشترك لإزالة هذا التوتر والأضطراب في مجتمعنا لإزالة الأمور التي لا فائدة منها التي تشغل بال المواطن العادي وهذا ما يدفع إلى الامام كل الجهود التي تطالب بالوحدة وتستمر الافكار من اجل بناء مقومات اساسية وبنى تحتية لهذا المكون الأصيل ألا وهو (السوراي).
ومن هنا نرفع صوتنا إلى الجميع من أجل أن نعزز سقف ثقافتنا وافكارنا وانتماءاتنا السياسية لتصب في لُب الوحدة لابناء شعبنا جميعًا.

مسعود ميخائيل صنا
رئيس تحرير مجلة أور
القوش[/size][/color]