المحرر موضوع: حتى الذئاب هناك من يحميها ولكن شعبي الاشوري ليس له احد-بقلم اشور بيث شليمون  (زيارة 851 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ثامر فرنسي بطرس القس بولص

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 51
    • مشاهدة الملف الشخصي
 

   
   
حتى الذئاب هناك من يحميها، ولكن شعبي الآشوري ليس له أحد!

 

آشور بيث شليمون

 

في الآونة الأخيرة احتدم النقاش والجدال في الولايات المتحدة الأميركية على قرار الحكومة التي سمحت للبعض في قتل الذئاب في المنطقة المخصصة لهم،  حيث سمح  به حتى  يصل إلى ربع تعداد الذئاب الإجمالي الموجودة في ربوع البلاد .

 

لقد قام الكثير من الأميركيين  باحتجاج صارخ على هذا العمل الذي اعتبروه غير عادل ومجحف بحق الذئاب، ولكن قد يمكن أن المبادرة الأميركية في محلها نظرا لإزدياد عدد الذئاب الذي قد يؤثر على موازين البيئة، ولكن بالمقارنة، في العراق للأسف الشديد، فزحق الأرواح مسموح به  من قبل القوى الاسلامية الظلامية وخصوصا ضد شعبنا الآشوري رغم   ضآلة عدده.

لقد كان شعبي الأكثرية في العراق إبان الغزو العربي الإسلامي وذلك منذ اربعة عشر قرنا من الزمن،  ولكن نتيجة لعمليات التعريب والأسلمة مع زحق الارواح كالعادة، انخفض عددهم  لأن يعد شعبنا اليوم بالآلاف  وليس هناك من يحتج أو يستنكر ذلك وحتى من بني جلدتنا المستعربين والمتأسلمين، بل والطامة الكبرى هم في كثير من الأحيان هم البادئون والذين  يهتفون " الله أكبر " كي يبيدوا المتبقي من شعبنا عن بكرة أبيه ببياناتهم التي مستهلها ب " بسم الله الرحمن الرحيم " ولكن كما يبدو رغم وجود كلمة الرحمة مرتين في البسملة هذه، ولكن أعمالهم وتصرفاتهم لا تؤيد ذلك، إذ كلها تصب عادة  في خانة واحدة وهي القضاء على آخر آشوري مسيحي في العراق مهما كلف الأمر !

قد يكون لبعض العمليات التي تقوم بها هذه الجماعات الاسلامية ما يبررلها  نوعا ما

حيث البعض قاموا بأشياء دفعت البعض الأخر بالإنتقام، طبعا وحتى هذا لدى الجماعات الانسانية الرزينة وذات أخلاق عالية لا مبرر لها اطلاقا. ولكن  السؤال  في هذه الحالة يبقى، ما الذي قام به شعبنا غير الطاعة  والخضوع وحتى في كثير من الأحيان بالخنوع لأن تهدردماؤه وتهدم أماكن عبادته ، ما الذي فعله المطران الجليل فرج رحو أو الأب الشاب الوقور رغيد وغيرهم كثيرون حيث القائمة طويلة أطول من نهري الدجلة والفرات معا ؟! غير التنسك والعبادة والدعوة للمحبة الانسانية ما بين الطوائف والأطياف العراقية المختلفة .

نرى هذه القوى الظلامية  تهدد ما لم تلب طلباتها من قبل أهل الذمة ونحن كآشوريين القلة المتبقية حتى في الألفية الثالثة  نبقى الهدف والتي كل عمل تقوم به هذه القوى يستند على أسس اسلامية بحتة من زحق الأرواح وسلب الممتلكات وهدم الكنائس حيث كلها تنفذ باسم الاسلام، في وقت يقال أيضا الكثير عن تسامح الاسلام، الذي للأسف لحينه لم نقطف ثماره بعد !

أما من جهة أخرى، كل هذه الأعمال تنفذ وليس هناك من يقوم فعلا بأخذ أي خطوات ايجابية لكبح جماح هذه القوى الظلامية ، وكل ما يفعله إخوتنا المسلمين المسالمين هو  بالقيام باستنكار هذه الأعمال على الصحف والتلفزيون  وعلى  لسان مسؤولي الدولة. والطامة الكبرى، وحتى أحيانا أخرى، يبررون مثل هذه الأعمال بأن هذه القوى الظلامية تطال أيديهم على كل الشعب العراقي والآشوري المسيحي ليس وحده في هذه المعمعة  أو في هذا الجحيم الذي يفرضه الاسلامويين. وفي نظري مثل هذا الكلام لا يستند على أسس منطقية، وليس إلا  مجرد ذر الرماد في العيون أو كما يقال عذر أقبح من ذنب ! لأن شعبنا هو الهدف كما كان في السابق وهو لا يزال في الحالة المأساوية وبدون حماية، طبقا للمثل الآشوري الشائع، إذا كان صاحب البيت مشاركا للص، باستطاعتهما نهب البيت وليس هناك من يسأل، وهي قصتنا هذه الأيام بعينها .

نحن على علم ويقينين جدا بأن هناك الكثير من إخوتنا المسلمين المتعاطفين معنا، وهم في قلوبنا على الدوام ولهم بذلك شكرنا وامتناننا الكبيرين، ولكن يكفي نسبة جد ضئيلة من هكذا أناس ارهابيين كي يحولوا العراق الى جحيم لا يطاق، وهو وضع العراق اليوم . في اعتقادي، كان في وسع شيوخ وآيات الله وما أكثرهم وما أبلغهم، أن يصدروا فتاوى تحرم على المسلمين هدر دماء  المسيحيين الذين  لا حول لهم ولا قوة ! ولكن مثل هذه الاجراءات لا تجد لها سبيلا في مجتمع اسلامي متزمت، في وقت هؤلاء رجال الدين المسلمين  أنفسهم في سباق - ماراثون - لاصدار فتاوى بهدر دماء كل من يعادي الاسلام والمسلمين، والأمثلة على ذلك كثيرة، أما شعبي ومصيره قد عرفه وحدده العلامة المسلم الكبير  ابن خلدون بكل وضوح وفق كتاب الله المنزل " القرآن " على نبي الاسلام نفسه وهو: دفع الجزية، الأسلمة أم الموت !!

كما من المؤسف قوله، يبدو أن أجسادنا وأرواحنا رخيصة بخسة تعبث بها بدون رحمة أو وقار حيث تزحق وتلقى خلف الجدران والأسوار! في وقت تراثنا وآثارنا تبقى غالية نفيسة إذ تباع في الأسواق العالمية  بأعلى الأثمان والأسعار!

إذا ما هو الحل؟ العراق في منعطف الطريق ، إن الوضع  مخجل ومأساوي في آن واحد، ليس لنا كآشوريين فحسب، بل على الإطار العراقي ككل ومن المؤسف قوله أن كل الدلائل تشير إلى المضي قدما على ما هو عليه وعلى نفس الوتيرة الآن، حيث النخبة الأكثر حظا في السلطة، حيث يبقى الباب مفتوحا أمامهم على مصراعيه  لعقد التحالفات والمساومات على حساب  الوطن والمواطنين التي تدر عليهم الاموال من كل حدب وصوب، الى درجة أن الأكراد القلة والدخلاء قد حصلوا على حصة الأسد اليوم وأهدافهم ومطاليبهم ليس لها حد، ولكن حتما أن المستقبل القريب سيكشف الأشياء الكثيرة ومن المحتمل أن انباء  القتل والسحل  ستكون في الصدارة والسائدة مع الأسف الشديد .

وختاما، نطلب من المولى عز وجل أن يعم السلام والأمان في وطننا العراق الغالي عاجلا أم آجلا إذ هو ملجأنا وملاذنا الوحيد في هذه الظروف الحرجة  كما له شكرنا وامتناننا على الدوام، اللهم استجب لنا – آمين .

..........................................

تنويه : يرجى من القراء الكرام التنصت إلى البروفيسور الفنلندي سيمو بوربولا حول قضية الآشوريين الخطيرة جدا: