المحرر موضوع: ليدافع المثقف العراقي عن بيته  (زيارة 1527 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فرات المحسن

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 336
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ليدافع المثقف العراقي عن بيته


فرات المحسن

ما الذي يجعلك تحتار كل تلك الحيرة وتتملكك الدهشة وتصاب بالدوار ويعتصر قلبك الألم وأنت تقرأ وتشاهد الاختلاف والتناقض بين رد المكتب الإعلامي في وزارة الثقافة العراقية على العمود اليومي لجريدة الاتحاد العراقية والذي يحرره الأستاذ عبد المنعم الأعسم وبين ما ورد في استقالة مدير الإعلام في الوزارة ذاتها الشاعر إبراهيم الخياط .رد المكتب الإعلامي على مقالة السيد الأعسم خرج عن المتعارف عليه في لغة الخطاب الصحفي وبروتوكول ردود الوزارات على يوجه لها من نقد في الصحافة، وذهب نحو لغة الإسفاف والطعون وتعداها الى تلك اللغة السوقية غير المؤدبة التي تستعمل من قبل فتيان الأزقة الخلفية من غير الأسوياء. ولو تمعن القارئ في عبارات رد مكتب الأعلام في وزارة الثقافة لتملكته الدهشة من قرب كلماتها وتشابهها الشديد مع ما كان يصدر عن عبد حمود سكرتير النافق صدام وغيره من حراس أبواب ومرافقي الوزراء والمدراء العامين، من تعليمات وهوامش وتوصيات في ذاك الزمن الوسخ.
أذن ما الذي كنا نترقبه أو نطلبه من وزير هلك وطرد من سلك الشرطة أثر رشوة تعدت خطوط الوالي الحمراء في عهد وصلت فيه فنون  عمليات الارتشاء وبيع الذمم الى حدود نيل الدكتوراه وحتى بيع الطماطة في الأسواق الشعبية.وما الذي نتوقع الحصول عليه لصالح الثقافة العراقية من حاشية بكذا لغة متشنجة إقصائية شاتمة تشرف من صالة الوزير وعبر منبره على دوائر الثقافة والمعرفة في العراق.
ما ورد في استقالة الشاعر الخياط لم يكن غير كشف علني  لما آل أليه حال الوزارة على يد مقدم الشرطة المفصول السيد نوري الراوي بعد أن تجاوز في إجراءاته مع بطانته حدود المعقول .
ولكن من يلام على ذلك الوضع ومن يتحمل ذنب الثقافة العراقية وهي تتعرض لذلك التسطيح والتخريب وفرض سلوك وإجراءات رجال الشرطة عليها.هل يلقى اللوم على ( مجموعة أهل السنة ) وهي التي رشحت هذا الشخص، أم أن رئيس الوزراء وكتلة الائتلاف والقائمة الكوردستانية يتحملون وزر ذلك وهم العارفون بما كان عليه وضع نوري الراوي (الشرطي ) سابقا.
هل خدع السيد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري وأهمل الموضوع بعد أن ظن أن من رشحه السنة لمنصب الوزير وفق المحاصصة البغيضة هو الفنان التشكيلي نوري الراوي.أم أن إشارة أتته من بعيد توضح بأن الوضع مسيطر عليه من قبل الوكيل.
ولكن السؤال الصارخ : ما هو موقف المثقف العراقي اليوم  مما يجري في وزارة من المفترض أن ترعى وتصون منتجي ومبدعي الثقافة ونتاجهم وتعمم لغة إبداع جديدة لا علاقة لها بلغة الدجال الصحاف وعبد الغني عبد الغفور ولطيف نصيف جاسم أو ما شاع بين أوساط وزارة الأعلام المنحلة من تعريف قسري وتأطير وتخريب للأدب والفن وعموم الثقافة بأهزوجة التكاتف والتكالب (ها خوتي ها ) 
على رجال الثقافة والمعرفة أن يرفعوا أصواتهم احتجاجا وأن يعملوا قبل فوات الأوان على صيانة صرح هم أحق به من غيرهم. عليهم الدفاع عن حقهم في التواجد بين أروقته ونشر روح المحبة بلغة أدبية وثقافة راقية وحوار حضاري. عليهم اليوم المبادرة لمحاصرة تلك الأفكار الاقصائية التخوينية ولغة الشوارع المبتذلة التي غذتها ثقافة سقط المتاع وحثالات ورعاع المجتمع من أمثال صدام وعبد حمود وحسين كامل وعلي الكيماوي ووطبان وسبعاوي.
ليدافع المثقف العراقي عن أحد معاقله قبل أن تهد الجرذان ذلك الهيكل.