المحرر موضوع: لقاء مكتب المجلس الشعبي في الدانمارك مع القنصل العراقي الجديد د. مصطفى  (زيارة 1105 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيريزا ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 466
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لقاء مكتب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في الدانمارك مع سعادة القائم بالاعمال الجديد لسفارتنا العراقية
في كوبنهاغن الاستاذ د. مصطفى أحمد مصطفى.

كوبنهاغن 10 02 2010

كان لقاءاً يعبق برائحة العراق بقداحه وياسمينه يوم كان ألسلم والتعايش السلمي والاخوي وروابط الجيرة والمحبة تسود اجواء أحياءنا العراقية في الكرادة وأرخيتة والدورة والبتاوين والاورفلي والكاظمية والاعظمية والسعدون والرشيد وكمب الكيلاني وعقد النصارى وباقي أحياء بغداد تلك هي التي خيمت على لقاءنا الذي أحسسنا وكأننا في بيتنا العراقي الاصيل مرة اخرى، ذلك الذي كان قد صادره رجال صدام والبعثيين في العهد البائد وخيموا عليه عقود ثقيلة وجعلوا منه بؤرة للارهاب وحبك المصائد ضد ابناءه ومالكيه.
ذلكم هو البيت العراقي الاصيل الذي تجلس فيه ألان سفارتنا في كوبنهاغن.
وكانت هذه زيارتنا الثانية له بعد ان كنا رحبنا سابقاً بالاستاذ فارس فتوحي قنصلها الاول.

أن الاستاذ د. مصطفى ليس فقط من الكوادر الشابة الذي يمثل الطموح العراقي للجيل الجديد بالانفتاح وتقبل الاخر، وأنما كادر مثقف وأكاديمي أيضاً. وكم كان ممتعاً أن نتعرف على أختصاصه. وسنأتي على البعض منه بعد قليل.

حدثنا د. مصطفى عن جيرانه المسيحيين الذين غادروا حيهم وبغداد اثر الهجمة الارهابية التي مرت الى غير رجعة ومن مجموع 7 بيوت لم يبقى الا بيت واحد.
تحدثنا عن الاوضاع الامنية والتغيير الديموغرافي في الموصل وبغداد والدورة وكيف أن بيوت المسيحيين بقت فراغة.

وتحدثنا عن املنا بأن تقوم الحكومة العراقية الجديدة والبرلمان الجديد المنتخب بأتخاذ أجراءات واضحة وقوانين تدعم بها القوميات الصغيرة وأن تشرع ذلك بقوانين تساهم من خلالها بأعادة التوازن الى تلك المناطق المتنوعة أثنياً الغائرة جذورها عميقاً في التاريخ ألتي هي الوجه الحقيقي للعراق وهي كمن يقتلع شجرة النبق العراقية التي تعود جذورها الى مئات السنين فقط في العهد الجديد. وتحتاج مئات السنين لاعادة نموها مثلما هي عليه اليوم.
وتحدثنا عن أمنياتنا بما نراه من واجبات الحكومة الملقاة على عاتقها للقضاء على الارهاب المنظم ضد اقوام العراق.

وحدثنا د. مصطفى عن اساليب بعض الاحزاب في برامجها الانتخابية وماتقدمه من دعاية أرهابية للجماهير وثم يفرضون الحل عليهم لترضخ لها ولتنتخبها أذا أرادو السلم تفادياً لهم. فبعض الاحزاب الجماهير ليست مؤمنة ببرامجها الانتخابية، ولكن تفرضها عليهم بقوة الارهاب وتستغلهم.
والمصداقية هذا هو مطلب كل عراقي من الاحزاب المشاركة في ادارة البلد.

ولم يبقى من الكوادر في العراق الا ما يعادل 10% وحتى المثقفين تركو البلد.
ولكن الشعب العراقي واعي، والتأثير عليه ليس بالسهل. ويملك حرية الرأي. وبأنتشار الصحافة فمستوى حرية ألتعبير في تزايد. أذ أن قضية الطائفة والدين أثرت حالياً بشكل كبير على تركيبة البناء العراقي.
وأجبر الطبيب المسيحي والمندائي والازيدي على الهجرة بدلاً من أن يستفاد الوطن من خبراته. ففي السويد مثلاً هناك 200 طبيب عراقي. هذا ناهيك عن الالاف منهم في بريطانيا ودول اخرى.
والمحاصصة في كل مكان في عراقنا. والحل هو حكومة تكنوقراط مستقلة تخضع لسلطة القانون فقط. تدير دفة العمل واليات الدولة ولاتستلم اوامر من الاحزاب وانما من الجهة المشرعة العليا في الدولة وهو البرلمان العراقي سلطة الشعب المنتخبة.
وفي الانتخابات تظهر النتائج لكل طرف سياسي نصلح ام لانصلح.

ولو نعود الى رسالة الدكتوراه للاستاذ مصطفى القائم بالاعمال فهي حول : ماهية السلطة في فكر الاحزاب.
 أي كيف تفهم الاحزاب السلطة وكيف تتصرف حينما تستلمها مقارنة ببرامجها عندما تكون في المعارضة او النضال.
 ود. مصطفى مستقل وكان لدراسته حول الاحزاب تأثير في أن يختار ان يبقى مستقل عن الاحزاب.
وطلبنا من د. مصطفى ان يحدثنا اكثر عن اطروحته التي بالذات الان ونحن على الانتخابات وجدنا ان موضوعها شيق وكنا شغوفين لمعرفة ماتوصل اليه في أستنتاجاته. وستصدر الاطروحة قريباً في كتاب وستكون في متناول الجميع لان نتائجها تعتبر الان مادة علمية ممكن الاستناد عليها. وأتفقنا أن يكون لنا لقاء أخر مع د. مصطفى في مدينتنا أورهس ليحاضر لنا عن أطروحته بعد ألانتخابات.
لذلك لن نكتب تفاصيل ماتحدثنا عنه حول الاطروحة ونذكر فقط خلاصة هامة توصل اليها الدكتور مصطفى في أطروحته وهي أن جميع الاحزاب العراقية تتشابه ولاتختلف كثيراً عن بعضها البعض. وتفاجئنا فعلاً بذلك لاننا نعرف ان سياسة وبرامج الاحزاب العراقية تشمل من اقصى اليمين الى اقصى الشمال في تياراتها الفكرية. ونتوقف هنا حول موضوع الاطروحة الشيق الى مابعد الانتخابات.
وكان لنا حديث عن الانتخابات المقبلة. ووضح القائم بالاعمال من أنه متفائل بالناخب وقناعته. رغم أن قناعة الناخب جداً متغيرة. ولكن يجب ان نتفائل بأبن الشارع العراقي وحتماً سيعرف أين سيضع صوته.
ولايعتقد أنه سيحدث تزوير مثل ماحدث من قبل.
ووصى بحرارة الناخب العراقي ان يعطي صوته لمن يرى أن برنامج حزبه يمثل العراق واعادة وجه العراق لبناءه من جديد.
وخضنا تجربتين انتخابيتين لابد ان الناخب تعلم منها كثيراً.

وكان لنا حديث حول حاجة البلد الى الكفاءات وليس الى التكتلات. حول التجانس بين الكادر النوعي والكمي الذي أمتلئت به دوائر الدولة بسبب الولاءات الطائفية والعنصرية.
وأستطاعت السفارة العراقية خلال عمرها القصير ان تساهم في وضع اللبنات الاولى للتفاهم بين عراقنا الجديد والدانمارك وتسجل نقطة مضيئة في سجلها، كتاب شكر من البلاط الملكي الدانماركي لهدية المزاوجة بين الثقافة العراقية والدانماركية التي قدمها د. مصطفى في يوم الزيارة السنوية للملكة، والهدية عبارة عن نصب صنع خصيصاً للمناسبة. ولم يكن متوفر تحت يد د. مصطفى صورة له. وسنعمل على نشرها في المرة القادمة.
وهي واحدة من أولويات عمل القائم الجديد بالاعمال في السفارة العراقية وهي تغير النظرة الموجودة عند الدانماركيين عن الجالية العراقية نتيجة أخطاء وممارسات البعض المرتبطة بالعهد البائد. فنحن أهل كرم والعراقيين ذو كفاءات ومتعلمين.
ومن ضمن خطط الاستاذ مصطفى جذب الشركات الاستثمارية لاعادة البناء والاستثمار والبنوك.
تشجيع العودة والهجرة المعاكسة.
وتحدثنا عن ضرورة ان تكون العلاقة بين السفارة وجمهورها أيجابياً لانها وجدت لاجلهم وبدونهم فلا معنى لوجودها.  

بقي أن يعرف أبناء شعبنا والجالية العراقية في ألدانمارك ان ألاستاذ مصطفى مواليد 1975 ومملوء ثقة وطموح وأصرار على العمل وعلى المضي قدُماً بالعراق الجديد الى الامام وتغير نظرة العالم أليه.
وعلينا دعم واسناد أبننا واخونا الجديد القادم من الوطن ليساهم في مسح طبقة الغبار الكثيفة التي تراكمت على كل ماهو عراقي أصيل.
والعمر الشبابي هذا يدل على ان العراق يسير بعافيته ويقر بأبناءه والجيل الشاب المفعم حيوية والمندفع الطموح، والذي يقدم على الخطوات الجريئة بدون خوف وتردد وبثبات وهذه هي شيمُ الشباب. وأنها قضية بايولوجية فكلما كبر الانسان يكون أكثر حذر ومتأني وبطئ التفكير ويخفت الابداع عنه وتقل الافكار الجديدة التي تؤدي الى التطور وليس هناك عيب في ذلك وعلينا الاقرار به وبسنة الحياة والخلق. وفقط بهذه الطاقات الجديدة سيُكتب للعراق ان يرتوي من جديد بأبناءه وبناته وتخضر أريافة وتعلو مدنه.
وسننشر قريباً لقاءنا في البرلمان الدانماركي مجدداً.

تيريزا أيشو
ومكتب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في الدانمارك
ishoo@oncable.dk
14 02 2010