المحرر موضوع: الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 1 من 2  (زيارة 619 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهند البراك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 521
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق !
1  من  2  
                                                                                        د. مهند البراك

فيما يقترب موعد الإنتخابات و تتهيأ القوائم المتنافسة لخوض غمارها، و ويستعد الناخبون للمشاركة  فيها لأختيار الأكثر آهلية و جدارة لتحمّل المسؤولية في الحكم، في مسعى لحل العديد من العقد الكبيرة و الأوضاع غير المعقولة التي تعيشها البلاد و شعبها بكل اطيافه رغم ما يُنجز و يتحقق .  . من عنف و فساد و سرقات وغيرها مما صار معروفاً ، و التي تنعكس سلباً على حياة و مصائر العراقيين و خاصة الكادحين منهم .
وفيما تحاول اوساط كبيرة ان ترسم لها الأمل بأمكانية التوصل الى واقع افضل و الى تعزيز للوحدة الوطنية، والى تعميق و تطوير التبادل السلمي للسلطة عن طريق الإنتخابات. تزايدت تصريحات رئيس الحكومة الإيرانية احمدي نجاد، و شعاراته المنافقة بتخليص المنطقة من الإحتلال، ناسياً بأن الحكومة الإيرانية هي التي نسّقت مع الأميركان في الحرب على افغانستان، و متناسياً من اصدر الفتوى للقوى الإسلامية العراقية (الشيعية) بالتعاون مع الإدارة الأميركية لإسقاط نظام الطاغوت على حد تعبير الفتوى، اثر صدور (قانون تحرير العراق) في زمن ادارة الرئيس الأميركي كلنتون، و من سهّل بالتالي احتلال القوات الأميركية للعراق.  
لقد اخذت تلك التصريحات تخرج عن اطار موقف دولة جارة تريد دعم جارتها دولة العراق . . بدعوتها علناً الى ان الحكومة الإيرانية هي التي تقرر نتائج الإنتخابات، و انها هي التي تضمنها لصالح قوائم انتخابية بذاتها، و بتصريحاتها علناً بانها تعمل على طرد و اقصاء قوائم أخرى بأسم ( الإجتثاث ) (*) رغم كونه قانون عراقي . . فيما تعمل بدأب ملموس لمحاولة تقرير و حسم نتائج الإنتخابات لصالحها ، ناسية ما جرى و يجري في بلادها ذاتها، بفعل نتائج انتخاباتها الرئاسية الأخيرة و ماسببته و تسببه من عنف ومن سخط اوسع الجماهير الإيرانية عليها.
و يعتبر خبراء و مراقبون محايدون، ان تلك التصريحات العلنية بفرض استخدامها لحق عراقي لم يخولها به أحد . . اعلاناً  غير مسبوق لتدخل سافر اعلى مما مضى في شؤون البلاد التي تحاول انهاء الإحتلال و جلاء القوات الأجنبية و العيش بسلام . . واعلاناً عن كونها هي (البديل المحتل الجديد) للقوات الأميركية اذا انسحبت الأخيرة من العراق .
   الأمر الذي يترك ردوداً معاكسة و مشابهة لها في حدتها و في تطرفها، لجهات عراقية و لعدد فاعل من دول المنطقة . . و ليثير كل ذلك مخاوف العراقيين باطيافهم، رجالاً و نساءً من تواصل العنف ـ الذي اخذ يظهر مجدداً بشكل مؤسف فعلاً ـ ، و مخاوفهم من التمزق ومن اعداد جديد لصراع ايراني ـ عراقي، مذكراً بزمان (حراّس البوابة الشرقية )، و بشكل معاكس و اعنف هذه المرّة .  .  يدور حول سعي ايران النووي، و حول المحاولات الجارية لجعل العراق، ساحة لحسم الصراع الأميركي ـ الإيراني على ارضه.  
و فيما تحاول الإدارة الأميركية سحب قواتها، للصعوبات المعروفة التي تمر بها، و قد بدأت فعلا بتقليصها ، وسط تصريحات لأبرز قادتها تشير الى استمرار ذلك، و خاصة بعد ان حققت الكثير لتحقيق مصالحها سواءً في العراق في دورة رئيس الوزراء المالكي، او في المنطقة . . كـ " توقيع الاتفاقيات مع شركات النفط الأجنبية التي استفادت منها الشركات الأميركية فائدة كبرى، بعد ان انعقدت آمالها على 300 مليار دولار خلال العقدين القادمين "، على حد تعبير السفير الأميركي في العراق هيل أمام الكونغرس، الذي اعتبر ذلك من دواعي المحافظة على علاقات ايجابية مع العراق رغم قلقه ومخاوفه من الدور الايراني المتزايد .  
في وقت تعبّر فيه الإدارة الأميركية ، ان قوات بلادها لايمكنها الإنسحاب بعد خسائرها الفادحة ان لم تستطع تأمين استقرار لمصالحها في العراق و في المنطقة. المنطقة التي تشهد تزايد الهيمنة الإيرانية عليها، بتوظيفها  لأستمرار حالة الإحتلال الأميركي و لتزايد عنف الدوائر العسكرية الإسرائيلية، لصالح مشاريعها التوسعية، التي بدأت تلوح عليها بوادر تصدّع مؤخراً، بسبب الحراك السوري الأخير للتفاهم و التنسيق مع ادارة اوباما الأميركية، ومع المملكة السعودية . . والذي يتسبب في تزايد الموقف الإيراني تدخلاً و تشدداً من التطورات التي يشهدها العراق بفعل الإنتخابات، و فق خبراء و متخصصين.
   و قد ادّت نتائج التحرك الإيراني الآنف الذكر و انعكاساته تظهر . . بتهديد عدد من القوائم بالإنسحاب و مقاطعة الإنتخابات، وتهديد اخرى باللجوء الى العنف لتثبيت وجودها و دورها، الأمر الذي  ادىّ الى ان تلعب جهود عراقية وعربية و دولية دوراً ملموساً في تقليل ذلك وفي التهدئة ، و في الإتفاق على ادانة تجربة حكم البعث الصدامي. و ادىّ بالتالي الى عودة تلك القوائم الى الإنتخابات و تطبيقها لقرارات الإجتثاث . . فيما يستمر تصاعد دعوات الى العنف و الى التحذير من مخاطر انقلاب عسكري " لسعة حجم القوات المسلحة العراقية المتواجدة في الساحة " لكل الأسباب المعروفة، حسب تعبيرها . (يتبع)
  

24 / 2 / 2010 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) راجع خطاب احمدي نجاد في ذكرى الثورة الإيرانية .