المحرر موضوع: "عنكاوا كوم" تلتقي مسؤول اللجنة المركزية في المنظمة الاثورية الديمقراطية  (زيارة 1916 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37774
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
"عنكاوا كوم" تلتقي مسؤول اللجنة المركزية في
المنظمة الاثورية الديمقراطية



عنكاوا كوم - الحسكة - خاص
التقى مراسل موقع "عنكاوا كوم" في مدينة حسكة السورية مسؤول اللجنة المركزية في المنظمة الاثورية الديمقراطية يونان طليا شليمون الذي يعتبر من الوجوه السياسية المعروفة في الجزيرة السورية، له خبرة سياسية وتحليل ونظرة خاصة لما يحصل اليوم من أحداث، تكونت هذه النظرة من خلال العمل الطويل في المجال السياسي وخصوصاً في المنظمة الآثورية الديمقراطية.

1- رابي يونان طليا شليمون كيف تقدم نفسك لقراء الموقع؟

أرحب بكم في الحسكة والجزيرة أجمل ترحيب  بين أصدقائكم وأهلكم على الرحب والسعة وأقول للأعزاء قراء موقع عنكاوا : إنني من مواليد الخابور قرية تل حفيان ( قوتشانس ) تاريخ 1/4/1942 يوم احد الشعانين  وعيد رأس السنة الآشورية .
درست المرحلة الابتدائية في القرية والمرحلة الإعدادية والثانوية في مدينة حمص ثم المساحة(طوبوغرافية ) في دمشق وتخرجت عام 1965 وعملت موظفاً في دائرة المساحة بمحافظة الحسكة ثم رئيساً لهذه الدائرة إلى أن قدمت استقالتي  عام 1991 لأسباب تتعلق بالعمل والدائرة .متزوج ولي ابنان وابنتان  ثلاثة منهم متزوجين . انتسبت إلى المنظمة الآثورية الديمقراطية في بدايات تأسيسها صيف 1958 عن طريق المرحوم داود جندو ، ولا أزال مساهم في نشاطاتها وأعمالها .

2. كمسؤول في إحدى منظمات شعبنا القومية والسياسية كيف تقرأ واقع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري اليوم؟

بنظرة عامة فاحصة على واقع شعبنا نستطيع أن نقول : إنه شعب يتصف  بالحيوية والنشاط  والقدرة على تحقيق النجاحات رغم إننا جميعاً غير راضين عن هذا الواقع الذي يعيشه  في هذه الأيام من ضياع وتشتت وانقسام إلى طوائف وكنائس وتسميات ومؤسسات وأحزاب , وكل منهم  لا يرى إلا أخطاء غيره  والجميع غير متصالحين، مختلفين.. وأحيانا كثيرة متصارعين، فضلا عن الهجمات والاعتداءات الإرهابية التي تستهدف وجوده، فهذا الواقع هو الحقيقة المرة التي يعيشها  والجميع يعرف هذه الحقيقة ويتكلم عنها وإلى اليوم لا تزال قائمة.
لو لم يكن شعبنا فاعلاً وجباراً لم يبق حياً إلى الآن بالرغم من المآسي والنكبات التي حلت به على مر العصور ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا،  فوجوده ولو بهذا الواقع دلالة على عظمته،  ونستطيع أن نثبت ذلك من خلال تاريخه،  فهو شعب عاش فترة طويلة من العظمة والسيادة في دول وإمبراطوريات .متعاقبة استمرت أكثر من ألفي عام تحكم شعوب المنطقة بإدارة وقانون متطورين، وخلالها اكتشفً الحرف والعدد والدولاب واضعاً أسس العلوم المختلفة والفنون والثقافة  والقانون وأنظمة الإدارة للدولة والجيش يجمعها في منظومة حضارية متكاملة ،وكان في أوج مجده وعطائه عندما  سقط من عليائه فكان سقوطه مؤلماً، وصدمة لا يريد  تصديقها ,  فعاش حاضره المر في ماضيه المجيد البراق , في  حلم من أحلام اليقظة ينقلها من جيل إلى جيل إلى يومنا هذا  ناسياً جراحه التي تنزف منذ أكثر من ألفي عام لم يعمل على لملمتها والحفاظ على البقية الباقية منها , فهذا الوطن الواسع الذي نفتخر ونعتز بانتمائنا  له  ونسميه بلد الآباء والأجداد ترابه مزروع بآثار هذا الشعب  وفي كل بقعة من هذا المشرق سقط له شهداء ومع ذلك يعيش الكثير من أبنائه غرباء ومشردون في وطنهم.
إن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وبالرغم من الأخطار الكبيرة التي تحدق به يبدو وكأنه لم يتعلم من تجارب الماضي ولم يتعظ منها، فاستبدلت الكثير من نخبه الفكرية والسياسية والروحية الجدالات اللاهوتية العقيمة في بدايات المسيحية بجدالات وسجالات لا طائل من ورائها تتمحور حول التسمية متناسية أن كل هذه التسميات هي تسميات خاصة بشعبنا وجميعها تدعو للفخر والاعتزاز وينبغي جعلها سببا للتوحد بدلا من أن تكون عاملا للانقسام وبالتالي لابد من تحييد هذا الموضوع ليتسنى للجميع توحيد الجهد والمسعى من أجل مواجهة الأخطار الكبيرة التي تتربص بشعبنا.

3.كيف ترون واقع العمل السياسي لشعبنا، وهل هنالك آلية للتعاون  بين أحزابه و تنظيماته ؟

واقع العمل السياسي لشعبنا هو صورة عن واقع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وبعض ما قلناه عن واقع شعبنا ينطبق على عمله السياسي ومن الطبيعي أن يتأثر العمل السياسي بواقع الشعب،  والمهم،  ومهم جداً وجود أحزاب سياسية في صفوف شعبنا باعتبارها أرقى حالات التنظيم التي توصلت لها البشرية , والمستغرب من بعض أبناء شعبنا  الأسئلة الضحلة التي يسألونها  حول هذه الأحزاب : لماذا كل هذا العدد من الأحزاب ؟ وماذا  تنفعنا ؟ وماذا قدمت لنا ؟ هل تستطيع تحقيق مطالبنا القومية ؟ وغيرها ....  إلى من يسأل نقول : لماذا لم تسأل هذه الأسئلة عن وجود هذا الكم من المذاهب والطوائف في شعبنا  والانقسامات بين الطوائف والمذاهب والعشائر وتسمية بعض المجموعات بأسماء سكناها  والبعض يسعى لإظهارها بأنها شعوبا وقوميات مختلفة بالرغم من الإدراك واليقين الكامل لمروجي هذه الأقاويل والمزاعم بأن جميعها ينتمي إلى شعب واحد وقومية واحدة،  أليس من المعقول والمنطق أن تفرز هذه المجموعات أحزاب بأعداد أكثر من تعدادها ؟  لتدافع عن مصالح وحقوق الفئة التي فرزت منها إن كانت ناقصة أو مهضومة لتصل في النهاية إلى مرحلة الدفاع عن مصالح وحقوق الشعب الواحد. وتعدد الأحزاب في الشعب الواحد ليس عيباً وإنما تفرضه الحاجة والضرورة كما أنه تعبير وتجسيد لحيوية الحراك السياسي والفكري داخل هذا الشعب.
فالعمل السياسي بغير الأحزاب لا يستقيم  وهي الأقدر على تمثيل شعوبها والدفاع عن حقوقها ومصالحها في الداخل والخارج , وأحزاب شعبنا بمعظمها هي أحزاب قومية أطروحاتها ومناهجها توحيدية،و تنحو نحو الاعتدال وتعتمد النهج السلمي لبلوغ مطالبها. وهناك بعض الأحزاب ذات الطرح والتوجه الطائفي الضيق وأخرى ترفع شعارات تميل نسبيا إلى التطرف أو لنسمها اللاواقعية ومعظم هذه الأحزاب حديث النشأة ومع ذلك نجد تطورا كبيرا يطرأ على هذه الأحزاب مع اكتسابها قدرا من التجربة والنضج.

4- قمتم مؤخرا بزيارة إلى العراق ، ماالذي تمخض عن هذه الزيارة ؟  وماذا كانت نتائجها؟

خلال النصف الأول من شهر كانون الثاني من العام الماضي قمنا والرفيق كبرئيل موشي مسؤول المكتب السياسي  والرفيق سعيد يلدز عضو لجنة مركزية ومسؤول فرع السويد بزيارة عمل إلى العراق  من أجل حضور المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، واللقاء مع أحزاب  ومؤسسات وشخصيات شعبنا هناك بهدف توثيق وتقوية الروابط بينها وبين المنظمة من جهة ،  وبين بعضها البعض من جهة ثانية بهدف تحقيق التقارب والانفتاح والحوار لتوحيد الخطاب والمطلب , والاستماع  إليهم وإلى اقتراحاتهم وملاحظاتهم وأفكارهم وأرائهم النيرة  للاستفادة منها .
بعد المشاركة بحضور المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في أربيل واللقاء مع قياديي المجلس الشعبي والكثير من المشاركين في أعمال المؤتمر، أجرينا لقاءات مع كافة أحزاب شعبنا العاملة في الساحة العراقية, والشخصيات ذات التأثير والحضور في أوساط شعبنا. وفي هذا الإطار أجرينا أكثر من لقاء مع قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية(زوعا) ومع أحزاب لجنة تنسيق العمل القومي(حزب بيث نهرين الديمقراطي، الحزب الوطني الآشوري، المنبر الديمقراطي الكلداني) ومع قيادة المجلس القومي الكلداني والاتحاد الديمقراطي الكلداني ومع جمعية الثقافة الكلدانية إضافة إلى مسئولي تجمع السريان المستقل واتحاد بيث نهرين الوطني خلال مشاركتهم في أعمال المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي.إضافة إلى اللقاء مع الكثير من الشخصيات ذات التأثير والفعالية في محيطها الاجتماعي والسياسي سواء من الوطن والمهجر.وبالرغم من وجود تباينات واختلافات وحالة من لانعدام الثقة بين بعض الأطراف تعود برأينا إلى القطيعة القائمة فيما بينها والغياب التام للتواصل والحوار الذي يساعد ببلورة رؤى ومواقف مشتركة ورأينا أن القسم الأكبر من هذه التباينات مبالغ به ولا يمت إلى الأمور الجوهرية بصلة  باستثناء العلاقة المتوترة بين بعض الأحزاب والتني تستدعي عملا أكثر من غيرها.
, وخلال هذه اللقاءات  تلقينا وعودا تؤكد على التواصل والمبادرة إلى اللقاء والحوار معا لكن لغاية اليوم لم تترجم هذه الوعود على أرض الواقع . على كل سنواصل من جانبنا تشجيع وحث كل الأطراف على الحوار وسنستمر في مبادرتنا وسنسعى إلى تذليل كل العقبات بالتعاون مع كافة قوى وشخصيات شعبنا وصولا إلى تحقيق التوافق والتفاهم حول الخطاب والمطالب القومية الجامعة وهو ما يمثل طموح أماني كافة أبناء شعبنا..

 


5- لماذا لم تتحقق هذه الوعود برأيك ؟


ربما يعود الأمر إلى حسابات شخصية وحزبية تتعلق بموضوع الانتخابات النيابية في العراق، ونعتقد بأن السعي المحموم لكل طرف أو قائمة للفوز بمقاعد الكوتا  المخصصة لشعبنا،  وفي ظل عدم وجود تحالفات وتفاهمات انتخابية من أجل اقتسام هذه المقاعد، ولقد ساهمت حدة وسخونة المعركة الانتخابية وانصراف الأحزاب والمرشحين وانغماسهم في الحملات الانتخابية والترويج لمرشحيهم في تكريس التباعد القائم حاليا.

6- ماهو موقفكم من الانتخابات وهل تدعم المنظمة إحدى قوائم شعبنا لاسيما في المهجر؟

 تعلم كما يعلم الجميع بأن المنظمة الآثورية الديمقراطية تحتفظ بعلاقات إيجابية وممتازة مع كافة أحزاب وشخصيات شعبنا في العراق ولدينا مع البعض منها (زوعا) علاقات تحالف قديمة، كما أننا نتوافق مع المجلس الشعبي والعديد من القوى العاملة في الساحة العراقية في العديد من المواقف والرؤى القومية. ونسعى إلى توظيف هذه العلاقات في خدمة التقارب والتفاهم بين قوى شعبنا في العراق وفي هذا السياق طرحنا العديد من المبادرات ونسعى لتفعيلها واستكمالها.  إن موقع المنظمة هذا إضافة إلى إقرار الكوتا وضمان خمسة مقاعد لأبناء شعبنا دفع المنظمة لاتخاذ موقف الحياد والوقوف على مسافة واحدة من القوائم المتنافسة خصوصا أن المنظمة لاتملك بنى وأطر تنظيمية في العراق كما أن غالبية أعضائها ومناصريها هم من الجنسية السورية وأبناء طور عبدين ممن لايحق لهم المشاركة في الانتخاب وبالتالي فإن الدعم الوحيد الممكن تقديمه لايتعدى الدعم المعنوي والسياسي أو اللوجستي في بعض دول المهجر. وفي هذا السياق فإننا ندعو أحزاب شعبنا وقواه السياسية في العراق الالتزام ما أمكن بقواعد التنافس الديمقراطي النزيه والابتعاد عن أساليب التشهير والتخوين  وعدم جعل الانتخابات ذريعة وسببا للمزيد من التباعد والافتراق ، وإنما إلى التفكير مليا لما بعد الانتخابات والعمل على بناء جسور التلاقي والسعي بين القوائم والشخصيات الفائزة لتشكيل كتلة نيابية تتبنى تحقيق مطالب شعبنا المحقة وفي مقدمتها تثبيت هويتنا القومية الموحدة وكافة حقوقنا بما في ذلك الحق في الحكم الذاتي. وأيضا العمل من أجل درء الأخطار الكبيرة التي تواجه شعبنا بالتعاون مع كافة القوى والكتل الوطنية.

7-برأيكم هل هناك رابط بين الانتخابات وما يتعرض له شعبنا في العراق عموما والموصل بشكل خاص من قتل وتهجير في هذه المرحلة؟

بالتأكيد هناك صلة بين الانتخابات وما يتعرض له شعبنا من قتل وتهجير في الموصل بشكل خاص، حيث يسعى البعض إلى جعل دماء شعبنا وقودا لصراعاتهم بدلا من أن يتنافسوا على إعطائه حقوقه كاملة لتعزيز وجوده وترسيخ جذوره في وطنه وذلك انطلاقا من مبادئ القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان وقبل ذلك انطلاقا من الحق في الشراكة الوطنية ، وهناك جهات استئصاليه تقف وراءها قوى الإرهاب والتعصب، مستغلة مثل هذه الاستحقاقات لتنفيذ مخططاتها وأجنداتها الخبيثة باقتلاع شعبنا والمسيحيين كافة من بلاد الرافدين، مستفيدة من حالة الانفلات الأمني و من تواطؤ وصمت السلطات المحلية والاتحادية ومعها قوات الاحتلال، إضافة إلى السكوت المعيب للمجتمع الدولي حيال ما يتعرض له أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري حيث يصلب اليوم على خشبة انتمائه القومي والديني في فعل بربري يرقى لمستوى الإبادة الجماعية وبرأينا فإن هذه الأجندة هي أكبر من الانتخابات وترمي إلى إفراغ العراق من أحد أعرق مكوناته الأصلية ومصادرة إرادة ودور هذا الشعب. وقصة التهجير بدأت في البصرة وتبعتها مدن عراقية أخرى ومرورا ببغداد وانتهاء بالموصل حيث تنفذ آخر فصول هذه اللعبة القذرة  وشعبنا وقواه ومؤسساته مازالوا يتصارعون فيما بينهم فيما الخطر يداهم الجميع. إننا نتمنى أن تدرك أحزاب و كنائس ومؤسسات شعبنا حجم الخطر المحدق الذي يستهدف وجودنا ومستقبل أجيالنا في العراق بشكل خاص وفي المشرق عموما.
من هنا فإننا نناشد الجميع للعمل على تخطي الخلافات والانقسامات للعمل معا للتوجه إلى الحكومة العراقية وسلطات الموصل وكافة الشركاء في الوطن وكذلك إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية والتدخل من أجل حماية شعبنا والمسيحيين ، ووضع حد لمسلسل القتل والتهجير اليومي الذي يطال شعبنا في الموصل.

8.كثر الحديث في هذه الآونة عن مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في العراق، فما هو تصور رابي يونان حول هذا الموضوع؟

نعم هناك الكثير من الحديث حول الحكم الذاتي ويتنافس الكثيرون في تبيان  فوائده ومحاسنه وضرورته لتطوير الخصوصية القومية لشعبنا في ظل عراق حر وموحد، وفي المقابل هناك من يجهد لإظهار المخاطر الناجمة عن طرحه في هذه المرحلة، وبرأينا فإن التجاذب الحاصل حول فكرة أو مطلب الحكم الذاتي ليست نابعة عن عدم إيمان به وإنما ترتبط بالتوقيت والأولويات وأحيانا بطبيعة التموضعات والتحالفات الوطنية. وبقناعتنا فإن مطلب الحكم الذاتي هو مطلب محق لشعبنا طالما يتم في ظل الوحدة الوطنية ولا يقصد به استفزاز أية جهة أو أي من شركائنا في الوطن الذين ينبغ عليهم اليوم القيام بمبادرات إيجابية وخلاقة تجاه شعبنا عبر منحه حقوقه كاملة لتعزيز وجوده وارتباطه في الوطن بدلا من التشكيك بمطالبه المحقة واتخاذها ذريعة للبطش به أو جعله ضحية لصراعاتهم مع الأطراف الأخرى والمسؤولية الوطنية تفرض على الجميع عربا وأكرادا النسج على هذا المنوال.  ,و قبل الحديث عن مشروع الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الآشوري في العراق لنفتح خارطة العراق جغرافياً وتاريخياً ونتأمل ، ماذا نرى ؟ هل هناك بقعة واحدة مهما صغرت في كل العراق هي خارج تواجد شعبنا ماضياً وحاضراً ولا يتواجد فيها من الآثار التي تثبت عراقة هذا الشعب والتصاقه  بالأرض , أليست أعظم الحضارات التي أنارت البشرية ماضياً وحاضراً من صنع هذا الشعب انطلقت من كل العراق جنوبه ووسطه وشماله ’ ألم يكن الحكم الذاتي مطلب هذا الشعب قديماً ودفع الثمن غالياً وغالياً جداً إبادات ومذابح في تركيا وإيران والعراق وأخرها مذبحة سيميل  وتهجيره إلى البلدان المجاورة وإخراس الباقي بالسيف  الذي حملته أياد لم تعرف الرحمة لكي لا يطالبوا وقتها بالحكم الذاتي..  
واليوم نحن في العراق الجديد، العراق الديمقراطي الحر التعددي المنفتح على العالم المتقدم والمتطور في كل المجالات والذي بدأ يخطو خطاه نناشد ونطلب من الأحرار والعلمانيين والمسئولين والبرلمانيين ممثلين الشعب العراقي وبالأخص العرب منهم سنة وشيعة بأن يقفوا موقف المؤيد والمطالب بالحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الآشوري في العراق وفي مناطق تواجده وإقرار ذلك في دستور العراق العام , لأن هذا الشعب دفع ثمن هذا المطلب من دم أبنائه بمئات الآلاف من الشهداء , ولتستمر البقية الباقية منه في الحياة الحرة الكريمة محافظاً على خصوصيته ومقوماته .

9-رابي يونان ما عدد قرى ابناء شعبنا في الخابور وهل هنالك إحصائيات حول أعداد سكانها ، وهل لكم أن تطلعونا  على واقع هذه القرى اليوم؟  

تقع القرى الآشورية على نهر الخابور بين مدينتي الحسكة ورأس العين وعلى ضفتي النهر حيث شيدت وأقيمت 32 قرية على امتداد ما يقارب 40 كم وعرض يتراوح ما بين 6 إلى 8 كم  قريبة من بعضها  و اكبر القرى الآشورية على نهر الخابور هي تل جمعة ( هلمن )  تتميز هذه القرى بالنظافة والترتيب , كانت قبل جفاف نهر الخابور صيفا ًتحتوي على   مساحات واسعة مزروعة بالأشجار المثمرة وكروم العنب، والعنب الآشوري مشهور في أسواق المدن السورية , والزائر لهذه القرى عندما يدخلها يلاحظ الفرق بينها وبين بقية القرى القائمة على نهر الخابور فيقول : سكان هذه القرى أثبتوا إنهم أحفاد من صنعوا الحدائق المعلقة .
ولكن الآن أكثر سكان هذه القرى هاجروا إلى المدن ومنهم إلى خارج البلد لعدد من الأسباب أهمها زيادة أفراد العائلة ومساحة الأرض المملوكة لها لا تزال محدودة وقليلة لا تكفي لمعيشة الجميع ثم  جفاف نهر الخابور صيفاً أدى إلى جفاف بساتين الأشجار والكروم التي كانت المصدر الرئيسي لدخلهم في تحسين وضعهم المعيشي الذي اعتادوا عليه , ولذلك لم يبق في هذه القرى أكثر من خمسة عشر ألف نسمة يعيشون من أراضيهم هذه بمستوى أدنى مما كان يعيش الجميع قبل الهجرة والجفاف .    
10-كيف ترون دور سائل الإعلام الحديثة وخصوصاً المواقع الإلكترونية في خدمة العمل القومي ؟
شاشة الكومبيوتر نافذة تستوعب وتسع كل العالم وتحثه للحضور إليك ودخول كل بيت لترى وتسمع وتعرف تنتقل من مكان لأخر ومن موضوع لأخر خلال لحظات وأنت جالس في مكانك.
وفي هذا العصر فإن الغائب عن الإعلام غائب عن العالم , فيكون جاهلاً و مجهولا, والإعلام يلعب دوراً  مهماً في حياة الأفراد والشعوب , فتصل إلى كل مكان وإلى الجميع , شعوب ومنظمات ومؤسسات وأحزاب وإلى من هم في مواقع صنع القرار .
للمواقع الإلكترونية ضرورة وأهمية كبرى بكبر القضايا التي تنقلها لقرائها  ودور رئيسي وأساسي في إبراز وتوضيح المآسي الإنسانية وهموم وقضايا الشعوب وحقوقها القومية , ونحن في أمس الحاجة إليها لطرح قضيتنا والمطالبة بحقوقنا القومية , ونسعى إلى تحقيقها  بوسائل وأساليب سلمية إنسانية بعيدة كل البعد عن التطرف والعنف , ونتحمل التعديات والقتل وتفجير للكنائس  بالعفو والمسامحة , وكثيراً ما أسأل نفسي وأقول : ما سبب ذلك ؟ هل هو من الضعف أم من القوة ؟ أم من التعاليم والتربية ومما جرى ويجري علينا وإلى اليوم ؟ وكثيراً ما نهاجم ونتهم بالتعصب والتطرف من الذين يلقون أوصافهم علينا لإدانتنا وزجنا في السجون فقط لأننا نطالب بالحقوق التي يتمتعون بها وينكروها علينا , ولبيان  ما نعاني وما نريد أن ينشر في المواقع والإعلام .
فالمواقع الإلكترونية هي باب من أبواب التنفس وأحياناً الرحمة والخلاص لأصحاب القضايا العادلة والمطالب الشرعية, وهي بنفس الوقت تمثل إحراجا و إدانة للمتجبرين والظالمين وناكري حقوق الغير.

11-كلمة أخيرة ؟

مطلبنا هو الاعتراف الدستوري بكامل حقوقنا القومية وبحقيقة وجود شعبنا في الوطن أرض الآباء والأجداد كشعب أصيل في دول حرة وديمقراطية.
إنني متفائل بالمستقبل رغم كل ما يجري من حولنا وعلينا , لأني مؤمن بأن عجلة الزمن لن ترجع إلى الوراء ,  فالتغيير لا بد قادم نحوى أنظمة حرة ديمقراطية تحفظ حقوق كل مكونات شعوب الوطن الواحد.
وكل الشكر لكم ولإدارة موقع عنكاوا وتحية للقراء الأعزاء .
 

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية