المحرر موضوع: مواهب ظلّمت ونسّيت  (زيارة 1085 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل babadramsin

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مواهب ظلّمت ونسّيت
« في: 11:59 16/03/2010 »
مواهب ظلمت ونسيّت
في بداية السبعينات ظهرت الكثير من المواهب الرياضية والفنية بين شبابنا ، وذلك لكثرة النوادي الرياضية والاجتماعية أضافة الى كثرة الملاعب الشعبية المنتشرة في كافة مناطق بغداد ... مما ادى الى بروز الكثير من المواهب الرياضية  والفنية بين الشباب المتحمس للشهرة  ألا أنه للأسف الشديد الكثير من هذه المواهب سواءاً الرياضية أو الفنية  لم ينالوا حصتهم من قبل اعلامنا التي كانوا يستحقونها فضاعت جهودهم ودفنت مواهبهم وأصبحوا من المنسيين !
في هذه الحلقة سوف أركز على شبابنا الموهوبين في منطقة كراج الأمانة في بغداد حيث كانت حصة هذه  المنطقة حصة الأسد كون نادي الأثوري الرياضي في نفس المنطقة فظهر ت فرق شعبية وفرق فنية  اضافة الى التشجيع الكبير من قبل جمهور منطقة كراج الأمانة المتعطش لكرة القدم لأن اكثرية اهالي هذه المنطقة من الحبانية المدينة التي انجبت الكثير من الرياضيين من امثال عمو بابا ويورا ايشايا وعمو سمسم واديسون ايشايا ودكلص عزيز وشدراك يوسف وكلبرت اويقم وعمو يوسف  وغيرهم من اللأعبين الدوليين الذين مثلوا منتخب العراق سنيناً وسنين  فكانوا يترا كضون من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين الى ملعب المنطقة ( وهو ملعب تابع للأعدادية الصناعة والتي اصبحت اخيراً الجامعة التكنولوجية ) لتشجيع شبابنا والتصفيق للعب الجيد والنظيف ومن هذه الفرق القوية على سبيل المثال فريق شباب نينوى بقيادة المدرب ( مكي ) وفريق شباب النصر والذي كان يدربه السيد ( خليل الشيخلي ) وفريق النسور الأثوري والملقب بفريق الاحلام والذي كان يدربه ويديره السيدان ( ايشو حنا الملقب بايشو قانون وشموئيل نوئيل الملقب بشوى ) ثم فريق السماجة ومدربه ( فلاش الاوتاجي ) أضافة الى فرق نادي الاثوري الرياضي بمختلف الاعمار... وقد امتعت هذه الفرق جماهير المنطقة والمناطق الاخرى التي لعبت في ملاعبها بسحر الكرة العراقية واللعب المهاري الجميل الذي يميل للمدرسة البرازيلية .
هنا أريد التركيز على احدى هذه الفرق المليئة بالمواهب الخيالية على وهو فريق شباب النسور الأثوري وكابتن الفريق ( ولسن أيليا والذي لقب بولسن جبسي ) .
تم تشكيل هذا الفريق من شباب منطقة كراج الأمانة سنة 1969 والذين لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر  ومع ذلك امتاز هذا الفريق بأناقته ولعبه الرجولي الذي كان يضاهي لعب فرق الدوري الممتاز ... وكان يستقبل هذا الفريق من قبل الجماهير بالتصفيق والهتاف في أي ملعب لعبوا فيه ومن ضمن صرخات الجماهير ( ها هم طلاب عمو بابا وها هي المدرسة البرازيلية قد أنتقلت من ساوباولو الى كراج الأمانة ) .
مثل الفريق اللأعبون التالية اسمائهم ادناه :
•   يوسف ابو شوارب في حراسة المرمى لا يزال يسكن منطقة كراج الأمانة .
•   لويس في حراسة المرمى أعدم في زمن الطاغية عن خطأ بحجة الهروب من الخدمة العسكرية .
•   جميل متي في حراسة المرمى أعدم في زمن الطاغية لكونه يحمل أفكار قومية .
•   أويشا أيشا في حراسة المرمى هاجر الى خارج العراق .
•   ولسن أيليا كابتن الفريق وصمام الأمان في خط الدفاع هاجر الى امريكا.
•   كلبرت الطبال ( كبي ) الدفاع القوي والمشاغب هاجر الى امريكا .
•   أوسي  ...  سلمان ... وردة ... بين جرمانيا... ججي باروتا خط دفاع النسور وجميعهم اليوم في الغربة .
•   دنو داود اللاعب القوي والغيور في خط الدفاع لا يزال يسكن منطقة كراج الامانه في بغداد .
•   هومر أويقم الماكنة التي لا تهدأ في خط الوسط هاجرالى الأردن ومات ودفن هناك  .
•   عادل وديع الفنان والمراوغ والقوي في خط الوسط هاجر الى سوريا .
•   اندو ربقا اللاعب المثابر والصلب في خط الوسط هاجر الى سوريا .
•   زيا جنجا صاحب الغيرة في وسط الملعب استشهد في أحداث الشمال .
•   آبي الطبال المراوغ والمزعج الكبير للفرق الأخرى في خط الهجوم هاجر الى امريكا .
•   جورج مازو الجناح المرعب والسريع في خط الهجوم هاجر الى امريكا .
•   وليم شابو الجناح القوي في خط الهجوم هاجر الى امريكا .
•   ايشو البرواري ذو الشعر الابيض في خط الهجوم لا يزال يعيش في بغداد .
•   وليم تمو وروميو تمو في خط الهجوم هاجرا الى كندا .
•   ايشو حنا مدرب الفريق هاجر الى المانيا واستقر هناك .
•   شموئيل نوئيل الاداري ومساعد المدرب لا يزال في كراج الامانة في ارض الاجداد العراق الغالي .
ارجو المعذرة في حالة نسيان اسماء لاعبين اخرين ... الرحمة وجنة الخلد للذين أستشهدوا في سبيل قضية أمتنا وللأخرين اتمنى الموفقبة والنجاح والسعادة .

ولنعود الى كابتن الفريق ونسأل من هو ولسن الرياضي والفنان في آن واحد ؟ ... أنه من مواليد الحبانية 1953 اكمل دراسته الأعدادية في بغداد ، بدأت مواهب هذا الشاب منذ نعومة أظافره وخاصة في مجال كرة القدم والفن وكأن سبحانه وتعالى خلق هذا الشاب لكي يكون رياضياً ومطرباً .
في مجال الرياضة برز من خلال نشاطه في فريق مدرسة  ألاعدادية الشرقيه وأختير لتمثيل مدرسته في فريق مديرية تربية الرصافة  . وفي سنة 1969 انضم بل يعتبر احد المؤسسين لفريق نسور الأثوري نال وحمل شارة الكابتن بكل امانة واخلاص لحبه وتفانية لفريقه الذهبي ... وأمتاز هذا اللاعب بطول القامة ورشاقة الجسم وجمال الوجه ولنا معه ذكريات جميلة ذكريات لا تنسى وتعتبر من أجمل واحلى سنوات العمر .
استمر ولسن بتمثيل فريقه نسور الأثوري لسنوات عديدة  ألا ان حلم ولسن في مجال الكرة لم يتحقق وذلك لأسباب كثيرة منها :-
1-   اغلاق ملعب كرة القدم في كراج الامانة بسبب بناء سياج للجامعة التكنولوجية وحرمان كافة الفرق الشعبية في المنطقة من مزاولة هوايتهم المفضلة حيث انه كان الملعب الوحيد في المنطقة .
2-   الهجرة المنظمة في بداية السبعينات الى لبنان حيث ان اعداداً كثيرة بل الالاف من ابناء امتنا تركوا ارض الوطن للأستقرار في المهجر ومنهم اكثرية شباب فريق نسور الأثوري .
3-   الحرب العراقية الأيرانية وانخراط شبابنا في الجيش لسنوات عديدة ومنهم على سبيل المثال ولسن الذي خدم اكثر من عشر سنوات .
 وهكذا انتهى ولسن واصدقاء ولسن كرياضيين ... ألا ان ولسن لم ييأس فأتجه هذا الشاب الوسيم الى موهبته الثانية وهي موهبة من رب العالمين موهبة الغناء والصوت الجميل فأسس مع شباب اخرين في بغداد فرقة موسيقية سميت ( فرقة جبسي باند ) واختار هذا الشاب طريقة جديدة في الغناء الغربي فأشتهر وبرز نجمه في هذا المجال ولقب بولسن جبسي وأستمر في ممارسة مهنته أو بالاحرى هوايته الجديدة فكان ملك الغناء الغربي في العراق وفي كافة المناسبات التي كانت الجماهير تنتظره وقوفاً متهيئة للرقص على نغمات الصوت الشجي والقوي كما امتاز هذا الشاب بألاغاني الأثورية ومن روائع هذه الاغنيات أغنيته الخالده ( سابرجيوين ) والتي نسبت مع الأسف الشديد الى مطرب أخر .
بعد سنوات تم تغيير اسم الفرقة الى ( فرقة سام باند ) واستمر بأدائه الجميل الى أن سافر الى امريكا وهناك انتهى واقولها بقلب حزين انتهى ولسن كرياضي ومطرب والسبب الاول يعود الى اعلامنا الضعيف والمتحيز داخل وخارج العراق وعدم الأهتمام بهذه المواهب التي ظلمت ونسّيت وأنحصرت الدعاية بألمطربين القدامى فقط علماً بأن ولسن أشتهر في مجال الغناء واعتقد بان أي اعلامي يهتم بالرياضة والفن وخاصة من ابناء امتنا في فترة السبعانيات يعرف جيداً ولسن ومع ذلك ظلم ونسي ولسن من قبل هؤلاء  ولم يستغلوا هذا الصوت النابع من صميم الأمة  لكي يبقى تراث نفتخر به والسبب الثاني هو ولسن نفسه كونه هاوي وليس محترف لم يفكر في وقتها بتسجيل اغانيه على كاسيتات تدخل بيوت المعجبين بولسن فضاعت مواهب ولسن هباءاً.
أن الواجب القومي يتطلب منا جميعاً وكل من موقعه سواءاً اكانت عن طريق نوادينا الأجتماعية أو الرياضية  وحتى الثقافية كفضائية عشتار أو أشور أو فضائية سركون داديشو وغيرها الأهتمام بهؤلاء وعدم تهميشهم سواءاً أكانوا رياضيون أم فنانون أم كتاب وشعراء لأن كل واحد منهم يمثل تراثاً مهماً .. وبدلاً من الحقد ومحاربة احدكم للأخر فتشوا عن مواهب شبابنا وابناءنا ماضياً وحاضراً وأغنوا فضائياتكم بهذا التراث الغالي بلقاءات مع هؤلاء الموهوبين من ابناء شعبنا الذين قدموا الكثير أن الواجب القومي يتطلب منا التفتيش والاستفسار عن هؤلاء لأنهم حقاً مثلوا أمتنا في زمن ما خير تمثيل في مجال الرياضة والفن حالهم حال الذين يمثلون الأمة في مجال السياسة علماً بأن مجال الرياضة والفن هو الطريق الأسرع لأيصال ثقافتنا الى المجتمعات الأخرى وقد قيل ( اعطيني مسرحاً اعطيك شعباً مثقفاً ) .

قبلاتي واحترامي لكل من كافح وتعب من اجل امته وحبي وتقديري لشهداءنا الابرار واعتزازي لكل من حاول ويحاول العثور على هذه المواهب التي ظلمت ونسّيت ولنؤمن بكلام سيدنا المسيح ( ما رأيكم في انسان كان عنده مئة خروف ، فضلّ واحد منها : أفلا يترك التسعة والتسعين في الجبال ، ويذهب يبحث عن الضال ؟ الحق أقول لكم : أنه أذا وجده ، فأنه يفرح به أكثر من فرحه بالتسعة والتسعين التي لم تضلّ )) وأنا أقول بأن هؤلاء الموهوبين ليسوا بضالين وأنما بمنسيين من قبل أعلامنا الفاشل ومؤسستنا الثقافية والأجتماعية والرياضية الرخيصة لأن هدفهم اليوم هو المادة فقط ونسيان احباءنا الذين رفعوا اسم أمتنا عالياً في زمن ما !!!
وانشاء الله سوف اتحدث عن موهوب أخر وفي أي مجال كان لنثبت للعالم بأننا أبناء حضارة وتأريخ لا تزال جذورها مغروسة في جسد احفادها وما التوفيق الا من رب العالمين آمين والسلام .

شموئيل نوئيل سركيس
aboremoon_2005@yahoo.com
9 \ اذار \ 2010