المحرر موضوع: المالكي وحماقـة فيتـو الآخر ...  (زيارة 881 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسن حاتم المذكور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 562
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المالكي وحماقـة فيتـو الآخر ...
حسن حاتم المذكور.
بعض الأطراف ’ تتحدث سذاجـة عـن فيتـو مسبق بعدم قبول ترشيح السيد المالكي لولايـة ثانيـة مع ان قائمتـه حصلت لحـد الآن على اكبر كتلـة برلمانيـة بين الكتل التي مفروضاً عليها ان تقف في الجانب الوطني للصراع المصيري ضد قوى الردة التي جمعت قواهـا اخيراً داخل القائمـة البعثية ــ العراقيـة ــ رغم عملية السطو التي تعرض لها ائتلاف دولة القانون وسرقت منـه الاف الألاف من الأصوات والتي رفعت ورقة التوت عن مصداقيـة الولايات المتحدة والهيئآت الدولية المراقبـة ’ الى جانب ذلك ’ فالرجل (المالكي) صاحب مشروع وطني رغم عدم رغبـة البعض في قبولـه ’
 فلا اعتقـد ان المستهدف بفيتـو البعض هـو شخص المالكي بقـدر مـا هو استهدافـاً لمشروعـه ’ طبعـاً لكل طرف اسبابه ’ قومية او طائفية او ثأرية شديدة الأنغلاق ’ لكن جميعها تفتقر الى الموضوعيـة والحرص وليس معنيـة حقاً بالمصالح العليا للشعب والوطن ’ انها ردود افعال لأنتكاسات اوهام ذاتية قد تجاوزها الواقع العراقي ومهما تعددت المبررات فيبقى بعضها محكوماً بأجندة وضغوط خارجيـة لا ترغب وليس مـن مصلحتها ان يكون للعراقيين مشروعهم الوطني وطريقهم السوي نحو مستقبلهم .
ـــ  السيد المالكي مرفوضاً عروبياً ’ لقناعة النظام العربي على انه ليس مستعداً اطلاقاً للمساومة على انتماءه وولاءه للعراق والعراقيين ’ وعمل جاداً على اعادة بناء العراق قوياً بقوانينـه وديموقراطيتـه وعدالتـه بين مكوناتـه ’ يهابـه ويحترمـه القريب والبعيد ويكبر اعتزازاً ورفعـة في عيون اهلـه ’ وقد اثبت ذلك عندما حول جرائم الموت اليومي والخراب الشامل التي ارتكبتها النظم العربيـة ومنها السعودي السوري بحق العراق والعراقيين الى مجلس الأمـن ومطالبتـه بتشكيل محكمـة جنائيـة دوليـة يقف امامها المتهمون مـن دول الجوار دون استثناء ’
 مما جعل البعض من اصحاب الفيتو الراهن يتنصلون عنها ويتنكرون لها ويشوهون اهدافها ويقفوا بالضـد منها انحيازاً وتبعيـة للجهات المتهمـة .
ـــ  السيد المالكي مرفوضاً ايرانيـاً ’ لأنـه اثبت عدم طائفيتـه عندما تصدى للمليشيات المسعورة شعيـة وغير شيعيـة ايرانيـة الولاء او عروبيتـه ’ وقد حرر فعلاً مدن الجنوب والوسط مـن زمر الأغتيالات والتهريب والخطف والأغتصاب والأبتزاز وسحب خنجـر بعض المليشيات مـن خاصرة بغداد عندما حرر مدينة الثورة المحتلـة’ لذلك سوف لن تغفر له ايران عندما اراد وضع حليفتها المدللـة سوريا البعث على طاولـة المتهمين برعايـة ودعم الأرهابيين ومجرمي البعث امام المحكمة الجنائيـة ’ ربما خوفها من ان تجد هي الآخرى مكاناً لها امام هيئـة التحقيق الدولية  ووجهاً لوجـه اما الأتهامات التي ربما ستثبت ضدها ايضاً .
ـــ  المالكي ليس مقبولاً مـن قوى الأسلام السياسي الرسمي بشكل خاص ’ خوفاً من ان يبادر رجل دين ينتمي الى حزب اسلامي ( الدعوة ) ليكشف الوجـه الآخر لبعض رجال الدين الذين وضعوا سرج السياسـة على ظهر الدين واستبدلوا القيم السماويـة بشعوذات نفعيـة حـد العورة .
السيد المالكي مرفوضاً مـن تلك القوى التي لا تصلح رغم ادعاءاتها ’ ان تكون ادوات لأنجاز وترسيخ المشروع الوطني العراقي’ وقد نجد لها عذراً اذا ما اعدنا بها الى ايديولجيتها وخلفياتها وارتباطاتها وولاءاتها ’ فأي عـذر سنجده للآخرين الذين لا مستقبل لقضاياهم ولا محك لتوجهاتم الا عبـر الأقتراب والأندماج مـع قوى المشروع الوطني .
محزن ومؤسف جداً ’ ان تقف القيادات السياسية والثقافية الكوردية عند نقطـة الحياد بين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية او مجرد التفكير بالمقارنـة بين السيد المالكي كرمز لأئتلاف دولـة القانون وبين علاوي والهاشمي والنجيفي كرموز لقائمة بعثيـة تمت صناعتها وتصديرها عروبياً ثم استيرادها محليـاً وبمواصفات صداميـة .
مـع السيد المالكي يمكن للأكراد ان يجلسوا على طاولـة الحلول الوطنيـة لمعالجـة الأشكالات والخلافات والتباينات وسؤ الفهم داخل اطار المشروع الوطني المشترك ’ وهكذا حتى يتم تمزيق ورمي آخـر ورقـة يحلـم ان يلعبهـا العنصريون والشوفينيون ومحترفـي الأجرام على حساب المصير المشترك للمكونات العراقية المتآخيـة ’ لكن ماذا سيجدون على طاولـة علاوي الهاشمي النجيفي غير الـذي وعدوا بـه اسيادهم في العودة بالعراق ثأراً الى ازمنـة التبعيـة والأضطهاد والأنفلـة والتطهير العنصري ثم الأستيئطان العروبي ’ لقد نضحت قائمتهم الروائح البعثية وعيداً  مخيفاً ’ فماذا تختزن خلفيتها مـن شرور ستطال جميع مكونات المجتمع العراقي ومنها المكون الكوردي بشكل خاص .
صحيـح ان القيادات الكورديـة سوف لن تجد عند المالكي استجابـة مطلقـة لتنفيذ جميع مطاليبها لكنها بالتأكيد سوف لن تخسر قضيتهـا والكثير مـن مكاسبها المشروعـة ’ لأنها ركن اساسي في صورة العراق الديموقراطي التعددي الفدرالي القادم ’ ان العراق محكوماً بأسباب ضعفه ومعاناة اعادة تشكيل دولتـه ودفع ضريبـة استهدافـه الوحشي مـن قبل الأتظمـة الأقليميـة والدوليـة التي تطمع بتمزيقه وسرقتـه وتقاسمـه جغرافية وثروات ’ لهذا من المرهق له ان تصبح فيه البعض من قواه الوطنية اطرافاً مشاركـة في انهاكــه .
القضيـة الكوردية ستجد في مكونات ائتلاف دولـة القانون والقوى الخيرة الأخرى تفهمـاً صريحاً لأهدافها وتفاعلاً جيداً مـع الملح منها ’ وستجد فيها حليفاً صادقاً صريحاً معها يقول ويفعل ما لـه وما عليه ولا يجد ظرورة او ثمة مكسباً في ايهام الآخرين او خداعهم خاصة وان الجميع معنيين الآن بمرحلـة البناء الوطني ’ وان كل ما يحدث مـن تحالفات واتفاقات ستتعرى جميعها امام الواقع العراقي الجديد والتطورات الهامـة على اصعدة الوعي واعادة تقييم التجربـة وترشيدها .
اقول واثقاً ان القيادات الكوردية ومهما اختلفت او اتفقت مع الأخرين فسوف لن تلغي او تتجاوز الخطوط الحمراء بينها وبين القادمون على ظهر الدولار السعودي المحمل بحثالات قوى الردة البعثيـة كرأس رمـح للغزو العروبي الجديد .
كلمـة آخيرة لكل الخيرين ’ احزاب وكيانات وائتلافات وشخصيات وطنيـة مستقلـة ’ ان عـروس العرس الأنتخابي العظيم في 07 / 03 / 2010 والذي كلف العراقيين اكثر مـن 37 شهيداً و70 جريحاً ورعباً اثارتـه الراجمات والمدفعيـة والعبوات الناسفـة ’ تلك العروس العزيزة تـم خطفهأ الآن واغتصابهـا ’ وبغدادنا التي لم تكتمل نقاهتها ’ تخاف الآن ان تصبح معسكراً يتحكم فيها ويحكمها من جديد عقيد بعثي دخيل يتطوع لحرقها في مغامرة غـزو امريكية للجارة ايران’ لنكن بعونها وعون انفسنا ونسترجع عروسـة انتخاباتنا مـن زناة البعث .
20 / 03 / 2010