المحرر موضوع: العلاقة بين المسيحية والقومية للشماس ادور عوديشو  (زيارة 1316 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادور عوديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 294
  • الجنس: ذكر
  • الشماس
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


العلاقة بين المسيحية والقومية
                                           بقلم الشماس ادور عوديشو

   سمعنا ونسمع كثيرا عن سياسيين مسيحيين يتذمرون من موقف المسيحية تجاه الاضطهاد الديني  التاريخي الى ما يشبه الاندحار التصفوي بحجة ان  موقفنا الكتابي لا يسمح لنا ان نقابل الشر بالشر او القتل بالقتل ومن  ضربك على خدك الايمن ادر له الاخر ومن طلب رداءك فاعطه قميصك ... نعم ... حقا انها مشكلة الانسانية والانسان الذي تمادى في البربرية وسفك الدماء البريئة بمبررات واساليب واسباب مختلفة ، حتى ايقن البعض وبعصبية المضطهد (التي لا الومه عليها) ، ان هذا النهج سيلازم الانسان والى الابد .
   عند اي مقارنة او او مناقشة حول هذا الموضوع المهم الذي يدور شكه في تفكير كل من تحمل وزر ادارة الخد الاخر ، او عدم مقابلة الشر بالشر ينقل الى فرض الاحتمال الثاني .
   لكن الاحداث التي تواصلت  للذين امنوا بالعين والعين والسن بالسن انتهجوا متوالية سلبية لكرة ثلجية كلما تدحرجت كبرت ، ليس فقط بمواصلتها ، لكن استمرار تضخمها زيد عليه "والبادي اظلم " ولم يعلموا ان دور البادي الاظلم سينتقل من الاول الى الثاني والى ما لا نهاية ، الامر الذي يحتم وجود مبدأ اخر يبطل هذه المهزلة ببطولة مفعول نوع اخر من مفاهيم الانتصار والقوة وحل المشاكل ، ولنا امثلة كثيرة على بعض انواع الجدل والاجتماعات والوساطات والمؤتمرات التى فاحت منها رائحة النفاق والكذب والحيل الدبلوماسية المصلحية الانانية التي بنيت مع الاسف وبدون علم الطرفين على " يجب ان انتصر" لاني تمكنت من دحره ، ويجب ان القنه درسا .
   كان هذه الامور تحدث في النصف الغبي من العالم ، والانسان مغيب عن مفاهيمهم .

   الى كل من يتهم المسيحية  انها سبب لتعاسته وأنه يحاول ان يكتشف ذاته بعد فوات الاوان لما دار ويدور في العالم ، باصطفافه مع مظطهدي المسيحية وصالبي المسيح في العالم كل يوم  ... ادرج له قليلا مما حدث ويحدث ، ليعلم المزيد عن من هو المتهم ومن هو البرئ في مسيرة هذا العالم المتخلف عن التطور الايجابي الانساني الذي يعطي للبشرية افضل علاقة بين المادية المعقولة الايجابية والانسان ، ومن ثم بين القومية والمسيحية .
من هم ابطال التحول الانساني النوعي في العالم
هل كانوا ابطال الخطوط الامامية ... ومن هم هؤلاء ... سوف لن اجيب على هذا السؤال لادع القارئ الكريم يكتشفهم بثقة وفخر .
    دعونا نفصل موقتا المسيحية عن اي ايديولوجية اخرى ، لان المسيح قال في حالة معينة " ان مملكتي ليست من هذا العالم " ... اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " . قال هذا المسيح ليشير الى كون العالم وقيصر والاديان والدساتير والعقائد التي تؤمن بالارهاب غير متكاملة وتكاملها منوط بحالتين
الاولى  :-  لا يعيب على اي دستور او دين متطور ايجابيا  وفي طريقه المقدس بعلومه الحضارية الايجابية التي تشكل ديناميكية المعقولة الايجابية الانسانية هدفها الاسمى ، ومن يقابلها في المسيحية والانجيل ان المسيح قبل الخطاة على ان يتوبوا عن سلبياتهم ويتجهوا ال مانقصده بهذه الفقرة .
ثانيا :- ان مالا يقبل انسانيا وحضاريا الدساتير والاديان الجامدة الدكتاتورية ومنفذوا فقراتها الذين جعلوا وسيجعلوا من التجاوز على حقوق الانسان المتطورة والاديان واجبا مقدسا ، يوجب قتل الانسان الذي لا يصطف بجانبهم  باوامر الاهية .
قال المسيح ان "مملكته ليست من هذا العالم لان المسيرة الانسانية باتجاه التحول الاعظم كانت  في بداياتها الاولى والبشرى اوكلت الى الرسل وكل مسيحي ان يعلن ايمانه بحقوق الانسان .
هل تحقق شيئا من هذا الكلام ؟
نعم ... ان اي تحليل ودراسة لشرائح  وشعوب مختلفة ، ستعطينا وبدون اطالة ان الملائين من البشر والطيبين الذين تحولوا من هذا النهج الانتقامي وهذا الاسلوب ، شكلوا نسبة كبيرة ومشجعة لما فعل المسيح واحبائه في العالم (ثقوا لقد غلبت العالم) .
   عندما يتغير العالم وتتغير مفاهيم قيصر هذا العالم سنكتشف وبقناعة ان المسيح يقول لكل واحد منا ... والان يا احبائي ان الاوان لاقول ان مملكتي اصبحت من هذا العالم ، عندها ستتوقف الحروب بنسب سيقررها الانسان ذاته , وسيكون حصول الانسان على السلام والطمأنينة اسرع واوفر . ان علامات هذه المفاهيم موجودة ، لكن قوى الارهاب لا زالت راكبة على حصان شيطان هذا العالم ، لكن ثقوا ان الزمن ليس في صالحهم وسوف لن يرحمهم .
قال المسيح هذا الكلام (مملكتي ليست من هذا العالم) لذلك العالم الذي جعل من مسيرة النظال من اجل كرامة الانسان  والعلاقة بين الشعوب تباعدا خطيرا زنا بالبشرية وحياة الانسان .
ان كلام المسيح هذا يتضمن فرزا عادلا وتشخيصا وجردا لبداية رسالته للعالم المعذب واحتواءا واختلافا كبيرا جدا ، بين العالم المذكور ومملكته التي اراد ان ينشرها ويبنيها وفجوة لا يملؤها الا ان تطرح بعض الايديولوجيات والقوميات بسط نفوذها على العقول لتحتويها وتشلها ... لتكسب المزيد من المنتسبين والاراضي منذ الاف السنين وتمهد للمزيد وترهب وتقتل باسم الاهها ، وكان ذلك حكما نهائيا غير قابل للتمييز على الانسان .
  عند بحث وممارسة هذا الموضوع المهم والمصيري  ،  سنكتشف امرا رهيبا  وملزما ... هو ان المسيحية والعالم المثقف الانساني  يجب ان يعلنا حربا عالمية سلمية خالية من النفاق والمصلحة والعائدية والخوف  ونفوذ الاديان الناقصة بكتبها  واحزابها ودساتيرها المادية السلبية الجامدة المتخلفة عن حقوق الانسان الاساسية ، لندين كلنا جميع انواع العنف العقائدي او الديني او الطايفي او الدستوري قديما  وحديثا  ، وهذه الادانة هي التي ستعين المناقشة العالمية لمستقبل العالم
سؤال يطرح نفسة :
ما هي افضل الممارسات والقناعات العلمية الانسانية او العقائدية المتطورة من اي موقع كان  الكفيلة التي تحول الصراع  هذا الى حوار هادئ ، واحترام متبادل ؟ .
ان العالم يشهد صراعا جامدا وليس حوارا او نقاشا او بحثا  مسالما يضمن الاعتراف بالاخر كي يستمر صرح التقدم الانساني الحضاري الايجابي بالمواصلة والصعود  ليزيح ما يدور في الساحة العالمية من صراع وخراب خطير  وتخبط  جنوني يزيح المفكرين ويبطل مفعول ما بناه الانسان المسكين بجميع موجوداته الحظارية والاكاديمية.