المحرر موضوع: فن يبحث عما يوحد الناس  (زيارة 1599 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Munir Alubaidi

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
    • مشاهدة الملف الشخصي
فن يبحث عما يوحد الناس
« في: 19:39 20/05/2006 »
فن يبحث عما يوحد الناس


المعرض الشخصي للفنانة نسرين شابا

                                                                                        منير العبيدي


يقام  حاليا على قاعة ماركت غالييري (   Marktgalerie) في مدينة روت هالمونستير ( Rotthalmünster ) في ألمانيا معرض تشكيلي للفنانة نسرين شابا و قد أطلقت الفنانة  إسم" بابل " على معرضها الشخصي هذا ، في سعيها للتعبير عما يوحد العراقيين ، شعب بلاد ما بين النهرين ، من ماض مجيد لهذه البلاد بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية و الدينية والقومية والعرقية . فبابل كانت متروبول العالم حسب التعبير المفضل لوسائل الاعلام المرئية الالمانية نفسها ، و لم تكن بابل توحد العراق و العراقيين  فحسب بل لقد شع نور حضارتها و منجزاتها الحضارية ليشمل بلدانا بعيدة و قريبة .



ملصق المعرض

اعتادت الفنانة نسرين شابا على التجريب الجريء و استعمال مواد مختلفة ، و قد أطلع الجمهور البرليني و العراقيون المقيمون في العاصمة الألمانية برلين على جانب من تجربة الفنانة من خلال اشتراكها في المعرض المقام بمناسبة الفعالية الثقافية السنوية التي يقيمها نادي الرافدين الثقافي العراقي و المسماة الأيام الثقافية العراقية و التي تشتمل على العديد من النشاطات الثقافية من معارض تشكيلية و قراءات نثرية و شعرية ونقد فني و أدبي و مسرحي و نشاط موسيقي و غنائي و كذلك العديد من النشاطات الاجتماعية .
تستعمل الفنانة نسرين شابا الكولاج بمهارة ، مبرزة مفردات جمالية و تكوينية من حضارات العراق القديمة و خصوصا حضارات وادي الرافدين و من هنا ربما جاءت التسمية التي أطلقتها على معرضها الحالي المسمى " بابل " ، و تتمتع الفنانة بحس لوني عالي بالرغم من قصر تجربتها و لكن حداثة التجربة قد تقودها أحيانا بدراية أو بدون دراية إلى التأثر بمشاهدات لأعمال فنانين آخرين شقوا طريقهم و أسسوا تجربتهم ، فإخراج اللوحة المعتمدة في ملصق المعرض ـ الصورة أعلاه ـ وطريقة إخراجها تذكر بأعمال الفنان العراقي علي آل تاجر . و الفنانون  حديثو التجربة قد يواجهون مثل هذه " الفخاخ " ، وعلى الفنان أن يعي مدى الاستفادة منها و محدودية هذه الاستفادة من أجل أن يشق ، لاحقا ، طريقه الخاص .
 


إحدى لوحات المعرض

و في عملها المعروض أعلاه ، نجد لدى نسرين شابا محاولة جيدة لشق طريق خاص ، بوسع المراقب أن يلاحظ التكاملات اللونية و استعمال الفنانة لألوان اللازورد الذي يذكر بالمزججات التي كانت شائعة في رسوم الجدران لفناني سكان وادي الرافدين القدماء و قد عزز استعمال الفنانة للكولاج و لمواد أخرى من كثافة العمل و قرّبه من الريليف الذي كان شائعا هو الآخر في فن وادي الرافدين في تلك الحقبة و لكن التكوين  ، من جهة أخرى ، يحتاج إلى المزيد من التماسك كما أن عناصره تحتاج إلى علاقة امتن مع بعضها البعض اذا ما أريد للوحة مثل هذه ، و التي تمتلك حاليا العناصر الاولية ، أن تكون ناجحة بالمعيار التشكيلي . كما تحتاج عناصر التكوين و الرموز الي مزيد من الدقة و مزيد من توثيق الصلة ببعضها البعض .



حانب من الحضور في معرض " بابل "

بالرغم من ان الفنانة نسرين شابا لم تدرس الفن ، إذ هي خريجة كلية الصيدلة في جامعة بغداد ، فان لديها العديد من المشاركات في المعارض الجماعية ضمن المجموعة الطبية في جامعة بغداد ،  كما اشتركت في معارض جماعية عديدة في ألمانيا بعد أن أقامت فيها  و من ضمن تلك المشاركات معرض الايام الثقافية العراقية آنف الذكر . وبوضعها قدمها على الطريق ، و ذلك بإقامتها معرضا شخصيا ، ينفتح الطريق أمام الفنانة نسرين شابا بكل ما يحتويه طريق الفن من مغامرة و نجاحات و إخفاقات محتملة و في الحالتين يمكن أن تكون التجربة ذات مردود ايجابي أو سلبي حسب موقف الفنان منها ، و في مطلق الأحوال على الفنان أن لا يسمح لنفسه بأن ينهزم و أن يستمر ويثابر ويصنع عناصر النجاح التي لن تأتيه من أي مصدر آخر سوى نفسه ، إصراره و مطاولته و عناده و ثقتة بالنفس .

منير العبيدي
برلين
19 ـ 5 ـ 2006
Munir_alubaidi@web.de