المحرر موضوع: الحوار الصحفي مع الاستاذ جورج منصور حول اوضاع المسيحيين وعمليات استهدافهم  (زيارة 1477 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاسـتاذ جـورج منصـــور:

الرئيس مسعود بارزاني يؤكد دائماً إن المساس بالمسيحيين هو مساس به

تجربة اقليم كوردستان في التاخي والتسامح الديني يجب ان يحتذى بها
انا كمسيحي اطالب بالكشف عن قتلة المسيحيين في العراق وتقديمهم للقضاء وعدم تسويف الامور
مؤتمر التسامح الديني شهد حضورا كوردستانيا مميزا ونقاشات وحوارات مهمه لتفعيل دور التسامح في العراق
السيد نيجيرفان بارزاني كان حريصا على تقديم كل العون للمسيحيين وبناء المجمعات السكنيه لهم وايواء العوائل النازحه
يجب على الحكومة الاتحاديه ومحافظة نينوى كشف الاوراق كامله وبشكل شفاف حول المتورطين باستهداف المسيحيين
المسيحيون يمارسون طقوسهم وحقوقهم الدينيه بحرية كامله في الاقليم
المسيحيون يجب ان لا يكونوا ضحية للعمليه السياسيه
استتباب الاوضاع في العراق ومواصلة العملية الديمقراطيه لسيرها الى الامام هي من اولوياتنا جميعا
مستقبل المسيحيين في العراق مرتبط بمستقبل العراق
   حــوار : مال اللـــه فـــرج
 Malalah_faraj@yahoo.com




الحوار مع شخصية متنوعة الاهتمامات ، عميقة الكفاءات ، متفتحة ومراقبة ومواكبة وناقدة للأحداث مثل شخصية الإعلامي والناشط السياسي والبيشمركة “جورج منصور” بقدر ما يمتلكه من عمق، إلا أنه يأخذ بالحوار إلى مركز الحدث بدقة وسلاسة بعيداً عن التعقيدات أو التبريرات أو محاولات الدوران حول القضية من خارجها دون الوقوف في مركزها.
لمناسبة العيد السعيد .. عيد القيامة المجيد الذي يمثل أوج الاحتفالات الروحية للعالم المسيحي لارتباطه  طقوسه الدينية بالمعجزة الإلهية في قيامة السيد المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماوات.. التقت “الصوت الآخر” الشخصية المسيحية المعروفة الأستاذ جورج منصور ، الوزير السابق لشؤون منظمات المجتمع المدني في حكومة الإقليم ، وسفير السلام العالمي ورئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في كندا والمستشار الأول للمنظمة الدولية للهجرة في جنيف والبيشمركة الذي قاتل في صفوف حركة الأنصار الكوردستانية ومدير عام الفضائية العراقية عام 2003 ،ومؤسس قناة عشتار الفضائيه ومديرها العام عند تأسيسها وفتحت أمامه ملف المسيحيين في الإقليم .. وحقوقهم .. وكذلك استهدافهم في نينوى ومناطق أخرى من العراق .. وطبيعة مشاركته بأعمال مؤتمر التسامح الديني في العراق الذي عقد في بيروت مؤخرا.. وكان هذا الحوار:
 
مال اللـــــه فـــــــرج

ظروف المسيحيين
* والمسيحيون يحتفلون بعيد قيامة المسيح (ع)
 كيف تقيمون ظروفهم في الإقليم؟

- المسيحيون في الإقليم تختلف ظروفهم عن ظروف المسيحيين في بقية أنحاء العراق، وهذا متأت من التفهم الكامل من قبل القيادة السياسية الكوردستانية لأوضاع المسيحيين ولأهمية التضامن معهم ومساعدتهم وجانب من ذلك ينطلق من أن الكورد أنفسهم عانوا من اضطهاد غير طبيعي ولهذا فإنهم يتضامنون مع بقية القوميات والطوائف الصغيرة التي ما تزال تناضل أو تسعى من أجل بعض حقوقها في العراق الذي يجب أن يكون مظلة لجميع مكوناته .
فالمسيحيون في إقليم كوردستان مصانون من حيث الحقوق، ولا أحد ينسى التأكيدات الدائمة لرئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني في: أن المساس بالمسيحيين يعني المساس بنا، وهذا موقف مهم ويبني عليه المسيحيون ثقتهم في بناء أمنهم في كوردستان لهذا لجأ إلى الإقليم الآلاف من المسيحيين من المناطق الساخنة في العراق، وما تزال أبواب الإقليم مفتوحة لهذا الكم الكبير من المسيحيين النازحين، وليس فقط المسيحيين ، بل هنالك إحصائيات تؤكد إن هناك أكثر من “36” ألف عائلة من الشيعة والسنة والمسيحيين والتركمان والصابئة وغيرهم نزحوا إلى إقليم كوردستان ، وقد فتحت حكومة الإقليم مجالات العمل والمدارس والمعاهد والجامعات أمامهم لكي يشعروا أن الإقليم هو بيتهم أيضاً وهم مصانون فيه.
التسامح الديني
* كيف تقيمون طبيعة التآخي والتسامح
 الديني في الإقليم؟

- هذه مسألة مهمة جداً ، لأن قضية التسامح و التآخي في إقليم كوردستان يجب أن يحتذى بها كتجربة طوال السنوات الماضية فالكوردي كان يعيش في ذات القرى مع أخوته وجيرانه المسيحيين ولم تحدث بينهم اشكالات تذكر ، وكذلك فإن حكومة الإقليم لم تكن بشكل عام متحيزة إلى الجانب الكوردي ضد الجانب المسيحي بل حاولت باستمرار حل أية إشكالات أومسائل هامشية قد تقع وكان رئيس الوزراء السابق السيد نيجيرفان بارزاني حريصاً على تقديم كل العون للقرى المسيحية في مناطق سهل نينوى ودهوك وزاخو وقدم فعلاً الكثير في بناء المجمعات السكنية لأيواء الكثير من العوائل التي نزحت إلى الأقليم.
 
* في ظل ذلك هل ترون إن المسيحيين
يمارسون طقوسهم وحقوقهم الدينية في
 الإقليم بحرية وبشكل كامل ؟

- بدون شك ، إن المسيحيين لم يتعرضوا في يوم ما إلى شيء يهدد ممارستهم لحقوقهم وطقوسهم الدينية في الإقليم ، بل أن الكنائس كانت مفتوحة ولم تتعرض لأية مضايقات أو تدخلات على العكس كان هنالك اهتمام واضح لطقوسهم ونحن اليوم في عيد القيامة، شاهدت نقلاً مباشراً لمراسيم القداس الذي أقيم بمناسبة عيد القيامة في إحدى كنائس الإقليم من قبل إحدى الفضائيات الكوردية، وهذا يؤكد أن هنالك اهتماما في هذا الجانب.

 


رعاية الرئيس البارزاني
* كيف تقيمون رعاية الرئيس مسعود
 بارزاني للمسيحيين؟

- كما ذكرت أن الرئيس البارزاني كان نصيراً وأخاً كبيراً للمسيحيين ، وهم يعتبرونه أباً وأخاً كبيراً ، ولهذا فهم لا يهابون شيئاً  يمارسون حقوقهم وطقوسهم بحرية في إقليم كوردستان.
 
* تشابكت وتداخلت الاتهامات حول استهداف
المسيحيين في الموصل ، من المسؤول عنها؟

- طبعاً هذا الموضوع اخضع للبحث كثيراً ووجهت أصابع الاتهام لهذه الجهة أو تلك، لكن من هو المستفيد من استهداف المسيحيين وقتلهم!
بالتأكيد إن المستفيدين من ذلك هم الذين يريدون زعزعة الأمن، أنا الذي أطلبه وطلبته سابقاً في تصريحاتي ، هو أنه يجب على الحكومة الاتحادية وعلى محافظة نينوى أن يكشفوا الأوراق ويقدموا بشكل صريح وشفاف من يقتل المسيحيين ، لأن التعتيم على هذه القضية ليس في مصلحة العراق و لا في صالح أحد ، وبالتالي سوف توجه الاتهامات إلى هذه الجهة أو تلك بدون إدانة وبدون ثوابت ، لكن قبضوا فعلاً على بعض المتورطين فليكشفوا من هم هؤلاء ، ومن أية جهة هم ؟؟؟
وأنا فعلاً كمسيحي أطالب بوجوب الكشف عن الجناة وتقديمهم للقضاء العادل وليس تسويف الأمور بطريقة لا تخدم أحداً .
 
دماء الأبرياء
* هنالك ادعاءات بأن الكشف عن الجهات
 المتورطة باستهداف المسيحيين سيؤدي
 إلى إرباك أو خلل في العملية السياسة ،
 هل هذا مبرر مقبول أن تقوم سلامة العملية
 السياسية على حساب دماء الأبرياء ؟

- أنا أعتقد بأن المسيحيين يجب أن لا يكونوا ضحية للعملية السياسية في العراق ، يعني هذا المكون الصغير المسالم الأصيل في العراق لماذا يجب أن يكون الضحية في المناطق الساخنة مثل الموصل ، أنا أكرر مرة أخرى لو تم الكشف عن الجناة أو بعضهم على أقل تقدير لتمكنا من تحليل الأمور والقول من هو الذي يستهدفهم.
 
* هل ترون أن حماية المسيحيين هي مسؤولية
 الحكومة الاتحادية والأجهزة الأمنية في نينوى ؟
 
- بالتأكيد .. لذلك فإنني أقول لماذا لم يستهدف المسيحيون في إقليم كوردستان، لماذا يعيشون بأمان في الإقليم ، ولماذا هم يستهدفون في المناطق الأخرى من العراق التي هي تحت سيطرة الحكومة الاتحادية ، وأيضاً تحت سيطرة محافظة نينوى ، يدل على إنه ليس هناك حماية جيدة لهذا المكون المسيحي ، وأن من يستهدف المسيحيين يهدف إلى زعزعة الأوضاع ورمي الاتهامات على جهة أخرى وهذا شيء غير صحيح بدون وجود أدلة ووثائق حول هذا الموضوع .



 
مؤتمر التسامح
  *شاركتم قبل أيام بأعمال مؤتمر التسامح
 الديني في العراق ما طبيعة المؤتمر ؟

- هذا المؤتمر نظمه معهد الدراسات الإستراتيجية العراقية بالتعاون مع منظمة (بل) الألمانية في العاصمة اللبنانية وشارك بأعماله العديد من الشخصيات المهمة ، في مقدمتهم رجال الدين المسيحيون والمسلمون سنة وشيعة والصابئة والشبك وكذلك الايزيديون ، كما حضر المؤتمر شخصيات من البرلمان العراقي ومن الإقليم وبحث العديد من المواضيع كان منها محاضرات حول مظاهر اللا تسامح والعنف وموقف الدولة منه والتشريعات الكفيلة بالحد من أخطار الصراعات الدينية والطائفية والوسائل التي يجب اتخاذها لحماية مكونات الشعب المختلفة وموقف القضاء والقانون الدولي ودور منظمات المجتمع المدني من اللا تسامح الديني والاجتماعي وتجارب المجتمعات المختلفة والعوامل المولدة للتوترات وسبل حلها . وقد افتتح المؤتمر رئيس المعهد العراقي الدكتور فالح عبد الجبار وليلى الزبيدي مندوبة منظمة بل الألمانية .
 
*هل كانت هنالك جلسة خاصة برجال الدين؟

- نعم .. وقد شارك فيها السيد نائل الموسوي أمين عام المزارات الشيعية ، والسيد رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية ، ورئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في كركوك الدكتور لويس ساكو ورئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ ستار جبار الحلو والسيد مدير عام الأوقاف الايزدية خيري بوزاني .
كذلك كانت هنالك جلسة خاصة حول دور الدولة والسلطة التشريعية وقد شاركت فيها بدراسة عنوانها “التسامح الديني والاجتماعي ، إقليم كوردستان نموذجاً” كما شارك فيها السادة مدير مركز كارينجي للشرق الأوسط الدكتور بول سالم والنواب يونادم كنا وحنين القدو وثابت شاكر وميسون الدملوجي .
 
*ماذا عن وجهة النظر العراقية ؟

- في جلسة خصصت لطرح وجهة النظر العراقية واللبنانية ، شارك المفكر الإسلامي رضوان السيد والباحث في مركز الأهرام للدراسات وحيد عبد المجيد ، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين الدكتور شيرزاد النجار ومدير مركز دراسات فلسفة الدين عبد الجبار الرفاعي والكاتب حازم صاغيه .
أما في الجلسة الخاصة بموقف القضاء الدولي إزاء العنف المذهبي والطائفي فقد تحدث رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد مدحت المحمود وأستاذ القانون الدولي في جامعة بيروت العربية الدكتور محمد المجذوب وممثل الجمعية الثقافية الكلدانية في الإقليم السيد راوند بولص والسفير حسين سنجاري .

حضور كوردستاني
*كيف تقيمون الحضور الكوردستاني
 في هذا المؤتمر؟

- كان لإقليم كوردستان حضور فاعل في المؤتمر بحضوري شخصياً كوزير سابق لمنظمات المجتمع المدني في الإقليم وحضور عضو البرلمان السابقة السيدة بخشان زنكنة ومدير عام شؤون الايزدية في وزارة الأوقاف ، والدكتور شيرزاد النجار الأستاذ الجامعي في جامعة صلاح الدين والسفير حسين سنجاري وراوند بولص ممثل جمعية الثقافة الكلدانية وآخرين حيث خاض المشاركون على مدى يومين نقاشات وحوارات مهمة حول تفعيل دور التسامح في العراق بعد أن اختل ميزان القوى وتعمقت هذه المشكلة نتيجة الظروف غير الطبيعية التي مرت على العراق والسعي لوضع آليات مناسبة لكيفية تفعيل قضية التسامح الديني والاجتماعي.. وخرج المؤتمر بتوصيات ستتم صياغتها لاحقاً لتقدم إلى البرلمان الجديد، كما تم تشكيل لجنة لمتابعة التوصيات بالتعاون مع الحكومة القادمة  والبرلمان القادم.
 
*ما أبرز القرارات والتوصيات؟
 
-التأكيد على متابعة تنفيذ القرارات.. وعلى الشراكة في العراق، وموضوع حماية المسيحيين والمكونات الأخرى، وكذلك المصالحة بين المكونات التي حدثت مشكلات بينها، مثل الايزدية في مناطقهم والشبك.


 


 
تهجير المسيحيين
*هل توقف المؤتمر بشكل خاص أمام
 عملية تهجير المسيحيين؟

-توقف أمام هذه المشكلة، وقد قدمت أوراق عمل في هذا المجال، والشيء المهم ان المؤتمر توقف أمام جوانب كثيرة تتعلق بمشكلة التهجير، ومنها دور القضاء في موضوع التسامح، ودور منظمات المجتمع المدني والبرلمان والحكومة في التسامح والحد من العنف في العراق.
 
*هل أولى المؤتمر اهتماماً لمسألة
تحديث الخطاب الديني؟

-بالتأكيد.. وقد جرت مناقشات في هذا المجال واتسمت أجواء المؤتمر بشفافية عالية لان الحضور كانوا على مستوى متميز مما قاد الى نقاش هادئ وعلمي بعيداً عن السجالات غير المجدية، وتم وضع النقاط على الحروف واعتقد ان الجميع خرج من هذا المؤتمر رابحاً لأنهم جاءوا بروحية ان النتائج التي سوف يتمخض عنها المؤتمر ستكون لصالح العراق.
 
*كم تقدرون عدد المسيحيين المهجرين
 في الخارج؟

-ليست لدي إحصائية في هذا المجال لكنني شخصياً أتوقع بان العدد لا يقل عن (300) ألف شخص.
 
*ما موقفكم من الدعوات بمنح المسيحيين حكماً ذاتياً؟
 
- اعتقد ليس فقط المسيحيون، انما اية قومية وفق الإعلان العالمي لحقوق الانسان من حقها ليس التمتع بالحكم الذاتي وحسب، وانما بحق تقرير المصير، هذا ما تقوله الشرعية والقوانين الدولية وفي مقدمتها قوانين حقوق الإنسان، لكن كم هو هذا المطلب عملي بالنسبة الى وضعنا الان، أنني اعتقد ان استتباب الوضع في العراق وسير العملية الديمقراطية الى الأمام هو من أولوياتنا جميعاً، كمسيحيين ايضاً، لكنني أحياناً أرى ان رفع بعض الشعارات يكون مضراً عندما لا ترفع في الوقت المناسب لها.
 
مستقبل المسيحيين
*كيف تتصورون مستقبل المسيحيين في العراق؟

-مرة اخرى أقول ان مستقبل المسيحيين في العراق مرتبط مع مستقبل العراق، وأنا متفائل بان مستقبل العراق يسير في الاتجاه الصحيح وان كان ببطء وما زال العراقيون يقدمون التضحيات، لكن مستقبل المسيحيين سيكون جيداً في العراق، واعتقد بعد ان يستقر الأمن هناك الكثير من الكفاءات والقدرات ورؤوس الأموال الموجودة من المسيحيين في الخارج يمكن أن تعود للعراق وتستثمر فيه وتقدم كل إمكانياتها للعمل داخل العراق، والمسيحيون نراهم اليوم مشتتين في أصقاع العالم لكنهم ينتظرون فقط ان يستتب الأمن من أجل ان يسهموا في بناء العراق.
وهنالك ميزة خاصة بالمسيحيين هي التصاقهم بالوطن، التصاقهم بجذورهم، لكن عندما يتم تهميشهم واستهدافهم وعندما يشعرون ان الحكومة ليست مهتمة بالقدر الكافي بأمنهم واستقرارهم ورفاههم فمن المؤكد انهم سوف يأخذون طريقهم الى بلدان العالم الاخرى.
 
*هل في نيتكم الدعوة لعقد الدورة القادمة
 للمؤتمر في إقليم كوردستان؟
 
-نعم.. هذا الأمر تم طرحه على المؤتمر والجلسة القادمة ممكن ان تكون في بغداد مثلاً او في إقليم كوردستان.


مال اللــــــــه فـــــــــرج