المحرر موضوع: ماذا بعد الأنتخابات ؟؟  (زيارة 973 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماذا بعد الأنتخابات ؟؟
« في: 11:34 11/04/2010 »
ماذا بعد الأنتخابات ؟؟

    لاشكَ أن عملية الأنتخابات التشريعية التي جرت بتاريخ 7/3/2010  تشكل إحدى المحطات الرئيسية في تاريخ الشعب العراقي,وهي من أهم العوامل البارزة في بناء أسُسً النظام الديمقراطي في هذا البلد,وتعتبر أيضآ من أهم العناصر التي تساهم في بناء الثقة بين المنتخب (النائب) والمواطنين. لا أحد يستطيع أن يدعي أنه يمثل جهة سياسية معينة طالما أنه لم يتقرر ذلك من خلال هذه الأنتخابات النزيهة الى حَدً ما, حسب رأي المراقبين الأجانب وفي طليعتهم ممثل الأمم المتحدة ,بالأضافة الى كونها جرتً وفق نظام القائمة المفتوحة التي طالب بها آية الله العظمى السيد علي السيستاني, وهذا ما يساعد لأختيار  الشخص المناسب في المكان المناسب, وليس كسابقاتها التي جرت في العام 2005 وفق نظام القائمة المغلقة,حيث  تخللها الكثير من الأخطاء والتجاوزات ,ونأمل أن تجري الأنتخابات التشريعية القادمة في العام  2014 في ظروف يسودها الأمن والأستقرار, وأن تكون نسبة  المشاركة فيها كبيرة جدآ.                   إن النشاط السياسي الذي أبداهُ أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في مشاركتهم بالأنتخابات,لابُدً وأن يلفت النظر للأطراف السياسية المعنية في المنطقة, ولاسيما داخل العراق,إنها خطوة جبارة في الأتجاه الصحيح, جاءت نتيجة شعورهم بالمسؤولية تجاه وطنهم وشعبهم, بالرغم من أن الكثيرين من المسيحيين صوتوا لقوائم ليست من ضمن قوائم ( الكوتا ) المخصصة لشعبنا حسب الدستور العراقي, ومن تلك القوائم, القائمة العراقية,وقائمة أتحاد الشعب, وهؤلاء هم أحرار في آرائهم وفي من يختارونه ليمثلهم في المجلس, أما المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحيين وحسب نظام (الكوتا) المنصوص عليه في الدستور, لقد فازت بها قائمة الرافدين بثلاث مقاعد, وقائمة المجلس الشعبي بمقعدين,ونحن الآن بحاجة الى وحدة هاتين القائمتين ليشكلوا كتلة سياسية متجانسة داخل البرلمان, ليتمكنوا من تأدية مهامهم بشكل أفضل, ولكن منذ أن تم الأعلان عن النتائج النهائية للأنتخابات, نسمع ونقرأ الكثير من التصريحات والمقالات من المسؤولين في كلا القائمتين وغيرهم من المستقلين يعبرون فيها عن رغبتهم الشديدة لأيجاد صيغة تعاون مشترك بين القائمتين الفائزتين,ولكن هذه الدعوات غير كافية لأنها تقتصر على الشعارات والتمنيات, ولم نلمس منها أي تحرك جادً بهذا الأتجاه من كلا الطرفين,والشئ المهم الذي يؤخذ بنظر الأعتبار هو ما يجب أن نراهُ واقعآ ملموسآ على الأرض ومن خلال الأفعال وليس الأقوال.
   إن الخلافات القائمة بين القائمتين ألمنوه عنهما ستستمر ما دامت العوامل المسببة لهذه الخلافات قائمة  ومؤثرة في مجتمعنا لحد الآن,وأنها تتعلق بخطابهم السياسي المختلف, ورؤيتهم لمستقبل شعبنا,بالأضافة الى موقفهم من مسألة  مشروع الحكم الذاتي الذي تتبناه وتطالب به وتسعى لتحقيقه  قائمة المجلس الشعبي, بينما قائمة الرافدين لا تؤمن بهذا الهدف الأستراتيجي لا بل تستهزئ به وتعتبره مسخرة وجعجعة في الفراغ حسب تصريحات بعض المسؤلين في قائمة الرافدين لدى لقاءاتهم مع المغتربين من أبناء شعبنا.
    إن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لايزال يدفع الثمنً باهضآ بسبب الأنقسام الحاصل بين قادتنا,ولنا هواجس من خطورة المرحلة القادمة وتداعياتها على شعبنا,ومع كل هذا فإنه من الضروري جدآ أجراء الحوار بين القائمتين لغرض التوصل الى أتفاق بينهما حول طرح برنامج سياسي محَددً, يلبي حاجات وتطلعات وطموحات شعبنا لهذه المرحلة, ويضمن لنا الأمن والأستقرار في هذا الوطن,وأعتقد بأن معظم الأطراف السياسية تؤيد هذا الحوار وتشجعهُ في سبيل تقريب وجهات النظر بين الطرفين,وأيجاد الصيغ الديمقراطية الملائمة للتعاون المشترك بين الحركة الآشورية من جهة,والمجلس الشعبي من جهة أخرى, كما نطالب الأحزاب والتنظيمات السياسية التي خرجت من خيمة المجلس الشعبي قبل الأنتخابات أن تعيد النظر بموقفها السياسي وتواصل العمل في أطار المجلس الشعبي,لأن الأسباب والمبررات التي أدت الى أبتعادهم عن المجلس الشعبي قبل الأنتخابات قد تلاشت الآن, وبدأت مرحلة جديدة تتطلب توحيد الخطاب السياسي القومي, لتشمل كافة تنظيماتنا السياسية ومنظماتنا الأجتماعية والمهنية,بالأضافة الى هذا, فإن الأحزاب المشاركة في قائمة عشتار وهم كل من (حزب بيت نهرين الديمقراطي , حزب الوطني الآشوري , والمنبر الكلداني) يشتركون مع المجلس الشعبي في  المبادئ والأهداف الرئيسية, وفي مقدمتها موقفهم من الوحدة القومية, ومشروع الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية في سهل نينوى.
    إنه َمنً الضروري جدآ أن يستأنفوا العمل السياسي مع المجلس الشعبي,وفي هذا الوقت بالذات, بالرغم من أن قائمة (عشتار) لم تحصل على أي مقعد في البرلمان,ولكن لايعني هذا أنهم فقدوا رصيدهم في المجتمع الكلداني السرياني الآشوري, أو فقد المجتمع ثقته بهم, أو أن برنامجهم السياسي لا يلبي حاجات وتطلعات شعبنا, وهذا غير صحيح, إنما هم يحظون بأحترام وتقدير كبير من لدن أبناء شعبنا قاطبة.
إن هذه النتائج كنا نتوقعها,لأن الجميع يعرف جيدآ إن قائمة (عشتار) لم يكن لها أية أمكانيات مادية أو أعلامية,ولم يتيسر لها الحصول على أي مصدر مالي لتمويل حملتهم الدعائية أسوة بالقوائم الأخرى,ولقد شاهدنا الأمكانيات التي كانت متيسرة لدى قائمتي المجلس الشعبي, والرافدين, ولاسيما القنوات الفضائية لكل منهما, (عشتار وآشور) ومن المؤكد بأن وسائل الأعلام لها دور مؤثر وفعال ورئيسي في حسم نتائج الأنتخابات  وهذا ليس في العراق فحسب وإنما في كافة بلدان العالم.
    إن شعبنا مجروح ومشتت ولا يستطيع أن يعبر عن رأيه وموقفه في خضم هذه الفوضى السائدة في هذا البلد, ويجب أن يكون من أولوياتنا الآن هو توحيد الصفوف بالرغم من وجود خلافات وأختلافات في الرؤية والهدف بين البعض من تنظيماتنا السياسية,ولكن الظروف التي تواجهنا الآن يتحتم علينا تجاوز هذه الخلافات مهما كانت ولاسيما في هذه المرحلة بالذات,إنها من أهم المراحل التي يمر بها العراق.                 إن الأنتخابات التي جرتً لم, ولن تكن هدفنا, وإنما هي إحدى الوسائل المهمة لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا الوطنية والقومية المشروعة في وطننا, كما نطالب المجلس الشعبي أن يمسك بزمام المبادرة, ويدعو كافة التنظيمات السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري  لطاولةً الحوار المفتوح, وطرح مشروع سياسي جديد يلبي حاجات وتطلعات الجميع وفق برنامج عمل مشترك لفترة السنوات الأربعة القادمة, يستند على مبادئ وأسس وشروط وآلية عمل لمواجهة التحديات الصعبة التي قد تواجهنا في المرحلة القادمة.
   إن الوضع القائم الآن في العراق لا يدعو الى التفاؤل, بسبب الصراع الدائر بين القوائم الرئيسية على منصب رئيس الوزراء,وإن الصلاحيات المناطًة بهذا المنصب وحسب الدستور العراقي الجديد تجعل النظام الديمقراطي القائم في هذا البلد مشلولآ,ولقد شاهدنا عددآ من المسؤولين الكبار وخاصة في القوات المسلحة يصرحون علنآ بأنهم وزراء بدون صلاحيات, وعلى سبيل المثال لا الحصر وزير الداخلية السيد جواد بولاني, والفريق بابكر زيباري رئيس أركان الجيش وغيرهما.
   إن المعطيات القائمة على الأرض تشير على مدى خطورة المخططات التي تحاول جهات أجنبية وأقليمية تنفيذها في وطننا بطرق وأساليب مختلفة وملتوية,وشاهدنا قبل عدة أيام الأنتخابات التي أجراها التيار الصدري لأختيار مرشحه لرآسة الوزراء والجميع يعرف كيف تم الأعداد لهذه العملية في إحدى الدول المجاورة,إن العملية بمجملها كانت تستهدف الضغط على القوائم الرئيسية الفائزة بالأنتخابات وفرض عليها أمر واقع, وإننا نخشى من الهيمنة لحزب سياسي على مقاليد الحكم, بسبب ثقافته  التي تختلف عن ثقافة السواد الأعظم من مكونات الشعب العراقي, كما لايؤمنون بأنتقال السلطة سلميآ الى الكتل السياسية الفائزة بالأنتخابات,ويبدو أنهم يمهدون لممارسة النظام الشمولي في العراق كما هو سائد الآن في أيران, بالرغم من أن هذا النظام عجز عن تحقيق مكاسب وأنجازات داخلية, تؤَمن حياة حرة كريمة لشعبه, وبشهادة شركائهم في السلطة زعماء تيار حركة الأصلاح في أيران, ومن هذه المعطيات وغيرها, فإننا نطالب قادتنا أن يكونوا على أستعداد تام للتعامل مع المستجدات داخل العراق وفي المنطقة. 
داود برنو
10/4/2010 .