المحرر موضوع: تذكار مار سركيس ومار باكوس  (زيارة 932 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل nori mando

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 174
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تذكار مار سركيس ومار باكوس
الشماس نوري إيشوع مندو
القراءات الطقسية:
القراءة الأولى: أعمال الرسل 12 / 1 _ 24 في ذلك الوقت قبض الملك . . .
القراءة الثانية: 2 قورنتس 12 / 1 _ 14 ألا بد من الافتخار؟ إنه لا خير . . .
القراءة الثالثة: متى 10 / 37 _ 42 من أحب أباه أو أمه أكثر مما يحبني . . .
                  + متى 16 / 24 _ 27 ثم قال يسوع لتلاميذه: من أراد أن . . .
                  + متى 19 / 27 _ 30 فقال له بطرس: ها قد تركنا نحن . . .
 
   مار سركيس ومار باكوس: كان سركيس وباكوس من أشراف المملكة الرومانية ومن كبار قوادها، ومن رؤساء ديوان الملك مكسميانس  في أواخر القرن الثالث. وكانا مسيحيين صميمين في التقوى الصحيحة الرصينة والفضائل السامية، وكانا من أصحاب الرأفة بالمسكين والعطف على الضعيف.
   وعندما كان مكسميانس يوماً في مدينة افغوسطا في بلاد سوريا الشمالية، قرر أن يقيم أحتفالاً عظيماً ويقدم الذبائح لأصنام المملكة. ولكي يُلبس هذا العيد حلة بهاء شائق أمر أن لا يتخلف أحد من وزرائه وقواده عن ذلك الاحتفال الباهر. وعندما دقت الطبول ونفخ الكهنة بالأبواق وتهيأ الموكب للمسير، طلب مكسميانس رئيسي ديوانه سركيس وباخوس فلم يجدهما. فأرسل في طلبهما فحضرا. فسألهما ما سبب امتناعهما عن الاحتفال. فاعترفا أمامه بأنهما مسيحيان، وبأن ديانتهما تحظر عليهما تقديم الذبائح للأصنام التي ليس سوى حجارة صماء، لا وجود لها ولا منفعة تجنى من عبادتها وإكرامها.
   وبعد رفض سركيس وباكوس المشاركة في هذا الاحتفال، غضب الملك لجسارتهما. فنزعت عنهما شارات الشرف وألبسا ثياباً نسائية علامة الهزاء والسخرية، ووضعت في أعناقهما الأغلال وشهرا في شوارع المدينة. فصبرا على تلك الإهانات بنفس كبيرة وإيمان لا يتزعزع. وبعد ذلك أعادهما الملك إلى حضرته وأخذ يتملقهما ويغالي في إظهار عطفه عليهما، على أن يعودا إلى رشدهما ويخضعا لأوامره السامية. فما كان منهما إلا الثبات على ولائهما لملك السماء، لأنه خير من جميع ملوك الأرض.
   ثم ارسلهما الملك إلى أنطيوكس محافظ بلاد المشرق المشهور بقساوته وشراسته. وأراد الملك بذلك أن يخيفهما، وأن يذلهما بإرسالهما إلى رجل كان منذ عهد قريب يأتمر بأمرهما. فأحضرهما أنطيوكس أمامه وجعلهما في مصف المجرمين وأخذ يحفف معهما. فكان تارة يظهر أمامهما ذئباً ضارياً، وطوراً حملاً وديعاً. لكن تهديداته ومواعيده وجهوده ذهبت أدراج الرياح. فأغتاظ وأمر بجلد باكوس جلداً وحشياً حتى أسلم الروح، وطارت نفسه الزكية الشريفة إلى المملكة السماوية الأبدية. 
   وأما سركيس فقد وضعه في السجن ليفكر في أمره. وفي تلك الليلة ظهر باكوس لصديقه سركيس، فعزاه وشجعه وقوى عزيمته، ووعده بأنه سوف يشاركه في مجده في السماء من بعد جهاد الأرض.
   وبعد أيام أراد أنطيوكس أن يقوم برحلة إلى أحدى المدن. فأمر أن يساق سركيس أمام عربته ماشياً بعد أن وضع مسامير مسنة في حذاءه، وجعل يركضه أمامه والدماء تسيل من رجليه وتبلل الأرض. وكرر عليه ذلك العذاب مرة أخرى بلا جدوى. فلما رأى أنطيوكس أن لا فائدة ترجى منه، أمر بقطع رأسه ففاز بإكليل الشهادة، فضرب الجلاد عنقه، وهكذا فاز سركيس بإكليل الشهادة، وذهبت نفسه الكبيرة لتنضم إلى نفس صديقه باكوس، وإلى سائر طغمات الشهداء المكللين بإكليل الظفر في السماء. وكان ذلك سنة 303.
   وشرف الله ضريح سركيس بعجائب باهرة، حتى أن المسيحيين وعبدة الأوثان أنفسهم كانوا يبادرون إليه طالبين النعم للنفوس والأجساد.
   ولكثرة إقبال الناس على زيارة الضريح نشأت حوله مدينة دعوها سرجيوبوليس وهي الرصافة . وقامت هناك كنيسة فخمة كان الناس يحجون إليها من جميع الأقطار. 
   وفي القرن السادس بنى يستنيانس كنيستين عظيمتين على اسم سركيس، واحدة في القسطنطينية والثانية في عكا. لأن عبادته كانت قد انتشرت في بلاد الشرق كلها. وكانت إحدى نساء كسرى ملك الفرس قد شفيت بشفاعته من مرض عضال كان قد اعتراها. فقدم كسرى لضريح سركيس صليباً كبيراً من الذهب الإبريز المرصع بالحجارة الكريمة. 
   وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار سركيس ومار باكوس في الجمعة الرابعة من سابوع القيامة.