المحرر موضوع: ورسالة الى صديق فلسطيني  (زيارة 1497 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ورسالة الى صديق فلسطيني
« في: 03:18 06/07/2005 »
.. ورسالة الى صديق فلسطيني


عبدالمنعم الاعسم

aalassam@hotmail.com
 

  كتبت رسالتي هذه غداة صدور بيان (المثقفين الاردنيين) بالتضامن مع صدام حسين العام الماضي، وكان ثمة الثلثين منهم فلسطينيون، كنت انت، واصدقاء لي اخرون بينهم، للاسف، لكني ارجأت إرسالها لك خشية اتهامي بالانزلاق الى محذور ردود الافعال العاطفية، فطويت الرسالة في جانحي، كما يقول الجاحظ، وتواكلت على احتمال مجئ فرصة سانحة لارسلها بعد انتزاع بعض مخصوصاتها واستطراداتها العاطفية الظرفية.

  دائما، كنت اقول لك: ربما لو كنت فلسطينيا مقموعا، ومسلوب الارادة، ومطحونا تحت عجلات جيش الاحتلال الاسرائيلي لتلقيت بارتياح الصواريخ التي اطلقها صدام حسين عام 1991 على تلك القوات، لكن المشكلة ان ارتياحك ذلك تحول الى  صورة خادعة، إذ صرت لا ترى من صدام حسين إلا وهو يعطي الامر باطلاق صواريخ (خالية من حشوة المواد المحرمة) الى الاراضي الاسرائيلية، ولا يسعك -للاسف- ان تتأمل المعنى في اوامر صدام باطلاق صواريخ محشوة بغازات الخردل، وسيانيد الهايدروجين، والتابون، والسارين، وغاز الأعصاب الى مدينة عراقية ليقتل في رمشة عين ما يزيد على خمسة آلاف من الاطفال والنساء والشيوخ، وعندما كنت تقول لي " لا، اعرف اين تقع حلبجة ؟" كنت اتهجى معك خارطة الارض لتحديد الواقعة المتوحشة عند خط 35 عرضا و45 طولا، وكنت اقول لك، ان قضية الحرية لا تتجزأ، ومن يذبح الحرية، يوميا، في العراق لن يحققها، يوما، في فلسطين.

  صديقي العزيز

   تتذكر ذلك الحديث، يوم كنا، مقاومين، في اقصى الجنوب اللبناني، وعلى مشارف الجليل، قلت لي "لا استثني منهم احدا" تمثلا لاحتجاج مظفر النواب ضد الزعماء العرب، لكنك اليوم في توقيعك على بيان التضامن مع صدام، استثنيت واحدا منهم، بل استثنيت اكثرهم بطشا واجراما، وصرت تصلي لانقاذ رقبة مثقلة بمليون مشنقة هي عدد ارواح العراقيين التي ازهقها بيديه.

   كما تتذكر يوم اخذتني في بوخارست الى لقاء الطلبة العرب مع ياسر عرفات، له الذكر الطيب، وتطور الحديث الى واقعة قصف الطائرات الاسرائيلية للمفاعل النووي العراقي، وقد قال الزعيم الفلسطيني آنذاك: "والله، مش عارف ليه صدام ماردش على الاهانة..يستنى ايه" واحسب ان صدام يعرف ان موقع مفاعل ديمونة الاسرائيلي يقع في وادي النقب، وانه حين اسقط صواريخه في اطراف القدس، بعد عشر سنوات لم يكن يقصد الرد بضرب البرنامج النووي الاسرائيلي ولم يكن قد ارتكب خطأ، فالتصويب الجوي يخطئ بعشرات الامتار وليس بعشرات الكيلومترات.

 لا اود ان اعيد عليك(وثيقة اصدرتها منظمة التحرير الفلسطينية)عن سلسلة الاغتيالات التي طالت قادة فلسطينيين على يد (مجرمين محترفين خرجوا من معطف صدام حسين) ولا اريد ان الفت نظرك الى اكثر من مائة محاولة قام بها صدام حسين لشق صفوف الفلسطينيين، ولا اريد ان أذكرك بالاتصالات التي كان يجريها صدام حسين مع حكومات اسحاق شامير وشيمون بيريز وايهود باراك لغرض كسب ودها طريقا الى رضى البيت الابيض، ولا الى مشروع احياء خط بترول يافا الذي كاد ان يتحقق عام 1983 بين طارق عزيز والوزير الاسرائيلي اريه درعي بوساطة وزير الخارجية الامريكي هنري كيسينجر، لكني فقط أذكرك، بما كنت اقوله لك دائما، انكم، ايها الاخوة، بهذا الموقف، تكسبون الجلاد وتخسرون ضحاياه..تكسبون الصنم، وتخسرون الله.

ـــــــــ

..وكلام مفيد

ـــــــــ

"اشارات المرور ليس لغرض تنظيم سير السيارات، لكن لغرض تذكيرنا  بالكوارث التي تسببها غفلتنا وحماقاتنا".

كاتب امريكي ساخر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ