المحرر موضوع: وحـــدة كـنيستنا وشـعبنا .... يــا وحــدة ؟؟؟!!!  (زيارة 1317 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
وحـــدة كـنيستنا وشـعبنا .... يــا وحــدة ؟؟؟!!!
عَـرفت الانظمة الشمولية والشوفينية ومنذ زمن بعيد أن هناك ما يدغدغ مشاعر الشعوب والقوميات والاديان والاوطان ويؤمن لها زمن أطول في البقاء والجثو على صدور المتعبين من ويلات سياساتها واجندتها بالاقصاء العرقي والقومي والسياسي فتراها من باب ترفض الرأي الاخر وتفصح للعلن ان أبوابها مفتوحة !! ومن باب اخر ترفع شعارات وحدوية زائفة  (وحدة حرية اشتراكية) وفي مكمن قناعاتها وانظمتها الداخلية ومؤتمراتها وأعلامها ( جمع  علم ) واحتفالاتها لا تؤمن الا بمكون واحد !!   ومن أهم اسلحة هذه الانظمة الشمولية هي كلمة الوحدة كلمة لها وقع وصدى طيب في نفس المتلقي  ولكن وحدة يا وحدة ؟؟!!
الوحدة الكنسية يا وحدة ؟؟!!
نورنا من الظلمة !! أحد رجال الدين الاجلاء بمقال قيم تحت عنوان كلنا منشقون !! وماهي الا فترة زمنية لا بأس بها تمضي فنراه يلوح بعبارات منمقة اما الوحدة كما اراها ! او الانشقاق عنكم ! , اما العمل كما أراه انا ! او التوحد مع الاخر ( الانشقاق ) ! وهذه التصريحات الرنانة التي تأتي من باب الاصلاح الانترنيتي والعضلات المفتولة  ماهي الا تعبيرات مزاجية اعتدنا عليها من خلال تعايشنا مع صاحب الجلالة الموقر في زمن ما !! فترى رايه بالحكم الذاتي (السياسي ) يجابه بعاصفة من الانتقادات والهجوم اللاذع بينما يلاقي الترحاب والتهلل من الجانب الاخر( السياسي ) الذي يتناغم مع رايه !! وها أننا اليوم نرى تلك الاقلام التي هاجمته , تغازله لاهداف وغايات مسمومة ورؤية تحزبية ضيقة كأنما شعار الوحدة الكنسية جاء العلاج الشافي للامراض والعلل التي تعصف بشعبنا من جراء ما يجثو على صدورنا كالسرطان  !!
رغم ان الله لم ينعم علينا كما انعم على البعض بشهادات عالية وروحية سماوية وخدمة  تواضعية !! الا اننا نستطيع ان نفهم الوحدة الحقيقة حسب منطلق الانجيل فنحن عشنا هذه الروحية ولمسنا صعوبتها وادركنا فيها رغبة المسيح الحقيقة منها فكما أفتخر عن افصح عن هويتي القومية اجرء ان افصح عن الروحانية التي احاول ان اعيشها واطبقها رغم التحذيرات التي تصلنا من هنا وهناك على اننا دخلنا المنطقة الحرام فعلي الصمت والا !!
(’’ليكونوا باجمعهم واحداً) ‘‘(يو17: 22) تلك كانت رغبة يسوع في ليلة الوداع قبل آلامه الخلاصية.
كان يسوع يعلم أننا مختلفون وأن لكل واحد منا ما يميزه عن الآخر من حيث التاريخ والثقافة والتقاليد وحتى باللون ... ولكنه مع ذلك دعانا إلى الوحدة، فكيف يمكننا أن نفهم دعوته؟
أن نكون واحداً لا يعني أن يذوب الواحد في الآخر، أو أن تمحى شخصية الواحد لتظهر شخصية الآخر، أو أن يسيطر الأقوى على الأضعف ليسير المجتمع في خط واحد.
الوحدة التي أرادها يسوع، هي الوحدة رغم الاختلاف، والتي عبّر عنها القديس بولس بتشبيه الكنيسة بجسد الانسان،(1كور 12 :12- 31) حيث يكون لكل عضو دوره المهم في هذا الجسد مهما كان نوع وحجم هذا العضو، وحيث تتعاون جميع الأعضاء لبناء هذه الكنيسة التي تشبه اجسادنا والتي رأسها المسيح وغايتها الله.
هذا هو المعنى الحقيقي الذي اختبرته واحاول ان اعيشه لهذا اليوم ومع الكثيرين من الاخوة الاثوريين والسريان والارمن  ...... وكم هو طريق الوحدة الحقيقية صعب ومليء بالمصاعب وبالرغم من ذلك لم اسمع يوماً ما ان احداً قام بالغاء كوني كلداني او اني الكلداني سعيت لالغاء  اخي السرياني والاثوري او الارمني .
هذه هي الوحدة الحقيقة بأطارها الروحي والايماني التي يشعر بها كل مسيحي والتي تستخدمها الاحزاب الوحدوية (الانفصالية) الشمولية (الشوفينية ) لتمرير اجندتها وحقيقتها المخفية في الغاء الاخر واقصائه بكل مكر وخبث ومغريات مالذ وطاب .
لقد جاء قرار البطريركية للكنسية الشرقية القديمة بتوحيد عيد الميلاد في 25 – 12 مع بقية الكنائس الشقيقة وقع طيب في نفوس المسيحيين من الكنائس المختلفة وان هذا القرار جاء بحكمة وروحية عالية وخاصة انه تم الاستفتاء على هذا الامر من قبل رجال الكنسية مع شعب الكنيسة من المؤمنين فنقراء في القرار   "، وبعد مناقشة هذا الموضوع كان قد تقرر الآتي: "قرر المجمع أن يتم تبيان آراء أبناء رعياتنا خطيا.... إلخ":
ان الوحدة الكنسية امر جيد لا بل ممتاز لكن ان تقوم هذه الوحدة على حساب الهوية القومية او اقصاء الاخر بدون الالتفات الى الشعب وتبيان رايه وفق اسس واضحة المعالم لن يكون لهذه الخطوة اية مباركة وسوف تجابه بكثير من الشجب !! وخاصة مما نلمسه من بعض الداعيين الى الحياة والقيامة والتجدد التي من المفروض ان يبدؤوها في انفسهم وفي كنيستهم مع رفقاوئهم وشعبهم قبل الدعوة اليها !! بتنقية القلوب وخاصة بين رجال الاكليروس الذين نشهد تفرقهم وتراشقاتهم الاعلامية قد ملئت صفحات الانترنيت ..فيا سادة يا مبجلين يا من نكن لكم كل الاحترام , الشعب لن يدفع ضريبة انقساماتكم وتقاطعاتكم ومزاجاتكم !!
ادعموا الشباب (التجدد) الذين سيجلسون الى جانبكم ويشاركوكم بروح الجماعة في  القرارات المصيرية لا ان تنمقوا ببعض الكلمات بالهمس ضدهم  !!
التفتوا الى شعبكم( الحياة ) بمطالبه ومعاناته وانزلوا مع اخوتكم من الابراج العاجية ومجالسة الساسة الوحدويين واحتضنوا الشعب ورفقاءكم من كهنة واساقفة بروح المحبة (الحياة) !!
ادعموا حياة الروحية الجماعية مع بقية الاساقفة والكهنة (القيامة)  لا ان ترفعوا  شكاوى بحجة قوانين كنسية  !! وتنادون رفقائكم بمسحة البطون !! فكما تخبرنا الحياة الروحية الجماعية في الانجيل في اعمال الرسل والتي كانت النواة الحقيقة للوحدة !!  والحجر الاول  في تأريخ الكنيسة "وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة، ولم يكن أحد يقول أن شيئًا من أمواله له، بل كان عندهم كل شيء مشتركًا".

يقدم لنا الإنجيلي لوقا صورة رائعة عن سمات الكنيسة في عصر الرسل تتقدمها سمة الحب العميق والوحدة الصادقة على مستوى الروح والقلب كما على مستوى العمل !!
ومتى ما توصلتم الى ذلك تستطيعون ان تنادون بالوحدة الحقيقة مع الاخر الشقيق !! من له اذنان ليسمع فليسمع !!
وهنا لابد ان نفرق بين الوحدة الايمانية والكنسية على حساب الهوية القومية ولنأخذ مثالاً يكاد يكون نموذجاً للوحدة الحقيقة الا وهو ابرشية او كنيسة ماربطرس للكلدان والاثوريين في سان ديغو !! لا تلك الوحدة التي يريد البعض ان يرجعنا اليها والى المربع الاول وسنة 1995 ولغاية في نفس يعقوب !!
ولابد ان أمر بعجالة على امر النعامة من أزمة الكنيسة الكلدانية !! فبعض الكهنة الذين تتلمذنا على ايديهم وبعض الرفاق الاخرين لا يريدون ان يكونوا تلك النعامة وبحجة الاصلاح ترفع النعامة راسها عبر الانترنيت لكي تصلح !! رغم ان بعض الكهنة كان يحذرنا من عبارة انه الغاية ابدا لا تبرر الوسيلة !! ويأتينا بمثل روبن هود فهو كان لصاً يسرق ( الوسيلة) ليساعد الفقراء والمحتاجين ( الغاية )  او الطالب الذي يغش (الوسيلة ) لكي ينجح (الغاية) فعلى غراره اليوم يقومون بالتراشق الاعلامي وعرض العضلات المفتولة وبث الحلول الخلاصية عبر الانترنيت (الوسيلة ) لاصلاح الكنيسة الكلدانية (الغاية) !! من له اذنان ليسمع فليسمع !!
وحــدة شعبنا المسيحي يا وحــدة ؟؟!! ( الغاية ( ممكن وحدتنا الحقيقة !!) تبرر الوسيلة (أقصاء الاخر بكونه طائفة ورفع شعارت رنانة مركبة) !!
لطالما عاش الشعب المسيحي في ارض الاباء والاجداد على انه واحد رغم الاختلافات وبفطرية ينادي الاخ اخاه بلفظة سورايا ذات المدلول الديني .. لكن اعمال الشيطان الانفصالية  التي تخللت من خلال بعض الاحزاب الشوفينية الاقصائية عرفت كيف تستغل هذا الحس الديني والايماني وتتلاعب به من اجل اقصاء الاخر وتهميش دوره الفاعل في المجتمع المسيحي بكل الوسائل الرخيصة والخبيثة !! فتراه يرفع تسميات مركبة ثنائية وقطارية ثلاثية  ويجعلها كالمدخل لجنة عدن (وحدة شعبنا المسيحي ) ولقاء الحبيب !! الوحدة الزائفة ( الانفصالية ) التي يرفعها الانفصاليون بغطاء الوحدة الحقيقة المسيحية  نسمع بهذا المصطلح دوماً، وهو من أشهر كلمات القاموس السياسي لديهم ، وربما سجلت براءة اختراعه للمكاتب السياسية وموظفيها من أصحاب الاقلام ، فالشعب مطالب بأن يكون في حالة وحدة متى ما ألمّت بنا مصيبة أو مشكلة، وفي هذه الحالات يكون منبوذاً من يشوّش برأي يخرج عن الإجماع الذي تفرضه الوحدة الزائفة أو روح الأسرة الواحدة، وهي كلمات لا معنى لها إذا ما ارتضينا العيش في نظام ديمقراطي يحرض على الاجتهاد ومقارعة الفكرة بالفكرة والقبول بالاخر والتلاحم من اجل المصير المشترك .
فن الاختلاف وتنوع الاجتهادات في وقت الرخاء والأزمات، لا فرق، هما اللذان يخلقان حب الاخر والاعتراف به ويغرسانه بين أفراد الشعب الواحد، في حين يجري استخدام كلمة الوحدة عندنا (عالطالع والنازل)، وفي أحيان كثيرة لرغبة في تكميم الأفواه !! بعد ان بدأت افواه اقلام الداعيين للوحدة الحقيقة  ومنذ زمن تكشف يوما بعد يوم  حقيقة الوحدة الزائفة  وتسقط ورقة التوت من وجه واقلام الوحدويين الجدد ( الانفصاليين )
نرجع ونكول للقارئ اللبيب وحدة بياوحدة تؤمن انت وتريد ؟؟ وحدة الزائفة الاقصائية والتهميشية  التي تنطق بكون الاخر طائفة وكنيستنا في أزمة فعلينا ان نتوحد مع الاخر !! ام الوحدة الحقيقة التي تؤمن بالاعتراف بالاخر رغم اختلافه وتعترف بهويته على اننا مكونات مختلفة لشعب واحد  وكنيسة واحدة لمسيح واحد في القربان المقدس  , نحن كالبستان الجميل والذي زرع فيه انواع جميلة ومختلفة من الزهور والورود لكل واحدة منها عطرها الخاص و بجمع روائحها تعطي لذلك البستان ميزة , فهل نقبل بقطع احدى زهوره  بحجة اقطعوه انه طائفة وانفصالي لانه يقول ان لدي رائحتي المميزة  وابقوا على الاخر فهو ملك البستان !!  ونحن الذي فينا الاكبر وفينا الاصغر وفينا الوسط !!!

سيزار ميخا هرمز – ستوكهولم

cesarhermez@yahoo.com