القس عمانوئيل :
على ما يبدو أنك تدعو إلى التسمية الصحيحة , لدرايتك بعلم الفلك و التبصير للمستقبل . فوجب عليك تغيير هويتك مع ما يتناسب و هواياتك . و ذلك ينجلي بقدرتك الهائلة على التبصير و التنجيم بما سيحل بشعبكم و من خلال زيارتكم القصيرة إلى العراق و التي ذكرتها .
نعم الأنقسام بدأ في عام 1992 , عندما بدأ السيد فاضل الميراني أخاك الكردي , في التركيز الإعلامي على الفصل بين الأخوة الكلدان و المشارقة , و نتذكر كيف عين أحد المطارنة رئيسا ً لمجلس بلدية عنكاوة , يومها و ذلك عربونا لوعيه السياسي و القومي المستكرد طبعا ً .
أرجو أن لا يحملكم النقد هذه المرة على تغيير بعض العبارات في مقالكم هذا مثاما فعلت في الجزء الرائع السابق عندما استبدلت عبارة " المقززة " بأخرى ظنا ً منك أنها ستنقذك .
هذه المرة نحن سنكتب لك مقززة و لكن طروحاتكم و التي تتشرذم بها مثلما يتشرذم تنظيمكم الوطني و التي تسرد عنه قصص و حكايات و كأنك مستقل عنه لرفع شأنه .
كما أرجو كفرد آشوري و كشماس يخدم في الكنيسة الشرقية الآشورية , و لو أن رتبتي الدينية لهي أقل شأنا ً من رتبتك الكنسية و التي باتت بحكم العسكرية هذه الأيام . أن لا تتدخل في السياسة , فأنت بعيد عنها كل البعد و نحن كرجال دين , إذا ما حق لي أن أقول ذلك , تكفينا صراعات الكنائس و العقيدة من الداخل و في كل كنيسة , و يلزمنا لربما مئات السنين لشرح التوراة , فمتى ملكت الوقت لكسب تلك الخبرة السياسية و التاريخية في شأن الأمة .
فإن كانت كنسية فما تعلمونا إياه عندما نعتد لنصبح شمامسة , الأنجيل و الذي يصرح صراحة لا مجازا ً في الآية التالية :
" هوذا أرض الكلدانيين , هذا الشعب لم يكن ,أسسها آشور لأهل البرية " إشعيا 23:13
فأما أنكم تحرفون الأنجيل أو تؤمنون فيما يعجبكم فقط . أو أنكم لا تمتون الصلة بالدين .
و أما أن تشرحوا لنا الآية السابقة أو تعتزلون المرتبة الدينية .
فإدراكا ً للتناقض , يفضل أن تترك الأمور السياسية لأهلها و أن تهتم في مناصرتهم و لهذا طرق كثيرة , لعل أهمها حوار الأديان , و الحوار مع من يسلب حقوق شعبنا بمختلف تسمياته , و أن تهتم بتعريف الآخر بديننا الفضيل و هذا ما سيعكس إيجابا ً على الشعب الذي تتدعي إنتمائك له .
أرجو أن تتقبل تلك الكلمات بصدر رحب
الشماس منير خيو
الكنيسة الشرقية الآشورية